الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ممدوح الليثي صاحب أكبر عدد من أفلام أكتوبر.. السيسى أعاد العلاقة بين الجيش والشعب إلى مسارها الصحيـح

ممدوح الليثي صاحب أكبر عدد من أفلام أكتوبر.. السيسى أعاد العلاقة بين الجيش  والشعب إلى مسارها الصحيـح
ممدوح الليثي صاحب أكبر عدد من أفلام أكتوبر.. السيسى أعاد العلاقة بين الجيش والشعب إلى مسارها الصحيـح


بالنيابة عن جيلى أتحدث - جيل الشباب - الذى شعر ببعض المبالغة فى أعمال تناولت حرب أكتوبر من منظور ضيق وحصرها فقط فى أزمات أسرة أو زوجة أو حبيبة فقدت زوجها فى الحرب مع ربطها ببعض المشاهد من الجبهة، وأحاديث لبعض الجنود الأصدقاء فى خنادق الجبهة، وعلاقة المجند المسلم بالمسيحي، وغيرها من كليشيهات شعرنا إلى حد ما بأنها غير واقعية، بينما شاهد جيلنا أفلام هوليوود التى جسدت الحروب فى الطرف الآخر من العالم بمنتهى الواقعية وبشكل بديع كالحروب العالمية وحرب فيتنام، ولم نقتنع حتى الآن بأعمال تناولت حرباً غيرت مسار تاريخنا ومستقبلنا اللهم إلا عدد قليل من الأفلام.
الكاتب والمنتج ممدوح الليثى، كان له دور بارز فى خروج العديد من الأعمال التى أرخت لحرب أكتوبر على الساحة، بالإضافة إلى عشرين «أوبريت» والعديد من الأفلام التسجيلية، والمسلسلات الدرامية اثناء رئاسته لقطاع الإنتاج، تحدث معى عن أسباب عدم وجود أعمال كافية تتناول أحداث حرب أكتوبر بشكل واقعى، وعن أعمال قام بكتابتها ومشاريع لم تنفذ حتى الآن كفيلمى (وبدأت الضربة الجوية والرئيس والمشير).
 
بالإضافة إلى روشتة لكتابة وتنفيذ أعمال واقعية عن حرب أكتوبر وعن أحداث ثورة يناير حتى يومنا هذا دون الوقوع فى فخ المبالغة.
 
∎ لماذا لم يتم تجسيد حرب أكتوبر حتى الآن فى عمل فنى بشكل واقعى ومعظم الأعمال القديمة كانت تحمل بعض المبالغة؟
 
- لكى تنفذى فيلماً عن حرب أكتوبر فهذا قد يكلفك ماديا قدر ما تكلفت حرب أكتوبر كلها وهذا يستدعى أن تحضرى كل أنواع الأسلحة والجيوش والأفلام التى تتناول هذه النوعية من الحروب   ولا نستطيع تصوير هذه المعارك لأنها تحتاج تكلفة كبيرة والعديد من الخبراء، فكانت النتيجة أننا قدمنا أفلاما متواضعة ماعدا فيلما واحدا تقريبا وهو «الرصاصة لا تزال فى جيبي»، فهو الوحيد الذى ظل محتفظا برونقه بقدر الإمكان.
 
قدمنا فى فترة من الفترات مثلا فيلم «حكايات الغريب» ووضحنا فيه الأبطال المجهولين الذين اشتركوا فى الحرب وقدموا بطولات وابتعدوا عن فكرة البطل الأوحد واستعرض بطولات جماعية التى تفرز النماذج المختلفة.
 
وفى خلفية حرب أكتوبر كان هناك حرب الاستنزاف، قدمنا فيلم «الطريق إلى إيلات» كتبته عام 93 عن قصة فريق صاعقة القوات البحرية التى دمرت إيلات والباخرتين «بيت شيفع» «وبات يم» ولكن هذا الفيلم كان من السهل تنفيذه لأنها معركة محدودة، وليست كل أسلحة الجيش التى تحارب ودبابات وصواريخ، ذهبوا إلى الأردن والعراق وعبروا إلى ميناء إيلات الإسرائيلى ودمروا الباخرتين وحققوا انتصار كبيرا جدا واعتبرنا هذا من الأفلام التى أبرزت حرب أكتوبر.
 
والنتيجة أن تقديم فيلم عن حرب أكتوبر والمعارك بشكل واقعى نحتاج إلى إمكانيات مادية رهيبة وتسخير العديد من إمكانيات الدولة لهذا الفيلم.
 
∎ إذا السبب يعود بشكل أساسى على الإنتاج وليس الكتابة أو اختيار الموضوع المناسب؟
 
- بالطبع السبب يعود لأسباب مادية بحتة لأن كما أخبرتك لكى نعد فيلما عن حرب أكتوبر يكون على قدر من الواقعية يتطلب هذا تكلفة مادية كبيرة وكم منتجا لديه قدرة على المجازفة بأمواله وأن يكلف العمل ببذخ فنحن قدمنا (الطريق إلى إيلات وحكايات الغريب) من خلال قطاع الإنتاج وغيرها من أفلام تسجيلية كثيرة عن الحرب أيضا من خلال القطاع ولكن القطاع الخاص من الصعب جدا أن يقوم بمثل هذه المغامرة، ولن يستطيع منتج تحمله، لذلك فمشروع كبير مثل هذا يجب على الدولة أن تتحمله، أما بالنسبة للكتابة فهناك مواضيع كثيرة متوفرة وكتاب موهوبون.
 
∎ وهل إذا تم إنتاج فيلم بهذه النوعية والتكلفة الإنتاجية العالية سيلقى رواجا ويحقق إيرادات فى مواجهة الأعمال السائدة مؤخرا؟
 
- مسألة الإيرادات تأتى غالبا عكس التوقعات ولا نستطيع الجزم بشأنها فعندما قدمنا ناصر 65، لم أتوقع أن يحقق أى مكاسب مادية ولكنه حقق إيرادات عالية جدا ومشاهدة كبيرة ونجاحا مستمر حتى الآن.
 
∎ دور الجيش وتجسيده فى الدراما كيف يتم بدون أى مبالغة أو تطرف، هل التركيز على الكتابة أم على اختيار الفنانين؟
 
- التركيز على اختيار الموضوع نفسه، مصطفى بكري أرخ للمرحلة التى نمر بها منذ 28 يناير حتى يومنا هذا فى ثلاثة كتب، وعندى لكى ننفذهم كفيلم أو مسلسل فى الفترة القادمة، فمنذ ثورة يناير حتى الآن هناك إيجابيات كبيرة جدا للقوات المسلحة وجاء الفريق السيسي وقال إنه قام بما أملاه عليه ضميره وأعطى السلطة للشعب وانسحب من الصورة وهذا الموقف جعل من السيسي بطلا فى عيون الشعب والجماهير.
 
∎ الوضع الحالى والدور الذى قام به الجيش مؤخرا هل من المصلحة أن يتم تجسيده الآن أم ننتظر حتى يتم هضم الأحداث والوقوف على بداية الطريق؟
 
- هذا يتوقف على طريقة تناول العمل نفسه، فإذا كان مكتوبا بشكل واقعى صادق بدون أى مبالغة أو تطرف فى المواقف فلن يكون هناك تعجل، بل على العكس تماما.
 
∎ ماذا عن مشروع «وبدأت الضربة الجوية»؟
 
- آخر موضوع توقفنا عنه هو مشروع اسمه «وبدأت الضربة الجوية» وكنا نستعد له منذ سنوات والميزة فى هذا الفيلم أنه يسستعرض كيف خطط الرئيس السادات لحرب أكتوبر ومع من؟ مع سوريا وهذه أول مرة يكون فيها سر بين دولتين عربيتين الفيلم كان سيحمل تفاصيل كثيرة قبل العبور واستعددنا لها بالقراءة فى العديد من الكتب وجمعنا معلومات مهولة ومثلا الأستاذ «صلاح قبضايا» وهو كان مراسلا عسكريا فى الجبهة وافانا بمعلومات كثيرة جدا و كتب أفادتنا فى الإعداد للفيلم، والفيلم كله عبارة عن التحضير بين مصر وسوريا وحالات الاختبارات وإجراءات السرية وعمليات التمويه لمفاجأة العدو، الفيلم اسمه «وبدأت الضربة الجوية» بمعنى أن الفيلم سينتهى بمجرد استعداد الطائرات للانطلاق، ولكن بعد انطلاق ثورة يناير وانطلقت شائعات أننا نقدم فيلما لتمجيد مبارك ووضحنا الأمر وأبدينا استعدادنا لتغيير اسم الفيلم وتغييره إلى «وبدأت المعركة» والحقيقة أن الفيلم ليست له علاقة بمبارك وأن الفكرة قائمة على الكواليس التى سبقت الحرب، ولكن عندما استوعبوا الفكرة كان قد تم حل جهاز السينما ومازلت أسعى لحل أزمة هذا الفيلم لأنه عبارة عن مشروع جاهز للتنفيذ.
 
∎ الدراما التليفزيونية وحرب أكتوبر وكل الأعمال التى أنتجت فى فترة توليك لرئاسة قطاع الإنتاج؟
 
- بالإضافة إلى المسلسلات الدرامية قدمنا تقريبا 20 «أوبريت» عن حرب أكتوبر من إنتاج القطاع، فتقديم الأوبريت أسهل من تقديم فيلم وتأثيرها أسرع وتصل للجمهور بشكل أكبر ومازال الجمهور يحفظها حتى الآن، ومن الأعمال التى تحدثت عن البطولات كان رأفت الهجان، والسقوط فى بئر سبع.
 
∎ ماهى الروشتة لتوثيق ثورة يناير لحتى الآن من أحداث وتلافى الزاوية الضيقة التى تم تناول حرب أكتوبر من خلالها؟
 
- اختيار الموضوع هو الرهان الأول اختيار موضوع فى الإمكان تنفيذه وإمكانيات تنفيذه متاحة، وهناك موضوعات كثيرة ممكن تناولها وربطها بمواضيع اجتماعية عظيمة.