فاروق الشرنوبى متعدد المواهب.. أنا ملحن وخطاط ورسام وترزى أحيانا!!

صباح الخير
يعشق كل ما يتعلق بالفن، قدم لنا أعمالا كثيرة ارتبطنا بها ونسمعها إلى الآن، يكوَن حاليا فرقة خاصة لكى تقدم أعماله الفنية على مسرح دار الأوبرا المصرية، الملحن فاروق الشرنوبى كان ضيفا عزيزا علينا فى مجلة «صباح» تحدثنا معه عن أعماله التى أمتعنا بها طوال مشواره الفنى، وعن رفضه التعامل مع النجوم الحاليين ورأيه فى تدهور الأغنية وما أسباب ذلك، وعن ابنيه محمد ورشا، اللذين ورثا الفن منه، وعن هواياته المتعددة التى يتحدث عنها لأول مرة.
• ودعت فرقتي
عندما قررت تكوين فرقة وأعلنت أنها ستقدم أعمالا فنية على مسرح الأوبرا كان هدفى تقديم فن محترم مصرى معاصر غير الذى نسمعه طوال اليوم والذى ليست له أى علاقة لا من قريب ولا من بعيد بمصر ولا بهويتنا.. طرحت الفكرة على إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية ورحبت بها، ولكنها قالت ليس لدى ميزانيات أدفعها لفرق لكن من الممكن أن أساعدكم لو «حابين تعرضوا بشكل ودى».. وأنا لكى أقنع موسيقيا أن يعمل فى هذه الفرقة ويلتزم بمواعيد بروفات مجهدة جدا لابد أن أدفع له ما يستحقه.. ولهذا فى الغالب الفرقة لن تظهر إلى النور.. رغم أن دار الأوبرا المصرية ليس بها أى فرق معاصرة وإنما لديها خمس فرق يقدمون نفس الشيء طوال الوقت.. ميلاد أم كلثوم ووفاتها، ونفس الأمر مع عبدالحليم وعبدالوهاب، وأنا لم يخطر فى بالى أن أقول إنها من الممكن أن تستغنى عن فرقة منها فى مقابل وجود فرقتى.. وهنا قررت أن أرحل، وألغى التفكير فى الفرقة لأننى لا أستطيع السيطرة على الموسيقيين بمفردى دون وجود جهة ما تدفع لهم رواتبهم وتدعم هذا المشروع.
• تجربة لم تكتمل
كانت لى تجربة فى التليفزيون المصرى ولم تكتمل وذلك عندما عرضت على رئيس التليفزيون مجدى لاشين فى رمضان قبل الماضى أن أقدم عملا بدون مقابل، من أجل أن أكون متواجدا على الساحة الفنية، من خلال سداسيات أقدمها مع الشاعر شوقى حجاب.. وهى عبارة عن طلقات نارية موجهة لأى تشوه فى المجتمع.. وكانت بعنوان «مسدسات»، ومنذ أن دبت قدماى فى ماسبيرو بدأت مشاكل لا أستطيع تحملها.. تعاملوا معى وكأننى جاسوس!
«عاكسونى».. فى كل الخطوات التى أجريتها لظهور هذا العمل إلى النور.. بداية من دخولى المبنى، يتعامل معى الأمن بطريقة مهينة لا يعرفون مكانة ولا وضع من يتعاملون معهم، الشيء الثانى أننا نحجز استوديو لكى نسجل به العمل فنفاجأ أنه محجوز لأشخاص آخرين فى نفس الوقت، وفى يوم لم أتحمل كل ذلك وأصبت بكومة وانتقلت إلى العناية المركزة فى ماسبيرو، وبعد إفاقتى مباشرة أقسمت أننى لن أدخل ماسبيرو طوال حياتى.. وقررت أن ألغى هذا العمل الذى كنت أقدمه على نفقتى الخاصة، لذلك أشعر بالغربة فى بلدى وأسعى للسفر بعيدا لأن هذا الإحساس خارج الوطن يكون مبررا، لكن فى بلدى لا أستطيع تحمله.
• ضللت الطريق للأغانى
لم اقصد أن أصبح ملحن أغانٍ كنت أقدم دراما مسرحية «موسيقى دراما» والذى لا يعرفه البعض أن معظم الأغانى التى ارتبط بها الجمهور مثل أغنية «نفسى» لإيمان البحر درويش كانت ضمن رواية اسمها «عملية نوح» وكتبها على سالم وكانت تعرض فى مدينة الإسكندرية.. و«المليونيرات» لمدحت صالح كانت تعرض فى مسرحية.. أنا لم أقصد أن أقدم أغانى، أنا مشغول بتقديم حالة درامية يصدقها الجمهور.
أما الموجود على الساحة الغنائية الآن فليس أغانى ولا كلمات ولا ألحانا حقيقية كل شىء مزيف.. ما تعلمته أن الأغنية نستمع لها ولا نشاهدها.. الآن الشباب تنبهر بالفيديو كليب ولا ينصتون إلى المعنى أو الإحساس، إلى جانب أن معظم الأغانى تداعب الغرائز، ليس لدينا نجوم لكى أعمل معهم، بعد الذين رحلوا لم يعد هناك فنانون حقيقيون، الموجودون على الساحة حاليا أنا أشبههم بالبورصة كل شخص فيهم يتسابق مع الآخر ليستحوذ على مجموعة من الشباب يلتفون حوله وهذه النجومية من وجهة نظرهم.
• تدهور
بدأ التدهور فى الأغنية حين انسحبت الدولة من الإنتاج وسحبت يدها عن كل شيء، لذلك انهارت جميع المؤسسات، فقد كانت مسئولة عن الذوق العام وبعض الناس تستهتر بالفن والثقافة وتعتبرهم فاقدى التأثير، وهذا شيء غير حقيقى، فأنا أتذكر عندما كنا نستمع إلى أغنية فيها ذوق كنا نتعامل بعدها بذوقيات شديدة، والأغانى التى بها حماس تزرع داخلنا الشعور بالانتماء، ولهذا لن تعود الأغنية إلى مكانتها إلا بعدما تختلف المنظومة بأكلمها وكل شخص يفعل الدور المفروض عليه فى المجتمع، وقتها ستظهر أجيال مختلفة تقدر قيمة الفن والموسيقى.. الآن الملحن يضع اللحن قبل أن يكتب الشاعر كلمات الأغنية.. رغم أن ما يعطى لى النغمة هو الكلمة، وأنا وظيفتى أن أوصل المعنى الذى كتبه الشاعر وليس العكس، ونظرا إلى أن الملحنين الآن غير دارسين ولم يتعلموا أى شيء من جيلنا، لذلك تظهر أعمالهم غير متناسقة وغير معبرة.
• التمثيل المجاملة
اشتركت فى مسرحية الساحرة مع سميحة أيوب لأن مخرج العمل محسن حلمى صديقى وأنا وافقت مجاملة فقط، ولنفس السبب قدمت مع وفيق وجدى مسلسل «أوراق مصرية».. قدمت أيضا مع الراحل يوسف شاهين الموسيقى الخاصة بفيلمى «إسكندرية نيويورك» و«الآخر».
ومع الشاعر عبدالسلام أمين قدمنا أوبريت بمناسبة مرور 100 سنة على إنشاء مؤسسة دار الهلال العريقة فى العمل الثقافى وتحولت الاحتفالية الخاصة به إلى حالة ثقافية فنية.
أنا لم أقدم أغانى عاطفية كثيرة ويوجد لدى أعمال تحمل المعنى السياسى والعاطفى فى نفس الوقت، وأعتز بتجربتى فى الأغنية السياسية للغاية لأننى أشعر أنها صادقة ولا يوجد بها ادعاء. مثل أغنية بعنوان متغربناش.. وتقول كلماتها «متغربناش.. متوهناش.. متضيعناش فى دموع وفراق.. هتجيبى منين زينا عشاق فى قلوبنا حصاد فى عنينا مطر.. متغربناش فى الأرض البور واحنا الزراع».
• أبنائي
أنا لا أنتمى للوسط الفنى، أنا فنان مصرى.. ابنتى رشا تخرجت فى الأكاديمية وصوتها رائع، ولكنها لا تريد أن تعمل، ومحمد ممثل ناجح بشهادة كل من عمل معهم ويتمتع بصوت هايل وقوى، وأنا لم أرشحه فى عمل ولا تحدثت مع أى مخرج من أجله فهو معتمد على نفسه فى كل شيء وأنا اكتفيت بالتربية السليمة.
• حكايتى مع «صباح الخير»
.. فى عام 1959 كان عمرى 8 سنين، كنت باحب أغنى طوال الوقت وكل أمنيتى أن أجهز أغنية بمفردى وكنت لا أعرف حينها أن ذلك اسمه «لحن» وكنت دائم التعود على قراءة مجلة صباح الخير، وفى مرة فتحت المجلة وجدت كلمات تقول «يا بنات يا بتوع الأنفوشى حلوين ومقام الطردوشى لفوا الجدعان على كل الشطئان على أجمل منكوا ملقوشى .. عايمين بالميه بفاستينكوا والموجة بتظهر مفاتنكوا والمهر ما بينى وما بينكوا يا خسارة الواحد معهوشى... وانتى يا بت انتى وهيه بتعومى كإنك بلطية وبقالك ساعتين فى المية مش خايفة يا بت الا تبوشى» الذى كتب هذه الكلمات الأستاذ فؤاد قاعود ويشاء القدر أن أقابله بعد ما اتشهرت وقلت له أن أول أغنية قدمت لها نغمة كانت كلماتك.
• هواية
أعشق أى شيء مرتبط بالفن وأجيد تعلمه وفعله، فأنا خطاط ورسام إلى جانب أننى مصمم أزياء سواء للرجال أو السيدات، وبدأ هذا الموضوع بعد مذاكرة كتب المصمم فتحى خليل.•