السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أحمد بهاء الدين وموسى صبرى وقصة معركة صحفية!

حكايات صحفية

أحمد بهاء الدين وموسى صبرى وقصة معركة صحفية!

ذات صباح قبل 38 عاما فوجئ قراء الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين ينشر على صفحات مجلة المصور حلقات جعل عنوانها «حوارات مع السادات» رغم أنه كان يكتب عموده اليومى فى الأهرام بعنوان «يوميات».



لماذا اختار الأستاذ «بهاء» المصور لينشر بها الحلقات ولم ينشره فى الأهرام؟ هكذا سألت نفسى كما سأل آلاف القراء نفس السؤال.

 

وبعد فترة طالت لعدة شهور صدرت الحلقات فى كتاب مستقل من جهتين مختلفتين، كان عنوان الكتاب «محاوراتى مع السادات» وليس حوارات مع السادات - العنوان الذى كان ينشر فى المصور.

صدر الكتاب عن دار الهلال بمقدمة للأستاذ بهاء يروى فيها ملابسات وظروف كتابته لهذه الحوارات أو المحاورات.

وفى الوقت نفسه صدر الكتاب فى طبعة عربية عن كتاب «الشرق الأوسط» الذى كانت الحلقات تنشر فى صحيفة «الشرق الأوسط».

أهمية هذه الطبعة هى المقدمة التى كتبها الناشران «هشام ومحمد على حافظ» وكشفت عن كواليس وأسرار لم يذكرها الأستاذ «بهاء» فى مقدمة طبعة كتاب دار الهلال!

الأكثر غرابة ودهشة أن مكتبة الأسرة عندما نشرت الكتاب سنة 2012 حذفت مقدمة الأستاذ «بهاء» ولا أعرف سببا لذلك حتى الآن. 

كتب الأستاذان «هشام ومحمد على حافظ» فى المقدمة ما يلى:

يعتبر الأستاذ أحمد بهاء الدين أحد أساتذة المقالة الصحفية العربية فى العصر الحديث، وقد تتلمذ على يديه الكثير من الكتاب والصحفيين الذين أعجبوا بأسلوبه عندما بدأ نجمه يسطع فى سماء الصحافة المصرية قبل منتصف هذا القرن!

واشتهر عن الأستاذ «بهاء» فى البداية أنه كاتب يسارى، وقد أوحت مقالاته وتحليلاته السياسية والاجتماعية عن هذا الاتجاه، ولكنه فى الحقيقة كاتب إصلاحى وليبرالى، والليبرالية هنا لها معنى معين يقصد به أنه متحرر من الارتباط بأى اتجاه أو أنه يمثل أى قوة من القوى السياسية.

وحتى فى السياسة العربية كان الأستاذ «بهاء» مقبولا من معظم الأطراف العربية لأنه نأى بنفسه وقلمه عن الدخول فى متاهات الصراعات العربية.

ولا يعنى كل ذلك أن الأستاذ «بهاء» - وهو الاسم الذى يناديه به جميع أصدقائه وتلامذته - كاتب غير ملتزم بل العكس، فهو شديد الالتزام بالخط والأسلوب الذى رسمه لقلمه وأفكاره التى يعبر عنها، ولذلك خرج من مشواره الصحفى الطويل والناجح صفر اليدين من الناحية المادية، وبرصيد كبير من التقدير والإعجاب من جميع الأطراف.

وكانت لنا لقاءات عدديدة مع الأستاذ «بهاء» بعد أن انضم إلى أسرة كتاب «الشرق الأوسط» - جريدة العرب الدولية - وكان الوقت يسرقنا بالساعات ونحن «ندردش» فى أمور كثيرة نحاول أثناءها أن نجعل جعبته المليئة بالمعلومات والأسرار تفرز ما فيها.

ولم يكن هذا هو مصدر إعجابنا الوحيد به، ولكن تحليلاته للأحداث وتوقعاته لها هى فى الواقع أكثر الأمور إثارة فى تركيبة الأستاذ «بهاء» الفكرية.

وفى إحدى جلسات الدردرشة الطويلة فى لندن وبينما كان الحديث يتركز على علاقته بالرئيس الراحل «أنور السادات» كان الأستاذ «بهاء» يتحدث لفترة طويلة عن سنوات الشد والجذب، والقرب والبعد والصفاء والجفاء التى عايشها مع أنور السادات».

واقترحنا عليه أن يسجل ذكريات هذه المرحلة، ولكنه اعتذر من أن صحته لم تعد تساعده على التأليف والعودة إلى الوثائق والمعلومات.

ولكننا قلنا له إن الموضوع لن يتعدى محاولة تنظيم هذه الصور التى يتحدث عنها فى شكل ذكريات وليست مذكرات بالمعنى المعروف فى عالم كتابة المذكرات!

 

 

 

ووافق الأستاذ «بهاء» على أن يقدم للشرق الأوسط هذه السلسلة من الحوارات مع أنور السادات ليسجل فيها دون الرجوع إلى الأوراق والوثائق رحلته مع أكثر الرؤساء المصريين إثارة للجدل!

وعندما حصلت «الشرق الأوسط» على النص الكامل لهذه الحوارات عرضتها على زميلات أخريات فى العالم العربى فنشرتها فى وقت واحد بالاتفاق مع الشرق الأوسط كل من «الوطن الكويتية»، و«المصور» المصرية، و«الدستور» الأردنية، و«الخليج» الإماراتية.

ولاقت هذه الذكريات ترحيبا كبيرا لدى القراء، فهذا شاهد من شهود العصر يحكى قصة علاقته مع رئيس جمهورية مصر العربية الذى خاضت بلاده فى عهده أول حرب ناجحة ضد إسرائيل لاستعادة سيناء والذى عدل اتجاه حركة البلاد من الإفراط فى الاتجاه إلى الاشتراكية إلى محاولة إرساء قواعد اقتصاد حر لايزال حتى الآن مكبلا بمؤسسات القطاع العام التى تملكها وتديرها الدولة.

ومهما قيل عن «حوارات» الأستاذ «بهاء» مع الرئيس السادات، فقد كانت فى تقديرنا عملا صحفيا ناجحا، وهى كتبت من أجل أن تنشر فى الصحافة اليومية، وقد نجحت بهذا المعيار نجاحا كاملا.

وكتاب الشرق الأوسط الذى اعتاد أن يقدم لقرائه الأعمال الصحفية الناجحة فى شكل كتب سهلة الحمل والقراءة يسره أن يقدم هذه الحوارات ضمن هذه السلسلة الناجحة من الكتب التى تميزت بشكلها الجديد، وحجمها المميز، وموضوعاتها الفريدة، والله الموفق».

انتهت مقدمة الناشر، أما غلاف الكتاب فقد حمل عدة سطور بالغة الأهمية تقدم بها الأستاذ «أحمد بهاء الدين» جاء فيها:

«أحمد بهاء الدين» مؤلف هذا الكتاب ظهر اسمه فى عالم الكتابة الصحفية واشتهر لأول مرة فى أوائل الخمسينيات فى مجلة «روزاليوسف» ولما قررت المؤسسة إصدار مجلة جديدة «صباح الخير» عهدت إليه بإصدارها ورئاسة تحريرها.

وقد تولى بعد ذلك مسئوليات صحفية متعددة فى مصر والعالم العربى، فتولى رئاسة تحرير «أخبار اليوم» ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة «دار الهلال»، ثم رئاسة تحرير جريدة «الأهرام»، ثم رئاسة تحرير مجلة «العربى» فى الكويت قبل أن يعود إلى «الأهرام» ويتفرغ لكتابة يومياته الشهيرة فى جريدتى الأهرام والشرق الأوسط.

 

 

 

والمؤلف خريج جامعة القاهرة - كلية الحقوق - وقد اشتغل بالقانون فى النيابة الإدارية ومجلس الدولة قبل أن يستقيل ويتفرغ للعمل الصحفى.

وقد انتخب نقيبا للصحفيين فى مصر سنة واحدة، ورئيسًا لاتحاد الصحفيين العرب ثمانى سنوات متوالية.

والمؤلف على معرفة واسعة بالعالم العربى، وقد التقى بمعظم القادة العرب، وهذا الكتاب خصصه لمحاوراته مع المرحوم الرئيس المصرى الراحل «أنور السادات» يلقى بطريقة مبسطة ومباشرة. الضوء على شخصية مازالت محل جدل وخلاف فى العالم العربى «انتهت الكلمة».

ومنذ نشر الحلقات فى مجلة المصور قامت الدنيا ولم تقعد وتوالت الردود على مقالات الأستاذ بهاء ليخوض معركة مع أصحابها.

وللحكاية بقية!