السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اLife of piب رحلة الشك والإيمان فـى البحـر

اLife of piب رحلة الشك والإيمان  فـى البحـر
اLife of piب رحلة الشك والإيمان فـى البحـر


 
بعد إعلان جوائز أفلام جولدن جلوب التى تنظمها رابطة الصحافة الأجنبية بنيويورك لعام 2013 بدأت حالة الترقب لجوائز الأوسكار التى سيتم الإعلان عنها فى منتصف فبراير القادم وفى الغالب تكون الأفلام الفائزة أو المرشحة لجوائز الجولدن جلوب هى نفسها المرشحة لجوائز الأوسكار ومن أهم الأفلام الفائزة بجوائز الجولدن جلوب فيلم  «life of pi» حياة «بى» وهو بالمناسبة يعرض فى دور العرض حالياً محققا أعلى الإيرادات رغم الظروف الأمنية السيئة التى يشكو منها منتجو السينما التى حدت من إنتاجهم.
 
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فإن المستفيد من أزمة قلة الأفلام المصرية بالسينمات هم جمهور الفيلم الأجنبى ونسبتهم لايستهان بها -وهم بالمناسه لايذهبون لأى فيل م مصرى إلا إذا كان يحمل توقيع مخرج مهم او نجم له وزنة مثل أحمد حلمى- بها بدليل أن بعض الأفلام الأجنبية رفعت يافطة كامل العدد فى الحفلات الميتة بلغة أصحاب السينمات وهى حفلات العاشرة والثانية عشرة ومن هذه الأفلام «حياة بى».
 فيلم «حياة بى» من نوعية أفلام «3D» أو البعد الثالث وتشعر من خلال مشاهدتك لهذه النوعية من الأفلام أنك داخل شاشة العرض نفسها باختصار أنت أمام صور سينمائية متتابعة تشاهدها بصورة مختلفة عما اعتدت عليه.
 
 

 
 نتيجة الجوائز التى حصل عليها فيلم  «حياة بى» خيبت توقعات الكثيرين لأنه حصل على جائزة  واحدة فقط  لاغير وهى أحسن موسيقى تصويرية لميكائيل دانا، بينما اقتنص المخرج بن أفليك جائزة أحسن مخرج من صاحب فيلم «حياة باى»  والمؤكد أن  الجائزة صادمة  لأنها ذهبت لفيلم أقل إخراجياً من فيلم «حياة بى» ويبدو أن هناك حسابات أخرى دعمته للفوز لها علاقة بموضوع فيلم «Argo» «أرغو» الذى ينتصر للمخابرات الأمريكية، باختصار الكوسة موجودة بقدر ما أيضاً فى «الجولدن جلوب» لكن مع الأوسكار الوضع مختلف بدليل ان فيلم «Argo» «أرغو» غير مرشح على جائزة أفضل مخرج أو أفضل ممثل، أما فيلم «حياة باى» فستكون له جولة أخرى مع جوائز الأوسكار وستكون فرصة حصوله على أكثر من جائزة أفضل من فرصتة فى الجولدن جلوب خاصة فيما يتعلق بجائزة أحسن مخرج وأحسن فيلم.، وحتى إذا ذهبت هاتان الجائزتان لفيلم «لينكولن» للمخرج سبيلبيرج فالمؤكد أنه أفضل كثيراً من فيلم «Argo» «أرغو» للمخرج بن أفليك.
 
 

 
قصة فيلم«life of pi» حياة بى  يندرج تحت نوعية أفلام المغامرات، أنت تدخل المغامرة مع بطل الفيلم  الهندى سوراج شارما «بى» 17 سنة وهو يجسد الشخصية فى مرحلة المراهقة ويصطحبك فى رحلته أكثر من ثلثى الفيلم والمفروض أن الممثل الهندى عرفان خان يجسد نفس الشخصية فى مرحلة الكبر واختارالمؤلف «ديفيد ماجى» أن يقدم فيلمه من خلال الفلاش باك  حيث يظهر الممثل الهندى عرفان خان فى بداية الفيلم ليحكى رحلته مع الإيمان لأحد الكُتاب «rafe spall» راف سبال ويعود بذاكرته للطفولة ويسرد كيف كان يعتنق ثلاث ديانات فى وقت واحد «الإسلام والمسيحية والبوذية»، والظروف تضعه فى مأزق يتحول فيه من حالة الشك إلى الأيمان بالله عندما يقرر والده شد الرحال إلى كندا مع أسرته مصطحبا معه عدداً من الحيوانات التى يملكها عبر إحدى السفن بحثا عن عيشة أفضل لأسرته، وأثناء الرحلة تتعرض السفينة للغرق ولايتبقى سوى سوراج «بى» مع 4 حيوانات على ظهر قارب نجاة صغير بعرض البحر، وبالطبع الأمر مرعب لأى شخص خاصة إذا كان أحد هذه الحيوانات «نمر شرس» لا يفكر إلا فى سد جوعه إذا فكرت فى البطل الحقيقى لفيلم «life of pi» المؤكد أنك ستجد نفسك محاصرا بأكثر من بطل، الأول أنك أمام  فيلم مأخوذ عن رواية مميزة للروائى بان مارتل ووصل حجم مبيعاتها إلى 7 ملايين نسخة بخلاف جائزة بوكر العالمية التى فاز بها مؤلف الرواية والتى تحكى عن بطل فقد أسرته وظل فى عرض البحر معه 4 حيوانات ويتم فقد ثلاثة منهما ولايتبقى معه سوى أشرس حيوان النمر البنغالى «ريتشارد باركر» لشهور عديدة ونرى كيف يتعايشان سويًا من أجل البقاء وكيف يكتشف البطل وجود الله من خلال رحلته، وكيف تأكد البطل من مقولة والده «الحيوان المفترس لا يمكن أن يكون صديقا للإنسان».
 البطل الثانى لهذا الفيلم هو الرائع « أنج لى» الذى أخرج أفلاما متنوعة وحصل على جوائز عديدة منها فيلم «brokback mountain» للممثل الراحل هيث أد لجار.
براعة «أنج لى» أنه حول قصة لم يكن أحد يتوقع أنه يمكن تنفيذها سينمائيا إلى شريط سينمائى شيق تم تصويره بتقنية ثلاثى الأبعاد  بدرجة مبهرة تجعلك تجد مبرراً لكى يأخذ أنج لى 4 سنوات كاملة لكى يقوم بمرحلة الأعداد فقط لفيلمه،  وبالطبع لن تشعر بلحظة ملل رغم أنك أمام بطل واحد أكثر من ثلثى الفيلم وقد ذكرنى ذلك بفيلمين، فى كل منهما أنت أمام بطل واحد فى مكان واحد محدد يحاولان إنقاذ أنفسهما الأول هو «127 ساعة» بطولة جيمس فرانكو وفيه المفروض أن البطل يقوم برحلة عبر الصحراء وخلال ذلك يجد أحد ذراعية اسفل صخرة كبيرة ويظل يحارب  طوال الفيلم  بمفرده من أجل البقاء ويقرر أن يقطع يده للخروج من هذا المأزق، أما الفيلم الثانى فهو «buried» بطولة ريان رينولد والمفروض أن البطل يتم خطفه ويجد نفسه مدفونا تحت الأرض داخل مقبرة ولايوجد معه سوى هاتفه الذى قارب على انتهاء شحنة ويظل يتحدث لمسؤلين الإغاثة وعندنا يتخيل أن المسئولى اقتربوا منه يكتشف أنهم ذهبوا لمكان خطأ وبالطبع يتأكد أنه ميت ميت لانتهاء الشحن هو انقطاع وسيلة اتصاله الوحيدة بالعالم.
البطل الثالث فى هذا العمل هو أماكن التصوير التى سيطرت عليها المناظر الطبيعية المبهرة وأغلبها كان فى الهند وتايوان وكندا، وفى النهاية أنت أمام فيلم تتوافر فيه كل عناصر النجاح التى تحقق المتعة والتفكير للمتفرجين من جميع الأعمار.