![هايدى وميرفانا وكتابة خمس نجوم!](/Userfiles/Writers/140.jpg)
رشاد كامل
هايدى وميرفانا وكتابة خمس نجوم!
أفرح بصدور كل كتاب جديد للأجيال الشابة المتحمسة فى دنيا وعالم الكتابة، وأفرح أكثر بكل موهبة مبدعة فى أى مجال من مجالات الكتابة، سواء كتابة أدبية أو اقتصادية أو حتى كتابة رياضية.
الكتابة - أى كتابة - تنير عقلك وتبهج قلبك هى كتابة مهمة وتستحق الإشادة والحفاوة بها وبأصحابها.
وأمامى الآن كتابان اقرأهما فى نفس الوقت، فقد اعتدت أن أقرأ أكثر من كتاب فى وقت واحد، الأول كتاب اقتصادى فارق فى الأرقام والإحصائيات وعالم الأثرياء، والثانى كتاب أدبى يضم 20 قصة قصيرة.
الكتاب الأول هو «أثرياء 5 نجوم» للكاتبة الشابة اللامعة صائدة الجوائز الزميلة والصديقة «ميرفانا ماهر» ويقع فى 236 صفحة (ريشة للنشر والتوزيع).
والكتاب الثانى «امرأة البدايات» للكاتبة الشابة اللامعة الموهوبة أدبيًا وصحفيًا.. زميلتى فى صباح الخير «هايدى فاروق» والكتاب صدر عن مؤسسة روزاليوسف.
••
تمنيت بطبيعة الحال أن أكون أحد هؤلاء الأثرياء الخمس نجوم الذين كتبت عنهم ميرفانا فى رحلة فريدة ومشوقة إلى عالم الثراء الفاحش وتفاصيله وكواليس وحياة نجومه وصانعيه، وكيف بدأوا حتى وصلوا إلى هذه المكانة (عقبالى يا رب وعقبال القراء).
منذ بداية احترافها الكتابة وقعت «ميرفانا» فى غرام الاقتصاد وأرقامه وإحصاءاته وحصلت على العديد من الدورات فى الثقافة المالية والتخطيط، وكان من الطبيعى أن تحصد عشرات الجوائز فى هذا المجال، ويحصل كتابها «شبكات السلطة والمال.. أسرار وكواليس تعارض المصالح» على جائزة الدولة التشجيعية منذ شهور.. وأسعدنى أن تذكر نصائحى الصادقة لها فى نهاية كتابها.
فصول الكتاب الأربعة وعناوينه تغريك وتحرضك على القراءة، وإليك هذه الأمثلة من العناوين: عندما يتكلم المال، البحث عن الهوانم، الطريق إلى المليارات، أصول وقصور، حكايات الحب والانفصال، رجال الظل، إعادة هندسة العالم، الرفاهية أسلوب حياة، هوايات ساحرة، الرياضة الأولى دائما، الاستثمار فى المستقبل!
تعترف «ميرفانا»: نحن فى عصر الثراء الفاحش، هذه حقيقة شئت أم أبيت، فقد أصبح الأغنياء أكثر ثراء بشكل مبالغ فيه وبلغت أرباح شركاتهم مستويات قياسية، بعد أن ركزت الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 - وبدأت بالولايات المتحدة ثم امتدت إلى دول العالم بعد انهيار 19 بنكًا أمريكيًا.
وتصدمنا ميرفانا صدمة لا مثيل لها عندما تقول: «على مدى السنوات العشر الماضية استحوذ 1 % (واحد فى المائة) من البشرية على أكثر من نصف الثروة العالمية الجديدة، وفى المتوسط تتزايد ثروات أصحاب المليارات بمقدار 2.7 مليار دولار يوميًا وبمعدل 14 مليون دولار فى الساعة، لتتضاعف ثروات أغنى خمسة رجال فى العالم من 405 مليارات دولار إلى 869 مليار دولار منذ عام 2020.
حيث حقق هؤلاء مكاسب ضخمة خلال جائحة كورونا، كما أدى طوفان الأموال العامة التى ضختها الدول الغنية فى الاقتصاد التى كانت ضرورية لدعم المواطنين إلى ارتفاع الأصول والثروة فى القمة! وهو ما نتج عنه ثروات غير مسبوقة».
ويا عزيزى القارئ والقارئة، إذا كان حلم الثراء الفاحش يراودك فالكتاب يؤكد لك: «الثروة الغامضة مملكة غامضة بعيدة كل البعد عن حياتنا، ولعبة تكوين المال ليست سهلة تبدأ بالتفكير المختلف ثم بالاختيارات المغايرة للتفضيلات المعتادة لنا تمامًا، أى أنه لا يجب عليك أن تطلع أحدًا على ما تفكر فيه أو خطواتك المقبلة حتى لا يتسبب فى إحباطك أو تثبيط همتك أو ينجح فى وضع العراقيل لك، فهم لا يتكلمون كثيرًا».
«كتاب أثرياء خمس نجوم» كتاب مهم وممتع ومؤلم أيضا إذا كنت تنوى أن تكون ثريًّا خمس نجوم!!
••
«امرأة البدايات» هى المجموعة القصصية الأولى للكاتبة والأديبة والصحفية الشابة اللامعة «هايدى فاروق»، عشرون قصة قصيرة سبقتها مقدمة للأديبة الكبيرة زينب صادق.. ومقدمة أخرى للأديبة والشاعرة والصحفية «د. عزة بدر» نجمتى صباح الخير.
هايدى، كما تقول زينب صادق، كاتبة موهوبة للقصة القصيرة وربما رواية أيضا، وتحت عنوان «أحلام نابضة بالحياة» تقول د. عزة بدر: «فى مجموعتها القصصية الأولى «امرأة البدايات» تمزج هايدى فاروق بين عالمين أحدهما يتميز بالرومانسية والتحليق بأجنحة الحلم والآخر يتميز بالواقعية وكشف وجوه الحقيقة بجرأة وشجاعة».
المرأة هى قضية «هايدى فاروق» الصحفية وكذلك الأدبية وبطلات قصصها نماذج جديرة بالحب والتعاطف الإنسانى.
وهى تؤمن عن قناعة تامة بأن المرأة المصرية هى امرأة محاربة تعيش حياتها كلها فى حرب تدافع فيها عن نفسها وتنتزع حقوقها من المجتمع الذكورى، لا تتخلى عن مسئولياتها.. لا تتعب.. لا تمل.. مخلصة لأسرتها، قليلة الحظ فى الحب، لا تقدر مجهوداتها ولا تضحياتها بالشكل اللائق».
وعبر مشوار «هايدى» المهنى فى عدد من الصحف والمواقع حتى انتهى بها المطاف فى «صباح الخير» تكتب وتبدع كافة أشكال الفن الصحفى لكن من حين لآخر كانت المبدعة والأديبة بداخلها تستيقظ لتبدع قصة قصيرة من دم ولحم ومشاعر وأحاسيس وآهات وندم ودموع حسب حالة كل بطلة من بطلاتها. إنها تكتب بصدق وجرأة واقتحام لمناطق صعبة ولكن بحرفية ومهارة عالية.
يبدو ذلك فى عناوين قصصها مثل: أفراح عاطف، بابا فى الشنطة، الليلة ملك له، عقد الياسمين، الأرجوحة، الضيف، طالق بينى وبين نفسى.. شهور العدة، فكان لها، من دون استئذان، وكلها عناوين ذات دلالة شعورية ونفسية قبل أن تكون مجرد عناوين لقصة!
لقد نجحت هايدى بامتياز فى «نكء بعض من مشاكل المرأة وعبرت عما يدور فى عقلها وقلبها».
لفت انتباهى فى مقدمتها الامتنان الشديد لمن لعبوا دورًا مهمًا فى مشوارها المهنى، وهما الراحل الكبير زميل العمر «محمد عبدالنور» والأستاذ «محمد هيبة» وكلاهما رأس تحرير صباح الخير ثم حماس الأستاذة «هبة صادق» رئيس مجلس إدارة روزاليوسف فى سرعة إنجاز وطبع المجموعة.
ولم تنس أن تشكر زوجها الفنان الرائع العبقرى زميلى وصديقى «أحمد جعيصة» على رسومه المصاحبة لكل قصة، ريشة فنية بديعة رائعة.
ألف مبروك يا هايدى، وفى انتظار أعمال أخرى.