الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تعرف إيه عن «السواحيلى»؟!

منة ..وحلم يتحقق
منة ..وحلم يتحقق

كل صباح تتجدد الآمال لتحقيق الأحلام، لكن الأهم من الحلم كيفية تحويله إلى واقع يجسد رحلة عامرة بمحطات مؤثرة كل منها كفيلة بأن تجعل من صاحبها قصة نجاح متفردة. الطريق فى الغالب لا يخلو من الصعاب، لكن تظل كلمة السر هى العزيمة، ومفتاح النجاح هو التفكير خارج الصندوق.



تلك هى حكاية منة ياسر أيقونة نجاح مصرية بين مصر وتنزانيا، فقد استطاعت أن تجعل من الحلم حقيقة.

فهى شابة قررت أن تكون مختلفة فى دراستها وعملها ومجالاتها التى تطرقت إليها، وللوهلة الأولى عندما تتحدث إليها تجدها مفعمة بالطاقة الإيجابية تخطو مشوار نجاحها بخطى ثابتة.

فى البداية لم يمنعها مكتب التنسيق من تحقيق الحلم كإذاعية فالتحقت بقسم اللغات الإفريقية بكلية الألسن جامعة عين شمس، فدرست «السواحيلية» كلغة أولى والألمانية لغة ثانية.

 

 

 

ومن هذه المحطة تحديدًا انطلقت منة ياسر وبقوة بعد حصولها على ليسانس الألسن فى تخصص اللغة السواحيلية وهى لغة دولة تنزانيا ومعظم دول شرق إفريقيا.

هى باحثة ماجستير فى نفس التخصص بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، فضلاً عن دبلومة فى التنمية البشرية ومحاضر بها ومذيعة راديو أون لاين ومنسق عام اللغة السواحيلية بمكتب الشباب الإفريقى بوزارة الشباب والرياضة، ومسئولة الترجمة الفورية لكل الفعاليات الخاصة بالسفارة التنزانية فى مصر.

هى أيضًا أول مصرية تؤلف كتبًا باللغة السواحيلية جمعت فيها تجربتها الحياتية وهذا حوار معها. 

• ما دور مكتب التنسيق فى تحويل حلمك من الإعلام إلى الألسن كخطوة أولى؟

بعد الثانوية العامة بمجموع 94 % لم أتمكن من الالتحاق بكلية الإعلام بفارق نصف فى المئة، ومن هنا تحول تفكيرى إلى كلية الألسن بأقسامها المتنوعة ما بين اللغات الأوروبية والشرقية وغيرها.

وفى عام 2013 وبعد أحداث 2011 كانت مصر وقتها عائدة بعمق وبقوة إلى إفريقيا، وهنا قررت ألا أكون نسخة من غيرى فى دراسة اللغة الإنجليزية أو أى من اللغات المشهورة، مع أن الفرصة كانت مواتية لأن مجموعى فى اللغات كان يؤهلنى للدراسة بأى قسم منهما إلا أننى فكَرت خارج الصندوق فاخترت دراسة اللغة «السواحيلية»، وكان التحدى كبيرًا، لكنى أؤمن بنظرية فى حياتى ألا وهى «عشان تنجح لازم تكون مختلف».

وعلى مدار أربع سنوات تخرجت بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف فى 2017، ولكن لم يحالفنى الحظ فى التعيين كمعيدة بالكلية كما كنت أريد رغم تقديراتى المرتفعة.

 

 

 

• كيف تحولت وجهتك من جديد فى تحقيق الحلم؟

استثمرت فى نفسى فعملت فى عيادات دولية للأسنان بالاستقبال باللغة السواحيلية والإنجليزية، إضافة إلى عملى كمدير لمكتب محاماة واستشارات قانونية.

• كيف بدأت علاقتك كمترجمة بالمجتمع المدنى؟

بدأت من خلال مجلس الشباب المصرى تقديم كورسات وبرامج تثقيفية بدون مقابل لتنمية اللغة ولاقت هذه الخطوة صدى كبيرًا خارج مصر أكثر منه داخلها، من هنا بدأت آخذ الأمور خطوة خطوة، وبسبب تخصصى اللُغوى جاء التعاون مع مكتب الشباب الإفريقى، حيث يهتم بكل ما يخص الشباب الإفريقى داخل مصر وخارجها..وبدأت معهم كمترجمة، وحاليا أنا Team Leader ومراجع لغوى ومنسق عام اللغة السواحيلية فى الحركة وبإشراف كل من وزارة الشباب والرياضة المصرية والاتحاد الإفريقى. 

•  وماذا عن الترجمة الفورية؟ 

لقد عملت بالترجمة فى مؤتمرات تنوعت مجالاتها جنبًا إلى جنب مع الترجمة أون لاين، وتم اعتمادى كمترجم فورى وتحريرى من «باكيتا» المركز العالمى للغة السواحلية بجمهورية تنزانيا الاتحادية.

• ومتى تحقق حلمك كإذاعية؟ 

انضممت إلى محطتين «أون لاين» الأولى هى راديو الحدث الجديد وعملت معهم بشكل مكثف باللغتين السواحيلية والعربية فضلاً عن راديو شبابيك قدمت معهم أكثر من موسم وتوقفت بسبب ضيق الوقت، ونالت خطوة الراديو نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا، ممَا شجَعنى على عمل حلقات عن التنمية البشرية التى أعددت بها دبلومة مكثَفةـ ودمجت خلالها بين اللغتين السواحيلية والعربية.

وخرجت منها بأفكار دفعتنى إلى الكتابة، وخصوصا أن الكتب الموجودة بالفعل مترجمة من اللغة السواحيلية إلى العربية ولم يتطرق أحد من قبل لفكرة الترجمة من اللغة العربية إلى السواحيلية، وبدأت تجميع أفكارى وحبى للتنمية البشرية وتدوينها أولًا بأول.

• ما أولى الخطوات كمؤلفة باللغة السواحيلية؟

بدأ كتابى الأول بعنوان: «فى الطريق مفيش مشكلة» باللغتين السواحيلية والعربية، ويناقش عدة أمور متعلقة بالتنمية الذاتية أؤكد من خلالها أن الإنسان هو ركيزة مهمة بالحياة فى إشارة إلى أهميته فى تحقيق التنمية والتطوير عبر تنمية ذاته وتفكيره وتجاربه والعوائق التى تقف دون ذلك وكيفية التغلب عليها.

 

 

 

• متى جاءت خطواتك للسفر والعمل فى تنزانيا؟

كان حلم حياتى السفر إلى تنزانيا وبحكم علاقاتى من خلال تدريس اللغة السواحيلية، جاءنى عرض وظيفة مدير مستشفى دار السلام فى تنزانيا من سنة تقريبًا فاتخذت ما يلزم فى أمر «الدراسات العليا».

وصلت إلى تنزانيا لأول مرة وعملت كمدير إدارى فى تخصص غسيل الكلى، ومن هنا تفتَحت لى الأبواب واكتشفت أنى مشهورة بها أكثر من مصر من خلال كتابى الأول.

تكمل: درست لفترة بجامعة دار السلام، والأمر نفسه فى «باكيتا» وتم اعتمادى كمترجمة وحصلت على الإقامة التنزانية، ثم تقدمت للحصول على زمالة «جوليوس نيريرى»، وبعد انتهائى منها جاءتنى دعوة رسمية للسفر إلى «دودوما»  العاصمة للمشاركة فى الاحتفال بمرور 59 عامًا على الاستقلال وتكريمى كأول مصرية تؤلف كتبا باللغة السواحيلية والمصرية الوحيدة الحاصلة على زمالة «جوليوس نيريرى» فى القيادة، كما تم نشر كتبى فى دار السلام واستضافنى التليفزيون الرسمى التنزانى وهو ما لاقى شهرة واسعة كمصرية فهم ينظرون للمصريين على أنهم أحفاد الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر».

• ما الجديد وما خطتك للمستقبل؟ 

أعكف الآن على الانتهاء من كتاب مشترك مع صديق من تنزانيا باللغة السواحيلية، وسيكون تجسيدًا لرحلتى بها.