الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شباب القبائل الحدودية: الإعلام ظلمنا !

شباب القبائل الحدودية:  الإعلام ظلمنا !
شباب القبائل الحدودية: الإعلام ظلمنا !


تنفذ وزارة الشباب والرياضة مشروعا مهما يعد من أهم مشروعاتها الحالية فالشباب هم قلب الأمة، وشبابنا على المناطق الحدودية بمقدورنا أن نجعل منهم قنابل موقوتة تنفجر فى أى لحظة أو حمامة سلام، من الممكن أن  يكونوا كتلة من الغضب والحقد والعنصرية يخلقها التباعد الجغرافى أو كتلة من المودة والحب تحت شعار وطن واحد.. هذا بالفعل ما تفعله وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جهاز شئون القبائل، حيث تستكمل وزارة الشباب والرياضة برنامجها لأبناء القبائل من المحافظات الحدودية .

وهى سيناء الشمالية والجنوبية ومطروح والوادى الجديد وأسوان وحلايب وشلاتين فتستقبل الوزارة كل فوج على مدار ثلاثة أيام  بالتوالي. ويتضمن البرنامج زيارة السيرك القومى بالعجوزة وزيارة  القلعة والحسين وشارع المعز وحضور ندوة للأمن القومى بجامعة القاهرة وزيارة الأهرامات وقد عقدت الندوة التى تحمل اسم نحن والعالم بمسرح جامعة القاهرة وحاضر فيها اللواء/ محمود زاهر - الخبير الأمنى والاستراتيجى وتحدث عن التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى والعربي.
وطن واحد
كنت معهم فى حفل الختام الذى أقامته فرقة الفنون الشعبية بوزارة الثقافة بمركز شباب الجزيرة التقيت معهم شباباً بسيطاً محباً لوطنه سعيداً بفكرة الالتقاء.
على حسن 22 سنة من حلايب دبلوم تجارة سألته عن شعوره وهو يزور القاهرة لأول مرة فقال رأيت أشياء كثيرة أعجبتنى فى القاهرة وكنت سعيدا جدا وخاصة بزيارة بانوراما أكتوبر ورؤية تاريخ مصر ومنذ سنوات وأنا أحلم بزيارة القاهرة وقد توفر لى هذا عن طريق وزارة الشباب والرياضة التى أوجه لها الشكر فقد أتاحت لى الفرصة لزيارة الأماكن التاريخية العريقة بمصر والتعرف على تاريخها وطرح مشاكلنا وتساؤلاتنا.
أيمن محمد من حلايب 36 عاما يقول: هذه ثالث مرة أزور فيها القاهرة ولكنى رأيتها هذه المرة بشكل مختلف لأنى تعرفت على معالمها السياحية والثقافية فالبيئة فى حلايب قد لا تسمح لنا بالتعرف على القاهرة عن قرب وعندما سنحت الفرصة كى أزور القاهرة لم أتردد أبدا، خاصة أن زياراتى فى المرات السابقة كانت الزيارات سريعة، أيمن أكد أن أجمل ما رآه فى القاهرة هو بانوراما أكتوبر وأنه شعر بفخر كبير عندما رآها بالإضافة إلى إعجابه بقلعة صلاح الدين وببرنامج الزيارة كله.
تصحيح الصورة
محمد عياد محمد 30 سنة  شمال سيناء «أرزقي» على باب الله آخر عمل له مزارع، محمد أكد لى أنه عرف الكثير عن القاهرة واستفاد من تواجده مع شباب من محافظات أخرى لم يكن يعلم عنها شيئا ولم يكونوا هم يعلمون شيئا عن أهالى سيناء فأهالى سيناء ظلمهم الإعلام والعلاقات بين الأفراد هى أقوى دليل على المعرفة الصحيحة.
إبراهيم حميد 26 سنة جنوب سيناء يعمل فى السياحة أكثر ما أعجبه فى القاهرة هو النيل والمتحف الحربى وسجن القلعة مؤكدا أنه يتمنى تكرار التجربة مرة أخرى لأنها تختلف عن السفر بشكل فردى فالتواجد فى مجموعات أمر به كثير من المنافع والخبرات المختلفة.
عماد اليمانى من العريش من دير العبد شمال سيناء 37 عاما يعمل فى وزارة البترول يرى أن أهم ما فى الزيارة هو اكتسابه لصداقات جديدة من محافظات مختلفة وتصحيح صورة أهل العريش وسيناء والتى تناقلتها وسائل الإعلام فى الشهور الماضية وظلمتنا جميعا  قائلا: إحنا مش إرهابيين احنا بنحب مصر وعلى استعداد أن نفديها بدمنا وولاؤنا للجيش اللى حمى البلد.
الشيخ عرفة اليمانى شمال سيناء 37 عاما قبيلة البياضة يقول إنه نزل للقاهرة أكثر من مرة ولكن برنامج وزارة الشباب يختلف فى التأثير لأنه يركز على التاريخ الثقافى للمصر وهو ما تفتقده الأجيال الجديدة كمعرفة  ويساهم البرنامج فى تطور معرفتهم غير أن فكرة التواجد والاختلاط مع عدة محافظات ومع أهالى القاهرة تخلق جوا إيجابيا وتدعم الانتماء لدى الشباب وتساندهم فى حربهم ضد الإرهاب فقد أتاحت الزيارة والتى استمرت ثلاثة أيام فرصة كبيرة لنا للتعبير عن أنفسنا وتعريف شباب المحافظات الأخرى بحقيقة أهالى سيناء وانتمائهم لوطنهم.
اليمانى يضيف:  لا أستطيع أن أصف لكى مدى سعادتى أنا وأبناء سيناء ونحن نشاهد بانوراما أكتوبر فهو تاريخ مشرف وأبناء سيناء يعرفونه جيدا فقد شارك أجدادهم فى بنائه وسيحملون تاريخهم لأبنائهم.
عبدالباسط 39 عاما مدينة سيدى برانى الحدودية أكد سعادته بالمشاركة خاصة عندما يسأله أحد عن سيدى برانى فيعرفها بأنها مدينة مصرية حدودية زراعية وهى المدينة الوحيدة التى لم يحدث بها خلل أمنى عقب ثورة 25 يناير.
القاهرة حبيبتى
هدير محمد 22 سنة من محافظة أسوان كلية الآثار تقول: زرت القاهرة ثلاث مرات قبل زيارتنا الأخيرة مع وزارة الشباب  لكنى لم أرها كما رأيتها مع الفوج العاشر لأبناء القبائل فقد رأيت مصر الفرعونية التى أعشقها لأنى أدرس فى قسم الآثار المصرية القديمة وأهتم بالفن الفرعوني، وقد أعجبت جدا بالقاهرة فهى تختلف عن أسوان يوجد بها كل شيء أحبه وأستطيع أن أتصرف بحرية دون أن أهتم بمن يعرفني. 
هدير تشير إلى أن أكثر ما لفت نظرها هو ملابس أهل حلايب وشلاتين والتزامهم بزى واحد بالإضافة لموضوع اللهجة فهم  يختلفون عن أهل النوبة ولهم لهجة خاصة قد تعلمت منها بضع كلمات.
رقية إبراهيم 19 سنة من محافظة أسوان تقول: سعيدة بمعرفتى بأهالى حلايب وشلاتين ومعرفة المزيد من المعلومات عنهم وعن تقاليدهم كما أحببت التنزه فى شارع المعز، رقية ترى أن أهم ما فى البرنامج أنه بالمجان ليتيح لكل الشباب من كل الطبقات الاستفادة.
العمدة عبدالفتاح حامد محافظة مطروح ورئيس رابطة شباب الضبعة يشير إلى أن عدد الشباب من محافظة مطروح والمشارك فى الفوج 130 شابا وكلهم سعداء بالمشاركة التى دعمت إحساسهم بالوطنية والفخر مؤكدا أنه يرافق كل فوج ويلمس الروح المعنوية المرتفعة لدى الشباب.
متطوعون فى حب مصر
على جانب آخر هناك عدد من الشباب القاهرى والذى جاء متطوعا للعمل مع  وزارة الشباب ومرافقة الأفواج  ياسمين ياسر 21عاما تقول إنها تشعر بسعادة كبيرة فى العمل التطوعى الذى تعمل به فقد ذهبت للوزارة وسجلت بياناتها لترافق الشباب والفتيات الذين جاءوا من مختلف محافظات مصر الحدودية البعيدة التى نفتقد عنها المعلومات.
فأغلبهم لديه إحساس بالظلم والقهر ومثل هذه الزيارات تخلق لديهم روحا حلوة فهم أشخاص طيبون جدا وشغوفون بمعرفة كل شىء عن تاريخ مصر.
750 شابا كل 4 أيام
الدكتورة أمل جمال سليمان وكيل وزارة ورئيس الإدارة المركزية للبرامج الثقافية بوزارة الشباب قالت إن أبناء المحافظات الحدودية كانوا مهملين لفترة طويلة جدا خاصة أبناء حلايب وشلاتين وقد استشعرنا الخطر عليهم لأنه من السهل غزوهم بأى تيارات فكرية متطرفة فالشباب يكون هو الهدف من الغزو إما بالمخدرات أو الغزو الفكرى أو تفريقهم عن الوطن من خلال تحريضهم وإثارة الفتن لديهم كأين الدولة منكم أو ماذا قدمت لكم وأين العدالة التى يتحدثون عنها؟
وتضيف أمل.. الفكرة جاءت عندما كنا نزورهم من خلال قوافل الجامعات المصرية ووجدنا مدى شغفهم بالقاهرة وكانوا ينتظروننا بتساؤلاتهم لذلك كان لابد من تفعيل فكرة المواطنة والشراكة من خلال برنامج تثقيفى ترويحى ونستقبل كل أربعة أيام  750من شباب المناطق الحدودية.
أمل تؤكد أن الجانب الترويحى والترفيهى هام جدا بالنسبة لهم فنأخذهم لزيارة القلعة والسيرك القومى وأحيانا المسرح القومى لحضور مسرحيات ورؤية الفنانين أيضا تعطيهم الوزارة مصروف جيب رمزى عند نزول شارع المعز لشراء هدايا تذكارية من الحسين والمعز. •