الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أحمد بدير المشخصاتى

أحمد بدير المشخصاتى
أحمد بدير المشخصاتى


فنان عاشق للمسرح لدرجة أنه عندما يقف على خشبته، يقول لنفسه «أنا الملك».. وعندما ينتهى العرض وتنطفئ الأضواء يعود إنسانا عاديا يبحث عن «كوميديان يضحكه».. مقتصد فى حديثه.. ينتقى كلماته فى عبارات موجزة، وكأنى أرى أمامى تجسيدًا حيًا لشخصية «سمير» فى فيلم بطل من ورق وهو يقول «اختصر».

إنه الفنان أحمد بدير الذى غالبا ما يخالط ضحكته بعض من السخرية. ليس من شخص بعينه إنما لشىء ما يدور فى نفسه، ثم ترتسم على وجهه فجأة ملامح أكثر جدية ليؤكد لى أنه لم يغضب يوما لأنه لم يكن البطل الأول لأن البطل هو الدور الذى «يُعلم مع الناس».. وعندما سألته عن مدى رضائه عما وصل إليه فى مشواره الفنى قال لى حاسما: أنا أخدت حقى وزيادة.
• فنان ولست كوميديان
لم أعرف من أين أبدأ معه. فتعريفه كفنان كوميدى جعلنى أرسم صورة معينة لهذا الحوار، ولكن ما إن قابلته وبدأت فى محاولة قراءة تلك الشخصية التى رأيتها أكثر جدية، حتى نحيت أسئلتى جانبًا لأتعرف عن قرب وواقعية على حقيقة هذا الفنان.
وكانت البداية مع سؤالى له عن تصنيف أحمد بدير فى عالم الفن فقال لى باسمًا أنا ممثل ولا أحب التصنيف، ولا أحب أن يقال إننى كوميديان، رغم أننى بدأت بالمسرح مع العديد من المسرحيات مثل «ريا وسكينة» و«على الرصيف» و«دستور يا أسيادنا» و«تكسب ياخيشة» و«الصعايدة وصلوا»، وهذه الأعمال كانت تسعد الناس وتبسطهم وجعلتنى مصنفًا عندهم بالكوميديان. ولكن بداخلى أعرف أننى فنان شامل وبحب «حتة» الممثل المشخصاتى فعندما أعطانى يحيى العلمى دورا فى «الزينى بركات»، كان دورا مختلفا وبعيدا عن الكوميديا، وبعد أن وفقت فيه. بدأت تعرض على أدوار فى التراجيدى أو أدوار الشر.
• قلبى بيضحك مع الجمهور
• وإلى أى الأدوار تميل الكوميديا أم التراجيديا؟
- الكوميديا صعبة، فعندما أؤدى عملاً ما، يكون على أن أمثل على خشبة المسرح طيلة 3 ساعات ويكون دورى فيها ليس فقط أداء الدور أو الشخصية ولكن أن أجذب الجمهور وأخرجه من همومه ومشكلاته ومعاناته، وأدخله فى حالة من السعادة، التى تنعكس على أيضا بالإيجاب، فسعادتهم تصنع لدى أيضاً حالة من السعادة لأنى استطعت أن أنتشل المتفرج من حالته الحزينة أو الرتيبة التى جاء عليها الى حالة من الضحك والمرح، لذلك وأنا بضحك الجمهور على خشبة المسرح قلبى بيبقى بيضحك معاهم.
لأن متعة الفنان الحقيقية فى رد فعل الناس تجاهه، فإذا كنت بمكان ما وطلب منى أكثر من شخص التصوير معى فسأقوم بذلك، وبكل سرور لكل واحد على حدة. وأكون متضايقاً لو تجاهلونى.
• محتاج حد يضحكنى
• وبصورة أكثر واقعية ماذا يضحك أحمد بدير؟
- سعادة الناس تنعكس على بشكل مضاعف.
ثم سكت منتظرا السؤال التالى، فقطعت عليه ذلك الانتظار عندما نظرت إلى وجهه «متساءلة» عن توضيح أكثر، لأرى ابتسامة على شفتيه ولكن جذبتنى أكثر تلك التكشيرة على جبهته التى قطعا تتنافى مع حالة الكوميديان.
فيرد ضاحكا، أنا خارج المسرح أميل إلى التراجيدى أكثر أو الأدوار الجادة، إنما الضحكة من القلب تخرج منى وأنا على خشبة المسرح، إنما فى الحياة العادية برجع أعيش بنى آدم عادى وبابقى محتاج كوميديان يضحكنى.
•  هل تمنيت أحيانا أن تعيش فى عالم آخر؟
- «ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس»، فأنا راض بالظروف الراهنة رغم أنى كان نفسى أعيش فى ظروف أحسن، خاصة فى الثلاث سنوات الأخيرة وما حدث فيها من الإرهاب والقتل.. وهذا يسبـب لـى حالـة مـن التعاســة، خاصـة عندمـا يكـون القتـل والإرهـاب باسـم الديــن.. والفنــان بشكـل خــاص شديـد وسريـع التأثـر.. ويشتــد غضبــى فـى الكذب والغباء
• وما أكثر المرات التى اشتد بها غضبك؟
- تمنيت أن أضرب مخرجًا  لأحد المسلسلات التى عملت بها، وكنت أقوم بأداء الدور وفق رؤيته، ولكن ليس كما أردت فكنت على وشك ضربه لأنى لم يعجبنى شغله، ولكن على المسرح أستطيع أن أشاهد نتيجة ما قدمته سريعا من خلال الجمهور، أما فى السينما والتليفزيون أستطيع أن أحدد وأنا أعمل سوء أو جودة ما قدمت من خلال متابعتى التصوير والمشاهد والمخرج فأكون عارف النتيجة قبل عرضه.
• « أنا ملك نفسى» على المسرح
• شاركت بالمسرح والسينما والتليفزيون أيهما الأقرب لك؟
- أكيد المسرح، لأنى أشعر وقتها كأنى ملك. وأمثل كأنى طائر محلق فى سماء الفن بلا حدود.
• هل هناك دور تقمصته وظل ملازما لك؟
- فترة تصوير العمل عندما أعود إلى بيتى تظل حالة الشخصية تلازمنى وحريص فى تعاملى ومدقق فى كلامى، خاصة دور الزينى بركات تلك الشخصية البشعة التى تتسم بالخبث والدهاء. ولم أكن أتخيل أن أؤديها بهذا الإتقان فلما بدأت التصوير لم أستطع بعد ذلك الانفصال بسهولة عنها.
• أحب أدوار الشر
• دور الإرهابى فى فيلم حين ميسرة، ما هى الرسالة التى كنت تريد توصيلها؟
- دور الفن إظهار هذه النماذج وكشف حقيقتها، وأنا سعيد الآن بمسلسل أقوم بقراءته اسمه «دنيا جديدة» إخراج حسن شعبان وبطولة حسن يوسف وصابرين وهو بيتكلم عن المسلمين والمتأسلمين، وأنا أقوم فيه بدور الشخصية الشريرة التى تستغل الدين، وحسن يوسف الرجل الطيب، وأنا بشكل عام بحب الأدوار الشريرة لأن فاقد الشىء يعطيه!! وعندما أقوم بدور شرير أشعر بمتعة أكبر لأنى أؤدى دورًا ليس من طبيعتى، وقدمت أيضا الدور الطيب فى مسلسل «المنادى»، وكان جيدًا جداً وأخذت عليه جوائز.
• شتمت نفسى فى «الزينى بركات»
• هل هناك دور تمنيت تمثيله؟
- ليس هناك دور محدد تمنيت تمثيله ولكن كل فيلم أو عمل يكون فيه جزء كنت أتمنى تمثيله فأعتقد أنه كلما كثرت الأدوار كثرت الجزئيات وتجميع الأدوار التى تمنيت عملها.
• متى صفقت لنفسك؟
- فى الزينى بركات، لدرجة لما كنت بتفرج عليه كنت «باشتم» الشخصية اللى بمثلها من شدة كرهى لها وأتعجب من درجة إتقانها، وأنا الآن باعمل أيضا مسرحية حاليا اسمها «غيبوبة» تحكى عن مواطن مصرى نزل التحرير يوم 25 يناير 2011 عشان يستلم الـpassport  الخاص به وقعد على قهوة يشرب شاى وفجأة قامت الثورة وأصيب بطلقة فى رأسه فدخل فى غيبوبة، بيفوق منها فى 30 يونيو 2013.
•  أحلق فنيا وأنا أمثل مع «الغول»
• مع أى من الفنانين كنت تنطلق فى التمثيل؟
- فى المسرح مع الفنانة القديرة سهير البابلى «غول المسرح»، فكنت أشعر أننى أحلق معها فى عالم التمثيل اللامحدود بعيدًا عن كل القيود أو الشخصية المحددة المطلوب أداؤها، وفى التليفزيون الفنان نور الشريف خاصة عرفة البحر، حيث استمتعت بهذا العمل جداً.
• ومن أى الفنانات كنت تتمنى العمل معها؟
- الفنانة الرائعة السندريلا سعاد حسنى والفنانة القديرة فاتن حمامة، وقد قمت بعمل مشهد صغير مع سعاد حسنى فى فيلم الحب الذى كان. ولكن كنت أحضر التصوير كل يوم عشان أتفرج عليها بس.
• أحمد بدير لاعب تنس
• عالم الفن هل أخذك من شىء كنت تحبه؟
-لا، لأنى وأنا فى المرحلة  الابتدائية كان هذا هو عالمى، فكنت أمثل على مسرح المدرسة، وأقوم بعمل ماكياج للشخصية وأمثلها. كذلك كنت أشترى مجلات سمير وميكى وأقلد شخصياتها. وكانت متعتى هى دخول السينما حتى إننى كنت أدخل 3 مرات السينما فى اليوم الواحد وأقلد الشخصيات التى أشاهدها فكان التمثيل الشىء الذى أحببته فكافأنى الله وأعطانى موهبته.
• إذا لم تكن فنانًا ماذا كنا نجد أحمد بدير؟
- لاعب تنس مثل دجوكوفيتش.
•أخذت حقى وزيادة
• هل أخذت حقك فى الفن؟
- يضيف.. وزيادة فأنا أقول لنفسى دائما أنا أحمد بدير الذى أعطاه الله أكثر مما يستحق.
•فقاطعته: ولكن ألم تنتظر أحمد بدير كبطل أول؟
- يرد فى بساطة كتب اسمى كثيرا فى الأول ولكن ليس هذا هو البطل، فالبطل هو الذى يمثل دور «يعلم» مع الناس.
• وهل تمنيت أن تمثل فى أحد الأفلام العالمية؟
- نعم بالتأكيد وكنت أتمنى عمل دور البطل فى فيلم «my name is khan»  لأن هذا الدور رائع وقد تمنيته ليكون فيلمًا عالميًا، حيث دور مصرى مسلم يظهر حقيقة وروعة الإسلام للعالم الغربى.
وأخيرًا تحدث الجانب الرومانسى فى أحمد بدير عندما علق عن المرأة موجزًا أنا عاشق «المرأة الذكية»، فالمرأة يجذبنى لها ذكاؤها قبل جمالها.•