الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ولادك يامـصــر

الفريق كمال عامر
الفريق كمال عامر

رحل رجلان من رجال الوطن فى يوم واحد، لا يفصل بينهما إلا سويعات قليلة، وكأن القدر أراد لمصر أن تتلقى الصدمة مرتين، الأولى على رحيل قائدها الهادئ، الفريق كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، ومن بعده اللواء أحمد رجائى، مؤسس الفرقة 777 صاعقة مصرية، الذى صنف من أقوى 100 رجل حرب على مستوى العالم، وسمى طريق بحر الرمال الأعظم على اسمه.



وهنا نستعرض أهم المحطات فى حياة القائدين العظيمين.

 

ونعى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى الفريق كمال عامر, قائلاً: «لقد فقدت مصر واحدًا من أغلى رجالها، معلمى وأستاذى وقائدى اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب»، وأضاف: «كان الفقيد خير معلم وقائد، مخلصًا وأمينًا لتراب هذا الوطن حتى آخر لحظة فى حياته».

وأصدر الرئيس قرارًا بترقية اللواء كمال أحمد عامر، إلى رتبة فريق فخرى مع منحه وشاح النيل، وإطلاق اسمه على أحد المحاور أو الميادين الرئيسية فى مصر.

فهد المخابرات

«مجلس النواب سيمثل  بكل طوائفه، وسيكون داعمًا للقيادة السياسية وباقى سلطات الدولة».

تلك كانت آخر كلمات الفريق كمال عامر- رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، مدير المخابرات الحربية السابق، ومحافظ مطروح، وأسوان الأسبق.

ولد الفريق كمال عامر 13 يونيو 1942، بمنطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، تخرج فى الكلية الحربية، ثم حصل على ماجستير العلوم العسكرية فى أكتوبر 1972، ودرجة الزمالة فى الاستراتيجية العسكرية فى يونيو 1984، كما حصل على درجة الدكتوراه فى الاستراتيجية القومية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وحصل على العديد من الدورات العسكرية فى مجالات مختلفة، ودراسات مدنية عليا فى العلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية.

تدرّج فى وظائف العمليات والتخطيط لجميع المستويات بالقوات المسلحة، حيث شغل جميع المناصب القيادية من قائد فصيلة مشاة مرورًا بجميع المناصب بسلاح المشاة، ثم رئيسًا لأركان وقائد لواء مشاة ميكانيكى، ورئيسًا لأركان وقائد فرقة مشاة ميكانيكى، كما شغل منصب قائد القوات المصرية فى عمليات الخليج الثانية، ثم رئيسًا لأركان الجيش الثالث الميدانى، أصبح بعدها قائدًا للجيش الثالث الميدانى.

وتولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية خلال فترتين (يوليو 1991 إلى يوليو 1992، والثانية من يناير 1995 – ديسمبر 1995)، ثم عين مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع حتى 1997.

حصل الفريق الراحل على عدة أوسمة رفيعة المستوى، منها وسام النجمة العسكرية، وسام الجمهورية، نوط الواجب، نوط التدريب، نوط الخدمة الطويلة والممتازة، وسام الملك فيصل من السعودية، نوط المعركة ووسام تحرير الكويت من الكويت، وسام 26 سبتمبر من اليمن، وسام الأمم المتحدة.

مؤسس الصاعقة

لم تكد شمس ذلك اليوم تغرب حتى رحل أسد مصرى آخر، وهو اللواء أحمد رجائى عطية، مؤسس الفرقة 777 صاعقة مصرية، ضابط مخابرات مصرى وصاعقة مصرية وضابط مدفعية مصرية، شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، قائد عملية الأفاعى الغامضة، الذى تم تصنيفه من أقوى 100 رجل فى التاريخ الحربى.

ولد اللواء أحمد رجائى عطية بأبوكبير محافظة الشرقية 1938، تخرج فى الكلية الحربية 1958.

وقام البطل أحمد رجائى ضمن عملياته الكبرى بخمس عمليات مخابراتية داخل قلب إسرائيل قبل حرب السادس من أكتوبر 1973 واستطاع دخول إسرائيل والخروج منها بخمس شخصيات مختلفة قام فيها بجمع معلومات خطيرة وسرية عن الجيش الإسرائيلى.

 

اللواء أحمد رجائى عطية
اللواء أحمد رجائى عطية

 

وقام البطل أحمد رجائى بتنفيذ أكثر من 72 عملية تفجير معسكرات للإسرائيليين داخل سيناء قبل حرب السادس من أكتوبر 1973 قتل فيها أكثر من 300 إسرائيلى، كما أنه من أسس منظمة سيناء العربية داخل سيناء والتى كانت مهمتها تفجير معسكرات الإسرائيليين بسيناء.

وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 تولى البطل أحمد رجائى وبأوامر مباشرة من الرئيس أنور السادات قيادة العمليات الخاصة فى جنوب سيناء والبحر الأحمر واستطاع بقواته الخاصة تدمير 6 كتائب عسكرية إسرائيلية وقتل فيها أكثر من 200 جندى وضابط إسرائيلى.

وفى سنة 1977 كلف الرئيس الراحل أنور السادات البطل أحمد رجائى بتأسيس أول فرقة عسكرية مصرية لمكافحة الإرهاب الدولى وهى الفرقة 777 قتال لمكافحة الإرهاب الدولى فى مصر وخارجها.

ويعد اللواء الراحل أول من عبر بحر الرمال الأعظم على قدميه بين مصر وليبيا، وتم تسجيل هذا الطريق حتى الآن باسمه «طريق أحمد رجائى».

أسس البطل أحمد رجائى وحدات قوات الصاعقة فى الجزائر واليمن والمغرب والأردن وليبيا، كما قبض على الجاسوس الإسرائيلى فى الأردن «يامى إلياهو» وسلمه للرئيس السادات سنة 1973، وحرر أكثر من 90 رهينة فلسطينية داخل معسكرات الإسرائيليين فى قطاع غزة سنة 1966 فى عملية أطلق عليها «عملية الأفاعى الغامضة».

حصل اللواء أحمد رجائى على نوط الشجاعة العسكرى ونوط الواجب العسكرى ونوط التدريب من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر تقديرًا لاستبساله فى العمليات الخاصة، ووسام النجمة العسكرية من الرئيس أنور السادات والترقية الاستثنائية إلى رتبة مقدم عام 1971 لتفوقه فى العمليات الخاصة، ووسام منظمة سيناء العربى.