الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
فورين بوليسى.. التدليس لصالح الإرهاب

فورين بوليسى.. التدليس لصالح الإرهاب

ستظل 30 يونيو 2013 مرحلة فارقة.. تظل تلك المناسبة وذلك العام.. أهم محطة من محطات المصريين فى التاريخ الحديث.



تظل 30 يونيو ذكرى استعادة الدولة.. وذكرى استجابة جيش وطني لمطالب ملايين من أبناء الشعب، خرجوا للشوارع.. يرفضون حكم المرشد.. ويطالبون باستعادة وطن.. ويستدعون ابنا من أبناء البلد اسمه عبدالفتاح السيسي.. نزل فى آخر الأمر على إرادة شعبه.

 

الديمقراطية على طريقة إخوان الإرهاب
الديمقراطية على طريقة إخوان الإرهاب

 

(1)

فى التاريخ عِبر.. وفى المحطات المهمة فى تاريخ الشعوب دروس. 

لكن هناك من مازال يحلل على « مزاجه».. ويكتب «على كيفه». هناك من أدمن الجلوس فى المكاتب المكيفة.. حيث يغلق البلكونات، ويغلق الأبواب، ويسمكر الشبابيك.. ثم «ينظر» فى الأحداث.. ويتكلم فى الوقائع.. مرة مدفوعًا بأهداف.. ومرة جهلًا بحقيقة الأوضاع.

نشرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية مقالًا من النوعية التي يكتبها إما مدفوع.. وإما فاقد القدرة على الرؤية من الغربال. 

الآراء الأقرب.. أن شادى حميد كاتب المقال مدفوع.. وقد هرمنا. هرمنا من المنظرين والمهندسين.. كما وصلت الروح للحلقوم من تجار الأوطان وتجار الدم.. وأصحاب الجلابيب البيضاء.. والذقون الطولية المرسلة. 

لا الإخوان كانوا وسطيين.. ولا الشعوب «خصوصا المصريين» يمكن أن يسامحوا الإخوان على ما جرى وكان.

لن يسامح المصريون، من خدعهم بالسياسة، ومن لون لهم فى الكلام، وبينما من تحت الطاولات سعى لأخونة الدولة، وضرب مؤسساتها، وتحريض الشعب على رموزه.. ثم لف ودار لعقد صفقات مشبوهة،

عرض البلد فيها فى المزاد.. وباع وثائق رسمية للأجانب فى الحقائب الدبلوماسية.

عادتهم ولا هيشتروها.. أكثر من مرة تكتب «فروين بوليسى» ما ليس له علاقة بالواقع.. ولا بالوقائع.. ولا بالحقائق. 

هناك من يعمل على إهمال آراء الشعوب.. باسم الحريات. وهناك فى واشنطن، وفى المدن والعواصم الأوروبية، من يكتب «بمثالية أكاديمية» مخالفة للحقائق وللتاريخ.. هذا إذا افترضنا حسن النوايا.. واستبعدنا الجهل المطبق بالتفاصيل وما جرى على الأرض.

هناك من يحاول أن يقلب رجال الإرهاب إلى ملائكة باسم الرأى.. وهناك من لازال يماشى التحريض على الشعب.. باسم الشعب! 

غريبة.. والأغرب أن ترفض «فورين بوليسى» نشر الرد على مقال شادى حميد.

لم نعهد حرية صحافة، تمنع نشر رد صاحب شأن لبيان تدليس واضح.. أو كشف محاولة للتزوير. 

لم نعهد.. اعتبار الرأى الواحد من غير أهله، محصنًا من رد أهله.. ومن حق أصحابه فى رفع الضرر من التلاعب بالكلمات، أو إيقاف محاولة دس سم فى العسل باسم النظرية.. والحرية.. والأكاديمية !

لكن تقول إيه؟

(2)

مرة تانية عادتهم ولا هيشتروها. فورين بوليسى معروف ما لها من آراء واتجاهات، ومناصرين وتيارات داخل الإدارة الأمريكية.. لذلك متوقع منها ما يصدر.. متوقع أكثر ما ينشر فى كثير من الأحيان من محاولات قلب الحقائق.. ومحاولات تزييف.. ومحاولات لعب بالتاريخ.. ومحاولات لعب بمصائر الشعوب.

مقال حميد تحريضى بامتياز.. تحريضى على شعب اختار قيادته فى 30 يونيو.. وتحريضى على جيش امتثل لأوامر شعبه.. فنزل الشارع حماية للمصريين من قنابل الإرهاب المفخخة.. على محطات الأوتوبيس وفى الحوارى والشوارع الضيقة.

اكتسب عبدالفتاح السيسي أكثر من شرعية فى مرحلة امتدت عشر سنوات.. حتى الآن.

بدأت شرعية السيسي من استدعاء المصريين، ثم شرعية قراره بالنزول على رغبة المصريين، ثم شرعية التفويض.. كل هذا إلى جانب شرعية صندوق الانتخابات.

مصر دولة.. وشعب اختار من يحكمه بنفسه، وبإرادته.

من له أن يمنح نفسه الحق فى الحكم على إرادة الشعوب ؟

ثم.. وهذا الأهم، من هؤلاء المنظرين من كان فى إمكانه أن ينقذ المصريين من شرور الأمور.. ورعاة الإرهاب وتجار الدم.. بينما هم فى الشوارع يطالبون السيسي باستعادة البلد.. بينما كان هناك فى مكاتب واشنطن من يحاول أن يحسم معركة الشعب.. لصالح إخوان الإرهاب؟ ولصالح هدم مؤسسات الدولة؟ ولصالح الدس بين الشعب وجيشه؟ ولصالح مؤامرات خارجية كادت أن تسلب مصر.. ليس أمنها واستقرارها فقط.. إنما أيضا كادت أن تسلبها السيادة.. وعوائد ثرواتها. 

أعادت 30 يونيو الأمور إلى نصابها. أعاد عبدالفتاح السيسي الدفة فى الطريق للقضاء على الإرهاب.. واستعاد هيبة الدولة وقدراتها. 

بدأ السيسي طريق التنمية.. بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والصعوبات الاقتصادية وعدم اليقين. بدأ عبدالفتاح السيسي إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة.. أولوياته كانت الحماية الاجتماعية لملايين المصريين من الأولى بالرعاية وغير القادرين.

طفرة تنمية على الطريق للمستقبل وضعتها الدولة المصرية على الخريطة المصرية فى عشر سنوات. 

الولايات المتحدة نفسها لم تجد أمام الإرادة الشعبية للمصريين، إلا الاعتراف بـ 30 يونيو محطة خلاص للمصريين.

كانت الولايات المتحدة، بعد عناد، قد أدركت أنها لا بد أن تدعم إرادة الشعب والمسار الديمقراطى والتنموى الواعد.. الذي وضع مصر على طريق حقيقى للمستقبل. 

غريبة.. لا نسطيع أن نفهم للآن مفهوم الحريات التي يصدر معه بعضهم أن وجهات النظر مختلفة، بينما لا يصرون إلا على رأيهم. 

لا نستطيع أن نفهم، كيف لبعضهم أن يتكلم عن الحرية، بينما يتعمد كبت الحريات، ويرفض الرأى من أصحابه.. ويميل للدرجة التي يملى فيها على أصحاب الحقوق.. بياناته.. وتقديراته.. وتخرصاته باسم الديمقراطية.. وحقوق الشعوب! 

(3)

فورين بوليسى ليست محايدة ولا موضوعية. كل ما تحاول المجلة تصديره عن صورتها ليس صحيحًا. كشفت وقائع كثيرة «تخرصات» المجلة، وكثيرا من تهويمات، وخبائث، وآلاعيب من تحت لتحت على صفحاتها.. مرات دعما للإرهاب.. ومرات محاولات تصدير صورة «ملائكية»  لتيارات الإسلام السياسى الراديكالية.. والأسباب مختلفة.

وضعت المجلة جماعة إخوان الإرهاب ضمن ما يسميه كتابها «تيارات الإسلام الوسطى»! 

الحقيقة كلام غريب.. وعجيب.. لا بد أن يضرب عليه المصريين كفا بكف. إذا كان الإخوان وسطيين.. فمن الذي أراق الدماء، وقتل النساء المصريات فى الشوارع، ومن الذي أشعل النيران فى البلد، ومن الذي نظم الاعتصام المسلح فى رابعة، ومن الذي جهز السلاح، وصمم المولوتوف؟

من الذي حاول أخونة الدولة، وبيع وثائقها السرية؟ من الذي تعاون مع الإرهاب فى سيناء وقتها، ثم جاءت اللحظة التي هدد بها المصريون.. بالمقاتلين هناك من المرتزقة أصحاب الملابس السوداء.. الملثمون؟

لا يخلو بعضهم من ممارسات حيل الأراجوزات.. وألاعيب الحواة. تعبنا فى مصر من هؤلاء. بعض هؤلاء هم الذين قادونا فى 2011 إلى الطريق لستين داهية.. وبعضهم كان هو الذي ساهم فى دفع إخوان الإرهاب إلى كرسى الحكم بوهم «الفصيل الوطني»! 

تبين بعد ذلك أن هؤلاء خدعوا المصريين.. وأن هؤلاء احتالوا على الشعب. تبين المصريون كيف كانت المؤامرة، وكيف كان ما يسمى بالربيع العربى خراب مستعجل على البلدان التي مر بها.. وعليها.  كتب شادى حميد فى فورين بوليسى مدافعا عن الربيع العربى. كتب عن مصلحة شعوب بالمنطقة كانت فى الربيع العربى. 

مين شادى حميد؟ هل يعرف شادى حميد عن المصريين.. أكثر مما يعرفه المصريون ؟ 

حميد باحث فى معهد «بروكنجز» بالولايات المتحدة.. ومنظر حريات.. ويبدو أنه أحد المسؤولين عن محاولة تحسين صورة شيطان اسمه الإخوان.. بينما طبائع الأمور.. وقوانين الكون.. أن الشيطان يكذب.. ويقتل.. ويلعب دور الضحية.. ويفجر القنابل.. ويتعاون مع الإرهاب.. ويبيع وثائق الأمن القومى!

يفعل الشيطان كل أمور الشياطين.. لذلك مستحيل  تجميله.