لماذا انتفض الملايين ضد حكم «المرشد»؟

هايدى فاروق
أكد نواب برلمانيون ورؤساء أحزاب أن خروج ملايين المصريين ضد حكم مرشد جماعة الإخوان كان بعد انكشاف الوجه الحقيقى للإخوان، وسقوط قناع الديمقراطية..وإعادة إنتاج الحزب الوطنى، الذى ثار عليه المصريون فى 25 يناير، فى ثوب جديد. كما أن استخدامهم العنف ضد خصومهم السياسيين أقلق المصريين على هويتهم..

وأشاروا إلى أن مصر كانت على مقربة حقيقية من خطر تفكيك الدولة، وإضعاف مؤسساتها، وطمس هويتها لصالح هوية مغلقة خاصة بجماعة الإخوان ومن يدور فى فلكها. هذا الشعور الجماعى بالخوف والهلع على الوطن كان الدافع الرئيسى لانتفاضة المصريين التاريخية، التى صنّفها كثيرون بأنها غير مسبوقة فى التاريخ المصرى الحديث.
وقال النائب البرلمانى والإعلامى مصطفى بكرى، إن خروج المصريين بالملايين ضد حكم جماعة الإخوان لم يكن وليد لحظة عابرة؛ بل كانت له أسبابه العميقة، على رأسها انكشاف الوجه الحقيقى للإخوان، ذلك الوجه الذى جاء مناقضًا تمامًا للخطاب السياسى الذى تبنّوه لكسب شرعية الشارع خلال الانتخابات.
وأوضح «بكرى»، أن أبرز الأسباب تمثلت فى محاولة «أخونة» الدولة وطمس الهوية الوطنية المصرية، مشيرًا إلى أن المصريين حساسون جدًا تجاه أى محاولة لطمس هويتهم الوطنية، وقد تفاجئوا بسعى جماعة الإخوان لاستبدال مؤسسات الدولة الشرعية بأجهزة حزبية تابعة لها، فى إطار مشروع «الأخونة» الذى بدا كأنه بديل للدولة ذاتها.

أضاف: إن الجماعة لم تنجح فى تنفيذ أى من وعودها الانتخابية، لا فى برنامج الـ100 يوم، ولا فى معالجة مشكلات البطالة، أو الخدمات، أو أزمة الديون. كانت الكهرباء تنقطع بشكل دائم، والاحتياطى النقدى هبط إلى أقل من 16 مليار دولار، وتراجعت معدلات النمو، حتى أصبحت البلاد على شفا الإفلاس.
وأشار إلى أن الإخوان أقصوا جميع الأطراف السياسية التى لا تتفق مع رؤيتهم، على عكس ما وعد به المعزول محمد مرسى فى مؤتمر «فيرمونت»، الذى دعت إليه قوى حليفة لهم، حتى حزب النور السلفى، الحليف الاستراتيجى للإخوان، اضطر إلى الانسحاب واتهام الجماعة بإعادة إنتاج الحزب الوطنى فى ثوب جديد. كما استخدم الإخوان العنف ضد خصومهم السياسيين، كما فى أحداث قصر الاتحادية، وجرى التعدى على أقسام الشرطة ومديريات الأمن، فضلًا عن العداء المستحكم تجاه المؤسسة العسكرية والأمنية.
وأكد أنه لولا موقف الجيش المصرى وقائده العام آنذاك، الفريق أول- وقتها- عبدالفتاح السيسي، الذى حذر من المساس بمؤسسات الدولة؛ لكانت مصر قد دخلت نفقًا مظلمًا لا تُعرف نهايته.
تابع «بكرى» قائلاً: إن المصريين شاهدوا بأعينهم أحداث العنف الطائفى وحرق الكنائس، وخطاب الكراهية، وخيانة مبادئ الوحدة الوطنية. مضيفًا: إن خطاب 15 يونيو 2013 الذى ألمح فيه مرسى إلى إرسال الجيش المصرى إلى سوريا كان صادمًا، ومثيرًا لمخاوف الشعب على الأمن القومى.

وأكد أن كل هذه العوامل أدت إلى حالة من الغضب الشعبى المتصاعد، دفعت أكثر من 33 مليون مواطن إلى النزول إلى الشارع للمطالبة بتدخل الجيش لإنقاذ الدولة، وهو ما تحقق فى 3 يوليو حين أعلن عبدالفتاح السيسى خارطة المستقبل، وتم إيقاف العمل بالدستور مؤقتًا؛ تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة جديدة.
فممارسات جماعة الإخوان خلال فترة حكمها القصيرة كانت كفيلة بفضح مشروعها، مشيرًا إلى أنه مَهما أُنفقت من أموال أو رُوّجت من دعايات؛ فإن المصريين أدركوا بوعيهم أن الجماعة معادية لمصالحهم الوطنية، وتوجّههم القومى، وهويتهم الجامعة. ولهذا توحدت كل القوى السياسية والاجتماعية، على اختلاف توجهاتها، فى موقف وطنى جسور لإسقاط حكم المرشد.
إرهاب فكرى ودموى
من جهته قال النائب تيسير مطر أمين عام تحالف الأحزاب المصرية ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، إن خروج الشعب كان أمرًا طبيعيًا نتيجة التصرفات غير المسئولة من جماعة المرشد التخريبية التى كانت تنطلق من الإرهاب الفكرى والدموى.
بكل وضوح؛ كان الشعب المصرى بأسْره بحاجة إلى طريق يقوده نحو ثورة 30 يونيو، فقد كانت كل المؤشرات تقود بشكل حتمى إلى لحظة الانفجار الشعبى. لقد وقفت جماعة الإخوان الإرهابية فى مواجهة الهوية الوطنية المصرية، وسعت إلى تشويه صورة المصريين والنيل من وحدتهم، الأمر الذى قوبل برفض قاطع من أبناء الشعب، وفى مقدمتهم الجيش المصرى ومؤسسات الدولة.
وأضاف: كان لزامًا على الجميع الانحياز إلى إرادة الجماهير ودعم ثورتهم من أجل استعادة الوطن.
مؤكدًا أن ثورة 30 يونيو ستظل محفورة فى قلوب وعقول كل المصريين والعالم.. فهى ثورة عظيمة غيرت مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر وأزاحت عن قلوب المصريين كابوس الخوف والظلام.. وبعثت الأمل لكل مصرى فى حياة كريمة قوامها الأمن والعدل والرخاء، وكانت نقطة انطلاق لعصر جديد.. واصفًا إياه بعصر البناء والتعمير، عصر الإنجازات والمشروعات القومية العملاقة، لبناء دولة.
واعتبر طارق الخولى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن الشعب المصرى انتفض بالملايين فى 30 يونيو لأنه شعر بخطر هائل وغير مسبوق يهدد الهوية المصرية ومصير الدولة ذاتها.

وأوضح أن المصريين، ولأول مرة، باتوا على مقربة حقيقية من خطر تفكيك الدولة المصرية، وإضعاف مؤسساتها، وطمس هويتها لصالح هوية مغلقة خاصة بجماعة الإخوان. هذا الشعور الجماعى بالخوف والهلع على الوطن كان الدافع الرئيسى لانتفاضة المصريين التاريخية، التى صنّفها كثيرون بأنها غير مسبوقة فى التاريخ المصرى الحديث.
وأضاف «الخولى»: إن خروج ملايين المصريين إلى الميادين، فى مختلف المحافظات؛ لإزاحة حكم جماعة الإخوان، كان بمثابة انتصار للهوية المصرية الخالصة، حتى لا تبقى مصر رهينة لفكر ومشروع يهدف إلى السيطرة لسنوات طويلة مقبلة.. لقد بلغت البلاد حدًّا من الخطر لم تشهده عبر تاريخها الحديث.
وأكد أن ثورة 30 يونيو واحدة من أعظم الثورات فى التاريخ الإنسانى المعاصر؛ لما شهدته من حراك شعبى هائل، وتحرك جماهيرى واسع النطاق. وكان هذا التدفق الشعبى هو الأساس فى نجاح الثورة، مع إنفاذ الإرادة الشعبية عبر انحياز القوات المسلحة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى- وزير الدفاع آنذاك- إلى تطلعات الشعب، وإعلان 3 يوليو يومًا لانتصار الثورة، وتجسيدًا فعليًا لإرادة المصريين وما كانوا يصبون إليه من إنقاذ وطنهم واستعادته من براثن الاختطاف.
ثورة تصحيح
ورأى اللواء محمد صلاح أبو هميلة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، أن ثورة 30 يونيو ثورة أنقذت البلاد من الدخول فى نفق مظلم، فهى ثورة تصحيح قام بها كل فئات الشعب المصرى ضد فئة ضالة تتاجر بالدين كانت تريد تحويل مصر لإمارة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، فالمتابع للمشهد جيدًا سيجد العام الذى حكم فيه المعزول محمد مرسى البلاد سيطرت فيه الجماعة الإرهابية على جميع المؤسسات والنقابات وحولتها لمؤسسات تابعة لمكتب الإرشاد تتلقى منه التعليمات، كما أن هذا العام أدى لتقزم علاقات مصر الخارجية وتراجعها 180 درجة بالدول الكبيرة والمحورية حول العالم، إضافة إلى أن حكم الإخوان قسّم المجتمع المصرى لفرق متعددة ومرت البلاد بكثير من الأزمات والكوارث .
وأوضح أن المتابع للمشهد جيدًا سيجد أنه قبل 30 يونيو كانت البلاد على حافة الهاوية، سواء فى السياسة أو الاقتصاد أو الحالة الأمنية، فمن الناحية الاقتصادية تراجعت معدلات النمو وتآكل الاحتياطى النقدى وتراجعت مؤشرات البورصة وقد أوشك الاقتصاد على الانهيار التام وزاد الدين العام وهربت الاستثمارات الأجنبية والمحلية، لكن بعد ثورة 30 يونيو استعاد الشعب المصرى دولته الكبيرة مصر، وحرصت القيادة السياسية منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى على بناء الجمهورية الجديدة وترسيخ أركان الدولة وعاد الأمن والاستقرار للبلاد وعادت لمصر ريادتها وقيادتها إقليميًا وعالميًا وعادت علاقات مصر الخارجية قوية بكل دول العالم الكبيرة والمحورية وأصبح لمصر دور مهم وكبير وثقل مؤثر على المستويين العالمى والإقليمى.

وأشار «أبو هميلة»، إلى أنه خلال الـ 11 سنة الماضية استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن ينهض بمصر نهضة حديثة وتعزيز الشراكات الثنائية بين مصر وكل دول العالم المتقدم، وصناعة سياسة خارجية ناجحة رغم التغيرات الجيوسياسية التى يمر بها العالم، من خلال استخدامه سياسة حكيمة ومتوازنة مع جميع دول العالم وترسيخ ركائز السلام والتنمية، لمستقبل أفضل لمصر والشعب المصرى من أجل بناء الجمهورية الجديدة، وإذا رصدنا إنجازات الرئيس خلال السنوات العشر الماضية فلن تكفينا مجلدات حتى يتم رصدها، من بينها المشروعات القومية كمشروع تطوير الريف المصرى فى مبادرة «حياة كريمة»، إضافة لمبادرة «100 مليون صحة»، والقضاء على الأمراض المزمنة كفيروس «سى» وغيرها من الأمراض الفتاكة، وإنشاء قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تمثل نهضة اقتصادية عظيمة.
ورصد «أبو هميلة» الإنجازات المحققة أيضًا على أرض مصر، منها المشروعات القومية الزراعية كمستقبل مصر وتوشكى الخير والدلتا الجديدة وزراعة سيناء ونهضة وتنمية سيناء عمرانيا وصناعيا وزراعيا، إضافة للمشروعات الصناعية الكبرى بمصر والمجمعات الصناعية، ومشروعات الطرق التى تخطت خمسة آلاف كيلو متر، والمحاور والكبارى التى ربطت محافظات مصر ببعض، وتحفيز مناخ الاستثمار المصرى لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتشجيع توطين الصناعة المحلية وتعظيم الصناعة الوطنية، وزيادة حجم الصادرات المصرية وتقليل فاتورة الواردات، وغيرها من الإنجازات فى جميع المجالات الصناعية والزراعية والاستثمارية التى يتم افتتاحها كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع.
وتابع رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب: إننا إذا تحدّثنا عن المحور السياسى؛ فبعد ثورة 30 يونيو تعددت الأحزاب وتشكلت وأصبحت أكثر من 100 حزب سياسى أغلبها تم تمثيله فى غرفتى البرلمان بمجلسى النواب والشيوخ ويشاركون فى الرقابة والتشريع بكل حرية وديمقراطية مساهمين فى بناء الجمهورية الجديدة يدًا بيد، إضافة إلى وجود الحوار الوطنى الذى يشارك فيه كل القوى السياسية والحزبية، وهو دليل على نجاح الدولة المصرية فى إشراك جميع أبناء الوطن فى بناء الجمهورية الجديدة.
وأضاف: إنه إذا نظرنا إلى وضع المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو سنجد أنها أنصفت المرأة واهتمت بها اهتمامًا كبيرًا، فقد وصلت المرأة لمواقع صنع واتخاذ القرار بالدولة، وقد تضمنت مواد الدستور والقانون المصرى المواد التى تمكن المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالمرأة فى عهد الرئيس السيسى استردت جميع حقوقها وتقلدت أرفع المناصب القيادية بالدولة، ففى عام 2017 أطلق الرئيس السيسى هذا العام عامًا للمرأة واختار 8 وزيرات تولين أهم الوزارات ولأول مرة، وحاليًا الأعداد كبيرة جدًا من السيدات اللواتى تولين حقائب وزارية ومحافظين ونواب محافظين، كما دعم الرئيس دخول المرأة فى البرلمان المصرى بغرفتيه النواب والشيوخ، إضافة لتوليهن مناصب فى المجالس القومية.

موجات عنف
وشدد الدكتور أيمن محسب وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على أن خروج الشعب المصرى بالملايين فى ثورة 30 يونيو لم يكن مجرد احتجاج على أداء حكومى ضعيف أو مطالب معيشية؛ بل كان رفضًا قاطعًا لمشروع خطير كان يُراد فرضه على مصر تحت مسمى «حكم المرشد»، وهو مشروع يهدد كيان الدولة المصرية، ويُقصى مؤسساتها الوطنية لصالح جماعة لا تؤمن بفكرة الوطن من الأساس. موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية منذ أن تسلمت مقاليد الحكم وبعد ثورة 25 يناير، أظهرت سريعا نواياها الحقيقية؛ حيث تعاملت مع الدولة باعتبارها غنيمة يجب الاستيلاء عليها، وذلك فى غياب المسئولية الوطنية تجاه وطن يجب النهوض به.
وقال إن الجماعة الإرهابية سعت إلى «أخونة» مؤسسات الدولة خاصة مفاصل الإدارة وذلك من خلال تعيين الموالين لها على حساب الكفاءات والخبرات، مما أثار مخاوف الشارع من مستقبل البلاد تحت حكم تنظيم لا يرى إلا مصلحة الجماعة، مشيرًا إلى أن حكم المرشد كان عنوانا حقيقيا لتدخلات مكتب الإرشاد فى شئون الدولة؛ حيث تم تهميش مؤسسة الرئاسة لصالح أوامر تصدر من قيادات غير منتخبة، لا تحمل أى صفة دستورية أو شرعية.
وأضاف عضو مجلس النواب،: إن هذا النمط فى الحكم أظهر استهانة بالغة بالدستور والقانون، وانقلابا على أسس الدولة المدنية الحديثة. مشيرًا إلى أن جرائم الإخوان خلال تلك الفترة لم تكن فقط سياسية، بل امتدت لتشمل التحريض على العنف، ومحاولات إسقاط مؤسسات الدولة، والتآمر على الجيش والشرطة، فضلاً عن بث خطاب الكراهية والطائفية، وتكفير الخصوم السياسيين، واستباحة دمائهم، وهو ما انعكس فى موجات عنف شهدتها البلاد، راح ضحيتها الكثير من الأبرياء.
وتابع: حاولت الجماعة السيطرة على الإعلام والقضاء، حاولت التدخل فى شئون الأزهر الشريف، توظيف الدين لخدمة مشروعها السياسى، وهو ما رفضه المصريون تمامًا، إدراكا منهم بأن هوية الدولة فى خطر.
لافتا إلى أن الجماعة ارتكبت جريمة كبرى بحق الاقتصاد الوطنى؛ حيث شهدت البلاد تراجعا فى مؤشرات الاستثمار والسياحة، مع اضطرابات أمنية أضرت بمصالح المواطن اليومية.
وأكد أن الشعب المصرى تحرك فى 30 يونيو ليُسقط كابوس حكم جماعة لا تؤمن بالديمقراطية، ولا تعرف إلا طريق العنف والمؤامرات. موضحًا أن هذا التحرك أنقذ مصر من مصير مظلم كانت تتجه إليه، وأن الدولة المصرية استعادت عافيتها بعد هذه اللحظة التاريخية التى رسم فيها الشعب بإرادته خريطة طريق جديدة للدولة، مشددًا على أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية على فكر ظلامى حاول اختطاف وطن بحضارة آلاف السنين، قائلا: «الشعب المصرى لن يسمح بعودة هذا الفكر أو تمدده مرة أخرى، فالشعب اليوم يؤمن أن الحفاظ على الدولة ومؤسساتها بات واجبا وطنيا على كل مصرى».
إرادة شعبية
وقال المستشار جمال التهامى، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة: انتفض جميع المصريين ضد حكم المرشد؛ لأن مصر دولة كبيرة وعظيمة، ولن تسمح لجماعة مثل هذه أن تحكمها، فمصر تُحكم بضمير أبنائها، ولذلك لم يتمكنوا من البقاء فى الحكم سوى عام واحد؛ حيث انكشفوا سريعًا، وجميع أبناء مصر بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم، انتفضوا فى لحظة واحدة، وساند بعضهم بعضًا لإزاحة هذا الكابوس.
لقد كان حكم المرشد يسعى إلى تفتيت الدولة المصرية، وكان يتلقى تعليماته من الخارج، وهو ما رفضه أبناء الوطن؛ فمصر لا بُد أن تُحكم من داخلها.
مصر دولة عظيمة، قادرة على أن تحكم نفسها بنفسها من خلال انتخابات حرة ونزيهة.
وأضاف: لهذا؛ فإن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد احتجاج شعبى عابر؛ بل كانت انتفاضة شاملة وعميقة، عبّرت عن الإرادة الشعبية المصرية الرافضة لمحاولات اختطاف الوطن من جماعة كانت تسعى لفرض مشروع ظلامى يتنافى مع قيم المجتمع المصرى المتسامح، ويهدد مؤسسات الدولة ويقوّض مقومات بقائها، مؤكدًا أن هذه الثورة ركيزة أساسية لبناء مستقبل أفضل، فيما تواصل مصر اليوم طريقها نحو التنمية والازدهار، بفضل تماسك شعبها وقيادتها الحكيمة.
وحدة وطنية
وصف كمال حسنين رئيس حزب الريادة وأمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، ثورة 30 يونيو بأنها لحظة فاصلة فى تاريخ مصر، حينما تحركت إرادة الشعب بكل قوة لإزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وإسقاط مشروع «المرشد» الذى سعى إلى تحويل مصر إلى ولاية تابعة لتنظيم دولى لا يعرف معنى الوطن.
وأضاف «حسنين»: إن الجماعة الإرهابية خلال فترة حكمها لم تكن تهدف إلى بناء دولة؛ بل إلى تفكيك الدولة الوطنية لصالح مصالح ضيقة وتنظيمات مشبوهة، موضحًا أن الشعب أدرك سريعًا خطورة هذا المخطط، وخرج فى مشهد غير مسبوق ليستعيد وطنه بإرادته الحرة.
وأوضح، أن هذه الثورة العظيمة جسّدت إرادة شعب حرّ، قرر أن يصنع مستقبله بيده، وأن يتصدى لكل من يحاول العبث بأمنه واستقراره، مشددًا على أن القوات المسلحة المصرية والشرطة دعما مطالب الشعب وقاما بدور وطنى بالغ الأهمية فى حمايته وتلبية نداء الجماهير، ومنع انزلاق البلاد إلى الفوضى.
وأشار رئيس حزب الريادة إلى أن ثورة 30 يونيو شهدت مشاركة شاملة من مختلف فئات المجتمع، من رجال ونساء، شباب وشيوخ، مسلمين ومسيحيين، ووقفت إلى جانبها مؤسسات وطنية كبرى، على رأسها الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، فى مشهد تاريخى عبّر عن وحدة المصريين وحرصهم المشترك على إنقاذ وطنهم واستعادة مساره الصحيح.

ومشددًا على أن الثورة كانت نموذجًا للوحدة الوطنية؛ حيث اجتمع المصريون بمختلف توجهاتهم خلف هدف واحد، هو استعادة مصر من أيدى من أرادوا بها الشر، والعبور إلى مرحلة جديدة من بناء الدولة. وأكد رئيس حزب الريادة، أن مصر بعد 30 يونيو خاضت معركة شرسة ضد الإرهاب، وتمكنت من دحر الجماعات المسلحة التى حاولت نشر الفوضى والتخريب، مشددًا على أن بطولات الجيش والشرطة فى سيناء وجميع أنحاء الجمهورية جسّدت تضحيات عظيمة من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
ونوه إلى أن ثورة 30 يونيو لم تقتصر على مواجهة الإخوان فقط؛ بل مثّلت بداية لمشروع وطنى حقيقى لإعادة بناء الدولة من جديد، وهو ما نراه اليوم فى مشروعات التنمية، وتحديث البنية التحتية، وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، وإعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية.
وأضاف: «ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية؛ بل كانت ولادة جديدة للجمهورية، واستعادة حقيقية للهوية الوطنية التى حاول البعض طمسها، وسيبقى الشعب المصرى الدرع الحقيقى فى مواجهة أى تهديد، وسيظل الجيش عنوانًا للشرف والكرامة الوطنية».
وفى رأى حسن ترك رئيس حزب الاتحادى الديمقراطى وعضو تحالف الأحزاب المصرية، أن يوم 30 يونيو يمثل يومًا عظيمًا وخالدًا، محفورًا بأحرف من نور فى وجدان وذاكرة الشعب المصرى العظيم. إنه اليوم الذى أعاد النور والحياة إلى شوارع وقُرى ومدن الجمهورية، بعد عام كبيس وطويل تم فيه اختطاف وطننا الحبيب على يد جماعة من جماعات الظلام، والإرهاب، والتطرف.
وأكد أن هذا العام شهد تراجعًا فى كل مناحى الحياة، ونسى هؤلاء المختطِفون أن مصرنا الحبيبة كانت، وستظل، عصية أبية على كل أشكال الغزو، سواء أكان سياسيًا أو عسكريًا أو ثقافيًا.
وأضاف: إن الشعب المصرى العظيم وجّه نداءه إلى رجال القوات المسلحة البواسل، فاحتضن الجيش هذا النداء فى ثورةٍ لم يشهد لها التاريخ مثيلاً؛ حيث خرج عشرات الملايين فى ميادين الحرية، ينشدون الخلاص من عبودية تُجّار الدين، أصحاب الأجندات الأجنبية، الذين لا يؤمنون بالأوطان، وسبق أن شبّهوا الوطن بأنه «حفنة تراب عفنة».
وأشار إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، لبّى نداء أبناء وطنه، واستعاد الوطن المختطَف، فكان إعلان الثالث من يوليو 2013 إيذانًا بتحرير البلاد وعودتها إلى أصحابها الحقيقيين، الوطنيين، لا إلى أتباع الخلافة الزائفة.