فى المسامح كريم النهايات ليست دائما سعيدة!

ايمان القصاص
استطاع أن يفرض نفسه على ساحة الإعلام العربى منذ سنوات طويلة لتميزه فى تقديم البرامج المختلفة، وخصوصا برامج المسابقات، التى عرفه الجمهور المصرى من خلالها مثل برنامج «من سيربح المليون» الذى حقق من خلاله شهرة واسعة ومحطة مهمه فى حياته.
هو جورج قرداحى الذى بدأ مشواره المهنى كصحفى ثم انتقل إلى العمل فى إذاعة مونت كارلو فى باريس وبعدها إلى إف إم فى لندن، حالياً يطل علينا قرداحى ببرنامج جرىء مختلف بعنوان «المسامح كريم» يحاول من خلاله الصلح بين الأشخاص الذى بينهم مشاكل كبيرة تصل لدرجة القطيعة، فعن البرنامج وفكرته وكيف أقنع هو وفريق العمل الضيوف أن يبوحوا بمشاعرهم ويصرحوا بها أمام كاميرات التليفزيون.. تحدثنا مع الإعلامى «جورج قرداحي» الذى بدأ حديثه معنا أنه يتمنى الخير لجميع الشعوب العربية، وأن تستقر الأوضاع بها، وأن تتخلص من الموجات التكفيرية التى تتعرض لها، وأن تستعيد الشعوب العربية استقرارها، وتمارس الديمقراطية بشكل حقيقى، وأن نصل لحرية الرأى.
• المسامح كريم
فى البداية دعينا نتحدث عن فكرة البرنامج فهو يعرض منذ سنوات بإيطاليا، وهى مناسبة لمجتمعاتنا العربية، وأنا اخترت له هذا الاسم «المسامح كريم» وكانت تشاهده باستمرار السيدة خلود منتجة البرنامج لأنها تقيم هناك، وكان من البرامج التى تستهويها بشدة، وكلمتنى عن البرنامج وفى البداية لا أخفى عنكم سرا كنت خائفا من الظروف العربية والمشكلات الموجودة داخل كل بلد، والناس وقتها كان قلبها مظلما مما تراه وتسمعه وتشاهده يحدث فى بلادها، ولكن هذه مهنتى ومطلوب أن أقدمها.. كان يتملكنى القلق، ولكن السيدة خلود كانت واضعة كل آمالها على هذا البرنامج، وأحب أن أهنئ الشركة المنفذة للبرنامج على العمل والمجهود المبذول والواضح بالفعل للناس.. والحمد لله أن هذا المجهود ظهر واضحا للناس، فالبرنامج حاز على نجاح أكثر من توقعاتى وتوقعات فريق العمل.
• الجرأة
فكرة البرنامج جريئة إلى حد ما، خاصة أننا فى مجتمعاتنا العربية لا نصرح بمشاعرنا أو مشكلاتنا أمام بعضنا البعض، ولكن ضيوف هذا البرنامج مختلفون، ومن يحضر يملك جرأة وشجاعة غير عادية، لأننا كعرب نخجل من بعضنا البعض، فالجار يستحيى من جاره، ولكن بالفعل كل من حضروا الحلقات يملكون شجاعة تحترم بالفعل.
• الانتقاء
يجب أن أشيد بالمجهود الكبير الذى يبذله فريق العمل بأكمله فى اختيار القصص والمشكلات التى نعرضها على الشاشة، ودليل على كلامى أننا نصور فى ثمانية بلدان، ويوجد لدينا معدون للبرنامج على اتصال دائم بالسلطات المختصة لمتابعة بعض القضايا، ونحن نشاهد ما وراء القضية أو أسبابها الإنسانية، كما أننا يوجد لدينا معدون أيضا بالعديد من المحافظات التى تصل منها القضايا والمشكلات العائلية، ويوجد أيضا بعض الضيوف هم من يتصلون بنا لتتم مصالحتهم على من يريدون أو يشعرون بالمسئولية تجاههم فى الخلافات بينهم.
• الصلح خير
لدينا مشكلة كبيرة تواجهنا فى مجتمعاتنا الشرقية وهى عدم البوح بالأسرار والصراحة المطلقة، وهناك بعض الحالات لا ينفع الصلح بينهما وأشعر بذلك فى بداية الحلقة، وأقبل أن أنهى الحلقة هكذا لأنى أشعر أنه لا يوجد أمل من التفاهم، وسأعطى لك مثالا.. أتذكر حالة من الحالات كانت لزوجة وزوج انفصلا عن بعضهما، وهى تريد التصالح والعودة إلى حياتهما معا، ولكنها قامت بالكثير والكثير من الأخطاء لدرجة أنه أصبح من الصعب جدًّا الصلح بينهما، فهو يحمل مشاعر كثيرة بداخله من الصعب أن يمحوها بعض الكلمات، ويوجد حالات مثل أب وابنه بينهما خلافات قوية، وأشعر من داخلى أنهما إذا لم يتصالحا الآن فى وقت البرنامج، سوف يتصالحان لاحقا.. القصص تحمل الكثير بداخلها وعلى حسب كل قصة.
• الإجهاد النفسى
أتعرض من خلال حلقات البرنامج لكم هائل من المشكلات الاجتماعية والضغط النفسى، ولكنها لا تؤثر علىَّ ومن خبرة الحياة والعمل وما شاهدته خلال مراحل عمرى أصبحت أجيد القيام بعملية التوازن، ولكن بعض الحلقات يمكن أن تؤثر على لأنى أخرج مجهدا من محاولات الإقناع فأغلب الحالات تحتاج صبرا وجهدا كبيرين لتنتهى بالصلح.
• قصة لا تنسى
بالتأكيد هناك قصص كثيرة مرت على من خلال «المسامح كريم»، وكل قصة لها حالتها ولها تفاصيلها وأبعادها، ونحن لا نختلف كثيرا عن بقية المجتمعات فى طبيعة مشكلاتنا، ولكننا نختلف فى العادات والتقاليد، فنحن كشرقيين تتملكنا العاطفة أكثر من غيرنا، وديننا يدعو للتسامح، وهذا ما يجب أن نكون عليه. •