الشاعر الغنائى محمد حلاوة حبيبى وعينيا

ورد الغنام وريشة جمال هلال
مغرور.. سماح.. حبيبى وعينيا.. سمارة.. القلب بيتنهد.. أبوسمرة السكرة.. لما رمتنا العين.. غلطة واحدة.. هذه الأغنيات وغيرها شدا بها نجوم الغناء فى زمن الطرب الجميل.. عبدالحليم حافظ.. ليلى مراد.. محمد فوزى.. نجاة الصغيرة.. محمد قنديل.. فايزة أحمد.. سعاد مكاوى وغيرهم.. هل تعرف من هو صاحب هذه الكلمات العذبة لهذه الأغنيات التى أثرت وجداننا.. أمتعتنا وعبرت عن مشاعرنا.. عشناها.. وعاشت معنا.. إنه الشاعر الغنائى محمد حلاوة.
ولد محمد حلاوة فى 27-12-1927 بحى كوم الدكة بالإسكندرية.. ينتمى لأسرة ميسورة الحال، مكونة من الوالدين وسبعة أشقاء.. وهو الابن الثانى بين السبعة.. وهو حفيد الشيخ حسن حلاوة صاحب المدرسة التى تتلمذ فيها فنان الشعب سيد درويش.. وكان والده يعمل موظفا بمصلحة البريد إلى جانب عمله مدرسا.
بدأ محمد حلاوة دراسته بالإسكندرية ثم انتقل، فى أوائل الأربعينيات مع أسرته للقاهرة لإكمال دراسته حيث تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة.
ويقول اللواء قدرى حلاوة شقيق الشاعر الغنائى محمد حلاوة: بعد تخرج محمد حلاوة فى الجامعة عمل موظفا بهيئة البريد ثم ترك وظيفته وعمل لفترة من الوقت مشرفا على متحف الموسيقى العربية وكان مسئولا عن حفظ التراث الموسيقى.
بدأ حلاوة كتابة الشعر صغيرا.. وتبلورت موهبته على يد المؤلف الشاعر محمد الفيومى.. وأخذ ينظم الشعر وهو فى العشرين من عمره.. وكان مغرما بأغنيات الموسيقار محمد عبدالوهاب وأشعار شوقى وحسين السيد، أول أغنية قدمها للإذاعة المصرية فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى كانت «أنا بنت الريف المصرية» التى تغنت بها المطرية فاطمة على الشهيرة فى ذاك الوقت وكانت من القليلات اللواتى درسن فن الغناء فى معهد الموسيقى وقام بتلحين الأغنية الموسيقى أحمد صدقى.. ثم أغنية «إملا القنانى ورد» للمطربة نفسها.. وبعد ذلك ذاع صيت محمد حلاوة وغنى له عبدالحليم حافظ «لو كنت يوم على قلبى تهون» من ألحان محمد الموجى وغناها حليم صوتا فقط دون أن يظهر على الشاشة من خلال أحداث فيلم «فجر» بطولة جمال فارس وماجدة من إخراج عاطف سالم.
من قصاصة ورقية قديمة أحضرها لى اللواء قدرى حلاوة شقيق الشاعر محمد حلاوة.. مقالة نقدية موقعة باسم «فتحى عبدالمقصود» يقول فيها: «أغنية «لو كنت يوم على قلبى تهون» التى تغنى بها عبدالحليم حافظ تكمن عظمتها فى أنها تشبه قطعة من الدانتيلا، الموشاة باللوعة والذهب والأسى والعطر والشجن واللؤلؤ ومفردات عصر رومانسى جميل نبيل عكسته موسيقى الموجى الصادقة.. وبخط جميل وقع الموجى بإمضائه على خريطة الموسيقى العربية».
بعد قيام ثورة يوليو فى عام 1952 قدم حلاوة (سهرة فى الأشلاق) التى لحنها الموجى وشارك فى غنائها عبدالحليم حافظ وإسماعيل شبانة وسيد إسماعيل وإبراهيم حمودة.
• أبو سمرة السكرة
من أوائل المطربين الذين غنوا من كلمات حلاوة المطرب محمد قنديل الذى قدم له حلاوة أكثر من أغنية.
ويروى لنا اللواء قدرى حلاوة عن أغنية (أبو سمرة السكرة) قائلا : كنا ساكنين فى شارع سلامة بالسيدة زينب.. وكان فى نهاية الشارع مطلع بسلم حجرى يوصل لقلعة الكبش.. وكان محمد حلاوة ينزل كل يوم بعد العصرية يقف عند صاحب محل فى الشارع يشترى منه سجائر ويدردش معاه.. وكل يوم وفى نفس الميعاد.. تنزل سمراء جميلة ممشوقة القوام تحيط خصرها بالملاية اللف.. تمر من جانبه.. تبتسم له.. وتسير فى طريقها.. وفى يوم من ذات الأيام.. نزل فى موعده وأخذ طريقه إلى محل السجائر.. واشترى السجائر.. ودردش مع صاحب المحل كعادته.. وانتهت الدردشة.. ولم تأت السمراء الجميلة.. فعاد إلى المنزل.. وكتب :
أبو سمره السكره
أبو ضحكة منورة
النهارده فات وعدى
ولا لسه يا ترى
كل يوم بستنظره
أملا عينى بمنظره
نور جماله لما يطلع
عالطريق بينوره
دمه خفة ذوق وصدفة
أبو سمرة بسمته
تملا دايما سكته
نظرة واحدة من عيونه
قلبى يرضى بقسمته
النهارده طال غيابه
والهنا والفرح غابوا
والهوى خبط عليّ
قبل م خبط ببابه.
لحن هذه الكلمات الموسيقار محمد الموجى.
وعن أغنية (سماح) لمحمد قنديل أيضا يروى لنا الملحن شوقى إسماعيل حكاية أخرىفيقول: كلمات هذه الأغنية تقدم بها الشاعر محمد حلاوة إلى لجنة نصوص الأغانى بالإذاعة.. وكان رئيس اللجنة آنذاك أستاذنا الشاعر أحمد رامى.. وللاسف رفضها رامى واللجنة معا.. وكانت هذه الكلمات قد سجلت على اسطوانة ولكنها لم تكن طرحت فى الأسواق.. وبعد فترة التجهيزات طرحت فى الأسواق وحققت أعلى توزيع ونجاحا غير مسبوق.. وكانت فرحة حلاوة لا توصف، حتى أنه عندما أنجب ابنته الوحيدة اسماها (سماح).
ويستكمل الملحن شوقى إسماعيل: إنها عبقرية، صورة غنائية شعرية يعتذر فيها الحبيب ليس بكلمات أسف وإنما بطلب السماح معتبرا أن عودته إلى حبيبته والندم سبب كاف حتى تسامحه.. ويختتم حلاوة الغنوة بجملة (يا بخت من سامح).. هذه الكلمات الرقيقة لحنها الموسيقار أحمد صدقى وكان موسيقيا ورساما ونحاتا ودارسا للموسيقى الفرعونية والكتابة الهيروغليفية وخريجا من معهد الموسيقى العربية.. والحقيقة أن الملحن أحمد صدقى أدرك حساسية الكلمة ورقتها فدخل بموسيقى هادئة ناعمة مستخدما مقام (الصبا) بما يتميز به من طابع عاطفى حزين بجمل موسيقية رقيقة تجسد الصورة التى رسمها الشاعر بكلماته وتتضمن طلب السماح وتستمر الموسيقى هادئة رقيقة عاطفية إلى نهاية غير مسبوقة بنقله إلى مقام (الحجاز) (يا بخت من سااامح) بمد الألف.. إنه لحن عبقرى لصورة شعرية أكثر عبقرية.. أطربنا بها الصوت الساحر محمد قنديل الذى قالت عنه كوكب الشرق إنه أجمل صوت أنجبته مصر.
• لما رمتنا العين
ويقول اللواء قدرى حلاوة : محمد كان الابن القريب إلى قلب والديه.. وكان وسيما، هادئا، لطيفا.. كل الأسرة كانت تحبه.. ليس الأسرة فقط، بل الحى كله.. وكانت لنا جارة أحبها محمد وأحبته.. وكانت قصة حبهما رائعة.. وعندما عرف أهلها بأمرهما.. وكان مازال صغيرا لم تكن لديه إمكانيات الزواج.. فأجبرها والداها على الابتعاد عنه وقررا زواجها من شخص آخر.. واعتقد أنها كانت أول صدمة عاطفية عاشها محمد وتألم بسببها كثيرا.. وكتب: (لما رمتنا العين) التى لحنها الموسيقار محمود الشريف وغنتها الفنانة سعاد مكاوى.. تقول كلماتها:
لما رمتنا العين شوف إنت فين وأنا فين
واللى شافونا ليه يحسدونا ويفرقوا القلبين
سهم العوازل طالع ونازل يحسد حبايب فرحوا بهواهم
يصيب ويجرح فى كل مطرح ويدور يخبى ع الناس دواهم
ولما احنا لو مهم جرحنا راح ورحنا
وكنا أغلى اتنين شوف إنت فين وأنا فين
أهل الملامة قاموا قيامة وقالوا عنك وقالوا عنى
سهرم معانا فى ليل هوانا خلونى أخاصمك وأنت تخاصمنى
وأنت يا بدرى هجرت بدرى ولسه بدرى
وكنا أغلى اتنين شوف إنت فين وانا فين
لما رمتنا العين
ويتذكر اللواء قدرى حلاوة : فى نهاية الستينيات وبعد أن ذاع صيت الشاعر الغنائى محمد حلاوة.. طلبت كوكب الشرق أم كلثوم من الموسيقار محمد الموجى الصديق الصدوق الذى لحن قرابة التسعين بالمائة مما كتب محمد حلاوة... أن يكتب لها أغنية.. وعلى الفور توجه الموجى إلى حلاوة الذى كتب أغنية (لو نسيت الذكريات.. إسأل الصيف اللى فات).. وذهب هو والموجى إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم، التى طلبت من حلاوة تعديل بعض الكلمات.. ولكنها فوجئت برفضه لأنه مقتنع بما كتب.. وكذلك رفضت أم كلثوم.. وفى اليوم التالى فوجئ بالهجوم عليه فى الصحافة.. فكتب جليل البندارى : (هذا المؤلف إما مجنون أو أصيب بلوسة الغرور).. كما هاجمه أيضا الكاتب الصحفى الشهير محمود السعدنى : (كيف يعترض على سيدة الغناء التى يتمنى الجميع أن تغنى له).
• مغرور
لم يتوقف عطاء الشاعر الغنائى محمد حلاوة عند الإذاعة والاسطوانات التى ملأتها أجمل أصوات المطربين والمطربات فى مصر والعالم العربى فقط، ولكن الأفلام السينمائية التى تغنى من خلالها أشهر المطربين خلال أحداث الأفلام..منها (مغرور) لعبدالحليم حافظ فى فيلم (خطايا) الذى شاركته البطولة فيه الفنانة نادية لطفى.. مغرور لحنها الموسيقار محمد الموجى.. وتقول كلماتها :
مغرور حبيبى كتير عايز أكلمه
عايز أقول له كلام يهديه يفهمه
مارضيش يسمعنى
مارضيش يفهمنى
حسيبه للأيام وهى تعلمه
سيبه يا قلبى يخاصمك سيبه
بكرة الشوق يناديه ويجيبه
تترجى مين وهو مش سامع كلامك
وتقول لمين وهو مش فاهم غرامك
هسيبه يرجع لذكرياته وبكرة يندم ع اللى فاته
قربت أقول مليته من كتر ما ترجيته
مغرور وفاكر الحب لعبة فى إيده
دا الحب قادر وقلوبنا تبقى عبيده
أنا مش حافرح فيه لما الشوق يناديه
أنا بس حافكره بيوم ما قلت له
كلام من كل قلبى يرضيه ويفهمه
أيضا الفنانة ليلى مراد كان لها نصيب من كلمات الشاعر محمد حلاوة منها «القلب بيتنهد» ألحان الموسيقار كمال الطويل فى الفيلم الشهير «الحبيب المجهول»، الذى قامت ببطولته أمام الفنان أنور وجدى.. تقول كلمات الأغنية:
القلب بيتنهد مش عارفة كدا ليه
والفرحة بتجدد لما قابلت عينيه
مين انت قوللى مين.. مين إنت قوللى إسمك إيه
القلب بيهواه.. والعين تتمناه
وأنا خايفة وحيرانة مشتاقة وسهرانة
مش عارفة من إيه
• حبيبى وعينيا
لم تظهر للشاعر الغنائى محمد حلاوة أى حوارات صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية يتحدث فيها عن نفسه أو يتكلم أحد عنه أو عن أشعاره طوال سنوات حياته.
والآن وبعد رحيله باثنين وثلاثين عاما.. يتحدث عنه الشاعر الغنائى صلاح فايز قائلا: حلاوة كان صديقا وقريبا إلى قلبى.. ولكنه كان ذا طبيعة خاصة جدا.. منطويا وخجولا.. ورغم هدوئه الشديد فإنه كان عصبى المزاج.. ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه صاحب أروع الأغنيات التى تغنى بها مطربو مصر والعالم العربى.. ومع ذلك لم يحظ بالشهرة التى كان يستحقها وأعتقد ذلك بسبب أنه الشاعر الوحيد من جيله الذى لم تكن له صلة بالصحافة ووسائل الإعلام ولا السهرات.. وله معى موقف لا يمكن أنساه، بل أعتبره صاحب فضل عليَّ بالنصيحة التى أسداها لى.. فقد كان محمد حلاوة موظفا بمصلحة البريد ويتقاضى أجرا شهريا ستة جنيهات.. وعندما وهب نفسه لكلمته الشعرية قرر ترك وظيفته.. وبعد فترة من الوقت وكنت وقتها ضابطا بالجيش برتبة نقيب.. التقيت به على مقهى بالقرب من نقابة الموسيقيين.. وقلت له إننى أفكر بترك وظيفتى والتفرغ لتأليف الأغانى.. فانتفض واقفا وقال لى: اوى يا كابتن.. دى غلطة عمرى أننى تركت وظيفتى.. كنت أتقاضى ستة جنيهات شهريا.. على الأقل كانوا بيدفعوا لى إيجار الشقة.. أنا دلوقت عايش فى الهوا.. وبنصحك بعدم التخلى عن وظيفتك.
ويضيف الشاعر صلاح فايز: حلاوة كان أسطورة فى الشعر الغنائى وغزير الإنتاج لأغنيات حققت نجاحا وشهرة بالغين.. وللأسف لا يعرف الناس من هو صاحب هذه الأغنيات الساحرة الناعمة الرقيقة، التى تدخل قلبك دون استئذان ومازالوا يستمعون إليها ويرددونها.. على سبيل المثال «حبيبى وعينيا» التى لحنها وغناها الموسيقار الفذ محمد فوزى فى فيلم «دقة قلب» مع الفنانة سامية جمال والمطربة نازك.. وتقول كلماتها:
حبيبى وعينيا لو فى وسط مية
ما يخفاشى عليا عليا ما يخفاش عليا
قلبى بيلمح طيفه قبل ما عينى تشوفه
دنا دايما أوصافه بتخايل فى عينيا
ساعة لما بيظهر وطريقه بينور مش ممكن أتصور أبدا غيره يأثر فيا
الخفة اللى شاغلنى مهما يبعد عنى
أنواره تخايلنى لو فى آخر الدنيا
أبو شامة وعلامة أبو طلعة بسامة
قلبى بيفرح ياما ياما لما يهل عليا
البدر وأنواره من حسنه بيحتاروا
وأما يبان يداروا فى الرايحة والجاية
ساعة لما يعدى فكرى يجيب ويودى
دقة قلبى تهدى تهدى لما يمسى عليا عليا
لما يمسى عليا
• الحليوة فين
ولمزيد من المعلومات حول شاعرنا محمد حلاوة الذى لم تذكره الصحافة ولا وسائل الإعلام يقول الشاعر الغنائى بخيت بيومى: محمد حلاوة أنا شفته فى بداية حياتى الفنية فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات.. وكان قليل الكلام.. وكان دائما يرتدى نظارة سوداء.. لفتتنى دائما أغنياته وأشعاره وأ0عتبره أستاذى، فهو أحد عباقرة الشعر فى القرن العشرين، وكانوا يطلقون عليه شاعر السهل الممتنع.. أنا لا أحبه فقط.. أنا مدمنه.. اسمعى معى هذه الكلمات:
الحليوة فين
ايه جرى له يا عين
كل ساعة استنى طيفه كل يوم أقول حاشوفه
لما فاتت جمعتين
من جماله اللى واحشنى واللى قلبى يميل إليه
كان تملى يفوت يشوفنى وكنت ب اتطمن عليه
كان بيسأل قبل ما أسأل كان يقول لى الود أجمل
راح وراح الود فين
هذه الأغنية لحنها الموسيقار محمد الموجى وغنتها الفنانة صباح.
• حالة خاصة جدا
ويستكمل الشاعر بخيت بيومى: كلمات فى غاية العذوبة والرقة والرومانسية.. عارف مكان كل كلمة فين.. واللفظ الموسيقى منين.. إنه شاعر عبقرى.. إنه حالة خاصة جدا.. كان دائما صامتا.. وأحيانا غامضا، منزويا فى ركن فى حديقة معهد الموسيقى.. لم أره يضحك أبدا.. وفى يوم كنت فى معهد الموسيقى.. نده عليّ.. ذهبت إليه وجلست بجانبه.. وكنت ثائرا واشتكيت له من طاهر أبو فاشا الذى كان منع إحدى الأغنيات وطلب تعديل كلمات أخرى.. حيث وقعت مشادة كلامية بينى وبينه.. فنصحنى حلاوة وقال لى: «ما تسكتشى».. وفعلا لم أسكت.. كتبت قصيدة فى جريدة الأخبار هجاء فى طاهر أبو فاشا.. وبعد النشر أخذتها وتوجهت للأستاذ محمد حلاوة فى نفس الركن البعيد الهادئ فى معهد الموسيقى.. وما أن أتم قراءتها حتى «قهقه» من الضحك.. وكانت هذه هى المرة الأولى والأخيرة التى أرى فيها الأستاذ يضحك.. رحم الله محمد حلاوة.. سافر بتذكرة ذهاب بلا عودة.. ولكن عاش مرة وحيدا ليعيش معنا مدى الحياة بكلماته وأشعاره وأغانيه التى تركها لنا.. ولكن فى قلبى حسرة على ما فات.. ما عشته وشفته وسمعته من العمالقة.. وما أعيشه الآن وأراه وأسمعه.. ولا يسعنى إلا أن أقول:
«ربى لا أسألك رد الغناء، لكن أسألك اللطف فيه».
• حاللو يا حاللو
من منا صغارا وكبارا لم يمسك بفانوس رمضان ويدور به مرددا:
حاللو يا حاللو
رمضان كريم يا حاللو
حل الكيس وادينا بقشيش
لا نروح ما نجيش يا حاللو
لا أحد منا كان يعلم أن صاحب هذه الكلمات هو الشاعر الغنائى محمد حلاوة، والذى كتبها أثناء تسجيل حلقة إذاعية لبرنامج موسيقى يجمعه والموسيقار محمد الموجى.. وكان التسجيل ليلة رؤية شهر رمضان الكريم، حيث طلبت مقدمة البرنامج أن يقول كلمات عن رمضان.. وارتجلها محمد حلاوة ولحنها محمد الموجى.. وكانت تلك الليلة ميلاد أغنية من أشهر أغنيات شهر رمضان ومازالت إحدى علامات هذا الشهر الكريم.
لم يتوقف عطاء الشاعر الغنائى محمد حلاوة عند المئات من الأغنيات، بل قدم العديد من المسرحيات والأوبريتات الغنائية للأطفال مثل علاء الدين والمصباح السحرى.. المخطوط... حابى وش الخير.. وعودة الشاطر حسن وغيرها.. وكلها تدور حول الأخلاقيات والمثل التى ينبغى أن يتمتع بها كل إنسان من حب الخير للآخرين وعدم الاندفاع والتهور وسماع كلام الوالدين.
• رحل محمد حلاوة.. واحد من أهم شعراء الأغنية تاركا لنا إنتاجا غزيرا من الأغنيات والأشعار التى أثرت وجداننا وشكلت وعينا.. عشناها وعاشت معنا ومازالت. •