خط سير محفوظ ملىء بالمفاجآت والصدمات.. رحلة البحث عن «العفش»

هبة حسنين
أثاث جيد متين وذوق مودرن ، وبسعر مناسب مع غلاء الأسعار، معادلة ليس من السهل تحقيقها، إلا بعد بحث وسفر بين مدن الأثاث الشهيرة، والمعارض الكبيرة، فلا أحد لديه النصيحة النهائية، وكل عروسين لابد أن يخوضا التجربة بنفسيهما، ليختارا الحل المناسب.
ومع هذا تبدو تجارب أغلب من قابلناهم، وكأن هناك خط سير محفوظًا تتناقله الأجيال جيلا بعد آخر، فى تلك الرحلة المثيرة والمليئة بأناس وتجارب ومشاوير غريبة وعجيبة، ثم تتفرق الدروب بكل زوجين، لتصبح لهما تجربة خاصة، أحيانا ناجحة، وقد لا تكون كذلك مع بعض الغرف..هنا بعض هذه التجارب..
مريم عبدالحميد، مدربة بإحدى الصالات الرياضية بمنطقة شبرا، درست القانون بجامعة عين شمس وتخرجت منذ عامين، وتمت خطبتها منذ عدة شهور، ومن وقتها تحاول أن تنتهى من شراء كل ما يخص «جهازها»من بطاطين وملايات وملابس وغيرها من الأشياء التى تشتريها العروس، وحينما اقترب الفرح، بدأت هى وخطيبها البدء فى رحلة البحث عن الأثاث المناسب لمنزلهما.
استيقظت مريم فى السادسة صباحًا، قاصدة موقف سيارات «عبود» واستقلت هى وخطيبها وأهلهما السيارة المتجهة إلى دمياط ذات الشهرة الأوسع فى صناعة الأثاث الخشبى المتين والحديث.
وبعد أربع ساعات وصلوا إلى مدينة الأثاث، لاحظ نزولهم موقف السيارات رجل خمسينى، فأقبل عليهم ليخبرهم أنه سائق سيارة متخصصة فى نقل الاثاث، بالإضافة لكونه سمسارا لمحلات الاثاث بدمياط، وأنه سوف يتكفل بتنقلاتهم بين المعارض حتى يجدوا ما يبحثون عنه، واستنكر الجميع طريقة الرجل فى الحديث بالإضافة لكونه «لازقة بغراء» كما وصفته العروس، فلم يتركهم على الرغم من انهم طلبوا منه الرحيل.
وبعد تجولهم فى أكثر من معرض لم يجدوا ما ينال إعجابهم، فأخذهم السمسار نحو موقف السيارات للاتجاه إلى مكان يدعى «أرض المعارض» مخصص للأثاث، وحين همّ السمسار بالركوب معهم عنفه والد العريس قائلاً «ماتمشى بقى يا أخى خنقتنا ومش عارفين نتحرك براحتنا».
وبعد عناء وتعب يوم كامل فى البحث عن «العفش» وصفت مريم المعارض بدمياط بأنها «عملاقة»، فكل منتج يملك مبنى كبيرا للغاية يشبه القصر، ويحتوى بداخله على أدوار متعددة، وكل دور يحتوى على أثاث منزلى كامل من غرف نوم كبيرة، وغرف أطفال، وصالونات، انتريهات، وغرف سفرة، بالإضافة إلى المعارض الصغيرة التى تتخصص فى نوع واحد فقط من الاثاث، أى أكثر من شكل لغرفة واحدة.
وفى نهاية اليوم لم يشتروا أى شيء، لغلاء الاسعار، إضافة إلى مصاريف النقل الباهظة، وقرروا فى النهاية أن يشتروا من معارض القاهرة.
وفى رحلة البحث فى القاهرة، مرت مريم بالكثير من معارض: الحلمية، مصر الجديدة، مدينة نصر، جسر السويس، الف مسكن، ومول العباسية، والمشكلة دائما واحدة، بين السعر الغالى أو الأشكال التى لا تناسب ذوقها، وفى النهاية استقرت على معرضى منطقة ألف مسكن ومول العباسية للأثاث، حيث الأسعار المناسبة والأشكال «مودرن» جذابة، لم تجدها بأى مكان ذهبت له خلال رحلة بحثها.
سارة : التفصيل أحسن بس المهم النجار
أما سارة خالد، التى تخرجت فى كلية الآداب منذ عامين وتزوجت خلال آخر سنوات الدراسة، فبدأت الرحلة بنفس خطوات مريم، وكأنه خط سير محفوظ تتناقله الأجيال، ففى دمياط لم تجد بغيتها، فتغاضت عن فكرة شراء الاثاث وقررت ان تقوم بتفصيله «عمولة» لدى أحد النجارين المحترفين.
عانت سارة كثيرًا هى وزوجها فى البحث عن نجار صاحب ضمير وذوق جيد وفن فى صناعة الاثاث، ومرت بالكثير من المحافظات منها بنها والمنصورة ودمياط نفسها، ولكنها استقرت فى النهاية على نجار بمحافظة الشرقية، سبق له أن نفذ «العفش» الخاص بصديق زوجها، وقامت بإعطائه الرسومات التى اختارتها من كتالوجات الأثاث بصفحات موقع فيس بوك.
وعند لحظة الاستلام، انبهرت سارة بالأثاث لكافة الغرف التى اتفقت عليها، وأكدت أن «العفش العمولة احسن 100مرة من الجاهز»، وتنصح كل عروس مقبلة على الزواج ألا ترهق نفسها فى البحث داخل المعارض المختلفة، ولكن تكتفى بالحصول على الصور من فيس بوك وتصممها لدى نجار محترف ويجيد عمله.
آية :بالواتس آب تابعت التصنيع خطوة بخطوة
وعن آية أحمد المتزوجة حديثًا، والمتخرجة من إعلام جامعة القاهرة، فتحكى عن تجربتها قائلة: فى البداية بحثت داخل المحلات الكبرى للأثاث بالقاهرة مثل «...، ,,,,، ,,,,,» والموجودة داخل المولات الكبيرة عن «الاستايل» الذى يناسب ذوقى، وكلما اعجبها شىء تقوم بتصويره حتى استطاعت جمع عدد كبير من الاشكال المفضلة بالنسبة لها.
وكانت خطوتها التالية «ورش المناصرة»، ولكنها لم تجد ما تريده هناك، فوجدت ان تصميم معظم الاثاث يتسم بالعشوائية والألوان الزاهية أكثر من اللزوم والكلاسيكية الشديدة، وهى تبحث عن شىء هادئ ومودرن وراقٍ.
روت آية انها توجهت لأكثر من ورشة حتى تصمم الاثاث الذى وجدته فى المعارض الكبيرة، ولكنها لم تجد نجارًا يملك نوعية جيدة من الأخشاب، وفى النهاية سمعت عن نجار فى بنها سمعت محترف ويملك نوعية جيدة من الاخشاب ويمكنه أن يصمم لها الاثاث الذى تريده بناءً على الصور التى استطاعت حصرها من المعارض النفيسة، بالإضافة الى أسعاره المناسبة، وقد رشحه لها احد أصدقاء صهرها.
وقالت إنها استطاعت أن تتابع معه خطوات تفصيل الاثاث خطوة بخطوة عن طريق تطبيق «واتس آب»؛ حيث كان النجار يقوم بتصوير كل خطوة يقوم بها ويرسلها لها حتى تتأكد بأن كل شىء سيخرج فى النهاية بالصورة التى تريدها. •