الحياة

عبير عطية
عشقت الصبوحة كقارئة، وسعيت لأكون أحد أفراد كتابها فى منتصف التسعينيات، الصبوحة ليست مكانًا للعمل الصحفى ولكنها حياة، تتعلم داخلها بطريقة (الاحتكاك) من كل من تقابله هناك، أول من يلقاك وقتها «عم حسين» رحمه الله، رئيس السعاة، يقال إنه عاصر جيل الرواد، أحمد بهاء الدين، جمال كامل، وصلاح جاهين، «الذى يرضى عنه عم حسين تفتح له الأبواب.» وإذا حالفك الحظ ودعاك أستاذ الأجيال هبة عنايت لشرب القهوة فى مكتبه تكون قد حصلت على فرصة عمرك، حكايات عم هبة فتحت أمامى آفاق الطموح وأشعلت فكرة كتابى الأول «أحمد بهاء الدين والقضية الفلسطينية.» العمل تحت رئاسة تحرير الأستاذ رءوف توفيق، أدام الله عليه الصحة، أنت تتعلم كيف يكون الصحفى سباقًا، هو يكتشف الموهبة ويوظفها. ليس بإمكانك العمل فى الصبوحة دون المرورعلى الأستاذ رشاد كامل فهو سكرتير التحرير، ثم مدير التحرير ثم رئيس التحرير فى وقت لاحق، فى رحلة استغرقت عمره الصحفى الممتد بالعمل الدؤوب، فلا نندهش عند سماع جملته المأثورة «صباح الخير بيتى»، فأصبحت الصبوحة بيتنا. دروس رشاد كامل كونت الشخصية الصحفية المتفردة لكل منا، أهم تلك الدروس الانضباط فى تسليم الموضوعات إذا تأخر دقيقة عن الموعد المحدد لا ينشر مهما كان جيدًا!! أن تعمل دون كلل أو ملل هو الدرس المقدس لقياس مدى قدرتك على تحمل مهام مهنة الشقاء. إذا كان رشاد كامل علمنا الانضباط والدقة، فإن نجلاء بدير علمتنا المغامرة الإنسانية والصحفية، مهمات نجلاء لمساعدتها فى متابعة حالة مريض، أو التحقق من صحة مشكلة لأحد القراء أرسلت إليها وتحتاج المساعدة عبر باب (إيد على إيد) الذى تقوم بتحريره علمتنى المغامرة الإنسانية، كانت تقبل المساعدة فى الحالات التى تحتاج المساعدة حتى لو لم يكن لديها ما يكفى من أموال، وكان دائما ربنا يرسل لها المطلوب كما تومن هى. مساعدة أستاذة نجلاء مغامرة تعلمنا منها دور الصحفى فى تطوير مجتمعه، حكايات الصبوحة ودروسها لا تنتهى، جو العائلة هو هو الهواء الذى نتنفسه فى ردهاتها.