الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مصــــر قـــــدها وقــــــدود

الأزمـات العالميـة استثنـاء.. ومحـاولات إشـاعة اليأس تستهدف الدولة

مصــــر قـــــدها وقــــــدود

أزمة وهتعدى. يا ما دقت على راس المصريين طبول. 



مرّ على الدولة المصرية الكثير. مرت محاولات هدم الدولة نفسها. مرت محاولات القتل فى الشوارع، والدفع بالبلاد إلى حرب أهلية. 

مرت أيام كان حرق المبانى عاديا، وإشعال النار فى مؤسسات الدولة فعلا معتادا نراه فى الشارع كل يوم.

مرت أيام اختفى فيها البنزين والسولار.. والكهرباء.. وهددنا انخفاض الاحتياطى النقدى.. وقاربت الدولة فى ذلك الوقت، فى أيام لا يرجعها ربنا ولن يرجعها، على الهاوية. 

مر على المصريين الكثير. لكن مصر عدت، وخطت، وطلعت بعدما كانت بعد 2011 فى النازل إلى أسفل السافلين.

(1)

الأزمة عالمية.. والأزمات استثناء. وحذار من محاولات بعضهم الإيهام والإشاعة بأن الأزمة مصرية.. ومصرية فقط. 

هذا ليس صحيحا، ولا منطقيا. العالم كله يعانى.. والاقتصاديات الكبرى تعانى. مثال تعامل البنك المركزى الأمريكى نموذج. ليس الفيدرالى الأمريكى وحده، إنما تعامل كل البنوك المركزية حول العالم أكبر إشارة إلى ما يواجهه العالم من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها، وآثارها السلبية.

العالم يعانى.. ليست مصر وحدها. والانسياق وراء من يحاول تصدير إشارات بغير ذلك بيننا.. هو الخطير. 

تصديق أن الأزمة مصرية فقط لا يمكن أن يخلو من نوايا غير خالصة. هى محاولات لإيهام بغير الحقيقى.. وهى أيضا محاولات للوصول بالمصريين إلى روح يائسة، وفقدان أمل.

فقدان الأمل يليه فقدان القدرة على العمل. وفقدان القدرة على العمل معناه عدم التعامل مع الأزمات.. بما تقتضيه أوقات الأزمات. 

سبق وقال عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة إنه لا داعى للخوف. صحيح.. لا داعى للخوف.  لأن داعى الخوف الوحيد لو كانت الدولة ساكتة. الخوف لو الدولة لا تعمل فى كل الاتجاهات. 

لكن الدولة المصرية قادرة وتعمل وتسير فى اتجاهات التعامل الإيجابية. الأهم أن الدولة المصرية تصارح وتكاشف. ورئيس الدولة لا يتوقف عن رسائله للمصريين، بالاطمئنان على قدرة الدولة على التخطى. 

السؤال المهم: هل هذه الأزمة الاقتصادية أول أزمة من نوعها تمر على المواطن المصرى؟

الإجابة: طبعا لا، وطالما تخطى المواطن أزمات أكبر، وصعوبات أشد.

الحل فى المواجهة والعمل والإيمان بالدولة. أهم من العمل على حل الأزمة، هو الإيمان بالدولة واستقرارها.. وقدراتها.

لا بد من دعم الأمل، لا إشاعة التشاؤم. لاحظ أن الذين يشيعون التشاؤم هم من لهم ثأر مع الدولة المصرية، ومع المواطن المصرى، ومع الاستقرار. 

(2)

الحلول مع الأزمات نوعان، نوع إجرائى.. ونوع نفسى. هناك من يلعب على الأمان النفسى لدى المواطن المصرى بتشكيكه وإيهامه وتيئيسه. 

الغرض محاولة الوصول بالمواطن إلى فكرة «انعدام الحلول».. وهى فكرة وهمية ثعبانية.. سرطانية. 

لو انطلق المواطن فى تفكيره من أنه لا حلول تجرى على الأرض على قدم وساق فى دولة كبيرة مدركة وواعية لما تجابهه لانعدمت ثقة المواطن وانعدم أمله.

التشاؤم يؤدى إلى ارتباك فى التفكير.. واسترابة فى الحلول. 

من قال إنه لا حلول؟ من قال إن الإجراءات التى اتخذتها الدولة، وتتخذها، وتراقبها ساعة بعد ساعة، وتدعمها وتطورها حسب الظروف غائبة؟

بالعكس.. الدولة المصرية قادرة على امتصاص الأزمة العالمية أكثر من دول كثيرة أخرى حول العالم.

ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية، وارتفاع نسب التضخم ظاهرة كوكبية منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، لكن فى المقابل ساهمت إجراءات الدولة المصرية فى التخفيف من آثار وانعكاسات تلك الارتفاعات بما اتخذته من إجراءات.

عين الدولة على المواطن الأكثر احتياجا والمواطن البسيط. عين الدولة على حفظ الأرصدة الاستراتيجية من السلع الأساسية. عين الدولة على التعامل بنظريات الاقتصاد المعتادة فى تلك الأزمات العالمية.

رفع الفوائد على الإيداعات البنكية واحد من إجراءات شديدة الأهمية لخفض نسب التضخم، وبالتالى خفض الأسعار. 

ضربت الدولة السوق السوداء للعملة الصعبة، أو تعاملت معه بإجراءات فى الطريق للقضاء عليه. تعاملت الدولة بحزم مع مضاربات بعضهم، ومع استغلال البعض الآخر للأزمة، سواء بتخزين السلع أو إخفائها.. أو رفع أسعارها. 

الاقتصاد القوى ليس معناه أنه لا يواجه أزمات. إنما الاقتصاد القوى هو القادر على امتصاص الأزمات والتعامل معها. 

لا يمكن أن ينكر أحد أن قرار الدولة فى البدء بإجراءات شديدة الشجاعة بإصلاحات اقتصادية هيكلية منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية هو الذى أدى إلى أن تمر علينا الأزمة العالمية هذه بأقل التداعيات. 

لو كان الاقتصاد المصرى، كما كان قبل 2014 لما استطعنا مواجهة الأزمة الحالية. 

لو كان المصرى كما كان قبل 2014، لما توفرت السلع فى الأسواق من الأساس، ولما وجد المواطن البسيط الزيت والسكر.. ولا وجد قوت يومه. 

هذا كلام حقيقى ليست مبالغات.

(3)

اقتصاديات كبرى أخرى حول العالم يعانى فيها المواطن أشد المعاناة. فى ألمانيا تظاهر المواطنون لاختفاء الزيوت من السوبر ماركت. بريطانيا تواجه أزمة فى الخبز.. إذا لم يكن فى ارتفاع أسعاره الشديد، ففى وجوده كثير من الأحيان. 

خذ الأخطر: فى الشتاء الجارى، يواجه المواطن فى دول شمال أوروبا خطر الموت من اضطرابات فى إمدادات غاز التدفئة، والارتفاع غير الممكن تحمله أو التعاطى معه فى أسعار الكهرباء. 

بالحرف.. أكثر من 45 % من الأوروبيين يواجهون خطر «التجمد» هذا الشتاء نتيجة اضطرابات إمدادات الغاز، والوقود، والارتفاعات الخرافية فى أسعار الكهرباء.

فى مصر مازال حتى كتابة هذه السطور أكثر من 84 % من المواطنين يتلقون دعما للكهرباء. 

فى مصر مازال أكثر من 78 مليون مواطن يتلقون دعما تموينيا، ودعما سلعيا، ودعما لأساسيات مستلزماتهم المعيشية. 

هذه أمثلة.. غير أمثلة أخرى، على رأسها استمرار الدولة فى مشروعاتها القومية، لتحسين جودة الحياة، ودعم الأسرة، ودعم الصحة، وتغيير شكل التعليم إلى الأفضل بالمليارات.  هذه أمثلة، غير أمثلة أخرى، من إجراءات تدعم الاستقرار، وتدعم جذب الاستثمارات، وتدعم توفير فرص العمل.

عام 2014 كان معدل البطالة قد اقترب من 15 %. اليوم لا يتعدى معدل البطالة الـ 7 %.  هذه دولة تعمل وتسارع الزمن.. هذه دولة تدرك أن المستقبل لا بد أن يكون أفضل. ثمار جهد هذه الدولة ظهرت آثاره وثماره. لا تدع من يريد أن يعيدك إلى الخلف، ولا تُماشى من يمارس ثأر التشكيك.. ويسعى لأن يتخذ من الكلام الفارغ سلاحا لتهديد أمن الشارع.. وأمانه وثقته. 

الأزمات مواسم الشائعات. الأزمات مواسم الكلام الفارغ، ومحاولات الاصطياد فى الماء العكر. 

استعاد المصريون دولتهم فى 2014 من إرهاب وذقون وجلابيب بيضاء أمسكوا السواطير فى الشارع، وفخخوا محطات الأتوبيس بقنابل صناعة محلية، وحاولوا تحويل سيناء إلى بؤرة إرهاب من أخطر الأنواع. 

هزمت مصر الدولة كل المحاولات. منعت اختطاف الدولة، كما منعت اختطاف المواطن.  تفوقت الدولة على مخطط كونى لإشاعة الفوضى، واختطاف الدولة، واختطاف الأرض، وبيع البلد فى المزاد العلنى بثقة المواطن وإيمان جيشها ومساندته لشعبه.

دعك من محاولات التشكيك.. وحذار من محاولات فت عضد الشارع.. ونزع ثقة المواطن فى دولته وبلاده.. والرموز الوطنية من أبناء هذا الشعب. 

أزمة وهتعدى.. وياما دقت على الراس طبول، وحذار من أفعوانات وتجار أزمات.. سبق واكتشفنا أنهم تجار أوطان.. وتجار كلام.. ساروا بالبلاد بعد 2011 إلى الطريق لستين داهية.. لا يمارسون إلا إطلاق الشعارات.. والكلام الفارغ.