الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حكاية وطن.. وملحمة دولة

حكاية وطن.. وملحمة دولة

هو كشف حساب للدولة فى التسع سنوات الماضية. حساب بالورقة والقلم، والأرقام والمعدلات الحسابية لما قامت به الدولة المصرية بقيادة عبدالفتاح السيسى لصالح المواطن المصرى فى تسع سنوات.



الأرقام لا تكذب، ولا تتجمل. الأرقام حساب ناجع.. وكاشف. تكشف الأرقام ما كان، وما أصبحنا عليه.. تكشف أزمات الاقتصاد الكلى فى الماضى.. وتكشف قدرة التخطيط الجيد على تخطى الواقع الذى كان صعبًا، ووصل فى مرحلة ما بعد 2011 إلى ما قبل الكارثة بخطوة.

تكشف الأرقام ما كان لدينا على كل المسارات.. مسار الطاقة، ومسار البنية التحتية، ومسار الاستثمار، ومسار مقومات جذب الاستثمار الأجنبى. 

تكشف الأرقام مسارات وجهود برامج الحماية الاجتماعية.. وما كانت عليه تلك البرامج، وما أصبحت عليه الآن. 

فى مؤتمر حكاية وطن قدمت الدولة المصرية حسابها بالورقة والقلم للمصريين.. وخاطب عبدالفتاح السيسى المصريين، كالعادة، بكل صراحة وكل شفافية. 

(1)

قبل 9 سنوات من النهاردة، كانت البداية. 

صارعت الدولة الزمن والظروف على المستوى الداخلى، وهزمت الأطماع وطموحات غير مبررة لآخرين على خريطة الإقليم على المستوى الخارجى. 

كانت الدولة تبنى، بالتوازى مع حرب الإرهاب. لم تكن حرب الإرهاب سهلة ولا بسيطة. بالعكس كانت ملحمة قضت على رؤوس الإرهاب التى التفت على بعضها فى سيناء، كالثعابين، بدعم دول، وبتعاون أجهزة، وبإنفاق المليارات على تسليح وعتاد ومرتزقة من الشرق والغرب.

فى الداخل كانت مؤسسات الدولة فى حالة مشهودة بعد 2011 من الانهيار. ما زلنا للآن، نعانى من بعض التداعيات الاجتماعية لسنة 2011 الكبيسة.

بدأ عبدالفتاح السيسى ولايته ومصر على «الجنط» كما فى التعبير المصرى الدارج. و«على الجنط» يعنى من الصفر. 

من الصفر فى الاقتصاد، ومن الصفر فى معدلات التنمية. من الصفر فى التماسك الاجتماعى، ومن الصفر فى الخدمات الحكومية، ومن الصفر فى قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها.

تكفى سنة حكم إخوان الإرهاب بمؤشراتها، وتغيراتها، وسياساتها، ومحاولات السطو على مصر وقتها من إشارة إلى ما كان الحال عليه.

فى 2014 قرر عبدالفتاح السيسى التصدى. التصدى فى الاقتصاد والتصدى لمعاول الإرهاب. التصدى باستراتيجيات شجاعة تخلق معادلات ومقومات تنمية حقيقية.. ومستدامة. 

تمكنت الدولة بالتصدى من اجتياح كثير من الأزمات الضخمة. 

يكفى لعبدالفتاح السيسى أن أعاد الدولة للمصريين. ويكفى أن استعاد مفهوم الدولة، بما تعنيه الكلمة بعد سنوات، كان الشارع قد اختلط فيه الحابل بالنابل، واختلط فيه، أصحاب الذقون، بأصحاب الشعارات وتجار الأوطان.. وبياعو الوثائق الرسمية يسكنون قصر الاتحادية.

كانت أيامًا ما يعلم بها إلا ربنا. جاء عبدالفتاح السيسى، وهو يعرف مواطن الخلل، ومواطن الضعف. عرف عبدالفتاح السيسى المشكلات، وقدم الحلول فى خطط واقعية قابلة للتحقيق.

كان لا بد للبلد المريض من مشرط جراح. كثيرًا ما تكون الجراحات العاجلة حلًا وحيدًا لإعادة المرضى للحياة.  لذلك لم يكن تحقيق إنجازات التسع سنوات سهلاً. لكن لاحظ أيضًا أنه لم يكن ما وصلنا إليه اليوم من تغيرات على جميع المحاور متصورًا أن يتم وينجز فى تلك السنوات القليلة.

هذا ما تم.. وهذا ما عرضته الدولة فى حكاية وطن.

تسير الخطط.. وتستمر الاستراتيجيات.. وكل ما يحتاجه هذا الوطن الآن.. من أبنائه.. هو مزيد من الوعى.. ومزيد من الانتباه. 

(2)

فى مؤتمر حكاية وطن، قدمت الدولة بيانًا لما أنتجته، وما خططت إليه فى ملحمة البناء والتنمية على مدار السنوات الماضية. 

الرقم كان 9.4 تريليون جنيه تم إنفاقه على تنفيذ المشروعات القومية والحيوية. 

استمرت الدولة المصرية على ما خططت رغم ما تعرضت له من أزمات وتحديات. استمرت فى استراتيجياتها رغم ما تعرض له العالم من محطتى توقف، كانتا أكبر ما واجهه الكوكب فى المائة عام الماضية من أزمات. 

أثرت أزمة فيروس كورونا على العالم، ورجت اقتصاديات الدول الكبرى، وأغلقت أكبر المصانع فى العالم، بآثار شديدة السلبية على أشد الاقتصاديات. 

جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية، لتعيد قلب العالم رأسًا على عقب. بانعكاسات وارتدادات شديدة الأثر على أدنى مقومات الحياة الإنسانية وصلت إلى نقص شديد فى إمدادات السلع الغذائية، خصوصًا القمح. 

ظلت الدولة على مساراتها التنموية، وكلما زادت انعكاسات الأزمة العالمية كلما زادت الدولة المصرية بمزيد من إجراءات دعم المواطن خصوصًا الأولى بالرعاية. 

برنامج تكافل وكرامة مثال. التدرج فى الزيادات المضطردة للمستفيدين من تكافل وكرامة، بالتزامات بالمليارات على ميزانية الدولة، فى حين يتخبط اقتصاد العالم، ودوله الكبرى، إشارة إلى جهود فى قطاع واحد تعاطت معه الدولة بسرعة لافتة وفق الظروف.. ووفق المستجدات.. لضمان حماية مؤكدة للمواطن. 

صحيح التحديات كبيرة، لكن من قال إن حياة الشعوب ممكن أن تخلو من الأزمات؟ ومن قال إن الأزمات الدولية على الخرائط، يمكن أن تظل حبيسة مناطق حدوثها، ولا تتعداها إلى باقى محيط الكرة الأرضية؟ 

لا يخلو قاموس الأمم من مشكلات تتغير حسب الظروف، لكن الأهم فى المعادلة هو كيفية تعامل الدول مع تلك المشكلات. المهم ما اتخذته الدولة المصرية من إجراءات ضمنت الاستمرار فى معادلات التنمية.. وفى الوقت نفسه تخفيف آثار المشكلات على مواطنيها. 

هذا ما أنجزته الدولة المصرية. عملت الدولة فى سباق مع الزمن. راهن عبدالفتاح السيسى على المواطن المصرى، وعلى قدرة المصريين فى السباق مع الوقت. 

مصر النهاردة.. غير مصر من عشر سنوات. رغم أن ما شهدته مصر والعالم من أزمات كان غير مسبوق.. والمثل الدارج فى الشارع المصرى يتكلم عن «اللى ما يشوفش من الغربال». 

(3)

يظل ما ينقصنا هو مزيد من الوعى. 

الوعى هو المعادلة الأكبر.. والأشمل. لذلك فالوعى هو أساس الحروب والهجمات المضادة فى وقتنا هذا.  الوعى فى حياة الشعوب، كما «الاس الاسبيد» فى لعبة الكوتشينة. هو الورقة الأولى.. والورقة المسيطرة.. والورقة الأعلى. 

لا تُبنى الدول بالهدم، ولا بالتشكيك، ولا بمحاولات إلصاق الشائعات بالباطل تشويهًا للواقع.

لذلك فالوعى هو ما تستهدفه الحملات المضادة، ليس فقط لتشكيك المصريين فيما كان، وما تم، إنما أيضًا عملًا على إفقادهم الثقة فى أنفسهم.. قبل قياداتهم ورموزهم. 

استهدفت الحروب المضادة بلبلة وعى المصريين، فى محاولة لاستهداف معادلة التنمية من الداخل.

صدّرت الحملات المضادة الشائعات، والقصص الملفقة، والتفاصيل الوهمية، الغرض هدم معاكس، يهزم مسار الدولة السريع للبناء. 

استمرت محاولات التشكيك والتشويه. ارتفعت الوتيرة مع اقتراب الاستحقاق الدستورى بالانتخابات الرئاسية. 

فى مؤتمر حكاية وطن قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن لدى المصريين فرصة للتغيير فى تلك الانتخابات.  لا حجر على إرادة المصريين.. لكن كمواطن مصرى، له حق الانتخاب، وله رؤية شخصية وفق الشواهد والواقع، فإن المصريين سوف يختارون الاستقرار.. ويصوتون لاستمرار التنمية.. وسوف ينتخبون مصر المكان والمكانة. 

يظل عبدالفتاح السيسى، صاحب الشرعيات المتعددة رجل الضرورة.. والقيادة الوطنية التى يحتاجها المصريون لإكمال مشروع قومى.. غير مسبوق بدأ من ولايته فى 2014.

حتمًا.. ولا بد أن تستمر «حكاية وطن».. لصالح الوطن.