الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نحت الروح

نحت الروح
نحت الروح


البحث عن حقيقة الأشياء من خلال النحت أو الرسم والتعامل مع الشخصيات الإنسانية تقوم على الفلسفة وعلم النفس، ودراسة الواقع فى البداية لأنه الطريق إلى الخيال أو إلى حقيقة وأصل الروح
 
تفتحت عينا الفنان على الرشاقة والجمال، والأناقة من خلال تربية الخيول وامتطائها وذلك لأن والده كان يعمل «جوكى» بل العائلة بالكامل تعمل فى مجال تربية الخيول. وكان يذهب مع العائلة سباق الخيول مما أتيح له مشاهدة عن قرب كثير من الفنانين والفنانات، بل كانت شادية تداعبه دائما وكذلك فريد الأطرش وسامية جمال وعزالدين ذو الفقار.
من خلال هذا المجتمع امتلأت عينا الفنان بشياكة النساء وأناقة الرجال. بل تمعن الفنان كثيرا فى تكوين الحصان من حيث رشاقته ولياقته وشكله العام بل شكل «الجوكي» وملبسه وألوانه كل مظاهر هذا المجتمع أثرت فى الفنان فى الصغر.
• وكانت مرحلة المدرسة البداية. كان ينال دائما استحسان وتشجيع مدرسته، لدرجة أن كثيرا منهم يقوم بإعطائه ألوانا كنوع من التحفيز.
وقبل التحاقه بالكلية كان يقوم باستنساخ بعض اللوحات العالمية كنوع من الدراسة والتعرف على عالم الفن.
وبعد التخرج فى كلية الفنون التطبيقية وتعيينه بها بقسم النحت لمدة 6 سنوات قرر الفنان السفر إلى إيطاليا وأخذ جولات إلى روما، وفلورنسيا، فينسيا، وفيرونا وذلك لكى ينفذ صب أعمال له «برونز» فى فيرونا وروما.
وتنفيذ الأعمال البرونزية له مراحل فنية وعلمية تحتاج المهارات العالية نادرا وجودها إلا فى إيطاليا وفرنسا.
هذا ما يؤكده الفنان مهارات ذات المستوى العالمى.
ومع بداية فن البورتريه رشحه الفنان والخزاف العالمى سعيد الصدر لعمل تمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب من ضمن مجموعة رواد الفن وهو أول تمثال لشخصية مشهورة وكان بداية الثلاثينيات من العمر مما أصاب عبدالوهاب بالقلق والذهول، ولكن عند اكتمال العمل لم يخف عبدالوهاب إعجابه ووقف أمام التمثال وقال «هو ده عبدالوهاب ليس الشبه من الخارج فقط بل من الداخل إلى الروح».
كنت أعرف بهيرة مختار الصحفية وطلبت منها أن تعرفنى على يوسف إدريس فدلتنى على مكتبه.
وكان لقائى بيوسف إدريس وطلبت منه عمل تمثال شخصى له فقال لى باستغراب ليه؟ عاوزنى أكتب عنك ولا عاوز فلوس؟
قلت لا تلك ولا ذاك، أريد أن أعمل عملا فنيا من خلال يوسف إدريس. فوافق على الفور.
نظرت إليه وسألته لماذا وافقت كان رده أنى أحسست بك.
وبعد الانتهاء من العمل قال أول مرة أشوف نفسى.
ولكن ما يميز شخصية يوسف إدريس الحضور الدائم لروحه ثم رشح لى من خلال طلبى عمل تمثال لفاتن حمامة بل قام بالتحدث معها فى التليفون.
أحب الفنان عمل بورتريه للشخصيات ذات المواقف والروح الواضحين، ثم كان أول معرض لى فى قاعة أخناتون «قصر عائشة فهمي» حضر المستشار الثقافى الإيطالى ونقل المعرض إلى المركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة ثم الإسكندرية وبورسعيد.
ثم جاء تكليف الفنان بشكل رسمى بعمل بورتريه للشاعر الإيطالى المعروف أونجرتى من قبل وزارة الثقافة الإيطالية.
عمل على أثرها احتفالية لافتتاح التمثال لوضعه فى القنصلية العامة الإيطالية وكان هذا بمثابة جائزة للفنان وذلك لأنه يوجد تمثالان للشاعر أعمال فنانين إيطاليين ولكن القنصل العام أصر على اختيارى لعمل التمثال، ثم كان تمثال الأديب نجيب محفوظ بتكليف من وزير الثقافة حين ذاك فاروق حسنى وكذلك تمثال العقاد.
وضع محفوظ أمام الهناجر والثانى فى ميدان عباس العقاد بأسوان وهما منفذان بخامة البرونز ولم يغفل الفنان دور العمال فى رفع التمثال، ثم كان تمثال مصطفى محمود وثروت عكاشة وأنور السادات وجيهان السادات والسلطان قابوس، أهم ما يميز تمثال الميدان عن الفنان كما لو كان التمثال يطل علينا من كتلة حجرية أجزاء منها لا تراه وأخرى ظاهرة يؤكد الفنان أن تمثال الميدان يجب أن يفرض سيطرته على المكان وكذلك الإحساس بالفراغ المحيط بالتمثال.
ويجب أن يكون هناك علاقة حسية وفنية وهندسية بين التمثال والمكان تماثيل عبدالعزيز صعب التعبيرية نبض الحياة رغم اختزال كثير من الملامح، بل إن الفنان ينتمى إلى المدرسة التأثيرية فى فن النحت وهو نادرا ما نراه.
لم يكتف الفنان بعمل تماثيل بل نفذ عدة ميداليات، أولاها ميدالية عن عام المرأة وأخذ عنها جائزة مختار عام 1975 وكان أصغر نحات ينال هذه الجائزة فى هذا الوقت.
ثم ميدالية هدية من مصر إلى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن جمعية أصحاب الحياد.
وللفنان بعض أعمال تصويرية بخامة الباستيل.
الفنان: مواليد 1949 بعين شمس.
كلية الفنون التطبيقية عام 1966.
قام بالتدريس بالكلية لمدة 6 سنوات حتى سافر إلى إيطاليا. •