الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
السادات يرفض فكرة  موسى صبرى للقاء «بهاء»!

حكايات صحفية

السادات يرفض فكرة موسى صبرى للقاء «بهاء»!

فوجئ الكاتب الكبير الأستاذ «موسى صبرى» رئيس تحرير «الأخبار» بما كتبه عنه الأستاذ الكبير «أحمد بهاءالدين» فى الفصل قبل الأخير من حلقات كتابه «محاوراتى مع السادات» والذى كان ينشره فى عدة صحف عربية وكذلك مجلة المصور.



ويقول موسى صبرى إن ما ذكره أحمد بهاءالدين يخالف الحقيقة ثم أخذ يروى ما جرى بالضبط - من وجهة نظره - فيقول:

 

 

 

اتصل بى المرحوم أمين عدلى العضو المنتدب السابق لأخبار اليوم وأبلغنى أن «بهاء» فى القاهرة وأنه مريض ويريد رؤيتى واقترح أن أكون البادئ بالسؤال عنه، وفعلا سألت عنه تليفونيا وهو الذى رد عليّ واتفقت معه على زيارته فى اليوم التالى، ولم أعتد فى حياتى أن اقتحم منزل أحد ولو كان من أعز الأصدقاء من غير موعد، وهى ليست المرة الأولى، التى أرى فيها «أحمد بهاءالدين» فى بيته كما ذكر، فقد دعيت إلى بيته مع المرحومة زوجتى أكثر من مرة.

كانت الزيارة للسؤال عن صحته مجاملة لزميل أعتز به وله مكانته فى نفسى، ولن أنسى لأحمد بهاءالدين عندما كان رئيس مجلس إدارة دار الهلال أننى لجأت إليه لأعمل فى المصور بعد أن قرر «جمال عبدالناصر» إيقافى عن العمل فى أخبار اليوم وأبدى «بهاء ترحيبا مشكوراً».

 

وتحت عنوان فرعى «بهاء يشرح الموقف العربى» يكتب موسى صبرى:

كان من الطبيعى أن نتحدث فى السياسة، وأذكر تماماً أن «أحمد بهاءالدين» قال لى إنه لا يجد الآن مبرراً لقطيعة السادات له وغضبه منه.

إنه يعطى السادات كل العذر لغضبه ويقدر مشاعره الإنسانية عندما لا يجد قلم أحمد بهاءالدين مناصرا له بعد كامب دافيد.. هذا صحيح.. ولكن بهاء فى المقابل لم يهاجم السادات أبداً فى صحف عربية كما فعل غيره والتزم بذلك تماماً.

ثم قال أحمد بهاءالدين: وعلى كل فإن موضوع كامب دافيد قد انتهى تماما، لقد انتصر السادات ووضع جميع القادة العرب أمام الأمر الواقع وكلهم سوف يتبعونه شاءوا أو لم يشاءوا!

ثم قال أحمد بهاء الدين: لقد قررت أن أنهى جميع أعمالى فى الكويت رغم أنهم حريصون على استمرارى وإننى الآن أسوى حساباتى معهم، لأنه من المستحيل على أن أبقى طوال العمر خارج مصر، كما أن الهدف من سفرى قد تحقق، والرئيس السادات يعرف لماذا سافرت؟! لقد استأذنته فى قبول العمل فى الكويت لأننى كنت أريد أن أؤمن أسرتى ببوليصة تأمين كبيرة القيمة وهذا تحقق والحمدلله.

ثم طلب منى أحمد بهاءالدين بكلمات واضحة لا  تحتمل أى لبس أن أدبر له موعدًا مع الرئيس السادات لكى يشرح له كل شيء.

وقد رحبت بذلك كل الترحيب ولم أكن سعيدً أبدًا ألا يكتب أحمدبهاء الدين فى الأهرام ورأيى دائما إنه كاتب معتدل وهو محلل سياسى ممتاز وله خبرة عميقة بالشئون العربية.

وقلت لأحمد بهاءالدين إننى على موعد مع الرئيس السادات غدا فى أسوان وسوف أعرض عليه الأمر وأننى واثق كل الثقة أن السادت لن يعترض.

وتحدثنا خلال ساعتين على الأقل فى أمور شتى وبمودة خالصة واستمتعت بالحوار لأننى فعلا أحب «أحمد بهاءالدين» وأرى أنه على خلق طيب وكريم.

ووعدت بهاء بأننى سأتصل به بعد يومين من أسوان لأخطره بما سوف يجرى.

 

 

 

ويواصل موسى صبرى روايته تحت عنوان فرعى «السادات يرفض فى عناد وغضب».. فيكتب: وسافرت إلى أسوان وذهبت فى موعدى للقاء الرئيس السادات وكان لقاء عمل خاصا بخطاب يعده الرئيس السادات لمناسبة لا أذكرها الآن.

ثم رويت للسادات الحوار الذى جرى بينى وبين «بهاء» بكل تفصيلاته واستمع السادات منصتاً لكل ما رويت ولم يقاطعنى وفى نهاية كلامى سألت: متى يمكن أن تستقبل أحمد بهاءالدين إنه فى القاهرة ينتظر تليفوناً مني!

ودهشت لإجابة السادات: ألم يقل لك إنه قرر إنهاء أعماله فى الكويت وأنه سيعود بعد ذلك لإقامة دائمة فى القاهرة؟ قلت: نعم!

قال: إذن سأقابله بعد أن يعود إلى القاهرة وبعد أن ينهى أعماله فى الكويت!

وحيرتنى هذه الإجابة التى لم أكن أتوقعها وقلت للرئيس السادات:

لماذا هذا الموقف يا سيادة الرئيس من أحمد بهاءالدين، إنه كاتب معتدل وهو وجه مقبول من العرب وهو فعلا لم يهاجم شخصك أبدًا كما فعل الآخرون!

وبدأت نبرة السادات فى الحديث تتغير وعلا صوته وقال فى غضب:

- كاتب معتدل ومقبول من العرب ولم يهاجمنى على رأسى  ولكننى لن أقابله، وأمسك التليفون، وقل له ذلك!

قلت: وهل هذا معقول يا ريس؟! ولماذا لا تكسب كل الأقلام بدلا من أن تخسرها.. الرجل عائد وهو يقول إنك انتصرت فى معركتك مع العرب وإنك وضعت الجميع أمام الأمر الواقع وأن الكل سيتبعك.. وقد قرر العودة إلى مصر.. فكيف يا سيادة الرئيس ترفض لقاءه؟!

وتضاعف غضب السادات وهو يقول بقصد إنهاء هذا الحوار:

- اسمع.. أنت تخرجنى عن طبيعتى. ولا يهمنى تأييد كاتب ولا يهمنى أن يكون «بهاء» مقبولا أو مرفوضا من العرب، ولكن الذى يهمنى رأيى الشخصى فى أحمد بهاءالدين.. إنه كاتب بلا موقف.. إنه دائما يمسك العصا من الوسط، وأنا لا أحب الذين يرقصون على السلالم.. وعد إلى فندقك وأبلغه بالتليفون رأيى بنص كلماتى. وحاول المهندس «عثمان أحمد عثمان» - وقد كان يحضر هذا الحديث وقد طلب إليه السادات أن يبقى عند حضورى - أن يخفف من حدة الموقف ولكن «السادات» رحمه الله كان فى حالة من حالات عناده التى لا تجدى معها المناقشة.

وقلت للرئيس: أننى أقترح حلا وسطًا سأتصل ببهاء وسأقول له بأسلوبى لا بأسلوبك يا ريس، أن الرئيس السادات مستعد لاستقبالك وسعيد بذلك، ويرحب بأنك قررت إنهاء أعمالك فى الكويت، وهذا ما كان يتوقعه منك، وسوف يراك فى يوم عودتك إلى مصر بعد إنهاء أعمالك هناك.

وقال المهندس «عثمان أحمد عثمان»: أيوه يا ريس.. كده معقول!

وعلق السادات بغير اكتراث: 

قولها زى ما أنت عاوز، لكن أنا مش ها أقابله.. أنا قرفت من الأساليب دي؟!

وسألته: لم أكن أتصور أن هذه مشاعرك يا ريس «بهاء» إنسان معتدل جدًا عند مقارنته بغيره ولا أعرف حتى الآن لماذا الإصرار على عدم رؤيته؟

وعاد إلى السادات غضبه وهو يقول لى: - أنا فاهم «بهاء» أكثر منك بهاء لم ينه أعماله فى الكويت كما ذكر لك، وهو يريد أن يقابلنى فى القاهرة لكى يعود إليهم فى الكويت ويدعى أننى استدعيته وأننى قلت له وقال لى وهذا يدعم مركزه فى الكويت، فهو الكاتب الذى نسعى إليه فى القاهرة ولكنه يفضل البقاء فى الكويت.. يا «موسى» اسمع أنا تعبت من الحركات دى.. خلينا نشوف شغلنا.. إيه مقترحاتك للخطاب؟!

وعدت إلى الفندق وأنا أشعر بالفشل، كنت فعلا أريد أن يجرى هذا اللقاء!

ولرد موسى بقية وتفاصيل رد أحمد بهاءالدين بقية أيضا!.