الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سألنا الرجالة: ليه تتجوز علي مراتك؟!

علاقة المودة والرحمة المقدَّسة بين الرجل والمرأة وهى علاقة الزواج قد يدخل فيها طرف ثالث، يقحمه الرجل وهو الزوجة الثانية، وقد لا يكون الرجل «دنجوان» ولكنه يتزوج للمرة الثانية.



وبعيدًا عن أى آراء دينية، أو تحيزات لطرف، أو دفاع عن طرف، يظهر السؤال الأساسى «لماذا يتزوج الرجل ثانية؟!» هل يتزوج بحثًا عن المتعة بالحلال؟ أم مللًا من زوجته الأولى؟! ولماذا لا ينهى زواجه الأول إذا فشل؟ ويبدأ حياة جديدة بدلًا من المشاكل إذا علمت زوجته!

 

طرحنا السؤال على عدد من الرجال منهم المتزوج من اثنتين، لمعرفة متى يمكن أن يفكر الرجل فى الزواج الثانى؟

بحثًا عن الاهتمام

أحمد يوسف، 36 سنة، مهندس فى شركة خاصة عندما سألته «امتى ممكن تفكر تتجوز تاني؟!»، أجاب: «أى شاب عندما يقرر أن يتزوج يبحث عن شريكة تهتم به وتسعده وتلبى احتياجاته النفسية والعاطفية، وفى المقابل هو يقوم بكل هذا معها، وفى رأيى أن من يفكر فى زواج آخر رغم الصعوبة التى ستواجهه بسبب مشاكل التعدد الاجتماعية والخناقات والمصاريف وخلافه أكيد يبحث عما يفتقده فى زوجته الأولى، وعلى رأسها الاهتمام، ولا أقصد أنها يجب أن تكون ربة منزل كل وظيفتها تلبية طلباته، فقد تكون امرأة ناجحة فى عملها ولها اهتمامات كثيرة داخل البيت وخارجه ولكن مهتمة بتفاصيل زوجها وتشجعه وتتحدث معه وتعطيه من فكرها ووقتها، عندما يشعر الرجل بهذا الاهتمام لن يبحث عنه خارجًا. إلا «لوعينه زايغة» لكن ما يحدث أن يكون الرجل مفتقدًا لاهتمام زوجته وعندما يجد البديل يخطو هذه الخطوة التى يمكن أن تقلب حياته رأسًا على عقب».

يا فاجر يا قادر

على ماهر، 33 سنة، طبيب متزوج من عامين وعنده طفلة سألته متى تفكر أن تتزوج ثانيةً رد مسرعًا ضاحكًا: «لن أفكر!!الزواج مسئولية كبيرة ومن يتزوج مرة لن يفكر فى الزواج ثانيةً، فيكفى بيت واحد وزوجة واحدة وحياة عائلية واحدة بمسئولياتهم بمصاريفهم بمشاكلهم، وكانت أمى رحمها الله تقول «جوز الاثنين ياقادر يا فاجر» ..والحقيقة أنا أرى من يريد حياة مستقرة يجب أن يُسخِّر كل مجهوده للاعتناء بزوجته وأولاده والتفكير فى مصلحتهم والعمل على راحتهم حتى يكبر الأولاد فى جو عائلى مستقر إلا لو كان الإنسان يعانى من مشاكل مع زوجته أو عنده زوجة مريضة أو لا تنجب وهنا يجب أن يصارحها  برغبته فى الزواج الثانى ويترك لها حرية الاختيار بالاستمرار معه أو لا، لأنى ضد الغش والكذب».

المودة والسكن

محمد. ر 45 سنة، خريج كلية صيدلة، وصاحب شركة تعمل فى المجال الطبى،  بعد زواج 9 سنوات من حبه الأول تزوج بالثانية دون علمها، ولمدة خمس سنوات يجمع بينهما.. يحكى قصته: «منذ تزوجنا وهى مرتبطة بأهلها ارتباطًا  قويًا  لم يزعجنى الأمر فى البداية، خاصة أننا كنا على علاقة حب استمرت لسنوات قبل الزواج، اختلفنا فى البداية لرغبتها فى شقة بجانب والديها ولم تكن تسمح إمكانياتى بذلك فوافقت، وأنا تفهمت لأنها الابنة الوحيدة لوالديها وباقى إخوتها رجال أن تكون حبيبة والديها.. ولظروف عملى وانشغالى لم يضايقنى أول زواجنا زيارتها اليومية لوالديها رغم بُعد المسافة من بيتنا فى الهرم للمعادى عند والديها طالما كنت أعود فأجدها ولكن بعد ولادتها لابننا الأول ثم الثانى أصبحت نادرًا ما أراها فتذهب وتمكث بالأيام أو الأسابيع وشعرت كأنى عازب وتحدثت معها كثيرًا أنى مشتاق لها ولأولادى ولوجودها فى البيت ولكن دون جدوى،  فتعود يومين للبيت ثم ترجع لأهلها وزاد الأمر بعد مرض والدهان فأصبحت شبه مقيمة هناك لجأت لإخوتها ليقنعوها بأنها يجب أن توازن بين بيتها وبين رعايتها لأهلها، خاصة أن لها ثلاثة إخوة ذكور لكن زوجتى كانت عنيدة، واتهمتنى حماتى بأنى أنانى وأريد أن أمنعها عن أهلها وأبيها المريض وحدثت مشاكل كثيرة وقتها وتخاصمنا لشهور، تعرفت فى هذه الفترة على زميلة لى وجدت عندها الاهتمام والحب فلم أتردد وفاتحتها فى الزواج ووافقت ووجدت عندها المودة والسكن الذى افتقدته منذ سنوات مع زوجتى الأولى، بعد شهور تُوفىَّ والد زوجتى الأولى فاكتأبت وذهبت لها وساندتها ولم أتخل عنها أو عن أهلها وتحسنت العلاقة جدًا معها ومع إخوتها وحماتى واستطعت توفير شقة لنا لتكون بجانب والدتها ففرحت زوجتى جدًا وشعرت بالامتنان لى، وحُلّت مشاكلى معها، وعادت حياتنا كأول زواجنا وأفضل، ولكن مع استمرار زواجى من الثانية دون علمها وظللت هكذا عامًا كاملًا، إلى أن بدأت المشاكل ثانية عندما علمت بزواجى عليها فثارت أول الأمر وطلبت الطلاق فرفضت وتركتها فترة لتهدأ وتفكر.. فطلبت الاختيار بينهما ولكنى رفضت التخلى عن أي منهما فهى حبيبتى وأم أولادى،  والثانية لم تقصر فى شيء بل احتوتنى فى أكثر فترات حياتى ضعفًا وساندتنى وأعطتنى الكثير، واستقر الحال الآن فعادت زوجتى لأجل أولادنا، صحيح أن حياتنا لم تعد كالسابق وبها مشاكل ولكن مصلحة أولادنا فوق كل شيء».

النزوة السبب

«لن أدافع عن نفسى ولن أقول أن زوجتى السبب» هكذا بدأ معى أحمد س. 40 سنة مدير تسويق لسلسلة محلات حديثة ويكمل: «أنا متزوج من زميلتى فى الجامعة من 12 سنة وبينا قصة حب ولن أقول أنها مقصرة فى حقى أو أننى كنت أبحث عن شيء، ولكن تعرفت على مدربة فى الجيم الذى كنت أتردد عليه، كانت جميلة ومليئة بالحياة والنشاط وكان بيننا أشياء وهوايات كثيرة مشتركة، فنشأت بيننا صداقة واقتربنا جدًا وتعودت على محادثاتى معها على الواتس آب والماسينجر وكنت أجد سعادة كبيرة فى الدردشة معها والخروج خاصة أن حياتى الزوجية كانت روتينية وزوجتى منشغلة مع ابنتى وابنى الصغيرين وكذلك عملى كان روتينيًا ومملًا، فكان ذهابى للجيم وخروجنا بعده لشرب القهوة أو الجلوس على أى كافيه متعة كبيرة لى،  وعرفت أنها مطلقة وعندها طفل وعندها شقتها فعرضت عليها الزواج بعد عام من صداقتنا ووافقت ولكن بعد شهرين من زواجنا علمت زوجتى وقلبت الدنيا.. بصراحة خفت على حياتى مع زوجتى الأولى واستقرار أولادى ووجدت أنى تسرعت وانجرفت فى نزوة، وأن زوجتى الأولى لم تقصر فى شيء معى،  فطلقت الثانية بعد أن اتفقنا على ذلك لأنها لم ترغب فى المشاكل؛لأن زواجنا كان سريًا لتحتفظ بابنتها من زواجها الأول.. وعدت لحياتى مع زوجتى الأولى وأحاول أن أستعيد ثقتها ونعود للسابق».

الثانية هى الأساس

تامر ف.رجل أعمال، 52 سنة، يقول: «كنت متزوجًا لستة عشر عامًا من زوجتى الأولى كان زواجًا ناجحًا وعندى ثلاث بنات وزوجتى شريكتى فى العمل ولكن بدأت بيننا المشاكل والخلافات وأصبحت زوجتى عصبية جدًا ولا تتقبل الاختلاف وطلبت الطلاق أكثر من مرة ولكننا توصلنا إلى أن نظل فى زواجنا لأجل استقرار بناتنا، وبسبب تشابك الماديات والشركة،  فحافظنا على الشكل الاجتماعى ولكن أصبحنا غريبين تحت سقف واحد لكل حياته وغرفته، وتعرفت على سيدة محترمة فى مجال أصدقائى وشعرنا بتقارب كبير فى السن والميول وتجربة زواج فاشلة، فقررنا الزواج ولى معها سنتان من الزواج الهادئ أزورها مرتين فى شقتها ونخرج معًا كثيرًا وأشعر أنها هى الأساس، وليست الزيجة الثانية، ولكن لم أخبر بناتى حتى لا أتسبب فى حزنهن مع إنهن فهمن أنى وأمهن منفصلان عاطفيًا وكل ما بيننا الشركة وشكلنا أمام الناس كأسرة».

الاحترام والحب

كريم 43 سنة، محامٍ بعد زواجه بعام واحد انفصل عن زوجته الأولى وتزوج بالثانية، وله عشر سنوات متزوج من الثانية وحياته مستقرة يقول: «عندما تحولت حياتى لجحيم بسبب عصبية زوجتى الأولى وكثرت الخلافات لم أتردد فى تطليقها، خاصة أنه لم يكن هناك أولاد وكانت حياتنا الزوجية سلسلة من الخناقات والمشاكل وعدم الاحترام وبعدها بفترة قصيرة تعرفت على زميلة لى وأحببت ذوقها وأسلوبها الراقى فى التعامل والذى كان على النقيض من طليقتى فاقتربت منها أكثر لأتأكد من صدق مشاعرى اتجاهها وبالفعل تآلفنا وعرضت عليها الزواج ووافقت ولنا الآن أكثر من عشر سنوات حياتنا ناجحة من المؤكد أنها لا تخلو من أى خلافات ولكن يظل الاحترام بيننا»، وعن فكرة زواجه بأخرى يرد: «عن نفسى لن أفكر فى زواج ثانٍ لأنى أحب زوجتى ومرتاح معها وأظن أن أى رجل سوى لن يفكر فى زواج ثانٍ إلا لو «مراته مطلعة عنيه» وبينهما أطفال فيلجأ لزوجة تريحه وتسانده ولا يطلق الأولى للحفاظ على أولاده فقط ..لأن مسئولية البيت والزواج ليست سهلة ليكون على ذمته أكثر من واحدة إلا للشديد القوى «وهو الأطفال واستقرارهم».