الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
تأجيل الإنجاب .. موضة إنجليزية

تأجيل الإنجاب .. موضة إنجليزية

الظاهرة رصدتها هيئة الإحصاء البريطانية: لقد أصبح تأجيل الزوجين الشابين إنجاب الأطفال وتكوين الأسرة إلى ما بعد سن الأربعين للأم.. موضة.



فقد بلغ عدد الأمهات الجديدات فوق سن الأربعين ضعف ما كان عليه من قبل، وتقول الأرقام إن هناك 28 ألفا و478 حالة ولادة لأمهات فى الأعمار ما بين 40 و45سنة، فى عام 2021 وإن أمهات فى سن الـ45 فما فوق أنجبن 2064 مولودا فى العام نفسه.

 

أى أن فكرة أو ظاهرة الميل إلى تأجيل العائلات الجديدة لعملية إنجاب الأطفال، أصبحت شائعة بين الأجيال الجديدة بعكس ما عرفته أجيال سابقة من المبادرة إلى إنجاب الأبناء والبنات فى أول فرصة بعد إتمام الزواج.

وبالمقارنة، فإن حالات الولادة لدى الأمهات الصغيرات تحت سن العشرين فى الفترة نفسها بلغ عددها 13 ألفا و739.

وارتفع متوسط عمر المرأة الإنجليزية عند الإنجاب ليصل إلى ما فوق الثلاثين عاما.. وهذه هى أعلى سن ولادة منذ بدء السجلات الرسمية سنة 1938. والأرقام تكشف أيضا عن أن متوسط عمر الآباء الآن بلغ أكثر من 33 سنة. 

فما سر هذا التحول الاجتماعى؟

وما هى دلالات هذا فى مجتمع ما بعد وباء كورونا؟

 

 

 

الوظيفة أولا

تقول «كايت ويلتون ديلون» من المكتب المتخصص فى شئون قوانين الأسرة: لقد أظهرت الأرقام التحول الكبير فى النظر لمسألة «الأمومة» لدى الأجيال الجديدة من النساء، وذلك نتيجة تزايد الفرص للحصول على وظائف ومهن أفضل، وأيضا بسبب التقدم الملحوظ فى مجالات الطب.

وتضيف: وليس بعيدا عنا أنه منذ سنوات ليست طويلة كان المعتاد أن تتزوج الشابة صغيرة وتنجب الأطفال فى أقرب فرصة، عموما فقد تغير هذا النمط الآن.. فالنساء الآن يعملن فى مجالات وصناعات تسمح لهن بتحقيق فرص كبيرة فى التقدم المهنى ما يضمن لهن مستويات اجتماعية واقتصادية مستقرة، لذا يعطين تقدمهن المهنى وقتا كافيا، ويؤجلن عملية الإنجاب والأمومة إلى ما بعد تحقيق الاستقرار المهنى والمالى.

وقد وفر لهن التقدم فى عمليات الإخصاب وتجميد البويضات مالم يكن متوفرا لأجيال سابقة، حيث بات من الممكن إنجاب الأطفال فى وقت لاحق، وهو ما لم تعرفه أجيال أمهات هؤلاء الأمهات.

وتواصل: ويجب علينا أيضا ألا نتجاهل حقيقة أن الكثيرين من الأزواج الشباب يريدون ببساطة، أن يستفيدوا من فرص الاستمتاع بحياتهم الزوجية الجديدة، لمدة أطول قبل أن يدخلوا فى مراحل تحمل مسئولية إنجاب أطفال ورعايتهم وتكاليف كل هذا وما يترتب عليه من أعباء ووقت ومال.

وهناك من يرى من هؤلاء الأزواج والزوجات أنه فى الظروف الاقتصادية الحالية التى يمر بها البلد والعالم، فإن الاستقرار الاقتصادى والمالى للأسرة الجديدة لا يتحقق إلا فى وقت متأخر.

والغريب فى الأمر أن هناك إحصاءات تكشف عن وجود ما نسبته 50 % من الولادات قد تمت خارج الزواج، وهذه إشارة جديدة على انتشار ظاهرة الزواج دون زواج.. فالأجيال الجديدة ينتشر بينها مفهوم لا يرى ضرورة فى الإقدام على الزواج الرسمى وإجراءاته وتكاليفه، خاصة أن القوانين والعرف الاجتماعى فى بريطانيا، تتقبل قيام علاقة بين رجل وامرأة دون زواج، باعتبار أن ذلك السلوك يقوم على الحرية الفردية للطرفين. 

تجميد البويضات

وبينت إحصاءات أخرى أن عدد النساء اللاتى قررن حفظ وتجميد بويضاتهن، قد تضاعف خلال فترة انتشار وباء كورونا، حيث شعرت عائلات جديدة كثيرة بالخوف من عدم التمكن من الإنجاب فى ظروف تفشى الوباء، والأوضاع المالية التى انعكست على هذه العائلات الجديدة.

وتكشف آخر الإحصاءات التى تم رصدها لسنة 2020 وأعلنت حديثا، أن هناك فى المتوسط نحو 219 امرأة يقمن بتجميد وحفظ بويضاتهن كل شهر، بزيادة قدرها 19 حالة عن بيانات السنة السابقة، حسب هيئة التخصيب.

وتشير عيادة الهيئة فى لندن إلى أنها شهدت تزايدا ملحوظا فى الإقبال على عمليات حفظ وتجميد البويضات منذ انتشار كورونا، ضمن مخططات عائلية لتأجيل عملية الإنجاب وتكوين الأسرة لمرحلة تالية، وبلغت نسبة المقبلات على هذه العملية حوالى 20 % من مجموع نساء هذا الجيل.

كما أن هناك من أقدمن على تجميد البويضات خوفا من أن تضعف قدرتهن على إنتاج بويضات فيما بعد.