الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ريشتـان ومــزاج واحــد!

ريشتـان ومــزاج واحــد!
ريشتـان ومــزاج واحــد!


اتصل بى الأسبوع الماضى د.يوسف كامل مصطفى حفيد الفنان يوسف كامل وابن الفنان كامل مصطفى، وأخبرنى بواقعة طريفة وهى أن جده ووالده ولدا فى يوم 26 مايو، وإن كان بينهما الكثير من السنوات، وهذا الأسبوع يوافق الذكرى 122 لميلاد يوسف كامل و96 لميلاد كامل مصطفى.
 
.وهذان المصوران ليسا فى حاجة لتعريف، فالأول هو مؤسس المدرسة التأثيرية ورائدها فى مصر، والثانى من فرسانها الأوائل وأحد تلاميذ يوسف كامل، والسطور القادمة هى احتفال على الورق بذكرى ميلادهما.
 
 
 
 
 
∎يوسف كامل
 
(1891 - 1971)
 
الانطباعية أو التأثيرية هى مدرسة الرسم فى الهواء الطلق حيث يسجل الفنان النور والظل الذى ينعكس على الأشياء والأشكال والمناظر، وهى الرسم بإحساس عفوى ولمسات سريعة دسمة من الفرشاة للتعبير عن الضوء والظل، يقترن اسم يوسف كامل بهذه المدرسة فهو يقول «ولدت بنزعة انطباعية وسأظل كذلك»، وقد ظل وفياً لتلك المدرسة طوال حياته حيث وجد فيها نفسه فهى تعبر عن مزاجه وطبيعته.
 
يعتبر من الرعيل الأول الذى تخرج فى مدرسة الفنون الجميلة عام 1911، وسافر فى بعثة تبادلية لمدة سنة مع زميله الفنان راغب عياد إلى إيطاليا على نفقتهما الخاصة، وذلك لتكملة دراسته الفنية، يبدأها يوسف كامل الذى يعود ليتولى عمله وعمل زميله فى التدريس بالمدارس الثانوية، ويسافر عياد بعده وعلم سعد زغلول بقصتهما فدفع البرلمان لرصد ميزانية لتعليم الفنون الجميلة فى أوروبا. ويسافر يوسف كامل وراغب عياد فى بعثة رسمية جديدة يعود بعدها ليعمل بالتدريس فى مدرسة الفنون الجميلة حتى أصبح رئيساً لقسم التصوير ثم عميداً، وطوال هذه الفترة الطويلة تعلم على يديه أجيال كثيرة من الفنانين.
 

 
وجد يوسف كامل ضالته فى تصوير أحياء القاهرة القديمة حيث سطوع ضوء الشمس على بيوتها العتيقة وآثارها الإسلامية، فسجل بريشتهبوابة المتولى والباب الأخضر ولم يهتم فى مناظره بالتفاصيل، ولكنه يبحث عن إشعاع النور واللون على الأماكن، يعبر عن ذلك بلمسات مليئة بالانفعال من فرشاته الدسمة وبألوان مشرقة قادمة من صفاء ضوء الشمس، كما استهوته المناظر الريفية والأسواق حول القاهرة، ولذلك أقام فى المطرية حيث وجد البيئة التى تساعده على تصوير الحيوانات والطيور وبسطاء الناس. لم يتوقف عند رسم المناظر بل كان مصوراً للأشخاص وله أعمال جميلة فى البورترية. ولقد كان فنه تعبيراً صادقاً عن مصر بشمسها وريفها وأحيائها القديمة.
 

 
∎كامل مصطفى
 
(1982 - 1917)
 
من الجيل الثانى فى حركتنا الفنية ينتمى للمدرسة التأثيرية اشتهر بتصوير المناظر والبورترية. تخرج فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة عام 1491 وعين معيداً بها ثم أوفد فى بعثة إلى إيطاليا عام 1946 ليدرس على يدى المصورين «دانتى ريتشى» و«كارلو سيفيرو» بعد عودته للقاهرة عام 1950 عمل كأستاذ للتصوير بكلية الفنون الجميلة ثم عميداً لكلية الفنون بالإسكندرية.
 
اشتهر الفنان كامل مصطفى بلوحاته للمناظر خصوصاً مشاهد البحر والصيادين وبناء السفن بالإسكندرية، كما سجل الكثير من المناظر للريف والناس فى لحظات النهار المختلفة تحت ضوء الشمس، كانت ألوانه دافئة ولمسات فرشاته دسمة وطازجة ومليئة بالحيوية. كما ذاع صيته فى تصوير البورتريه «الصورة الشخصية»، فكان بارعاً فى تسجيل أعماق الشخصية المرسومة يبرزها فى صدق وبساطة، وقد سجل بريشته لوحات لمشاهير سيدات المجتمع ورجال الأعمال والساسة.
 
اشتهر الفنان كامل مصطفى بتسجيل اللوحات التاريخية للمشاهد الوطنية المصرية، فكانت لوحاته عن «مقاومة بورسعيد» وغيرها تسجيلاً بالخطوط والألوان والظلال لتاريخ وطنه، تلك اللوحات كانت تبدو فيها موهبته فى تأليف التكوين المحكم، وبلاغة التعبير وقدرته على تصوير الحركة.
 
كانت لوحاته تنبض بالجمال بغير تكلف وريشته امتازت بالتلقائية والبساطة والسخاء، ولذلك كانت لوحاته قريبة من كل قلب ونالت إعجاب عشاق الفن وعرفت طريقها إلى منازلهم. لقد كان له أسلوب متميز ومتفرد حيث تخلص من تأثير أساتذته عليه
 
وفى النهاية نتمنى أن تقيم وزارة الثقافة معارض استيعادية وتطبع كتبا عن هؤلاء الرواد من أمثال يوسف كامل، وكامل مصطفى وغيرهما لتتعرف الأجيال الجديدة على فنهم الأصيل.