الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سموم الثعابين من جحور الشياطين

سموم الثعابين من جحور الشياطين

مقال مهم شهد تداولًا عالميًا الفترة الماضية. المقال كتبه المحلل السياسى البرتغالى الشهير أفونسو مورا.  مورا كاتب ومحلل سياسى شهير، وواحد من أهم المراقبين والمهتمين بشؤون الشرق الأوسط. 



المقال نشره موقع الأوبسرفادور.. وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، وأحدث دويًا فى الأوساط السياسية الغربية والأوروبية.

 

أعاد مورا فى مقاله التحذير من تغلغل أذرع جماعة الإخوان فى أوروبا. وحذر أيضًا من نشاط تلك الجماعات.. وحذر من تغلغلها.. وسرسبتها داخل المجتمعات فى الغرب.. خصوصًا فى أوروبا.

يرى مورا أن نشاط أذرع الشياطين من الإخوان.. أو من يواليهم من تيارات ما يسمى بالإسلام السياسى تنشط على شكل موجات.. من آن لآخر. تتعالى وتيرة مكائدهم فى المناسبات.. وقال ما معناه إن اقتراب الاستحقاق الدستورى المصري بالانتخابات الرئاسية.. مناسبة لن تفوتها جماعات الشر والدم.

(1)

رأى مورا أن عبدالفتاح السيسي كان حائط الصد الأقوى فى مواجهة مخطط كان من المفترض أن يصعد بالإخوان على كراسى الحكم.. فى دول كثيرة بالشرق الأوسط. 

هذا صحيح.. وصحيح.. وصحيح.. فقد أفشل السيسي المخطط.. وأوقف عجلة دوران معادلة صنعت فى الخارج وشهدت محاولات تصديرها فى صناديق مذهبة، وعلب هدايا للمصريين.. ومن المصريين، لو كانت نجحت، إلى الشرق الأوسط.. ودول إفريقيا.. ودول فى آسيا. 

لذلك ما زال لدى الإخوان ثأر مع الدولة المصرية.. ومع رأس الدولة المصرية. ليس الإخوان وحدهم الذين لهم ثأر مع مصر السيسي.. إنما دول أخرى، ومنظمات أخرى، وأجهزة أخرى.. كلها رغم سنوات على 30 يونيو فى مصر.. لم تفق من الصدمة.. ولم تستطع للآن.. الاعتراف بالهزيمة.. ولا الاعتراف بأن هناك من ناصر المصريين.. ونزل على إرادتهم.. وأقصى الإخوان.. الذين وقفوا للمصريين بالمدافع الرشاشة.. ووقفوا ضد الجيش.. بالآر بى جى. 

حذر أفونسو مورا من تغلغل الإخوان فى أوروبا، وذلك فى مقالٍ له على موقع «أوبسرفادور».. وأكد أفونسو مورا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الحائط الوحيد الذي يحمى أوروبا من الإرهاب.. وأن مصر هى قائدة العالم السُنى ليست أى دولة. 

مصر هى قائدة العالم السنى.. ولن تستطيع أى دولة أخرى أن تتقلد هذه الزعامة التاريخية، بحكم عوامل مختلفة.. وأسباب أخرى مختلفة. 

فى مقاله قال مورا إن السيطرة على العالم السنى تمر عبر القاهرة وليس أى عاصمة إسلامية أخرى.. وقال إن السيسي هو الجدار الأخير.. آخر حائط صد لمصر من ملاعيب الجماعات المتطرفة.. وهو أيضًا حائط الصد المنيع من تصدير الإرهاب لأوروبا. 

 

 

 

(2)

بقى على أوروبا أن تقى نفسها.. وبقى على المثاليين فى أوروبا، ممن لا يعرفون الإخوان، ولا يفهمون أدبيات الإخوان، ولا يدرون بماهية تلك الجماعة الشيطانية، أن يعيدوا التفكير.. ويعيدوا ترتيب الأوراق، ويعرفوا أن تلك الجماعة جماعة إرهابية، لا هى تستطيع أن تتعامل بالسياسة، ولا هى يمكن أن تنجح إذا حانت لها الفرصة للعمل فى النور.. مع أقران آخرين.. أو مع أحزاب مختلفة ومغايرة لها فى المنهج.. خصوصًا الأحزاب الحديثة الليبرالية.. بمختلف أنواعها.

كتب مورا أن الاستحقاق الدستورى بالانتخابات الرئاسية فى مصر سيجرى فى موعده، ومع الاستعدادات لذلك الاستحقاق الانتخابى، تستعد القوى المتطرفة وعلى رأسها إخوان الإرهاب وحلفاؤهم للتغلغل فى الرأى العام. 

التغلغل فى أروقة الرأى العام الأوروبى.. كما لم تتوقف محاولاتهم للتغلغل فى الرأى العام المصري.. وممارسة الألاعيب عليه.. ومحاولة تشكيكه، والتدليس عليه، وخداعه، واستغلال الأزمة الاقتصادية العالمية.. لزعزعة ثقته فى قيادته.. وفى إدارة بلاده. 

على كل هى عادة الإخوان.. الإرهاب سمة من سماتهم، والكذب سمة من سمات تلك الجماعة، منذ تأسيسها على يد حسن البنا. 

اعتمد البنا سياسة الكذب حتى التمكين، واعتمد سيد قطب السلاح قبل التمكين.. للتمكين، والاثنان شكّلا ما يمكن أن نسميه بالمنهج المشوه لخداع الشعوب، أثبت الزمن ليس فقط عدم قدرة أجيال مختلفة بتلك الجماعة على التعاطى مع مجتمعاتها، إنما عدم تورع الجماعة الإرهابية عن قتل الشعب.. إذا قاومها الشعب.. وقتل الناس إذا رفض حكمهم الناس. 

مع أنهم طوال تاريخهم.. يقدمون أنفسهم للناس.. على أنهم خلاص الناس.. ويقدمون أنفسهم للعامة.. على أنهم رسل الله إلى المسكونة.

خلال الفترة المقبلة.. ستزيد جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها من ملاعيب شيحة.. وبث سموم الشياطين من جحور الثعابين. 

حذر مورا من محاولات خداع قوى الشر للرأى العام فى أوروبا فيما يتعلق بمصر. 

التحذير طبيعى.. وملاعيب الشياطين فى تلك الفترة بالذات منتظرة. الأزمة.. أن جماعات الشر لم تدرك للآن أن المصريين كشفوا الحيل واكتشفوا الألاعيب. 

لم يدرك إخوان الإرهاب للآن.. أن المصريين لفظوا التطرف، وأن ذلك المجتمع، بالتاريخ والجغرافيا لم يكن من المتصور أن يكون ترسًا فى دائرة إرهاب يلعب بالدين.. يريد أن يصبغ المنطقة، ويغير شكلها.. ويغير طبيعة بلدانها.. خصوصًا مصر. 

الفترة المقبلة ستشهد الكثير من ملاعيب إخوان الإرهاب. على مواقع التواصل سترعى الكتائب واللجان، وعلى صفحات جرائد أوروبا.. ستخرج بعض أصوات الشياطين من جحور الثعابين. 

تزحف الأفاعى على بطونها.. تتلوى.. وتدفن نفسها فى الرمال حتى حين. لا مناسبة أكبر من اقتراب الاستحقاق الدستورى بالانتخابات الرئاسية.

المقال الذي نشرته فورين بوليسى منذ أيام واحد من مقدمة الحيل. نشر المقال كاتب هو نفسه سبق وقال إن الجاسوس محمد مرسى لم يكن يصلح لأن يكون رئيسًا لمصر.. لكنه عاد فى مقال الأسبوع قبل الماضى، وكتب عن المصريين.. ومشاعرهم تجاه الإخوان.. كما لو أنه يعرف المصريين أكثر من المصريين. وكأنه يعرف الأوضاع خلال سنة من حكم الإخوان.. أكثر من المصريين الذين رفضوا حكم المرشد، فخرج لهم أتباع المرشد بالسنج والمطاوى.. وقنابل المولوتوف. 

(3)

حذر أفونسو مورا أوروبا من نفسها.. ومن بعض التيارات الذين أسماهم «المثاليين». هو عنده حق.. فالذين قصدهم بـ «المثاليين» من بعض الدوائر فى أوروبا ما زالوا يعتقدون أن ما يسمى بالإخوان ممكن أن يستأنسوا، ويدخلوا من أبواب الأحزاب السياسية فى بلدان الشرق الأوسط. 

الواقع أن إسناد طريقة التفكير تلك «للمثالية».. فيه اجتراء على «المثالية». تقوم السياسة والتاريخ على الأفكار والشواهد والتجارب لا المثاليات.

بالحسابات.. وسوابق التاريخ، لم ينجح تيار دينى من هؤلاء التجار فى أن يتعاطى مع مجتمعاته بسلام لا نحو ديمقراطية، ولا فيما يتعلق بالقدرة على قبول الآخر.. حرق كنائس المصريين خلال حكم مرسى الجاسوس، وأحداث ما بعد فض اعتصام رابعة «المسلح» دليل. 

تعاطى جماعة الإخوان مع باقى الأحزاب المصرية.. فى سنة من حكم الإخوان ما يعلم بها إلا ربنا دليل آخر.. الدلائل كثيرة.. والشواهد أكبر. 

لم يثبت فى التاريخ.. أن استطاعت تيارات الدين التعاطى مع مجتمعات مدنية، فى عصور حديثة. 

بالعكس.. كانت تجارب تلك التيارات من تجار الدين عادة ما تنتهى بالصدام مع مجتمعاتها، فإما أن تكفّر تلك الجماعات مجتمعاتها.. وإما أن تقف لها بالسلاح.. أو تدس لها القنابل المصنعة محليًا على محطات الأتوبيسات.

فى مقال مورا.. قال إنه منذ أكثر من عشر سنوات.. استطاع عبدالفتاح السيسى، بناء على مطالبات المصريين أن يفقد جماعة الإخوان الإرهابية السيطرة على مصر بعد عزل مرسى (الجاسوس). انحاز السيسي للحراك الشعبى وفتح حقبة جديدة فى مصر. 

حسبما كتب مورا: «قليلون هم الذين أدركوا أهمية الحدث، لكن وقوعه حدد بوصلة السنوات القادمة، فى كل من البحر المتوسط وأوروبا.. كان استمرار جماعة الإخوان فى السلطة سيؤدى إلى سيطرتهم الكاملة على مصر.. وعلى محيطها بما فى ذلك ليبيا التي كانت على مشارف الدمار لتصبح بعد ذلك تلك المنطقة مصدر تهديد والأكثر خطورة على الأمن الأوروبى مع موجات غير منضبطة من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، مما يهدد التوازنات الأوروبية الهشة».

الكلام صحيح.. وتحذير الكاتب الأوروبى للأوروبيين فى محله.

كان انحياز السيسي للمصريين هزيمة جيوسياسية للدول التي تدعم الإخوان.. ولأجهزة المخابرات التي تدفع بهم للأمام.. وللمتلاعبين بشعارات الحرية والديمقراطية فى تسمين تلك الجماعة الإرهابية.. ومحاولة مؤازرتها. 

قال مورا إن مصر ستظل الفاعلة الرئيسية فى مواجهة الإرهاب.. وإن الجيش المصري هو القوة الوحيدة التي نجحت فى ترويض التطرف الإسلامى.. والقضاء عليه. 

شهد شاهد من أهلها.. تحذيرات مورا للأوروبيين فى محلها.. أما عن المصريين، فهم أدرى بما كان.. وما حدث.. وما قدمه عبدالفتاح السيسي لبلد كان يترنح بعد 2011.. وكاد أن يدخل نفق اللى يروح ما يرجعش بعدما تولى الإخوان حكم مصر.. بالخديعة.. والتدليس.. والتجارة بكتاب الله.. وسنة رسول الله. 

كانت فتنة.. وقى الله شرها. يقول اللبنانيون: تنذكر ولا تنعاد.. وهى لن تنعاد .