نــوار.. و 60 ســنة فــن

زين إبراهيم
للفنان التشكيلى الكبير أحمد نوار, استضاف مجمع الفنون مؤخرا معرضا استيعاديا لرحلة فنية طويلة بدأت منذ ستينيات القرن الماضى.
ويضم المعرض نحو 200 لوحة فنية توثق جزءًا مهمًا من ملامح تجربة الفنان أحمد نوار بداية من ستينيات القرن الماضى، وتكشف عن الأساليب الفنية المتعددة التى قدمها عبر مسيرته الفنية.

والمعرض فرصة مهمة للدارسين من كليات الفنون ومحبى الفنون التشكيلية للتعرف على أهم المحطات الفنية التى مر بها نوار فى سياق فنى واحد تم تقديمه لأول مرة بهذا المعرض الاستعادى، وهو ما أكدته الزيارات الكثيفة للمعرض منذ افتتاحه من جانب العديد من طلاب وأساتذة الفنون والفنانين التشكيليين.
وتلقى أعمال المعرض الضوء على فنون الرسم فى إنتاج نوار، وتبرز فى المعرض أعمال متنوعة فى مسيرته الفنية بداية من المرحلة المبكرة، وأبرزها مجموعة لوحات باسم «قريتى» ظهر فيها تأثر نوار بالبيئة المحيطة، وتعود لعام 1960، مرورًا بالفترات اللاحقة.

ويظهر فى لوحات المعرض اهتمام وتأثر نوار بالوطن، من خلال تعبيره عن فترة الحرب التى مرت بها مصر من 1967الى 1973 ومشاركته فيها، بالإضافة إلى أعماله التى تعكس تأثره بالقضية الفلسطينية.

ومن أهم الأعمال التى تزين جدران المعرض لوحة «يوم الحساب» التى تعد كما يقول إيهاب اللبان، واحدة من أبرز لوحات نوار، واستخدم فيها الأقلام الرصاص واستلهمها من التراث، وهى اللوحة التى كانت مشروع التخرج الجامعى لنوار، ورسمها فى فترة الستينيات على مساحة ثلاثين مترًا، وقام بإعادة إنتاج اللوحة من جديد على مساحة أصغر ليتم عرضها فى هذا المعرض، خاصة أن اللوحة الأصلية تعرضت للتلف، وفقدان بعض أجزائها.
ويكشف المعرض بوضوح عن الاستخدام المميز للفنان الكبير لتقنيات الرسم والألوان، وقدرته وتمكنه من التعبير باللونين الأبيض والأسود، واستخدام الأقلام الرصاص والأحبار.
ويقدم بالمعرض كذلك مجموعة لوحات وجوه الفيوم الشهيرة التى قدمها نوار من قبل، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الاسكتشات لوجوه مصرية وغير مصرية ومدن وأماكن متعددة ومختلفة،تكشف كلها عن براعته الفنية فى التعبير عن ملامح المكان وشخوصه.

والدكتور أحمد نوار من الفنانين الذين لهم إسهامات مهمة فى مجالات الفنون المختلفة، وهو واحد من أبرز الفنانين المعاصرين الذين تركوا بصمة واضحة فى تاريخ الفن المصرى، كما أنه تولى عددًا من الوظائف عبر مشوار حياته الفنية، حيث عمل أستاذًا بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وأستاذًا ورئيسًا لقسم الجرافيك المنتدب بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وتولى رئاسة كلا من قطاع الفنون التشكيلية وهيئة قصور الثقافة ويتولى حاليا رئاسة جمعية محبى الفنون الجميلة.
