الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عندما قال عبدالناصر للموجى: ما تزعلش يا أغلى اسم فى الوجود

عندما قال عبدالناصر للموجى: ما تزعلش يا أغلى اسم فى الوجود
عندما قال عبدالناصر للموجى: ما تزعلش يا أغلى اسم فى الوجود


أحد رواد الموسيقى التعبيرية العربية، بعد الموسيقار  محمد عبدالوهاب، جملته الموسيقية سهلة وعميقة، يستخدم فيها نغمات جديدة، أسلوبه فى التلحين غير تقليدى، كما نرى فى «نار يا حبيبى نار، لأ.. رسالة من تحت الماء...»..  «تلميذ فى مدرسة عبدالوهاب والسنباطى والقصبجى، بفطرته بدأ يعزف ويلحن على العود، لم يتعلم كتابة وقراءة النوتة الموسيقية إلى أن توفى».
يتحدث الابن الموجى الصغير عن الأب الموسيقار محمد الموجى، متوقفًا عند دهشة الكثيرين من ذكاء الموجى الفنى، وكيف كان هذا مثار إعجاب آخرين أمثال عبدالحليم حافظ، وكان يقول محتفيًا بألحان الموجى التلقائية «لو تعلم الموجى فى معاهد موسيقية لخسرنا الكثير».. فى رسالة ماجستير أعدتها ابنته «غنوة» عن أسلوب الموجى الموسيقى والتلحينى - حضر الأب مناقشتها- أوضحت فيها مميزات أسلوب تلحين الموجى بشكل عام، وأوصت الرسالة بتدريس ألحانه الموسيقية وأسلوبه فى جميع معاهد وكليات التعليم الموسيقى فى مصر، وهو ما أخذ به بالفعل بعد ذلك.
الرسالة كانت بداية موحية لرسائل علمية كثيرة تناول كل منها لونًا من ألوان تلحين محمد الموجى، منها  ما تناول الألحان الشعبية، والأخرى العاطفية، والثالثة الوطنية.
 أصدقاء الموجى
العود والبيانو والكمنجة
لم يفارق «العود» الموسيقار محمد الموجى، ويعتبره صديقه، لكنه كان يحب سماع البيانو والكمنجة.
- فى رأى الموجى الصغير أن والده تميز فى الألحان الشعبية، بأن أضاف إليها لمسة عاطفية، «لذا كان يستخدم الناى والقانون كثيرًا فى هذا اللون، وكانت أم كلثوم تقول أحب أغنية شعبية لى هى.. غاب القمر يا ابن عمى.. للموجى لأن بها رقيًّا ونغمة حلوة».
ومن أشهر شعبيات الموجى: أما براوة، يا أما القمر على الباب، من حبى فيك ياجارى، الحلوة داير شباكها، قال لى الوداع، بوست القمر..
• كموسيقى.. ما الجديد الذى أدخله الموجى على اللحن؟
- لأول مرة فى تاريخ الموسيقى العربية، اختار والدى  الكمنجة الكهربائية فى تلحين أغنية رسالة من تحت الماء، أما قارئة الفنجان فكانت سيمفونية مصرية، وكان من رأى بليغ حمدى وكمال الطويل ومحمد عبدالوهاب، أن والدى هو الوحيد الذى يستطيع أن يلحنها، لقدرته على التعبير بعمق فى تلحين القصائد.
واستخدم والدى فى تلحين قارئة الفنجان، «أوكورديون كهربائى»، وآلتى أورج ليتميز اللحن ويعطى عمقًا للجملة الموسيقية، وهو أسلوب غير تقليدى، تبدى أيضا فى أغنية حبيبها لست وحدك حبيبها.
 وطنيات الموجى
يعود الموجى الصغير إلى عام 1956، عندما لحنت ثلاث أغانٍ من الأغانى الوطنية بناء على طلب من الرئيس جمال عبدالناصر، هى: يا أغلى اسم فى الوجود.. تلحين الموجى، والله زمان يا سلاحى.. ألحان كمال الطويل، والله وأكبر لمحمود الشريف.
لكن عبدالناصر اختار أغنية والله زمان يا سلاحى، لتكون سلامًا وطنيًّا، فحزن الموجى، وعلم جمال عبدالناصر، فاتصل به قائلا «ماتزعلش يا موجى.. إحنا فى حالة حرب، وعشان كده اخترت والله زمان يا سلاحى، لكن هخلى الموسيقى العسكرية تعزف لحنك» يا أغلى اسم فى الوجود.. يا مصر «أثناء الاستقبال الرسمى للرؤساء والوفود»، ولازالت حتى الآن.
وقال عبدالناصر لمحمود الشريف: أغنيتك سيغنيها كل طلاب مدارس مصر قبل ما يدخلوا الفصول، وأصدر أمرًا رئاسيًّا باستخدام الألحان الثلاثة فى المواقع التى حددها، يؤكد الموجى الصغير.
ومن أغانى الموجى الوطنية: لفى البلاد يا صبية، أمانة عليك يا مسافر بورسعيد، ياعزيز عينى، فوازير التى غناها عبدالحليم، بالسلام إحنا بدينا بالسلام، محلاك يا مصرى وأنت ع الجبهة، ويا سلام على الأمة، وصوت بلادنا.
أول لقائه الفنى بأم كلثوم، كان فى نشيد وطنى «الجلاء 1956»، وتوالى بعده تعاونهما فى «الرضا والنور، وحانة الأقدار، وللصبر حدود، واسأل روحك».
 اللحن الأخير
 آخر  ما لحن الموجى عملان من شعر فاروق جويدة، الأول له قصة، وهو لحن «فى عينيك عنوانى» الذى بدأ تلحينه عبدالوهاب، ولم يمهله القدر لإكماله، فطلبت أرملته نهلة القدسى من الموجى أن يكمل اللحن، قائلة: «أنت أفضل من يكمل اللحن».
وبحسب الموجى الصغير أيضا: استغرق تلحين الأغنية شهرين، ونجح والدى فى أن يحافظ على شخصية عبدالوهاب فى اللحن، مع طعم الموجى معًا، خاصة عندما استخدم مقام العجم فى المقطع الأخير الذى يظهر شخصيته، «قلت له يا بابا أنت تعبت فى اللحن خلى الأغنية باسمك أنت الأول، فرد الموجى: لا اسم أبويا ينزل الأول، يقصد عبدالوهاب، وظلت الأغنية تحمل اسم الاثنين.
ولم يستطع أغلب الملحنين التمييز بين الأجزاء التى لحنها الموجى، وتلك التى لحنها عبدالوهاب.
والعمل الثانى من شعر جويدة أيضا، فكانت مسرحية غنائية «الخديوى» بطولة سميحة أيوب ومحمود يس ،وإخراج جلال الشرقاوى.•