الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

طبقا للقرآن.. من لا يستخدم عقله.. كالحيوان!

طبقا للقرآن.. من لا يستخدم عقله.. كالحيوان!
طبقا للقرآن.. من لا يستخدم عقله.. كالحيوان!


تجديد الخطاب الدينى مطلب منذ أكثر من 12عاما طبقا لما تؤكده الوثائق الرسمية والمطبوعات الصادرة من وزارة الأوقاف، التى طالبت بضرورة التجديد منذ عام 2003, وعلى الرغم من أهمية الموضوع وارتباطه بصورة المسلمين والإسلام، فإن التجديد لم يتجاوز حدود الندوات والتفاعلات الثقافية، وإن مصطلح التجديد لكى يخرج من على الورق لحيز التنفيذ..

 علينا تنقية الأحاديث النبوية من الضعيف منها وغير الصحيح وإيجاد تفسير للنصوص القرآنية بما يتماشى مع الوقت وإعمال العقل، ومراقبة كل ما يبث خلال وسائل الإعلام وخطب الجمعة والحذر من مواقع الإنترنت الممولة من الدول الخليجية التى تقف ضد أى اجتهاد والاهتمام بالتعليم واستعادة الأزهر لدوره الريادى فى المنطقة.
هذا ما أكده الحضور خلال الندوة التى أقامتها دار الأوبرا المصرية، تحت عنوان «تجديد الخطاب الدينى»، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع الصالون الثقافى العربى، وشارك فيها الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، والدكتور يحيى الجمل، والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، والدكتور أسامة الأزهرى، وحضرها الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، والكاتبة الصحفية إقبال بركة، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين.
وزير الثقافة جابر عصفور قال: إن الخطاب الدينى فى مصر بين الحربين العالميتين، كان أكثر تحررا من الخطابات الدينية فى يومنا هذا، ولو عدنا مثلا لكتاب رفاعة الطهطاوى «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» الذى نشر عام 1834م، سوف نجده أكثر تحررا من ما يكتب الآن وأن التجديد توقف بموت الشيخ شلتوت وأن الإمام محمد عبده هو من أباح الرسم والتماثيل ولو كان مازال حيا إلى الآن لأباح التمثيل والفن بكل أنواعه.
• أقل من حيوان
الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق قال: إن القرآن جعل الذين لا يستخدمون عقولهم، فى مرتبة أقل من الحيوان، فالقرآن يقول «أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا».
أى من لا يعمل عقله هو فى مرتبة أقل من الحيوان وإن العقل الإنسانى لابد أن يتحكم لإيجاد الآلية المعبرة للتجديد، فالاجتهاد لن يكون إلا عن طريق العقل الإنسانى، فالنبى عليه الصلاة والسلام أقر الاجتهاد، فلا يجوز وضع العقل الإنسانى على الرف.
زقزوق أرجع ما نحن فيه إلى التعليم التقليدى الذى قد نهى عنه النبى عليه الصلاة والسلام، فقد قال «لا تكونوا مقلدين ولا تسيروا كالقطيع» والتجديد يتنافى مع التقليد وبدون تجديد لن تنصلح الحال.. فمقابل التجديد هو الانغلاق.
مشيرا إلى أن أئمة المذاهب الأربعة  كانوا ضد الانغلاق والإمام الشافعى من كان له الفضل فى إنشاء علم جديد اسمه «علم أصول الفقه».
زقزوق أشار إلى أن أكثر ما يواجه المجتهدين هى الشكوك والأكاذيب التى تثار حولهم وتهم الإلحاد والزندقة رافضين فكرة التجديد، مشيرا إلى أن آخر شيوخنا الذين حاولوا التجديد هو الشيخ شلتوت فنحن نعانى من العقول المريضة المتشددة، فالتجديد يتطلب عقلا أنضج وعلماء مبصرين وخبراء فى السنة وبصراء بالتربية والتثقيف لا عبيداً للتقاليد العفنة.
• الرحمة
وأكد زقزوق أن ربط الخطاب الدينى بالفكر الدينى أمر مؤكد، فلا خطاب دينيا مستنيرا بدون فكر دينى مستنير لا يربط الإسلام فقط بتطبيق الحدود، لأن الحدود لا تطبق إلا بشروط قاسية جدا وقيمة الإسلام هى الرحمة.. فما أرسل الله النبى سوى رحمة للعالمين.
• شيوخ التجديد
الشيخ أسامة الأزهرى أكد أن صناعة التجديد هى صناعة ثقيلة تستوعب عددا من المهارات والأصل فيها الحديث النبوى: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
فكل مائة عام كان هناك شيوخ حملوا على عاتقهم التجديد كان منهم جلال الدين السيوطى الذى توفى منذ خمسة قرون وبعده جاء محمد بن حمد المراغى جرجاوى، وقد أكمل ما بدأه السيوطى ومن بعدهما كان المفكر عبدالمتعال الصعيدى وكتب كتابه المهم، «المجددون فى الإسلام» ثم الشيخ حسن العطار الذى اختلف عن الجبرتى فلم يصدم بما رآه   وجاء بعد ذلك رفاعة الطهطاوى أحد تلامذة العطار بكتابه «الفكر السديد فى الاجتهاد والتجديد» الذى كتبه قبل موته بثلاث سنوات.
الأزهرى أوضح أننا فى حاجة ملحة لخطاب دينى جديد يجيب عن أسئلة العصر ويستوعب أطروحات فلسفية مختلفة، ويتناول ظاهرة الإلحاد، التى بدأ يتأثر بها عدد من أبنائنا داخل مصر، وأن يكون لها بعد عميق فى العلوم التشريعية وتدريسها، بعد أن وضع الخطاب الدينى الإسلام فى وضع الاتهام.
الدكتور يحيى الجمل أشاد بأحد الشيوخ الذى يحمل له ذكريات فى التجديد وهو الشيخ عبدالوهاب خلاف ويعتبر من المجددين فى الفكر الإسلامى، مشيرا إلى أنه يذكر موقفا حدث مع الشيخ الجليل وكان أستاذه فى كلية الحقوق، فقد سأله أحد الطلبة عن رأيه فى الربا فقال له: «مين يا ولاد زمان كان بيسلف وعشان إيه ومين دلوقتى بيسلف وعشان إيه؟» مشيرا إلى أنه فى الماضى كان يستلف الفقير من الغنى، أما مع وجود البنوك فالأغنياء هم من يستلفون من أموال الفقراء قائلا لنا: أعوذ بالله من عقولكم  العفنة.
• السيسى والإصلاح
الدكتور أسامة الغزالى حرب أكد أن الدعوة إلى الإصلاح الدينى بدأت مع الرئيس السيسى  فقد دعا إليها عند لقائه برؤساء الأحزاب وتواكبت دعوته مع كارثة شارلى إبدو، وأنا أرى أن دعوته جاءت فى وقتها ويجب تفعيلها ولكى نكون منظمين وفاعلين علينا أن نعرف أن أهم شىء فى التجديد هو تجديد الكتب القديمة منها والحديثة والقنوات التليفزيونية ومتابعة خطب الجمعة والمقالات الصحفية، فضلا عن ما ظهر فى الإنترنت، حيث تضخ أموال كثيرة من قبل الدول الخليجية لتقديم مواد شديدة التخلف لا علاقة لها بالإسلام، فتختص هذه المواقع بسب كل من يطالب بالتجديد ووصفه بأبشع التهم، لذلك فإن التجديد يحتاج لجرأة وأهم شىء هو تنقية الأحاديث، وفتح هذا الملف الشائك الذى طالبت كثيرا بتنقيته ولكن لم تحدث أى محاولات جادة فى ذلك.
• تفسير جديد للنصوص
الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى عقب على كلمات الحضور.. مؤكدا أن نصوص الإسلام فى القرآن أيضا تحتاج إلى تفسير من جديد، فالإسلام مقاصد وغايات.. فهناك نصوص تبيح الثأر, ولا يزال فى مدارسنا حتى الآن تدرس مناهج تحتقر فيها المرأة وغير المسلم فنحن نحتاج لتفسير جديد للنصوص فعندما نقول مساواة المرأة بالرجل يجب أن يكون هناك نص بذلك وعندما نقول فصل الدين عن الدولة لابد أن يكون هناك نص أيضا لأن ما يقال مثلا فى الحديث النبوى إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها يفسره البعض بأن الدين الإسلامى يفسد كل مائة عام ويظهر من يجدده بإطالة اللحية وارتداء النقاب. •