
حازم الكاديكى
مرجان أحمد مرجان نسخة واقعية
الشعب الليبى شعب طيب وعاشق لكرة القدم بكل جوارحه هذا العشق الممنوع تَكَون على مدى سنوات عديدة نتيجة للظروف الصعبة التى مر بها وطننا والتى يعلمها الجميع، وكرة القدم كانت ولا تزال ملاذًا وحلمًا لكل ليبى لكنها تواجه اليوم تحديات وصعوبات تزداد يومًا بعد يوم، تلك الأحلام الجميلة لشعبنا تتحطم على أيدى الفاشلين الذين يتولون مسئولية قيادة الكرة الليبية ويسيرون بها نحو الهاوية.
فيلم مرجان أحمد مرجان نسخة من الواقع فى ليبيا بشكل عام وفى دورينا الليبى بشكل خاص للأسف ويستمر للموسم المقبل الذى لا تعرف متى تكون بدايته.. الوضع والكرة الليبية يشبه حال الوطن فى كل مجالاته لا إحساس ولا مشاعر ولا ضمير إلا كلمات مبعثرة على ورق يثير ضجة بداخلنا تكاد أن تنفجر.. وأحلام تكاد أن تموت.. وواقع صعب العيش فيه.
ربما نرى فى كثير من الأحيان أناسًا يحاولون إظهار الابتسامة الصفراء على محياهم كما يُقال على الرغم من عدم قناعتنا بها وبهم، فهذه الابتسامة تخفى خلفها وللأسف الشديد الحقد الدفين المتأصل بشخصيتهم وبسلوكهم المشين لا سيما إذا كانت نشأتهم فى بيئة سيئة جدًا ويحاولون جاهدين الإنصاف بالسلوك القويم وإظهار محاسنهم وهم بعيدون كل البعد عن هذا السلوك وتلك المحاسن.
لست أدرى كيف يعيش ميت الضمير؟.. حين يموت الضمير تظهر الإنسانية كلمة لا معنى ولا مرادف لها.. حين يموت الضمير تغفو العقول وتثور الأحقاد وتتعطل إنسانية الإنسان.. حين يموت الضمير تفقد الحواس قيمتها ويصبح صاحبها عقلًا لا يفقه وعينًا لا تبصر وأذنًا لا تسمع وقلبًا لا يدرك.. حين يموت الضمير يبقى فقط قلب أسود ينبض بلا ضمير.. حين يموت الضمير يموت كل شيء معه.
إن ما دفعنى لاختيار موضوعى هذا هو ما رأيت وما مر بى من تجارب لصنف من البشر هم من أصحاب الضمائر الميتة التى تقودهم إلى الشر القائم والظلم الدائم والعداوة والحقد الدفين، فتارة نرى ونسمع من القصص ما تقشعر منها الأبدان من جفاء وهجران ولسنوات طويلة ولذوى قربى لهم من جهة وتعاملهم السيئ معهم وقطيعتهم والتعالى عليهم من جهة أخرى.
لست أدرى كيف يعيش ميت الضمير؟.. إن الضمير الحى هو هبة من الله الخالق البارئ وتلك الهبة تستوجب شكر الملك الوهاب المنعم وشكر النعمة من أسباب بقائها وزيادتها (لئن شكرتم لأزيدنكم) وفى بقاء الضمير حيًا حفظ لصاحبه من الوقوع فى الآفات المهلكة حتى يصل إلى بر الأمان ورحم الله القائل:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا/ تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل لحظة/ ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
اليوم أصبح لزامًا على الأندية الليبية أن تواجه هذا العبث لأن سكوتها هو جزء من المشكلة ولا يمكننا إغفال دور إدارات الأندية التى تتحمل جزءًا من هذا الفشل الإدارى والمالى الذى أوصل كرتنا إلى هذا الحال, لا يمكن أن تستمر كرة القدم الليبية رهينة لهذه الفوضى.
اليوم نحن بحاجة إلى انتفاضة كروية حقيقية.. فالكرة الليبية هى العشق الوحيد المتاح أمام الشعب الليبى وهذا العشق يجب أن يُدار بطريقة سليمة. أما باقى الأمور الأخرى فلا نرى فيها أملًا إلا إذا جاء الفرج من عند الله.
لك الله يا بلادى فلن نفقد الأمل فى أن يأتى يوم وتعود فيه كرة القدم الليبية إلى مجدها.