المعركة الانتخابية وملايين الدولارات!

لا شك أن الأحداث العالمية وخاصة تلك تفجرت فى المنطقة خلال  الأيام والأسابيع والشهور الماضية أثارت وتثير قضايا حيوية ومصيرية لا يمكن تجاهلها أو إرجاء البت فيها. وعلى أصحاب القرار الأمريكى الحاليين والقادمين أيضا الإلمام بتفاصيلها والتشاور حولها مع أطراف المنطقة ووضع سيناريوهات وآليات للتعامل مع ما جرى ويجرى فى أكثر من مكان فى المنطقة. وأيضا مع ما تفعله وتتورط فيه إسرائيل ورئيس وزرائها وقيادات جيشها. ولا يجب أن ننسى أن إدارة بايدن مسئولة عن التعامل مع المنطقة والعالم كله حتى يوم 20 يناير المقبل.

لم تعد لا إسرائيل ولا الدول العربية أو الشرق الأوسطية كما كانت قبل 7 أكتوبر 2023. خريطة جديدة غير واضحة المعالم لتوازنات القوى أو مصادماتها المحتملة تتشكل فى المنطقة. وواشنطن تحاول (أو هكذا قالت وتقول) إنقاذ الموقف أو احتواء الأزمات المتتالية وبالطبع السعى إلى الحد من اتساع رقعة الحرب خارج قطاع غزة! إن ملفات غزة وإسرائيل.. وأيضًا أوكرانيا مطروحة بشدة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية. 

وفى متابعتنا للمشهد السياسى علينا من حين لآخر أن ندقق النظر لكى نعرف تفاصيل أكثر إلا أننا فى الوقت نفسه لا يجب أن نتجاهل أو ألا نهتم بالمشهد العام. هذا المشهد الذى يعطى لنا فهمًا أفضل وأشمل لما يحدث وما قد يحدث. منطق أو مفهوم أخطف وأجرى. والذى صار سمة أو لغة العصر لا تساعدنا كثيرا فى فهم وتفهم العالم من حولنا.خاصة أنه صار بالغ التعقيد. ويشمل بين طياته أبعادا تحدد مسار الحاضر وتشكل ملامح المستقبل. وبالطبع الأرقام تقول وتكشف طبيعة المشهد والمشاركين فيه.. كما أنها لها دلالاتها ومعانيها. ونحن نحاول أن نتبين كيف تتحرك أو تدار الأمور؟ وكيف يتمكن المشاركون فى لعبة السياسية أن يستعملوا الأموال التى يتم جمعها أو التى يتم صرفها فى تحريك دفة الأمور والتأثير على اختيارات الناخب صاحب الصوت؟!

ما يلفت الانتباه أن الأموال لعبت وسوف تلعب دائما دورا مهما فى تمويل الحملات الانتخابية وتفعيل تحركاتها بشكل ملحوظ. ويجب التذكير أن الأصوات المطالبة بالحد من نفوذ الأموال ومن ثم تدفقها فى الانتخابات الرئاسية قد خفتت فى السنوات الأخيرة.

 

 

فى عام 2016 ما جمعته حملة هيلارى من أموال كان ضعف ما جمعته حملة ترامب إلا أنها خسرت الانتخابات.

وحملة بايدن تفوقت على حملة ترامب فى عام 2020 فى سباق انتخابى تكلف حسب بعض التقديرات اكثر من 6.6 مليار دولار.

إذا كانت الأرقام تتحدث عن نفسها كما يقال ويتردد على مسامعنا كثيرا فإن الأرقام التالية تصرخ لتكشف الحجم الكبير للأموال التى تم جمعها من أجل هاريس وسعيها للوصول إلى البيت الأبيض.

خلال شهر أغسطس 2024 جمعت هاريس ما مجموعه 190 مليون دولار فى حين ما جمعه ترامب كان فقط 45 مليونا

ما لدى حملتها من أموال سائلة كاش قد تم تقديرها فى نهاية شهر سبتمبر بنحو 325 مليون دولار. فى حين ما لدى حملة ترامب 135 مليون دولار

وبما أن فريق حملة هاريس يضم 1200 شخص, فإن ما تم صرفه خلال شهر أغسطس فقط كرواتب تجاوز ال 4 ملايين دولار.

وحسب بعض التقديرات إذا كان مجموع ما تم صرفه كدعاية وإعلانات فى السباق الانتخابى لعام 2024 يوازى 1.4 مليار دولار, فإن ما تم صرفه فى الولايات السبع المتأرجحة والتى قد تحسم انتخاب الفائز بالرئاسة يصل إلى 1.1 مليار دولار.   

وحسب ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» عن ثروات المرشحين, فإن الرئيس السابق دونالد ترامب (78 عاما) تقدر ثروته بـ 3.9 مليار دولار. وحصل خلال العام الماضى على 284 مليون دولار من بيعه لفندق ترامب الدولى فى واشنطن. و4.7 مليون دولار من حصيلة بيعه لكتبه. و653 مليون دولار دخلا من بيزنس خاص به

وتقدر ثروة نائبة الرئيس كامالا هاريس (59 سنة) بـ 8 ملايين دولار, مرتبها السنوى كنائبة الرئيس 284 ألفا و600 دولار. حصيلة بيعها لكتبها 450 ألف دولار. 

جى دى فانس السيناتور من أوهايو والمرشح الجمهورى كنائب للرئيس يبلغ من العمر 40 عاما. راتبه السنوى كسيناتور يقدر 174 ألف دولار. ثروته تصل إلى 10 ملايين من الدولارات واشترى بيتا فى عام 2023  بـ 1.6  مليون دولار.

أما تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا فيبلغ من العمر 60 عامًا وهو المرشح الديمقراطى كنائب رئيس. تقدر ثروته بمليون دولار. راتبه كحاكم ولاية فى العام الماضى بلغ 112 ألفًا و493 دولارًا!  

جدير بالذكر أن راتب رئيس أمريكا السنوى يبلغ 400 ألف دولار. وجرى العرف أن يقدم فى منتصف شهر أبريل من كل عام إقراره الضريبى للعام المنصرم. ويتم إصدار بيان عام بذلك يتضمن كافة التفاصيل الخاصة بدخل الرئيس وحرمه.

الموسم الانتخابى دائمًا مشهد أمريكى يجذب الانتباه ويثير التساؤلات حول الأموال التى توظف والصفقات التى تعقد من أجل الوصول إلى البيت الأبيض.