الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نقولهم إزاى يعنى إيه تربية جنسية للأطفال؟

لسنوات طويلة تربت أجيال على مصطلحات غريبة اخترعها الأهالى ظنا منهم أنهم بهذه الطريقة يحافظون على القيم والمبادئ والتربية السليمة.



ولعل واحدة من أشهر هذه المصطلحات «كلام الكبار».

فكان من الممنوع التجرؤ للحديث عن أى شىء يتعلق بالتغيرات الجسدية والنفسية فى مرحلة البلوغ. أما إذا فكرت البنت فى أى شىء يتعلق بعلاقتها بالرجل قبل الزواج فيصبح الوضع كارثيًا. 

الجيل الذى تربى بهذه الطريقة، مر عدد لا بأس به بتجارب عرضته للإيذاء النفسى وربما الجسدى، لكن لم تكن لديهم الجرأة للحديث عنها.

والآن بعدما أصبحوا آباء وأمهات لجيل جديد كانت «التربية الجنسية» واحدة من الأمور المهمة فى خطتهم التربوية، وخاصة أن هذا الجيل أصبح محاطًا بمخاطر مفزعة.

السؤال الأكثر أهمية عند كثير من الآباء هو: نتكلم مع أبنائنا إزاى؟ نقولهم إيه؟ فى أى شيء لازم نتكلم معاهم؟ ويعنى إيه تربية جنسية بمفهومها الصحيح؟

فى البداية أوضحت دكتور سهام حسن استشارى الطب النفسى والتربوى معنى التربية الجنسية، وقالت إنها ببساطة تعنى تزويد الطفل بمعلومات عن جسده والخصوصية وعلاقته بالجنس الآخر فيما يتناسب مع عمره.

موضحة أن هذه الخطوة فى التربية ضرورية لحماية الطفل من التحرش والاعتداءات الجنسية لأنه سيكون على دراية كاملة بالممنوع والمسموح فى تعاملاته مع الآخرين، بالإضافة إلى أنها تزوده بمعلومات صحيحة من مصادر موثوقة، وخاصة أن الأطفال فى هذا الجيل لديهم مصادر متعددة للحصول على معلومات جنسية قد يكون البعض منها مغلوط. 

 

 

 

وأكدت سهام أن جسد الطفل أمانة عند والديه وتحديدا الأم منذ ميلاده، وعليها أن تحافظ على خصوصيته أثناء تغيير الحفاض فلا يجوز نهائيا القيام بهذا التصرف أمام أى شخص حتى ولو كان من الدائرة المقربة.

وأكدت أنه من عمر الـ 3 سنوات من الضرورى الحديث مع الطفل عن جسده وأعضائه التناسلية وتسميتها بأسمائها، وتعليمه الفارق بين اللمسة المقبولة وغير المقبولة. 

وأشارت إلى أنه من الضرورى فى هذه المرحلة الاستعانة بوسائل تعليمية لتسهيل وتبسيط فهم هذه الأمور، وفى مرحلة متقدمة يمكن التحدث مع الطفل عن معنى الخصوصية والمشاعر التى قد يشعر بها تجاه الطرف الآخر. 

أما مرحلة البلوغ فهى الفترة الأخطر والأهم فى التربية الجنسية.

ففيها تحدث تغييرات كاملة فى شكل ونفسية وسلوكيات الطفل، ومن الضرورى فى هذه المرحلة الحديث مع الابن عن أسباب هذه التغييرات بالإضافة للتطرق للحديث عن تكوين الجهاز التناسلى لديه ولدى الجنس الآخر، بالإضافة إلى معلومات بسيطة وواضحة عن العلاقة الجنسية والإنجاب، وذلك ضرورى لحمايته من أى مشاكل أخرى تتعلق بالعادة السرية وغيرها من الانحرافات الجنسية.

وتحدثت دكتور رنا هانى استشارى الأبوة والأمومة عن الشخص الأفضل للحديث مع الطفل عن هذه المعلومات، موضحة أن الأب والأم هما الأفضل للقيام بهذه الخطوة، بشرط أن تكون لديهما المعلومات الصحيحة المبنية على أسس علمية لتقديم هذه المعلومات والنصائح.

وأشارت إلى أنه من الضرورى أن يكون القائم بهذا الدور لديه الاستعداد على إجابة أى تساؤل يدور فى ذهن الطفل دون الشعور بأى خجل.

وفى حالة التعرض لأى سؤال لا يعرف إجابته الصحيحة لا يخجل من الامتناع عن الإجابة ثم البحث لتقديم إجابة صحيحة. 

وعن الطريقة المثلى للتعامل فى هذه المرحلة مع البنت والولد، أكدت رنا أنه من الضرورى أن يحصل الاثنان على نفس المعلومات عن جسده وجسد الجنس الآخر.

 لكنها أكدت أن طريقة الحديث وتوصيل المعلومة قد يختلف من طفل لآخر وفقا لطبيعة شخصيته. ونصحت بضرورة أن يكون الأب القائم بهذا الدور مع ابنه، خاصة فى المرحلة المتقدمة الخاصة بالبلوغ والعلاقة الجنسية، حتى لا يشعر بالحرج عند الحديث مع والدته، لكنها أكدت أنه حالة غياب الأب على الأم أن تكون مستعدة للحديث فى هذا الأمر دون الشعور بالخجل والتأكيد على أنه أمر علمى وإنسانى لا يميز بين الجنسين. 

بداية الحديث لابد وأن تأتى بطريقة طبيعية وسلسلة.

لذلك نصح استشارى الطب النفسى سامح سمير الأهالى الذين يخوضون هذه التجربة على استغلال المواقف المختلفة التى يتعرضون لها مع أطفالهم للبدء فى حوار شيق وممتع يحقق الهدف دون أى ترهيب وتخويف.

وأشار إلى أن بعض الأهالى يأخدون الموضوع على محمل الجد فى مناقشته ويكون هدفهم الأساسى تحذير الطفل وترهيبه من أى أخطاء من المحتمل أن يقع فيها مستقبلا مما يعطى نتائج عكسية. 

وأوضح سمير أنه ليس من الضرورى إعطاء المعلومات كلها دفعة واحدة، مؤكدًا أن الموقف هو الذى سيحكم طبيعة الحديث الذى سيدور مع الطفل.

وأنهى حديثه مؤكدا أنه من الضرورى أن تكون علاقة الطفل مع الأبوين قائمة على الصداقة والحوار الصحى، حتى لا يبحث الطفل عن صديق آخر قد لا يكون مصدرًا للثقة سواء فى تصرفاته أو معلوماته.