أبو عيون جريئة

صباح الخير
ما أعتقدش أبدا إن مرسى جميل عزيز وكمال الطويـــل، وهــــم بـ يجهــزوا أغنيـــة «قولوا له الحقيقة» كانوا يعرفوا اللى هـ يطلع من تحت راس الغنوة دى على كذا مستوى، ولـ سنين طويلة بع دها.
الغنوة اتذاعت فى فيلم «شارع الحب»، ونجحت مع نجاح الفيلم، أو يمكن الفيلم نجح مع نجاحها، المهم إنها اتشهرت بـ اسم «أبو عيون جريئة» علشان قفلة المذهب.
تعبير «أبو عيون جريئة» انتشر، وبعدها بـ شوية، عبد الناصر بـ يقلب فى مجلة، لقى مسابقة معمولة فى مصيف المعمورة، اسمها مسابقة «أبو عيون جريئة» مشترك فيها عدد من الشبان، راح اتصل بـ عبدالحكيم عامر، الساعة 6 الصبح، وقال له: قبل الضهر العيال دى تكون اتجندت، ويتحلق لهم زيرو.
عامر سأله، ولو فيهم حد وحيد؟
قال له: يتعمل له قرار جمهورى يتعمل له استثنا، ويتجند.
الناصريين واللى بـ يحبوا ناصر، بـ يحكوا الحكاية دى بـ اعتبارها دليل على عظمة الزعيم، وازاى هو خايف على البلد، ومش مستحمل إن شبابها ما يبقوش رجالة.
اللى مش بـ يحبوا ناصر، أو ضد توجهاته، طبعا بـ يحكوا الحكاية، بـ اعتبارها دليل على ديكتاتورية عبدالناصر، وكان فيه سجال على بريد الأهرام من كام سنة، السجال ده ختامه كان دراماتيكى لطيف جدا.
الأول نشر البريد رسالة من واحد بـ يفكر الناس بـ الحدوتة، ويبكى على زمن ناصر، بعدها بـ كام يوم رسالة تانى بـ ترد الرد التقليدى، بس بعد كام يوم نشر البريد نفسه رسالة من واحد بـ يقول إنه مصرى عايش فى أمريكا، وإنه كان واحد من الشبان اللى اشتركوا فى المسابقة، وإنه سعيد بـ قرار عبد الناصر، وإن التجنيد خلاه «راجل»، ولولاه كان لسه غرقان فى «أبو عيون جريئة».
الله أعلم إن كانت الرسايل دى حقيقية، ولا متفبركة، ولا إيه الموضوع؟ بس الألطف إنه سنة 2007، اتعملت مسابقة لـ مستر إيجبت، وحصل عليها هجوم شنيع، وكان واحد من أهم أسباب الهجوم، إن راعى المسابقة كان جمال مروان، حفيد جمال عبد الناصر.
لكن الحكاية ما تجيش حاجة جنب الهيصة اللى اتعملت لما على جمعة، المفتى الأسبق، قال فى برنامج إن حليم غنى أبو عيون جريئة لـ النبى، وإنه قعد مع عبد الوهاب، وعملوها بـ كلام تانى، وكده.
قامت هيصة من الإخوان على أساس إن دولة 30 يونيه عايزة دين مشخلع، وأشياء من هذا القبيل، وطلع كلام ونزل كلام وهيصة، والموضوع خد أكبر من حجمه (إن كان له حجم)، وتقديرى إن السبب فى ده هو إن جمعة كان عنده معلومات مشوشة، وخصومه كانوا متربصين بيه.
إيه أصل الموضوع؟
حليم ما غناش الغنوة دى لـ النبى طبعا، ولا كان فى دماغه ولا دماغ كمال الطويل، ولا عبد الوهاب له علاقة بـ الموضوع من قريب أو من بعيد، والحكاية إن المنشدين الشعبيين بـ ياخدوا الألحان المشهورة، ويعملوا عليها كلام «ديني». ده حصل مع أغانى كتير، زى مثلا: «يا ناسيني»، كان المنشدين عندنا بـ يغنوها «يا ناشيني» ويكتبوا عليها كلمات لـ ربنا.
عبد الحليم سمع إن فيه منشدين عملوا كده فى «قولوا له»، فـ كان فى حوار إذاعى مرة، فـ قال الحكاية دى، قال كده إن المنشدين غيروا الكلمات، فـ بقت كده، وراح مغنى المقطع بـ الصيغة الجديدة: «روحوا له المدينة».
مش بس حليم، أنا سمعت الموضوع فى كذا حوار زمان، منهم حوار تليفزيونى مع الموجى، والكلام بـ يبقى عن فكرة إن مفيش خصومة بين المزيكا والدين، وإن الألحان اللى بـ يغنوها ينفع تبقى «إنشاد».
تقديرى إن جمعة كان بـ يردد نفس الكلام، وكان عايز يدلل على كده، فـ اختلط عليه الأمر، وبعدين الجميع كل واحد قعد يفتى على هواه، وكان ممكن الموضوع يعدى لولا السياسة الله يسامحها. •