الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صفعـة كنائس مصر للإرهاب الإخوانــــــى

صفعـة كنائس مصر للإرهاب الإخوانــــــى
صفعـة كنائس مصر للإرهاب الإخوانــــــى


واجهت كنائس مصر هجمة شرسة لم تتعرض لها من قبل سواء بالحرق أو التدمير أو سرقة محتوياتها من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصار المعزول محمد مرسى عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة يوم الأربعاء الماضى، وفى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر فى الوقت الذى رفضت فيه كنائس مصر بصفة عامة تحذيرات أو تهديدات الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضد مصر وحشده لدول الغرب لاتخاذ مواقف معادية تجاه مصر.
 
بسبب هذه الأحداث المؤلمة أعلن قداسة البابا تواضروس الثانى عن أسفه العميق لما يحدث من عنف متعمد وإرهاب مسلح والاعتداء على مؤسسات الدولة وكذلك اقتحام الكنائس وتدميرها أو حرقها وهى الأمور التى توصف بكونها غير إنسانية ولا تمت للدين بشىء، ولأن ذلك يتنافى مع الأخلاقيات التى يتسم بها الإنسان الذى خلقه الله كما أن تلك الأحداث لم تعتدها مصر من قبل وهى أمور محزنة بكل المقاييس للجميع، وبكل ما تحوى من إجرام ووحشية من أناس بكل أسف يتمايلون أو يتحدثون باسم الدين ولأن جرائمهم التى يرتكبونها سوف يكون لها أولاً عقاب وانتقام من الله وقبل أن يعاقب جنائيًا على الأرض، وأضاف فى ذلك الشأن أن الأحداث الدامية التى وقعت يوم الأربعاء الماضى قد تكون صنعت جرحًا لوحدة الوطن وبهذا الفكر المتطرف الذى لا يعرف الله فماذا صنعت الكنائس حتى يتم الاعتداء عليها بهذه الوحشية، ولأن إخوانناالمسلمين لا يقبلون مثل هذه الأمور المحزنة ولأن بلدنا مصر محروسة دائمًا وفى يد الله وأتابع باهتمام بالغ كل ما يحدث فى الوطن، كما أن الجيش والشرطة ومعهم الشعب لم يتخلوا عن دورهم الوطنى فى الزود عن مصر.. ورغم ما حدث فإن عين الله على مصر ترعاها دائمًا وهى مذكورة فى الإنجيل وكل الكتب السماوية ونحن نعمل بفكر ووصية السيد المسيح عندما قال: «أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم» ونحن نصلى دائمًا أن يحفظ الله شعبنا ووطننا من كل إرهاب وفكر متطرف، وأن يصون بلادنا من الأشرار والمتربصين بالوطن ونحن دائمًا نرفض أى تدخل أجنبى فى شئوننا الداخلية ونقف خلف جيشنا العظيم والشرطة ضد العنف المسلح والإرهاب ونؤكد أيضا تمسكنا بالوحدة الوطنية لكل شعب مصر ونرفض أى مؤامرة لإثارة الفتنة الطائفية.
 
∎اعتداءعلى مصر
 
وفى المقابل أكدت الكنيسة الإنجيلية دعمها التام لجيش مصر الوطنى ورجال الأمن ممثلين فى الشرطة، وعلق القس صفوت البياضى بالطائفة الإنجيلية أن الاعتداء على الكنائس هو اعتداء على مصر بتراثها وتاريخها وعمقها ومحاولة يائسة للنيل من هذا الشعب العظيم بإثارة الفتن والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وقال أيضا بأنها ظاهرة مؤسفة لم تحدث من قبل أن يتم الاعتداء على الكنائس بهذه الصور الوحشية بالحرق والتدمير ولدور العبادة المسيحية وكذلك بعض الأديرة والمدارس والمحال التجارية والممتلكات والمساكن المملوكة لمسيحيين فى العديد من المدن والقرى فى صعيد مصر وسائر المحافظات الأخرى وبصورة لم يسبق لها مثيل منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان أو تحديدًا عندما رحب أقباط مصر بـ « عمرو بن العاص» جنبًا إلى جنب مع أشقائهم المسلمين ولكنهم الأقرب من الحاكم الرومانى الذى كان مضطهدًا للمسيحيين المصريين.
 
∎اطمئنوا يا مصريين

 
أيضا قال الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية إن الإرهاب التى تتعرض له مصر بما فيها من حرق وتدمير الكنائس وجميع المنشآت سوف يزول أو ينتهى إلى غير رجعة وسيندثر المخربون ويسقطون ويتهاوون حتى لو طال الوقت وأنا على يقين أن الله دائمًا معنا وسوف يحفظ مصر وشعبها مسلمين ومسيحيين، وأعتقد أن ما يحدث مخطط إجرامى وراءه أجندات خارجية ودول أجنبية ومصالح مشتركة بين أمريكا والغرب والصهيونية العالمية وأعوانهم من الخونة خاصة أن تلك الأحداث الدامية من حرق وتدمير ودماء قد وقعت بعد فض الاعتصام ورغم ذلك أؤكد: اطمئنوا يا شعب مصر فالمستقبل سيكون أفضل.
 
∎تهديدات وتوعد
 
بينما قال الأنبا مكاريوس بالمنيا إن الأحداث عقب فض اعتصامى النهضة ورابعة توالت بصورة لم نتوقعها بما فيها من تهديدات وتوعدات لا تتوقف بحرق وتدمير كل كنائس المنيا ونحن كمسيحيين نتعامل مع مثل هذه الأحداث بطريقة روحية جدًا، وإن كان ذلك قد حدث لنا كمسيحيين نؤكد فخرنا بالمسيح الذى تألم من أجلنا جميعًا، كما أن بيوت الله بما فيها الكنائس لها إله يحميها.. وأضاف: تأثرت كثيرًا خاصة عندما سمعت فى خطبة يوم الجمعة الماضى عدداً من الأئمة حفظهم الله وهم يناشدون إخواننا المسلمين بحماية المسيحيين سواء كنائسهم أو ممتلكاتهم وقاموا بتوزيع المنشورات التى تحفزهم بالدفاع عن إخوانهم المسيحيين باختصار هذه هى مصر وشعبها الحقيقى وسلاحنا جميعا هو حبنا لمصر جميعًا، ولأن الذين يقومون بهذه الأعمال ليسوا بمسلمين لكنهم أصبحوا مشوهين حتى للدين نفسه فهم أعداء الوطن وسط هذا الألم الذى تعيشهالبلاد وكل المطلوب هو وحدة النسيج الوطنى الذى يحارب من جانب الذين يكرهون مصر، كما أن التلاحم بين أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين يؤكد عراقة وأصالة وطن تمتد جذوره فى أعماق تاريخ البشر.
 
∎حرق منظم وممنهج
 
قال الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمراغة: تعرض الكثير من الكنائس للاعتداء والحرق لم يكن عشوائيًا بل كان ممنهجًا ومنظمًا ولدرجة أننى ومعى عدد من الآباء لم نتمكن أو نستطع النزول حيث كانت النيران مشتعلة وقمت بالاتصال بالشرطة التى تأخرت لمدة ثلاث ساعات، لكن الأمور قد تأزمت وانتهت باحتراق الكنيسة بالكامل ولكن دعنى أشرح لك شعور أشقائنا المسلمين وفى ذات الوقت عندما سارعت ثلاثة من الإخوات المحجبات المسلمات وقالوا: نريد أن نساهم بأى شىء حتى لو كان ذلك ماديًا أو تبرعًا وأصررن على ذلك وقمت على الفور بتقديم الشكر لهم، وعلى روح المحبة والتسامح والطيبة التى يتميز بها شعب مصر الأصيل البعيد عن التطرف والإرهاب، ونحن بدورنا نصلى من أجل مصر ومن الذين يسيئون إلينا.
 
∎زلزال غضب

 
القس يوليوس سعد بكرداسة محافظة الجيزة قال: عدد كبير من الإرهابيين قاموا بإشعال الحريق فى كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة حتى القاعات الملحقة بها والتهمت النيران وامتدت على كل شىء ولم يتبق سوى الرماد ثم اتجهوا بعدها إلى كنيسة العذراء بكفر حكيم والعذراء مريم بالمنصورية، بالإضافة إلى تهديداتهم بحرق المنازل والاستيلاء على الممتلكات الخاصة عقب صلاة الجمعة الماضية وأنا اعتبر مثل هؤلاء ليسوا بالبشر بل إنهم مجموعة من الشياطين الذين أصابهم زلزال الغضب والدمار وحرق الوطن، وبصراحة هناك تنظيم دولى يرتكب جرائم ضد الإنسانية خاصة على مصر وشعبها.. بينما قال القمص أنجيلوس ببنى سويف إن الهجوم على كنيسته بدأ عندما تجمع عدد كبير من الأفراد ألقوا بزجاجات المولوتوف والمواد الحارقة ثم انصرفوا، إلا أن الأشقاء المسلمين أصروا على البيات معنا بالكنيسة بعد إطفائها وقاموا بمواجهة المعتدين الذين فروا هاربين لكن لا أنسى تكاتف الشباب مسلمين ومسيحيين معنا حتى يعود الأمن والاستقرار للبلاد.
 
∎ليست فتنة طائفية
 
ومن جانبه قال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية بالمقر البابوى بالعباسية إن الاعتداء على الكنائس وممتلكات المسيحيين لا يمكن فصله عما يحدث داخل البلاد، مشيرًا إلى أنه لا يمكن القول بأن هذه الأحداث طائفية وإنما هى أحداث سياسية تدخل ضمن المشهد العام، موضحًا أن الاعتداءات قد طالت الكنائس وأقسام الشرطة والمنشآت والمحاكم والممتلكات، مضيفًا أن الإخوان يعتبرون المسيحيين من ضمن أسباب عزل مرسى من الرئاسة وأننا ضمن زمرة المعارضين لهم فى الحكم، ورغم ما حدث من حرق لكنائسنا فإن مصر بعيدة تمامًا عن الفتنة الطائفية التى يحاول البعض النفخ فيها كلما مر الوطن بأزمة لكن عين الله الساهرة سوف تعبر بنا إلى بر الأمن، و«تبارك شعب مصر» بكل عقائده وأبنائه وتاريخه العميق.
 
∎محاولات يائسة
 
على جانب آخر قال الحقوقى «رمسيس النجار» إن حرق العديد من الكنائس المصرية لا أعتبره فتنة طائفية بل محاولة يائسة من جانب الإخوان لخلق حالة من الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد واستغلال مثل هذه الأمور التخريبية لصالحهم كما يخيل إلى فكرهم المريض بطلب التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية لمصر ولكن هيهات فقد خاب ظنهم وانفضح أمرهم المشبوه، وأؤكد أن مصر لن تنكسر أبدًا ولن تستطيع أى قوى مهما كانت أن تنال منها أو تصنع فتنة بين أبنائها.
 
∎مخطط الإخوان

 
بينما أكد نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب أن ما حدث من حرق للكنائس وتدمير لمنشآت الوطن كان مدبرًا من قبل، والشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه يعون ذلك جيدًا ويتفهمون المحاولات اليائسة لشق صف الوطن من خلال حرق الكنائس والهجوم على الأديرة والممتلكات لينكشف المخطط الإرهابى، وهنا أقدم الشكر للفريق أول عبدالفتاح السيسى قائد مصر الهمام الذى أنقذ البلاد من الضياع، وقام بتنفيذ إرادة شعب مصر وكذلك على مبادرته الطيبة بقرار ترميم الكنائس المدمرة والتى تم إحراقها من جانب هؤلاء المجرمين فى حق الوطن.