الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصر مركز عالمى لتداول الطاقة

الرئيس خلال استقباله الرئيس التنفيذى لـ بى بى البريطانية
الرئيس خلال استقباله الرئيس التنفيذى لـ بى بى البريطانية

فى إطار الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لقطاع البترول والطاقة والثروة المعدنية، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول «إيجبس 2022» فى دورته الخامسة.. فى أكبر وأهم تجمع دولى وإقليمى لصناعة البترول والغاز فى منطقتى شمال أفريقيا والبحر المتوسط بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من وزراء البترول والطاقة ورؤساء الشركات العالمية والمحلية والمنظمات الدولية للبترول والغاز وخبراء الصناعة البترولية، وذلك بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.



وشهد الرئيس، جلسة حوارية حول «وضع رؤية موحدة لتحول الطاقة بأفريقيا وجهود مكافحة تغير المناخ بالقارة»، استعدادًا لقمة المناخ «كوب 27»، التى تستضيفها شرم الشيخ نوفمبر المقبل.

 

مصر نفذت مشروعات بنية أساسية خلال 7 سنوات بـ 400 مليار دولار
مصر نفذت مشروعات بنية أساسية خلال 7 سنوات بـ 400 مليار دولار

 

وقال الرئيس: «الموضوع الخاص بالطاقة مهم أوى وجزء من القضية التى تمر بها القارة.. وأفريقيا لأسباب تاريخية دائمًا متأخرة واحنا جزء منها.. وبالتالى الثمن ده مش ممكن كدول أفريقية نفضل ندفعه.. مش معقول كدول إفريقية ندفع ثمن الآثار الناجمة عن الفترة اللى كان فيها تواجد استعمارى فى القارة واستغلال مواردها لسنوات طويلة جدًا.. القارة بقت أقل قارات العالم تقريبًا تقدمًا.. وأكثر قارات العالم فى محدودية الدخل، وحجم الفقر والتخلف والجهل ضخم جدًا».

وأكد الرئيس، أن القارة الأفريقية تعانى العديد من المشاكل فى ملف الطاقة، قائلاً: «نصف سكان القارة بدون طاقة.. 400 ألف شخص يموتون بسبب استخدام الخشب ونتيجة مواد أولية جدًا جدًا فى الإشعال.. تفتكروا دول زى كده تستطيع أن تتعامل مع مطالب الطاقة الجديدة والمتجددة». 

وأضاف: «فى مصر نفذنا مشروعات فى البنية الأساسية على مدار 7 سنوات تكلفتها 400 مليار دولار.. ومشروع حياة كريمة يكلفنا 40 مليار دولار.. عشان نقدر نقول إننا بنضع نفسنا فى مجال مناسب.. عاوز تقارن، دولة زى مصر.. عشان أقدر أكون محطة أو مركز للطاقة.. طاقة الكهرباء على سبيل المثال.. لا بد أن تكون شبكة الكهرباء فى مصر وشبكة النقل بتاعتها والتحكم فيها والإنتاج، قادرة على استيعاب النقل إلى دول مثل ليبيا والسودان وإسرائيل والأردن والسعودية.. طب ده موجود فى كل قارات القارة الأفريقية؟».. أنا بقول ده لشركات البترول والغاز الموجودة معانا هنا.

وقال الرئيس: عشان نتكلم على أفريقيا فيما يخص مؤتمر المناخ القادم.. أتمنى أن مؤتمر المناخ القادم يخرج بقرارات موضوعية ومتوازنة وعادلة، متابعًا: «حتى لا يدفع الأفارقة مرتين فاتورة الظروف اللى مروا بها.. البنية الأساسية للقارة الأفريقية عشان تتعمل.. وهنا بتكلم عن تجربة مصرية خالصة، خلال 7 سنوات اللى فاتوا عشان نوصل لحالة الرضا اللى تديها للمواطن فى مصر.. صرفنا ما يقرب من 400 مليار دولار.

وأكد الرئيس أن الدولة المصرية نفذت برنامجًا للإصلاح الاقتصادى، قائلاً: «نفذنا مشروعًا حقيقيًا للاقتصاد المصرى.. وفى أى وقت من الأوقات كنا بنحاول نعمل إصلاح اقتصادى حقيقى.. والمواطن ماكنش عنده استعداد يتجاوب معانا.. لكن لما وجد النتائج والآثار الخاصة بالبنية التحتية تحمل آثارًا اقتصادية صعبة.. بس شاف الواقع نتائجه إيه».

وتابع الرئيس: «نرجع مرة أخرى، أرجو من شركات البترول والغاز الموجود معانا.. توصل صوتنا من دلوقتى وتتحدث بأسمائنا لأسباب إنسانية وأخلاقية واقتصادية.. فأكثر من 50 دولة أفريقية.. تفتكروا أنها جاهزة لتنفيذ التزامات الطاقة الجديدة والمتجددة خلال ال 20 - 30 سنة قادمة.. أرجو إنكم تتابعوا حالة عدم الاستقرار الموجود فى قارتنا، وتنامى الإرهاب والتطرف الموجود فى قارتنا وناجم عن قدرات محدودة».

 

مصر من الدول القليلة فى العالم التى حققت نمواً إيجابياً فى ظل جائحة كورونا
مصر من الدول القليلة فى العالم التى حققت نمواً إيجابياً فى ظل جائحة كورونا

 

 

أضاف: وهذا يحتاج مننا إننا ننظر لإفريقيا مش فقط بإن احنا نعطى فترة انتقالية أكبر للقارة الأفريقية .. لا احنا المفروض لأسباب أخلاقية وإنسانية واقتصادية.. إن أنت تدعم وتقوى قدرة الدولة الأفريقية.. حيث سيكون السوق الأفريقية فى 20 أو 30 سنة القادمين يضم مليارًا ونصف المليار نسمة، وستكون من أكبر القارات اللى فيها نسبة سكان بعد آسيا.. أنت هتحولهم لسوق غنى يقدر يشترى منتجات العالم الصناعى الموجود.

واستكمل: «قدرات أفريقيا متواضعة كدول.. وهو البترول والغاز يساوى إيه.. يساوى المال.. أنت بتحرمنى من المال المتاح دلوقتى فى أرضى .. بعد ما خدت الكلام ده على مدار 50-60-70 سنة اللى فاتوا.. وأنت بقيت غنى وأنا زى ما أنا.. والدول الأفريقية، أنا زى ما أنا فقير.. ولما بقى عندى فرصة تقولى متطلعش بقى.. طب لا.. عاوزين تقولوا أن الأمر ده كده.. إذن الغنى يطلع يدى الفقير». 

وتابع الرئيس: «قولت الكلام ده فى مصر.. لما جت الجائحة العالم تصور إنها نهاية الدنيا.. احنا متصورناش أنها نهاية الدنيا .. لأننا عارفين أن الدنيا مش هتنتهى بالطريقة دى.. وعارفين قدرات الإنسان العلمية.. هذا العقل الجبار اللى ربنا وهبه للإنسان دون المخلوقات الأخرى قادر على التغلب.. واتعاملنا على هذا الأساس، وبالتالى مصر من الدول القليلة فى العالم اللى حققت نمو إيجابى فى الظروف دى، ولم نتوقف.. بل أخدنا إجراءات احترازية وفق معايير منظمة الصحة العالمية.. ولم نتوقف لحظة عن العمل.. قبل الجائحة زى بعد الجائحة بالنسبة لنا.. وأنا بقولكم البشر قادر على تجاوز تغير المناخ.. وبقول للشباب الصغير والأجيال القادمة: لا تنزعجوا من هذه التحديات.. فالإنسان قادر على التغلب عليها.. وهيفضل الإنسان يطور ويكبر ويخلى الكرة الأرضية معجزة كبيرة جدًا». 

واختتم الرئيس كلامه قائلاً: «أقول للشركات اللى موجودة معانا إنها تكون صوتنا من دلوقتى.. حتى شهر نوفمبر المقبل وانعقاد قمة المناخ فى مصر..لازم تراعوا أن القارة الأفريقية محتاجة تعمل بنية أساسية محتاجة أموال من ثرواتها الموجودة.. وعايزة فترة انتقالية أكبر حتى تنتقل من الحالة الموجود دى.. أو للحالة اللى بنتمناها فيما يخص بإستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بشكل أكبر وأوسع من الوقت الحالى الموجود فى قارتنا».

ووجه الرئيس، رسالة لمذيع محطة «سى إن إن» الأمريكية الذى شارك فى إدارة جلسة حوارية، ضمن فعاليات افتتاح معرض ومؤتمر مصر الدولى للبترول، قائلاً: «بنرحب بيك.. وبنقولك عندك فرصة أنك تنزل وتلف مصر.. وتتكلم مع الناس وتشوف الموقف فى مصر إيه». 

 

السوق الإفريقية تضم 1.5 مليار نسمة خلال 20 - 30 عاماً
السوق الإفريقية تضم 1.5 مليار نسمة خلال 20 - 30 عاماً

 

 

بى بى البريطانية

وعلى هامش انعقاد معرض مصر الدولى للبترول «إيجبس»، استقبل الرئيس، برنارد لونى الرئيس التنفيذى لشركة بريتيش بيتروليوم «بى بى»، بحضور طارق الملا وزير البترول.

أكد الرئيس دعم مصر وترحيبها بتطوير علاقات التعاون المشترك بين الجانبين نظراً للتاريخ الممتد للشركة وسوابق نشاطها فى مصر، وهو ما من شأنه أن يعزز من مساعى مصر لتصبح مركزاً لتداول الطاقة فى المنطقة، وموجهًًا بمواصلة التنسيق والتعاون مع الشركة البريطانية، وتذليل أية عقبات قد تواجه أعمالها، بهدف الاستمرار فى تعزيز جهود أبحاث واكتشافات وإنتاج البترول فى مصر، مع التأكيد فى هذا الخصوص على استراتيجية علاقات التعاون والشراكة المتميزة بين مصر وجميع الشركات البريطانية فى إطار العلاقات المتميزة بين البلدين.

من جانبه؛ أشاد برنارد بالقيادة الحكيمة والرؤية الطموحة للرئيس، والتى قادت مصر لتصبح نموذجًا تنمويًا واقتصاديًا ناجحًا على المستويين الإقليمى والدولى، مشيدًا بتميز العلاقات بين مصر وبريطانيا فى مختلف المجالات، ومؤكدًا أن مصر تأتى فى مقدمة الدول التى تولى الشركة البريطانية اهتمامًا بتطوير الاستثمار فيها، فى ضوء المناخ الاستثمارى الإيجابى فى البلاد، بالإضافة إلى ما يتمتع به قطاع الطاقة فى مصر من فرص واعدة، خاصةً فى ظل الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوى. أباتشى الأمريكية

كما استقبل الرئيس، جون كريستمان رئيس مجلس إدارة شركة أباتشى الأمريكية المتخصصة فى مجال بحث واستكشاف البترول، بحضور طارق الملا وزير البترول، حيث أكد الرئيس تقدير مصر لحجم أنشطة واستثمارات شركة أباتشى الأمريكية فى مصر، والتى تسهم بشكل كبير فى عمليات الاستكشاف والإنتاج للغاز والبترول، بما يدعم هذا القطاع بصورة محورية ويساهم فى جهود تحول مصر إلى مركز إقليمى لإنتاج وتداول الطاقة فى شرق البحر المتوسط، وتطلع مصر لتعزيز أنشطة شركة أباتشى واستثماراتها فى مصر سعيًا لزيادة الاستكشافات فى مجال الغاز والبترول ولتعظيم استفادة الدولة من مواردها الكامنة لصالح الأجيال الحالية والقادمة، وذلك فى إطار عمق علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة فى جميع المجالات.

من جانبه، أعرب رئيس شركة أباتشى عن اعتزازه وتقديره لمقابلة الرئيس، مؤكدًا على محورية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والشركة، وحرص الجانب الأمريكى على ترسيخها وتطويرها، ومشيدًا بما حققته مصر تحت قيادة الرئيس على صعيد النمو الاقتصادى والطفرة التنموية الملموسة التى تشهدها البلاد، بما انعكس على التطور اللافت فى مجال الطاقة وتنوع مصادرها، وكذلك فى مستوى البنية التحتية للدولة بوجه عام ولقطاع البترول والغاز بوجه خاص، بالإضافة إلى مشروعات التعاون الإقليمى الجارية للربط ونقل وإسالة الغاز.