الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
كلاكيت ثانى مرة: خطايا الأمريكان.. حبايب الإخوان

مع تزايد الدعوات لترشح الرئيس السيسى لدورة جديدة.. عاد ستيفن كوك لألاعيب الشيطان

كلاكيت ثانى مرة: خطايا الأمريكان.. حبايب الإخوان

ستيفن كوك رجع تانى. رجعت ريما لعادتها القديمة.. ورجع «كوك» يهذى على فورين بوليسى ويحيك الأوهام.. ويعمق التخرُّصات والكلام الفارغ. 



الغرضُ مَرضٌ.. ولهؤلاء كثيرٌ من الأغراض؛ خصوصًا مع اقتراب الاستحقاق الدستورى فى مصر.. بالانتخابات الرئاسية.

لدَى إخوان الإرهاب هَوسٌ.. ولدَى حبايب الإخوان من الأمريكان ذعر.. يتنامَى كلما تزايدت الدعوات الشعبية والنداءات لترشح «عبدالفتاح السيسى» لدورة رئاسية جديدة.. بدعم كامل من المصريين. 

 

فى مَشهد شهير من مسرحيته «شاهد ما شافش حاجة» انتفض عادل إمام قائلاً: «زَعبلة القُلة رجع تانى!».. 

تعالت الضحكات فى صالة المَسرح من الوصف.. ومن طريقة التعبير. ففى التعبير الدارج المصرى أن «زَعبلة القُلة» هو ذلك الشخص الذى يتكلم فلا يُوفى.. أو هو الشخص فاقد الاعتبار؛ لعيوب فى الشخصية.. أو لعيوب فى الأفكار. 

بالتعبير الدارج ينطبق الوصف على «ستيفن كوك» المُحلل الأمريكى وكاتب المَقالات الأخيرة فى فورين بوليسى الأمريكية.

(1) 

لمَن لا يعرف هناك 2 ستيفين كوك فى الغرب. واحد منهما أفضل وأحسن وأبدع عالم رياضيات فى الغرب.. والثانى ثعبان.

«ستيفين كوك» الثانى.. ضمْن مجموعة من الأكاديميين الذين ألصق بهم وصف «متخصّصين فى شئون الشرق الأوسط».. دون أن نعرف مَن صاحب هذا الوصف، ولا ما الذى جعلهم يستحقونه؟ ودون أن نعرف من الأساس: ماذا يعنى تحديدًا خبير فى شئون الشرق الأوسط؟

عاد «ستيفن كوك» لسمومه من جديد.. شن حملة مضادة على مَن هاجموه فى مصر الأيام الأخيرة، وهاجموا إيمانَه العميق بجماعة إرهابية لا تَعرف الله.. ولا تَعرف الإسلام.. ولا تَعرف من المبادئ الإنسانية ولا السياسية أبسطها.

هذا ليس افتئاتًا على الإخوان؛ إنما هذا ما ظهَر من تلك الجماعة طوال تاريخها الدموى، منذ تأسيس حسن البنا لها فى الإسماعيلية عام 28.. وصولاً إلى ما بَعد فض اعتصام رابعة الإرهابى فى 2014.. مرورًا بعام لهم على كرسى الحُكم فى مصر.. فى سَنة ما يعلم بها إلا ربنا. 

كانت فتنة وقّى الله شرّها. 

لكن ستيفن كوك.. لا يزال على وعد الإخوان. لا يزال هو ومَن معه وحدهم الذين يعتقدون أن وصول الإخوان إلى حُكم مصر كان فى صالح المصريين.. وأن عودة الإخوان إلى الحُكم.. هو تمام غايات المصريين. 

يبدو أنهم يعرفون المصريين.. أكثر من المصريين!

غريبة. وغريب هذا الكلام. 

لكن ما غريب إلا الشيطان.. ومثل تلك الموجات من كلام السموم المُزَوّقة.. الموضوعة فى علب مُفضّضة.. لها مواسم. 

ولحيل الشيطان مواسم ومناسبات، ولمحاولة تصدير الأكاذيب، وإقناع الغرب بالأباطيل.. ومحاولات المشى على السلك.. كلها لها مناسبات. 

وليس أكثر تناسبًا لحيل الشيطان.. من موسم الانتخابات الرئاسية فى مصر. 

(2) 

فى مقاله الجديد على فورين بوليسى.. كذب ستيفين كوك للمرّة المليون. قال إن ما يكتبه رأى.. مؤسَّس على معلومات. 

وهذا ليس صحيحًا. أولاً لأن أهم مواصفات الرأى.. استعداده لقبول الآخر. ثانيًا لأن أكثر مواصفات كاتب الرأى؛ استناده على معلومات حقيقية.. وأرقام سليمة، ونتائج غير مشكوك فيها.. من مصادرها الأصلية. 

لكن «كوك».. لا فعل هذا.. ولا امتثل لذلك. 

وظهر أن «كوك» مع «فورين بوليسى» كانا ممكن يدعوان إلى الحريات بينما هما يمارسان أعلى درجات السلطوية.. والحجر على الآخر.. ومصادرة حقوق أصحاب القضايا فى الرد. 

لذلك تجاهلت فورين بوليسى محاولات الرد على كوك. ورفضت نشر تعقيبات رسمية، تشير إلى عِلل فى أقواله، وثغرات فى أحكامه، ونتوءات فى تحليلاته.

الغريب فى مَن ينادون بحُرية الرأى.. أن يحجروا عينى عينك على رأى الآخر. 

لكن رُبَّ ضارة نافعة.. 

تعرف ليه؟ 

لأن المعنى مزيدٌ من الإثبات على أن هؤلاء موجّهون. وأن هؤلاء مدفوعون.. وثالثًا أن هؤلاء نظريون.. لا يدركون فروقًا واسعة بين الواقع وشواهده وما حدث ويحدث على الأرض فى مصر.. وبين ما يتناقلونه بينهم من نظريات فى كتُب.. أو تحليلات كتبوها هُم، ويُعيدون قراءتها على بعضهم.. فى غرف مكيفة، يتدرجون فيها إلى نتائج.. من عندهم.. ويصلون فيها إلى حلول أيضًا من عندهم.. ثم يغلقون مكاتبهم مع انتهاء دوام العمل.. ويذهبون للبارات أو للنوادى الليلية.

غريبة.. أن يدافع هؤلاء عن الإخوان للآن! 

غريبة أن يتجاهل هؤلاء أن المصريين كرهوا الإخوان، أو أن يغضوا الطرفَ عن أن الإخوان قتلوا المصريين.. ومارسوا شتّى أنواع الإرهاب فى الشوارع ضد الأبرياء.

غريب ألاّ يكف هؤلاء - للآن - عن محاولة تصدير الإخوان بديلاً.. لحُكم المصريين، مع أن الإخوان هم الذين سبق أن باعوا المصريين، والإخوان هم الذين سبق أن حرقوا كنائس المصريين، والإخوان هم الذين حاولوا هدم مؤسّسات الدولة، وهم الذين حاولوا الوقيعة بين الشارع والجيش.. والإخوان أيضًا هم الذين عرضوا البلد فى المزاد.. وأرسلوا بالوثائق السّرّيّة لمصر إلى الخارج.. طلبًا للدولارات!

فى مقاله الأخير.. استغرب «كوك» حملات الهجوم عليه.. ووصفه بالإخوانى. قال إنه ليس عضوًا فى الجماعة، ولا هو كادر فيها. 

مؤكد.. أننا نعرف فى مصر أن «كوك» ليس عضوًا فى الجماعة. والمؤكد أننا لا نوصف كل ما يقول آراء مغايرة بالإخوانى.. هو وصف فى غير محله.. وفى غير مكانه. 

لكن، المؤكد أيضًا.. أن «كوك» واحد من بعض الذين لا يزالون يعتقدون أن جماعة الإخوان.. جماعة سياسية تمثل الإسلام الوسطى.. وهى القادرة وفقًا لنظرية قديمة أكد الزمن عدم صحتها، على أن تقدم صورة للإسلام السياسى، قابل للتعاون مع باقى التيارات فى المجتمعات العربية.

الغريب أن يظل هؤلاء متمسّكين بوجهة النظر تلك بَعد كل ما فعله إخوان الإرهاب فى مصر.. وما حاولوا فِعله.. وما فشلوا فى إحداثه.

نحن هنا أمام أمرَيْن: الأول إمّا أن أصحاب الأفكار الموالية للإخوان من حبايبهم الأمريكان كانت قد انقطعت عنهم شاشات التليفزيون، ومصادر المعلومات مُدة أربع سنوات، منذ 2011.. حتى 30 يونيو فى 2014.. فلم يشهدوا المصريين يخرجون بهتاف «انزل ياسيسى».. لإنقاذ البلد من حُكم المرشد.

وإمّا أن هؤلاء لم يعرفوا تلك الجماعة الإرهابية، طوال تاريخها.. منذ نشأتها حتى استفاقوا فجأة على نغمة مظلومية وهمية.. بها كثير من مُكر الثعابين، وجبن ابن آوى فى القنوات الأجنبية الإخوانية.. بعد فض اعتصام رابعة الإرهابى فى مصر. 

المنطق يقول إنه لكى يستمر هؤلاء على معتقداتهم؛ أن يكون بالضرورة قد سقط منهم كثيرٌ من مراحل التاريخ.. وكثيرٌ من السنوات.. وكثيرٌ من الوقائع.. وكثيرٌ من أفعال إخوان الإرهاب.. الذين تسرسبوا فى شرايين المصريين بالكذب والخداع والتضليل، بوعود أنهم الحل.. وأنهم المبتغى، ثم فجأة قاموا فانقلبوا على المصريين بالسلاح، عندما رفض المصريون أخونة الدولة، وبيع مؤسّساتها، وتهديد أرضها، وإدخال الإرهاب إلى أطرافها.

لا بُدّ أن يكون لدَى حبايب الإخوان من الأمريكان معضلة ما.. أو مشكلة ما. هذا على افتراض حُسن النوايا.. ولو أنه - مرة أخرى - فإن افتراض حُسن النوايا فى مثل هذه الأمور.. ليس أقل من سذاجة!

(3)

فى مقاله الأخير كان طريفًا أن يتكلم ستيفن كوك عن الأزمة الاقتصادية فى مصر.. وكأن الأزمة مصرية خالصة.. أو فى مصر وحدها.

طريفٌ أنه تكلم عن الأزمة.. ثم ناقض نفسه بالحديث عن إجراءات سريعة للدولة المصرية فى السيطرة على تداعياتها. 

طريفٌ مرة ثالثة.. أن «كوك» استغرب عدم قدرة مصر على الوصول إلى حلول لتك الأزمة حتى الآن، متجاهلاً أن هذه الأزمات لا تحل فى يوم وليلة، ومتجاهلاً فى الوقت نفسه أن الولايات المتحدة نفسها، لم تجد للآن حلولاً لنفس الأزمة.. فاضطرت إلى رفع الفوائد أكثر من 7 مرات.. فى أمر لم يحدث منذ أكثر من 100 عام!

أكثر من الأكاديمية.. تميل كتابات ستيفن كوك للكوميديا.

فى سلسلة الطرائف نصّب «كوك» نفسه مُنظرًا عن الأحوال الاقتصادية فى مصر.. بينما بعض البنوك الأمريكية تعانى.. وبينما بعضها الآخر أعلن إفلاسَه.. لكن هذا لم يحدث فى مصر!

وضع «كوك» نفسَه غصبًا واقتدارًا.. عليمًا بأحوال الاقتصاد المصرى.. أكثر من المنظمات الدولية.. وكالعادة نصّب نفسه حكمًا على قدرة الاقتصاد المصرى.. على خلاف الواقع. يفعل «كوك» هذا بحُكم العادة.. فى الاقتصاد كما سبق أن فعلها فى السياسة. 

لكن.. كلامه يظل بعضه هزلاً.. وبعضه الآخر هذيانًا. 

يكفى مصر أنها وسط الأزمة العالمية التى ضربت أعتى الاقتصاديات فى العالم لم تصل إلى مرحلة تعجز فيها عن سداد ديونها.. فيما أن الولايات المتحدة نفسها، كانت قد قاربت على تلك المرحلة من كام شهر.. وكانت الأزمة الشهيرة بين البيت الأبيض والكونجرس. 

فى مقاله.. اجتزأ «كوك» أرقامًا غير صحيحة عن الاقتصاد المصرى من بعض حسابات مواقع التواصل، انطلق من تحليله للوضع الاقتصادى فى مصر، من بيانات نشرها بعضهم على تويتر!

طيب ده كلام؟

طبعًا مش كلام. ولا معقول.. ولا سليم. 

لذلك هذا ما جعل مقال كوك الأخير منزوع الموضوعية.. خاليًا من دسم الواقع.. ومن الاستناد على الشواهد على الأرض، تمامًا كما كان بعيدًا عن التصنيفات الحقيقية (الدولية) للاقتصاد المصرى، وقدرته على امتصاص ما حدث فى العالم كله من ردود أفعال من تداعيات كورونا.. أولاً.. ثم آثار الأزمة «الروسية- الأوكرانية». 

أكثر الأمور طرافة كان تزامن نشر «كوك» مقاله مع موافقة مجموعة «بريكس» على انضمام مصر إليها.

بريكس.. لا تضم اقتصاديات ضعيفة، ولا توافق على انضمام بلدان بأوضاع مالية مشكوك فى مستقبلها.. وقدراتها. 

اختيار «بريكس» مصر ضمن 6 دول من بين 40 طلبَ انضمام.. نتيجة لها مغزى.. وكلام له معناه.

خلاصة الكلام.. أن مصر ستمضى نحو الاستحقاق الدستورى، فيما ننتظر مزيدًا من سموم حبايب الإخوان من الأمريكان.. فى نغمة تتعالى.. كلما تعالت أصوات نداء المصريين لـ«عبدالفتاح السيسى» بالترشح لفترة رئاسية جديدة.

سيظل «كوك» يعوى.. بينما مصر تسير.. ولن تتوقف عن المسير.