الفنان محمد الناصر ريشة مصرية الهوى!
جمال هلال
تحت عنوان «40 عاما فى الفن» يقدم الفنان والناقد د.محمد الناصر معرضه الجديد بقاعة قرطبة بالمهندسين.
عرفته منذ سنوات طويلة، بدأ إبداعه الفنى فى مجلة أكتوبر رساماً للغلاف وقد نشرت له مجلتنا صباح الخير بعض أغلفته أذكر منها لوحة للكاتب توفيق الحكيم، كان ذلك فى ثمانينيات القرن الماضى.

ثم انتقل لمجلة «نصف الدنيا» رساماً للقصص وبدأ كتاباته فى الفنون الجميلة ناقداً يثرى ويضيف للحركة الفنية المصرية.
وطوال تلك السنين كان مخلصا لأسلوبه ولموضوعاته التى يحبها ذات النكهة المصرية، لم ينصرف عنها يوماً فهو لا يرسم إلا ما يؤمن به ويمس قلبه.
اشتُهر وبرع فى الرسم بالألوان المائية والتى ملك ناصيتها باقتدار، فكان أسبوعياً يرسم قصة على صفحات نصف الدنيا، وأحياناً يرسم قصة أخرى فى ملحق الأهرام يوم الجمعة تارة بالألوان وأخرى بالحبر الشينى الذى تميز فيه أيضا.

كما رسم الكثير من البورتريهات لمشاهير الكتاب مثل: نجيب محفوظ وأنيس منصور وهيكل بالألوان الزيتية، فهو رسام بورتريه من الطراز الأول.
فى معرضه المقام الآن ومعارضه السابقة دائما كانت موضوعات لوحاته مصرية الطابع والمزاج، فهى تصوير للبيئة المصرية، يختار شخوصه من بسطاء الناس من الحياة الشعبية، كما يستلهم مناظره من القاهرة الفاطمية وأبو قير بالإسكندرية وسيوة.
وهو لا يحاكى الطبيعة، فما يرسمه ليس نقلا حرفيا كما تراه عينه، ولكنه يختار من الواقع أمامه ما يحقق رؤيته الجمالية للموضوع المرسوم، ولذلك يجنح دوما للتلخيص والبعد عن التفاصيل خصوصاعندما يرسم بالألوان المائية.

تبدو شخوصه مرسومة تحت ضوء الشمس التى تتألق فوق البشرة السمراء، وأحيانا يترك الخلفية بيضاء خلف شخوصه لتبدو اللوحة طازجة ونابضة بالإحساس والتلقائية، له بالتة ألوان لا تخطئها العين واللون السائد فى لوحاته دائما الأزرق التركواز بدرجاته من الفاتح للغامق يخلق به الهارمونى، ويخضع كل ألوان اللوحة لهذا اللون الذى يحبه كثيرا ونجده فى كل أعماله منذ سنوات طويلة.
تتميز لوحاته بالتكوين المحكم والمتزن والمترابط العناصر، تبدو فى أعماله فى هذا المعرض خبرة السنين، فهو يحقق فى لوحاته القيم الفنية فى سهولة ويسر والتى تحمل ما يبدعه فنا جميلا.



