الشحات: أصنع تاريخا جديدا

على خضير
أثار خبر عودة الشحات مبروك بطل العالم فى كمال الأجسام لمسرح البطولات وصالات العرض العديد من علامات الاستفهام والدهشة حول البطل البالغ من العمر 57 عامًا، الذى أعلن اعتزاله اللعبة منذ خمس سنوات وهو فى قمة التألق وصاحب 11 لقبًا لبطولة العالم توجته للتربع على عرش أبطال كمال الأجسام فى القرن العشرين.
وحول العودة والطموح التقينا بالكابتن أحمد النسر الذى كان وراء قرار الشحات بالعودة وتوليه الإدارة الفنية للبطل ويتولى حاليًا منصب المدير الفنى للمنتخب الأول للعبة، ومن الآخر قال: الشحات مبروك صديق عمرى فى كل أركان حياتنا، وقمت بقيادته فنيًا فى إحراز ست بطولات للعالم .
أما عن العودة فقد بدأت سرًا فى نوفمبر الماضى بعد خمس سنوات من الاعتزال الذى كان بمثابة استراحة محارب والتقاط أنفاس للعودة القوية وبعد نقاش طويل وتدخل أسرى لزوجة الشحات وافق وظللنا نتدرب سرًا وفى الأسبوع الماضى عاد الشحات لفورمة عشرين سنة للخلف فقمنا بدعوة د.عادل فهيم رئيس الاتحاد وبعض المسئولين وفى جلسة طويلة أعلن الشحات عن عودته للتنافس كأحد لاعبى الفريق الأول لمنتخب مصر، وكانت المفاجأة فى موافقة الجميع ومباركة هذه العودة، وأكد الشحات منحى كامل المسئولية الفنية معه، والجديد أن البطولة المقبلة فى نوفمبر سيخوضها الشحات فى وزن جديد 95 كجم ليكون الوزن الخامس الذى يخوض فيه المنافسات على مدار 30 سنة مؤكدًا أنه أحسن لاعب كمال أجسام فى التاريخ.. لقد أحرز بطولة العالم فى أوزان 80 و90 و100 والثقيل.. وها هو وزن جديد، وهذا التنوع نعمة من الله وتأكيد على موهبة هذا البطل فى تناغمه العضلى النفسى والفنى والإنسانى البديع، فهو بحق قاهر الأوزان ويستكمل النسر قائلاً: الشحات مبروك علامة بارزة فى تاريخ الرياضة المصرية وبطل حفر ومازال فى الصخر ليضيف جديدًا لتاريخه وتاريخ الرياضة المصرية بل العالمية.. وعن خطة العودة وبرنامج التدريب قال: لك أن تتصور أن عضلات البطل وذهنه خال من حدة المنافسة وصراع الفوز منذ خمس سنوات أنها عودة تحتاج دراسة نفسية وفنية تتناسب مع بطل عمره 57 عامًا قد يقف مع أبطال فى سن الثلاثين أو الأربعين على أقصى تقدير.. تحدٍ ولا أروع، من الآخر سوف تشهد بطولة العالم المقبلة لكمال الأجسام إثارة وتحديًا لم تشهدها البطولات من قبل فانتظرونا.
وحديث البطولة مع الكابتن النسر «شفرة» التألق مع الشحات مبروك لا ينتهى وإن كان يذكر لنا أصعب لقب والأشيك فى تاريخ كمال الأجسام عام 1998 بأزمير تركيا حين حصل الشحات على المركز الأول من وسط 45 بطلاً من 45 دولة، وكان هناك إجماع من الـ15 حكمًا المتواجدين على منح الشحات المركز الأول وهى من المرات القلائل فى تاريخ اللعبة التى يحدث فيها هذا الإجماع.. صاحب التجربة الشحات مبروك فى تصريح خاطف مع وعد بلقاء موسع قريبًا قال: أولاً اعتبر نفسى دومًا جنديًا فى خدمة مصر، ولا أكف عن العمل فداء لهذا الوطن..
ثانيًا: سأقوم بالمنافسة فى بطولات الرجال وليس «الماسترز» وهذا التواجد يعنى تحديًا واستعدادًا فنيًا ونفسيًا لأنه من الممكن أن يتواجد بجوارى على مسرح العرض أبطال من عمر أبنائى مع ما فى هذا التواجد من أثر نفسى وفارق فنى وتكتيكى.. وأنا لا أقول هذا خوفًا أو مبررًا للتراجع ولكن أتخذ منه حافزًا قويًآ وتحديًا من نوع جديد.
ثالثًا: خبرات أربعين عامًا اختزلتها فى هذا التحدى فأنا بطل وصاحب تاريخ بطولى وليس من السهل اتخاذ قرار العودة، لأن الحفاظ على التاريخ أهم.
رابعًا: حتى فى حالة لا قدر الله عدم الحصول على اللقب.. فهذا شأن الرياضة عملة ذات وجهين مكسب وخسارة، وكم من لقاءات وبطولات خسرت فيها وعدت للمكسب عادى.
خامسًا: أطمئن الجميع أن قرار العودة جاء بعد دراسة واطمئنان على مستوى وتأكيد على تقديم مستوى رائع وراق يليق بالعبد لله.. وانتظرونا. •