الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
خطايا حبايب الإخوان.. من الأمريكان!

خطايا حبايب الإخوان.. من الأمريكان!

فى الغرب 2 ستيفن كوك.. أو شخصان بهذا الاسم. أحدهما عالم جليل فى الرياضيات فى جامعة كاليفورنيا.. والثانى ثعبان. 



الاسم الأول رجل خدم العلم.. والثانى زيّف الواقع، وتناقل التخرصات، وكذب، واستخدم معلومات فى غير محلها.. ودلس على الناس وعلى قراء مقالاته وأبحاثه.. ولعب بالشعوب.. وتجاهل إرادات الشعوب.. بحجة مصالح الشعوب.

(1)

ستيفن كوك الثانى من طائفة من يطلقون عليهم «باحثين فى شئون الشرق الأوسط». ستيفن كوك هذا ثعبان قبل أن يكون باحثًا.. أو هو ثعبان يكتب أبحاثه.. وينقل نظرياته، وينشرها فى صحف غربية.. من النوعية التى تحتفى بالثعابين وكلام الثعابين.. ونظريات الثعابين. 

كتب كوك مقالًا جديدًا فى «فورين بوليسى» عن مصر. ناصر فيها الإخوان الإرهابية، وقال إن حلول المنطقة فى وصول تلك الجماعات للحكم، لأن إخوان الإرهاب على حد ما كتبه كوك.. هم الحل الوحيد لنهضة دول المنطقة.. ونهضة مصر. 

المقال كله تخرصات، وسموم فى برطمانات مزوقة، وسيانور زعاف فى ورق مفضض. 

المقال تزييف واضح للحقائق، وللوقائع، وللتاريخ.. وتزييف واضح لما أحدثه الإخوان الإرهابيون فى مصر، فى سنة سوداء، الله لا يرجعها، ولن يرجعها. 

مشكلة كثير من أصحاب صفة «الباحثين فى شئون الشرق الأوسط» أنهم متأكدون من أنهم يعرفون الشرق الأوسط أكثر من شعوبه. وأزمتهم فى اعتقاد هوسى.. بضلالات واضحة، أنهم أدرى بشعوب الشرق الأوسط من شعوب الشرق الأوسط. 

أزمة ستيفن كوك.. تدور حول المشكلة نفسها.. وأعراض تلك المتلازمة، هذا على افتراض حسن النوايا.. رغم أن افتراض حسن النوايا فى تلك المسائل سذاجة. 

ظهور ستيفن كوك الآن مبرر. مقالاته ضد مصر والمصريين مبررة أيضًا. اقتراب الاستحقاق الدستورى بالانتخابات الرئاسية هو سبب الهوس والصرع لدى بعضهم فى الغرب من الموالين للإخوان.. ولما يسمى بفصائل الإسلام السياسى. 

موسم اقتراب الانتخابات الرئاسية.. مناسبة. مناسبة كى يخرج إخوان الشياطين من الجحور، ويبدأون كما العقارب السوداء.. محاولة بث السم هنا وهناك. معروف عن عقارب الإيجوا فى حوض نهر الأمازون أنها تنفث سمومها.. مع أول ظهور لضوء الشمس. تحرق الشمس ذلك النوع من العقارب الذى لا يحيا طبيعيًا إلا فى الظلام.. ولا  يمارس أنشطته إلّا بعيدًا عن الضوء. 

لذلك يرهقه نور الصباح.. وأشعة الشمس. 

الإخوان والموالون لهم مثل عقرب الإيجوا.. يظهرون فى المناسبات، ويعملون فى الظلام. بطبيعة التكوين وحقائق البنية تسعى تلك الجماعات الإرهابية إلى استغلال أى مناسبة، أو أى حدث لبث سموم التدليس والكذب.. وادعاء المظلومية.. ومحاولة جذب التعاطف فى أى محاولة لفرصة أخرى. 

لا أحد يعرف.. كيف لمن رفع السلاح فى وجه المصريين.. أن يعود فى وقت لاحق ويدعى أنه يسعى لمصلحة المصريين.. وأنه واحد من المصريين.. وأنه أحرص على المصريين من المصريين ؟ 

عقارب الإيجوا غبية.. كما الإخوان. لكن الإخوان أغبياء، وعدائيون ودمويون، وفى الوقت الذى تظهر أياديهم ملطخة بدماء الضحايا من أبرياء المصريين ولاد البلد.. تجدهم يتكلمون فى القنوات الخارجية.. وعلى مواقعهم الإليكترونية عن حقوق الأبرياء وأولاد البلد ! 

(2)

يجمع الأمريكى ستيفن كوك صفات الثعابين إلى جانب سلوكيات العقارب. هو يغير كلامه كما يغير جلده.. حسب المواسم.. وحسب الظروف. 

مثال الكاتب مثال مجلة الفورين بوليسى التى بدأت هى الأخرى موسم التدليس عن الأوضاع فى مصر، بمحاولات مستفضية فى تغيير الحقائق وتعمد الكذب على الرأى العام العالمى، فيما يتعلق بمصر والمصريين. 

ليست صدفة موجة المقالات المضادة لمصر الفترة الأخيرة. ليست صدفة كم الأسماء من النوعية إياها التى تزاحمت على النشر فى فورين بوليسى مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فى مصر. 

طبعًا حرية الرأى مكفولة، والآراء الأخرى لابد أن تكون محل اعتبار، لكن موجات فورين بوليسى، وسموم كتاب فورين بوليسى تخرج عن نطاق حرية الرأى، وتتعدى حدود الكذب والتدليس.. لتعبر بها إلى آفاق يبدو فيها أن هناك منهجًا ما باطنًا لإثارة سحب الدخان الأسود.. بالمخالفة للواقع وللحقائق.. وبالمخالفة لأحداث ما بعد 2011 الحقيقية.. وبعكس ما أحدثه الإخوان فى سنة سوداء اعتلوا فيها كرسى الحكم فى مصر. 

مرة أخرى يغير ستيفن كوك كلامه كما يغير جلده. تغير الثعابين جلدها.. ثم تتلوى من جديد كأن شيئًا لم يحدث. غريب بعض طوائف «الباحثين الغربيين فى شئون الشرق الأوسط» كأنهم يعتقدون أن ذاكرتنا ذاكرة أسماك. 

ستيفن كوك الذى عاد الآن وبالقرب من الانتخابات الرئاسية، يدعم الإخوان بوصفهم، كما كتب، فصيلًا وطنيًا سياسيًا، هو نفسه الذى سبق وكتب، بعد اضطرار الولايات المتحدة إلى الاعتراف بإرادة المصريين بعد فترة من 30 يونيو.. أن عبدالفتاح السيسى استطاع تغيير أولويات البيت الأبيض بخصوص الشرق الأوسط، بعدما انحاز السيسى لإرادة أكثر من 30 مليون مصرى.. نزلوا فى الشوارع لاستدعاء السيسى.. لتخليصهم من الإخوان. 

وقتها كتب ستيفن كوك - ومقالاته موجودة-، أن المصريين كرهوا الإخوان، وأن عبد الفتاح السيسى استطاع بعد 30 يونيو إثبات أن مصر هى الوحيدة القادرة على استقرار منطقة الشرق الأوسط بانتصاره فى الحرب ضد الإرهاب. 

ستيفن كوك نفسه.. هو الذى سبق وكتب، أن عبد الفتاح السيسى بعد توليه الرئاسة، كان الرئيس المصرى الوحيد الذى استطاع تجميد نظرة الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان فى مصر.. وأن عبد الفتاح السيسى كان له السبق فى أن يتغير خطاب البيت الأبيض فى الولايات المتحدة.. فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان فى مصر. 

الطريف.. أن ستيفن كوك الذى سبق وكتب هذا، هو نفسه ستيفن كوك الذى عاد وكتب من كام يوم، أن الإخوان هم الحل لحكم الشرق الأوسط، وأن الربيع العربى فشل فشلًا ذريعًا.. لأنه أفقد المصريين فرصة التغيير.. وفرصة استعادة الحريات. 

مرة ثانية.. غريب هذا الكلام. 

عن أى تغيير يكتب ستيفن كوك. هل سعي الإخوان لقتل المصريين، وتهديدهم بالإرهاب فى سيناء، وتهديدهم بالفصائل المسلحة التى سوف تأتى من أفغانستان والعراق وداعش فى سوريا.. «كان اسمه تغيير»؟ 

هل تحالف إخوان الإرهاب، واستعداء دول معينة لها طموحاتها التوسعية غير المبررة على مصر.. «كان اسمه تغيير»؟ 

هل بيع مستندات الأمن القومى المصرى، ووثائق الدولة السرية، إلى الحد الذى لم يكن لدى الإخوان مشكلة فى مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعى.. كان يمكن أن نسميه تغييرًا؟ 

أزمة بعض الباحثين فى شئون الشرق الأوسط فى الخارج، أنهم يتكلمون عن الحريات والديمقراطيات ومصالح الشعوب، بينما يتعمدون التعامل مع آرائهم الشخصية، المخالفة للواقع، والمجافية للحقائق، على أنها مسلمات يفرضونها على الجميع، ويحقرون من يرفضها، ويعتبرون أنهم الوحيدون الذين يعبرون عن إرادات الشعوب، بينما يرفضون آراء الشعوب نفسها.. ويرفضون حتى أى وسيلة لتعبير الشعوب نفسها عن إرادتها. 

مرة رابعة.. غريبة. 

فهؤلاء ديمقراطيون.. أو يقولون أنهم ديمقراطيون. ويقولون أنهم أحرار.. وأنهم يدعمون الحريات.. لأنهم أنصار كبار للحريات.. وأنهم مناصرون للرأى والرأى الآخر.. فى حين أنهم هم نفسهم الذين يحجرون على آراء أصحاب القضية.. وهم أنفسهم الذى يرفضون أن يعترفوا بإرادة أصحاب القضية !

(3)

السنوات الأخيرة ظهر جيل من الباحثين الأمريكيين ما يعلم بهم إلا ربنا. 

بعضهم صاروا نجومًا.. وارتدوا هدوم الخبراء.. وسيطروا على نسبة فى توجيه الرأى العام والساسة فى الغرب. 

كوك واحد منهم. والباقى فى الطريق. 

هؤلاء كانوا داعمين لما يسمى الربيع العربى. وهؤلاء، للآن، لا يدرون ما فعله الربيع العربى فى المنطقة.. ولا حجم الدمار الذى تركته موجات الربيع العربى فى المنطقة. 

لذلك تظل مصر.. ويظل عبد الفتاح السيسى مشكلة هؤلاء.. أو أزمة كبيرة بالنسبة لهؤلاء. 

السيسى هو الذى أسقط الإخوان من عل، استجابة لإرادة المصريين، والسيسى هو الذى استطاع أن يوقف كرة النار فى مصر.. لترتبك حسابات هؤلاء المنظرين الأجانب، وتسقط نظرياتهم.. بقضاء عبد الفتاح السيسى على إخوان الإرهاب. 

للباحثين اللى ما يعلم بيهم إلا ربنا هؤلاء سمات.. ولهم اضطرابات فكرية واضحة. 

أزمتهم أنهم لا يتعاملون مع الواقع كما هو، ولا يدركون الشواهد كما هى، لكنهم ينظرّون من خيالات، أثبت الواقع أنها فشلت فشلًا ذريعًا، وأنه لم يكن لها أن تنجح نتيجة لطبيعة ما يسمى بالإخوان.. وتركيبتهم البنيوية كجماعة سرية إرهابية.. تدخل فى صدام دائم مع مجتمعاتها عندما تدخل تلك الجماعة الإرهابية ما يسمى بمرحلة التمكين. 

يصف هؤلاء الباحثون أنفسهم بالليبراليين.. لكنهم، وهذا هو الأكثر طرافة، يدعمون فصيلًا متطرفًا دينيًا، يستخدم السلاح ضد مواطنيه، ولا يقبل الآخر، ويسعى إلى التحكم فى أواصر الدولة، كما يدمن أكل الرز والبط بالأيدى على السجاد فى قصر الاتحادية ! 

لا أحد يعرف كيف حاز هؤلاء الباحثون الأمريكان الذين لا يعلم بهم إلا الله جرأة هذه الطريقة من التفكير، ولا أحد يعرف أيضًا.. كيف أنهم يعتقدون أن لديهم الحقائق المطلقة، ولا يعرف أحد كيف لهؤلاء الطائفة أن يعتقدوا أنهم أدرى بأحوال الشعوب أكثر من الشعوب.. وأنهم أدرى بإرادة المصريين أكثر من المصريين؟ لكن تقول إيه ؟ 

مناسبة الانتخابات الرئاسية فى مصر موسم خروج الحيات والثعابين المرقطة. وموسم التدليس.. ومحاولات قلب الحقائق.. ومحاولات خداع الرأى العام.. فى مصر من على مواقع التواصل.. وفى الغرب من على صفحات صحف.. مثل فورين بوليسى. 

فى موسم الاستحقاق الدستورى.. سوف يتجاهل هؤلاء الباحثون دستور جماعة إخوان الإرهاب. سوف يتجاهلون تمامًا ما جرى من الإخوان بعد 2011 ضد المصريين.. وما جرى منهم ضد الدولة بعد فض اعتصام رابعة الإرهابى.. وسيتجاهلون أيضًا سنة سوداء أظهرت فيها تلك الجماعة الإرهابية وجهها الحقيقى القبيح للمصريين.

سيتجاهل هؤلاء الباحثون ما أحدثه عبد الفتاح السيسى من تغيير فى مصر خلال سنوات عشر مضت.. وكيف أنه أعاد البناء، وكيف أنه هزم الإرهاب.. ودافع عن أوروبا والغرب.. بمنع بؤرة سرطانية إرهابية.. لو كانت تملكت من مصر.. لكان المتطرفون الملثمون قد وصلوا الآن لشوارع بلاد ستيفن كوك .. والذين معه .. والذين مثله !