الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

آيس كريم فى إيطاليا فى نصف ديسمبر

آيس كريم فى إيطاليا فى نصف ديسمبر
آيس كريم فى إيطاليا فى نصف ديسمبر


ساحرة هى روما، جذابة، لا تعرف ما سرها ولا سر التعلق بها، لم أستطع تحديد أسباب التعلق بها رغم أننى لا أنبهر بسهولة بأى بلد أو مكان، لكن روما بهرتنى وتبهرك..
 
جذبتنى إليها وتجذبك.. لا أعرف هل الدول ذات الحضارات يكون لها أسرار خاصة!!..
 
إيطاليا على الخريطة تشبه فردة من حذاء على شكل بوت بكعب عال هكذا كان يعلمنا مدرس المواد الاجتماعية ونحن فى الابتدائية، لكنه لم يعلمنا كيف نصف جمال إيطاليا وروعتها..جمالها وروعتها لا تأتى من أنها المدينة الفاضلة فهى كدولة تعانى اقتصاديا، وهناك عدد كبير من المصانع والشركات الكبرى أغلقت أبوابها بسبب الغزو «الصينى» للصناعة فما يمكن أن تنتجه إيطاليا بتكلفة 001 يورو يمكن للصين أن تنتجه بـ 50 بل و30 يورو، وهو ما أثر سلبا على الكثير من المصانع حتى فى مجال صناعة الملابس والجلود الفاخرة التى تشتهر بها إيطاليا!!
 الروعة تأتى من سحر الأماكن وإمكانية التنزه وممارسة السير أو الشوبنج أو التمتع بالآثار والتحف الفنية الموجودة فى كل الميادين، متعة أخرى اكتشفتها وهى متعة تناول الآيس كريم فى منتصف شهر ديسمبر، فمن زار إيطاليا من قبل ستجده يبلغك بألا تفوت متعة تناول الآيس كريم من المحلات المنتشرة هناك بكثرة، الغريب أنك تستمتع وأنت تتناول الآيس كريم ودرجة الحرارة تقترب من الخامسة.. هكذا هى إيطاليا.. ألم يقل المثل افعل فى روما كما يفعل أهل روما!!
 
∎ أشهر مدرج بالعالم
 
لايمكن لسائح يزور مصر ولا يزور الأهرامات ،كذلك إيطاليا لا يمكن لسائح أن يزور إيطاليا ولا يزور «الكلوسيوم» باللغة الإيطالية colosseo وباللغة الإنجليزية The colosseum ويمكنك أن ترى الزحام الشديد والطوابير للدخول إليه والطليان بارعون فى الاستفادة من تاريخهم، فرسوم الدخول وفقا للدور بمبلغ معين يتضاعف تقريبا المبلغ إذا دخلت مباشرة دون طابور وبمرافقة مرشد يحكى لك تفاصيل كثيرة عن مدرج الكلوسيوم الذى تحكى وتتحاكى الأسطورة القديمة عن عظمته وهيبته بمقولة: ما دام «الكلوسيوم» قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره، هذا المسرح الضخم يعتبر من العلامات الشاهدة على الإمبراطورية الرومانية.
 
الكلوسيو أصبح اليوم، كما كان فى الماضى عبر القرون رمزا لمدينة روما، ويعتبر الكولوسيو أحد المعالم الأثرية المهمة، وأحد الروائع الهندسية القديمة المتبقية من الآثار القديمة فى مدينة روما.
 
بدأ العمل فى بناء الكلوسيو سنة 72م ، فى نفس الموقع الذى توجد فيه بحيرة قصر «نيرون»، وتم افتتاح الكولوسيوم فى سنة 08م تحت حكم «تيتو».
 
كان الكلوسيو مخصصاً لحفلات القتال بين المصارعين والوحوش، الشكل الخارجى للكولوسيوم مصمم على شكل أقواس، ومكون من أربعة أدوار، الثلاثة أدوار مكونة من 80 قوساً، أما الدور الرابع فهو جدار أصم بدون أقواس، ارتفاع الكولوسيو 57 متراً، وكانت له أربعة مداخل كانت مخصصة واحدة للإمبراطور وحاشيته، والمدخل الثانى للقضاة، والمدخل الثالث لوصيفات البلاط الإمبراطورى، والمدخل الرابع مخصص لضيوف الشرف، كان الكولوسيو يتسع من 50.000 متفرج إلى 70.000 متفرج، كانو يجلسون على المدرج حسب مكانتهم الاجتماعية.
 
الطريف أنت فى الساحة الخاجية وقبل الدخول إلى الكولوسيوم تجد شبابا ورجالا يرتدون ملابس المحاربين وحين ترغب فى التصوير معهم يرحبون ويبدأ فى الإشارة بالسيف فى حركات مختلفة وحين تهم بالشكر والرحيل بعيد عنهم تجده يقولك بابتسامة صفراء كل صورة تم التقاطها مع المحارب لها مقابل خمسة يوروهات يعنى ثلاث صور تلتقطها وتدفع 15 يورو!! ليس هذا الموقف فقط الذى تشعر فيه أن هناك نوعا من التسول الشيك، ففى الشوارع الرئيسة تجد رجالا بملابس بشكل فانتازى ويدهن بعضهم وجهه باللون البرونزى الصورة مقابل أى مبلغ تضعه له فى القبعة التى أمامه.
 
كل معالم إيطاليا متقاربة ويمكن أن تذهب إليها مترجلا وهو ما يفعله أغلب السائحين أو الاعتماد على الأتوبيس السياحى الذى يمر على النقاط السياحية ويمكن لك أن تنزل وتزور المكان وتلحق بالأتوبيس التالى والذى سيمر بك على الفاتيكان الذى يأتى له خصيصا عدد كبير من الزائرين من كل العالم لذلك تجد طابورا ينافس لدينا طابور أنبوبة البوتجاز فى عز الأزمة فى حين أن هناك شركات تدخلك مباشرة دون طابور لكن عليك دفع 46 يورو أى ما يقرب من 500 جنيه مصرى!
 
تشتهر مدينة روما بجماليات نوافيرها المنتشرة فى ميادينها وساحاتها العامة، ومن أجمل هذه النوافير على الإطلاق هى نافورة «تريفى».
 
تشير كلمة «تريفى» إلى الثلاثة طرق التى تتلاقى لديها، وتضم هذه النافورة الفخمة تمثال «نبتون» الذى يرتبط بأسطورة شهيرة: فالشخص الذى يرمى عملة معدنية فى النافورة من فوق كتفه سوف ينعم برحلة عودة إلى روما فى يوم ما، وإذا تم إلقاء عملتين معدنيتين فسيحدث زواج فى وقت قريب وعن نفسى ألقيت عملة معدنية واحدة أو ربما عملتين لا أتذكر بالتحديد!!
 
أول ما يلفت انتباه زائر ساحة إسبانيا، المدرج الإسبانى الشهير، والذى يعد أطول وأعرض سلم فى كل أوروبا، فى أكثر مناطق روما الحديثة أناقة، بجوار «بيتزا دى سبانيا» التى أخذت اسمها من السفارة الإسبانية التى كانت توجد هناك، وهذا الدرج الشهير يحمل أسم الكنيسة التى تقع فى أعلى الدرج وهى كنيسة «سنتا ترينتا دى مونتى» التى بنتها بعثة الحكومة الفرنسية عام 1495م كى يستخدمها الكاثوليك الفرنسيين.
 
ويقع منزل «كيتس» على اليمين وهو معلم تذكارى يضم مذكرات لـ «جون كيتس»، وشعراء رومانسيين آخرين لتلك الفترة، من ضمنهم: «بايرون»، و«تشيلى»، وتوجد فى أعلى الدرج الكنيسة الفرنسية «ترينيتا دى مونتى»، ويمكن رؤية متاجر مصممى الأزياء والبوتيكات الواقعة فى شارع «فيا كونديتا» من ذلك «المدرج» وإذا شعرت بقرصة الجوع لا تتسرع وتدخل أحد المطاعم الموجودة فى هذه المنطقة لأنك ستدفع مبلغا وقدره وفى نفس الوقت لن تتذوق طعاما مقبولا ومن عاشوا فى إيطاليا يقلون لك مقولة إن فى هذه المطاعم تدفع ثمن الهواء الذى تتنفسه ولكن للأسف يقولونها لك بعدما تكون دفعت الفاتورة وأتظبط!!
 
∎ التسوق فى بلد الموضة
 
لدى السيدات هوس اسمه الموضة ولدى بعضهن هوس اسمه «السينيه» لم أكن يوما من ضمن هؤلاء ولا هؤلاء لكنى فى إيطاليا أصابنى هذا العرض وأجمل شىء أنك فى أوروبا كلها تستطيع أن تقتنى قطعة «سينية» من «الأوت ليت» وهو مكان ضخم غالبا ما يوجد على أطراف المدينة ويكون به محلات لكل المصممين الكبار شانيل، فلانتينو، روبرتو كفالى، وفى الأوت ليت تكون المجموعة الموجودة للموسم السابق يعنى ونحن فى الشتاء كان هناك مجموعة الخريف والصيف السابقين لكنها بخصم يتراوح من 30٪ إلى 70٪ وهى فرصة رائعة، ويمكن للسائح أن يقضى يوما كاملا داخل هذا الأوت ليت فهو به مطاعم وكافيهات ويمكنك الذهاب إليه بأتوبيس مباشرة إلى هناك من محطة محددة وفى مواعيد محددة وكذلك العودة والتذكرة ذهاب وعودة بمبلغ 13 يورو.
 
فى إيطاليا ليس كل التسوق خمس نجوم، فالصين غزت العالم وفى إيطاليا تكتشف أن «بنجلاديش» غزت إيطاليا فعلى الأرصفة باعة من «بنجلاديشة» كما يقولها لك البائع حين تسأله أنت منين؟ وهم يبيعون المنتجات الصينية الرخيصة والمنتجات الرديئة أيضا! وفى روما تجد ما يشبه أسواق العتبة تبيع منتجات رديئة الصٌنع والذوق، أما على نواصى الشوارع بوسط المدينة فهناك مجموعة من الشباب المغاربة يبيعون الشنط الجلد الصناعة لكن بدرجة جودة وذوق عال!
 
وماذا نحن فاعلون هل سنبيع المية فى حارة السقايين!! هل سنعرض التصميمات والخامات المصرية فى إيطاليا بلد الموضة والأزياء.. هذا ما سأحكيه لكم الأسبوع القادم.