الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لن تنطفئ نار قلبى إلا بإعدام الجنـاة فى ميــدان عــام

لن تنطفئ نار قلبى إلا بإعدام الجنـاة فى ميــدان عــام
لن تنطفئ نار قلبى إلا بإعدام الجنـاة فى ميــدان عــام


فى جنازة عسكرية مهيبة، شيع الآلاف من أهالى محافظة الشرقية وقيادات مديرية الأمن وضباط وأفراد الشرطة، جثمان الشهيد هانى محمد النعمانى- 27 سنة، أمين شرطة بمركز شرطة ههيا، فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضى إلى مثواه الأخير، بمقابر العائلة بقرية كفر أبوحطب التابعة لمركز ههيا، والذى استشهد مساء الأربعاء بطلقات نارية من مجهولين يستقلان دراجة بخارية أطلقا صوبه عددًا من الأعيرة النارية، استقرت إحداها فى فمه، ولقى مصرعه فى الحال أثناء استقلاله دراجته البخارية فى طريقه لمنزله بعد تأدية عمله.
 
وظل الآلاف من الأهالى يرددون هتافات كان أبرزها «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان عدو الله»، «الشعب يريد إعدام الإخوان»، و«حسبي الله ونعم الوكيل» و«يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح».
 
وطالبوا المسئولين بالضرب بيد من حديد لتخليص البلاد من الإرهاب الأسود، كما رفع البعض عددًا من الأعلام المصرية.. وقالت فاتن محمد، شقيقة الشهيد، ودموعها تسبق كلماتها، «كنت فى منزلى بمدينة ههيا، وتلقيت اتصالا تليفونيا من شقيقتى باستشهاد شقيقى على يد أحد الكلاب المنتمين للجماعة الإرهابية، ولم أصدق نفسى لقد كان الشهيد هو نور عينى.. ووالدانا متوفيان منذ سنوات وشقيقنا عصام بالأردن والشهيد هوالذى كان يفتح منزل الأسرة ولقد فقدنا نحن شقيقاته البنات الأربع أعز الناس إلى قلوبنا ومنهم لله المجرمين الذين حرمونا منه حتى آخر العمر، ولابد من وقفة مع تلك الفئة الشاردة التى تقتل أبناء الشرطة لوقف نزيف الدم»، وانهارت شقيقته من البكاء، وأكدت أنها لن ينطفئ نار قلبها إلا إذا تم تحديد الجناة والقصاص منهم، بل إعدامهم فى ميدان عام، لافتة إلى أن الشهيد كان بمثابة الأب.
 
فيما كانت زوجته فى حالة انهيار تام من هول الصدمة، ورفضت الحديث، ولم تطلب سوى القصاص لزوجها، متسائلة: ما ذنب أبناء الشهيد، «محمد» 9 سنوات بالصف الثالث الابتدائى، و«إيمان» 4 سنوات أن يتربيا أيتاما؟.
 
وقال همام عبدالله محام.. زوج شقيقة الشهيد: «كنت متواجدا بالقاهرة وقبل استشهاده بساعتين تلقيت اتصالا تليفونيا منه للاطمئنان علىَّ وكانت المكالمة الأخيرة والتى استمرت خمس دقائق وبعدها علمت بخبر استشهاده من شقيقته ولم أصدق نفسى وعدت بعد أن أبلغت شقيقه الموجود بالأردن والذى قرر النزول وكانت أمنيته أن يرى شقيقه حيا أو وداعه إلى مثواه الأخير لكن لم يمكنه القدر».
 
فيما قال مصطفى صدقى، زوج ابنة شقيقة الشهيد: ما حدث صدمة بالغة للأسرة ونيران الغدر التى قتلت هانى لابد أن تحاسب.. ولقد كان الشهيد أول من يدق بابنا فى المناسبات وكان بمثابه أخ وصديق لى وليس خال زوجتى فقط.
 
واستنكر خالد محمد، زوج شقيقة الشهيد، ذلك الحادث قائلا: «ما ذنب شاب مثل هانى طيب القلب ليستهدفه هؤلاء الإرهابيون»، مؤكدًا أنه كان إنسانا يعمل فى خدمة الوطن والناس، ولم يؤذ أى شخص ومحبوب من الجميع.
 
وأشار أشرف نصار زميل الشهيد بالعمل إلى أن «هانى طوب الأرض كان يحبه وهو إنسان طيب ويتمتع بسمعة طيبة ولا توجد بينه وأى شخص أى خلافات.. ولن نسكت أو نستسلم عن مطاردة الإرهابيين الخونة ولن تخيفنا العمليات الإرهابية بل تزيدنا قوة وإصرارا».
 
ومن جانبه، اتهم محمد عباس الخطيب، المتحدث الإعلامى لاتحاد أفراد الشرطة بالشرقية فى تصريح صحفى جماعة الإخوان الإرهابية باستهداف الشهيد.. وقد تم تشديد الإجراءات الأمنية بمسقط رأس الشهيد خشية حدوث مواجهات بين أقارب المتوفى وأعضاء الجماعة الإرهابية بقرية العدوة بمسقط رأس المعزول، حيث أعلن الأهالى ذهابهم للقرية للانتقام من أقارب وأنصار المعزول للثأر للشهيد.. كان الشهيد قد خرج من عمله بمركز شرطة ههيا ومعه أحد زملائه، وعقب توصيله له بدراجته البخارية توجه إلى منزله وبالقرب من عزبة حسنى وأثناء التهدئة لوجود مطب قام أحد الأشخاص يستقل دراجة بخارية ويرتدى «ماسك» بإطلاق النار عليه من طبنجة، مما أدى إلى إصابته برصاصة فى الفك الأيمن بالرأس لتخترق عنقه ولقى مصرعه فى الحال وفر الجانى هاربا.. وأكد شهود العيان أن القاتل كان يرتدى قناعا مثل الأقنعة التى ترتديها الجماعة الإرهابية فى تظاهراتها والقاتل محترف وقناص وأطلق رصاصة استقرت فى رقبة الشهيد.