الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تحذير.. أطفـالنــا ومشاهد الجنس على اليوتيوب

تحذير.. أطفـالنــا ومشاهد الجنس على اليوتيوب
تحذير.. أطفـالنــا ومشاهد الجنس على اليوتيوب


 
من أسوأ المواقف التى قد يتعرض لها أى أب أو أم أن يواجهه ابنه بأسئلة لا تتناسب مع سنه لرؤيته لمشهد جنسى على الإنترنت أو على اليوتيوب أثار فزعه أو فضوله.. ولا تعتقد عزيزى القارئ أنه شىء صعب الحدوث على طفل فى الخامسة أو السادسة من عمره فأينما التفت رأيت أطفالاً على اختلاف أعمارهم يدفنون رءوسهم فى موبايلات آبائهم وأجهزة الآيباد وأنواع التابلت فى السيارة والنادى والبيت..
 
والمفتوحة دائماً على الإنترنت فبضغطة خاطئة قد تنفتح أمامهم دنيا غريبة أو مرعبة وخطيرة عليهم وقد يكونون لم يتعدوا الخامسة فتختلف ردود أفعالهم ولكن يبقى رد فعلك أنت كأب أو أم والتى لا يجب أن تقف مشلولاً أو محرجاً أمامهم لأن ردك قد يؤثر عليهم لباقى حياتهم وقد يحدث اضطراباً أو خللاً فى سلوكهم.
 
∎ أمهات على صفيح ساخن
 
فى جلسة ضمتنى مع مجموعة من الأمهات وجدت أن هذا الموضوع قد استحوذ على اهتمام وقلق الكثيرات منهن خاصة مع تعرض معظمهن لهذا الموقف فتقول إحداهن - وتعمل مهندسة - فوجئت بابنى الذى لم يتعد السادسة من عمره يدخل على مذعوراً ويسألنى أسئلة محرجة جداً عن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة وعندما ثرت وسألته من الذى يكلمك فى تلك المواضيع؟! أجاب: شفتها على الآى باد بتاعك يا ماما وأنا بدور على سايت للعب واكتشفت أن حرفين خاطئين ضغط عليهما الابن غيرت اسم السايت من مخصص لألعاب الأطفال إلى سايت عن الجنس ووقفت عاجزة عن الإجابة عن أسئلته وغيرت الموضوع، ولكن من يومها وأنا قلقة جداً عما يدور فى رأس ابنى «أم أخرى وتعمل مديرة تسويق فقالت»: «أنا أيضاً أعطى لابنى وعنده سبع سنوات الموبايل ليلعب به أثناء قيادتى حتى لا يشغلنى عن الطريق وفوجئت به منزعجاً يضع الموبايل فى وجهى ويقول: هما بيعملوا إيه يا مامى؟! وعندما نظرت فى شاشة الموبايل وجدته يشاهد «مشهدا خارجا» على اليوتيوب ومن وقتها منعت عنه التليفون والنت وأصبحت عصبية فى ردودى معه حول سبب منعى له باستعمال الإنترنت وضميرى يعذبنى أننى كنت السبب».
 
أما أم أخرى وتعمل مدرسة فوجدتها تقول: أنا أيضًا لى ولدان وبالصدفة دخلا على سايت جنسى من تليفونى أحدهما وعنده ثمانى سنوات لم يعلق أما الآخر عنده سبع سنوات فقد شعر بالذعر «والقرف»، وعندما قال لى أحرجت جداً وقلت لهم: «إنها أفلام مركبة وليست حقيقية وحرام أن يشاهدوها» وامتد القلق لباقى الأمهات لأن التليفون والنت دائما فى متناول أولادهم الصغار»، والقلق ليس فقط من الجنس وإنما أيضاً من العنف والمشاهد الشاذة التى من الممكن تعرض الطفل لها بعدما أصبح - اليوم - من السهولة أن نرى «النت لكل طفل».
 
∎ لا تكذب على طفلك
 
لجأنا للدكتورة إيمان جابر مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة لتوجهنا عن أفضل الأساليب للتعامل مع الطفل الذى شاءت الصدفة أن يدخل على مواقع إباحية أو شاهد أفلاما جنسية فقالت: «يجب أن نمنع إمكانية وصول الأولاد لمثل هذه المواقع ورؤية ما لا يناسب أعمارهم، أما إذا حدث ذلك فلا يجب تجاهل الأمر أو تسفيه الموقف أو اللجوء للكذب على الطفل فنجلس مع الطفل نفهم ماذا رأى بالضبط نجيب عن أسئلته بما يناسب سنه ونوصل له أن هذه أشياء موجودة وأن الله خلق كل شىء فيه خير لنا ولكن يجب أن نحسن استخدامها فى الوقت والمكان المناسبين وهذه المواقف ليس وقتها ولا مكانها النت.. وأن هذا لا يناسب سنه وأنها على استعداد فى كل وقت للإجابة عن أسئلته ونفهمه بأنه من الخطأ رؤية تلك المشاهد، كما أنه من الضرورى أن يحمى نفسه ولا يلمس أحدى المناطق الخاصة بجسده، وأنه كبر ليفهم الصح من الخطأ وعليه أن يلجأ لوالديه لأن معظم هذه المواقع تنقل معلومات مغلوطة حتى يطمئن الابن لوالدته أو والده ويصبحان هما المصدر الرئيسى لمعلوماته وغالباً السن المبكرة كأربع وخمس سنوات لا يعى ما رآه ولا تثبت فى ذاكرته تلك المشاهد، ولكن يبدأ من الأكبر سناً الفضول للمعرفة ويكون حديثنا معه فى نطاق ما رآه واحتواء أسئلته والتأكيد أنه ليس عاراً ولكن ليس وقته وأن الخطأ يكون فى الاستمرار فى مشاهدته.. ويتوقف التعامل مع الطفل على عدة أمور، سن الطفل.. وتكرار ما رآه.. ردة فعله، ففى حالة الأطفال المراهقين والأكبر سناً إذا لجأوا لعادة مذمومة على الأم أن تحتوى ابنها وتحترم مشاعره وعقله فتخبره عن عيوب ذلك وأضرارها وتفهمه أنه من الممكن أن يستمتع بطرق أفضل فى الرياضة والقراءة، ويظل اللجوء للمعالج والأخصائى النفسى ولأصحاب الخبرة من الأطباء المختصين بالصحة النفسية للمراهق هو أفضل وسيلة للوصول بالطفل لبر الأمان ويمكن أن تستشير الأم الأخصائى فى أدق تفاصيل التعامل مع ابنها فتكون النصيحة لكل حالة على حدة».
 
∎ الوقاية خير من العلاج
 
لأن اتخاذ إجراء وقائى بحماية جهاز الكمبيوتر والمواقع التى يدخل عليها الطفل أفضل من معالجة آثار الدخول غير المحسوب، لجأت للمهندس محمد مصطفى سعدالله مصمم شبكات بإحدى شركات الاتصالات فقال: «الرقابة على الإنترنت أو استخدام إنترنت أكثر أمناً للأطفال يتطلب إجراءً بسيطاً هو طلب ذلك من شركة الإنترنت التى يتعاقد معها الأب والأم للحصول على الراوتر فتقوم الشركة بإغلاق إمكانية الدخول لهذه المواقع بطرق فنية وبعض الشركات تقوم بتوفير باقات مختلفة منها الباقة العائلية التى تتناسب مع استخدامات الأسرة وتوفر الأمان فى استخدامها من قبل الأطفال بغلق مواقع لا تناسبهم.
 
كذلك فإن استخدام ويندوز 8 وتنزيله على الجهاز يمكن الآباء مراقبة أنشطة أطفالهم، ويمكنهم إنشاء حساب خاص لكل طفل من الأطفال، بتحديد الخيار المكتوب لتشغيل «نظام الأمان العائلى «ولست فى حاجة على الإطلاق لأى عمليات إضافية أو خطوات للضبط أو تنزيل برمجيات مساعدة، كل ما تحتاجه هو تحديد هذا الخيار.
 
أما بالنسبة «للوايرليس» حيث يتم دخول الإنترنت من معظم الهواتف المحمولة والتابلت فى أيدى الآباء والأبناء هنا لا يكون لشركات الإنترنت سلطة وإنما يخضع لشركات المحمول التى لا يوجد لديها هذه الخاصية ولكن المبشر أنه وفى المستقبل القريب حدوث اندماجات بين شركات المحمول كفودافون أو موبينيل، وبين شركات الإنترنت كـ «لينك» و«تى إيه داتا» و«المصرية للاتصالات» وهو ما سيمكنهم من اتخاذ هذه الإجراءات وفق طلب المشترك.
 
ولكن توجد طريقة سهلة الآن للاستخدام الآمن للطفال بإنزال برامج موجودة على التابلت والهواتف الذكية فى «البلاى ستور» يتم تثبيتها على الهاتف فتمنع دخول أى مواقع مضرة كذلك على الآى فون والآى باد التى تنتجها شركة آبل هناك ما يعرف بخاصية رقابة الآباء وذلك من خلال استخدام كلمات سر وتوفر هذه الخاصية إمكانية حجب كاملة لمواقع معينة أو تقييد استخدامها بما يناسب الفئة العمرية بالطفل
 
ويضيف المهندس محمد: «تأتى أهمية خطوة الرقابة اليوم لانتشار الموبايلات والتابلت فى أيدى الأطفال وسهولة دخولهم على الإنترنت فى أى مكان دون رقابة الأهل مما قد يعرضهم لأخطار، ففى استطلاع أجرته «البى بى سى»، فى الاحتفال بيوم «إنترنت أكثر أمانا» أظهر الاستطلاع أن طفلا من كل خمسة أطفال قالوا إنهم شاهدوا أشياء أزعجتهم أثناء تصفح الإنترنت باستخدام الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية، ووجد أن ما يزيد   على عشرين فى المئة من الآباء لا يراقبون ما يتصفحه أطفالهم على الإنترنت وهنا تظهر أهمية تنزيل هذه البرامج الآمنة على تلك الأجهزة».