الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكـاوى الحـوارى

حارة الدرب الأصفر
حارة الدرب الأصفر

حوارى القاهرة التاريخية لها معالمها وحكاياتها فى كل حقبة بالتغيرات طرأت على بناياتها وسكانها، واختلفت أسباب تسميتها؛ تبعًا لمن عاش فيها أو طبقًا لأرباب الحرف التى اندثر  بعضها وبعضها الآخر لا يزال موجودًا وأحيانًا يحمل اسم صاحب منصب أو مسجد أو قصر.



 

درب اللبانة

من أشهر حارات القاهرة الفاطمية، تجاورها قلعة صلاح الدين، ويرجع البعض تسميتها إلى رواج بيع وتجارة اللبن ومنتجاته فى الماضى، وتوزيعه على أحياء المحروسة.

وهى ذات طابع خاص وموقع فريد فوق سفح عالٍ، تعلو بدرجات سلالم من الناحيتين وبها عدد قليل من الدكاكين، وليس بها عمارة حديثة، فأحدث بيت لا يقل عمره عن نصف قرن من الزمان.

تتميز  درب اللبانة بالطابع الإسلامى، بالإضافة إلى الآثار مثل «بيت المعمار المصرى» الذى أسسه الأخوان عمر وإبراهيم الملاطيلى سكنًا لأسرتيهما فى القرن الثامن عشر.

 

حارة الروم
حارة الروم

 

وفى الحارة بيمارستان المؤدي؛ أحد آثار المماليك الجراكسة، والسلم الأحمر الذى نزل عليه دماء المماليك خلال مذبحة القلعة فسُمى باسمه وتكية البسطامى المخصصة منذ القرن 13 لفقراء الأجانب الوافدين لمصر فى بلاد بعيدة وهى التى رعاها الملك «الناصر بن محمد بن قلاوون»، ثم الملك «الظاهر جقمق»، وظلت تعمل حوالى 90 عامًا بوقف نحو ثلاثة آلاف جنيه فى العام؛ تكفى لكسوة وطعام وشراب ورفاهية كل فقير يقصدها.

و«درب اللبانة» شهدت تصوير العديد من الأفلام، نظرًا لموقعها والمنازل ذات الطراز العتيق، أبرزها فيلم «اللص والكلاب»؛  حيث جسَّد شكرى سرحان دور «سعيد مهران»، عتيد الإجرام، وسكنها المهندس العالمى «حسن فتحى»، الذى أسَّس مدرسة تعتمد على استخدام مواد البناء الطبيعية لتقليل التكاليف وأعاد استخدام القباب ومساقط الهواء وبنى قرية القرنة بالأقصر؛ فكانت مزارًا لكل المهتمين بالعمارة الريفية فى العالم.

الحبانية

سماها المقريزى العبدانية، وقال كانت تعرف بحارة البديعين قبل أن تسمى بالحبانية.

والحبانيون بطن من قبيلة عربية والبعض يقول أنها سُميت بهذا الاسم لأن بعض دورها يشرف على بستان الحبانية الذى أوقفه صلاح الدين الأيوبى على «الخانقاه الصلاحية» التى أنشأها بالقدس عام 1080م، وكانت الحارة تصل بين درب الجماميز والدوادية، واحتفظت تلك المنطقة لوقت كبير فى العصرين المملوكى والعثمانى بالبساتين، ولم تكثف بها العمارة.

ومن أهم العمائر  التى كانت تطل مباشرة على بركة الفيل مدرسة زين الدين الاستادار أو مسجد القاضى زين الدين يحيى؛ وهو الجامع الثالث الذى بناه يحيى زين الدين أيام السلطان جقمق؛ وكان أحد كبار موظفى دولة المماليك، وصادر السلطان قايتباى أملاكه وحبسه إلى أن تُوفى عام 1469م.

وكان للسلطان الغورى دار كبيرة بالقرب من الحارة، موضعها الآن المبانى التى تطل على شارع محمد على المقابلة لجامع قيسون، وفى مدخلها تكية «السلطان محمود» وبجوارها سبيل، وكتاب لتحفيظ القرآن الكريم.

وأنشأها السلطان العثمانى «محمود بن مصطفى خان» عام 1750م وسبيل بشير  أغادار السعادة الذى أنشأه بشير أغا سنة 1718م، تطل إحدى واجهيته على الحارة.

 

بيت السحيمى
بيت السحيمى

 

الخرنفش

الخرنفش هى مادة تتحجر مما يوقد على مياه الحمامات القديمة من الأزبال وكانت تستعمل مع الجير مونة للبناء وقد استخدمها الخليفة العزيز بالله فى بناء القصر الغربي؛ لذا عرف الشارع باسمها.

واشتهرت الحارة بعدما بنى فيها دار فخمة للأمير «سيف الدين أبوسعد خليل» وأنفق فى زخرفتها حينها سبعة عشر ألف درهم؛ وسكن الدار بعده قاضى القضاة «برهان الدين إبراهيم بن جماعة»، ثم اشتراها الشيخ «زين الدين عبدالباسط بن خليل»، وظل أحفاده يتوارثونها إلى أن اشتراها عباس باشا، وجددها وسماها بالإلهامية، لكى ينسبها إلى ابنه إبراهيم إلهامى باشا، وبعد إلهامى اشترى البيت «خليل بك يجن»، ثم منحها الخديو إسماعيل إلى نقيب الأشراف «السيد على البكرى»، بعد أن اضطر لهدم داره بالأزبكية حين شرع فى تنظيمها على الأسس الأوروبية.

وأصبحت الدار  دار  الوزارة فى العهد الفاطمى مقر استقبال المبعوثين والرسل. وعندما قرر صلاح الدين الأيوبى حبس أولاد العاضد آخر الخلفاء الفاطميين؛ تحولت إلى سجن، ثم أنشأ الحاكم بأمر الله بالقرب منها دار الحكمة، وملأها بالكتب من خزائن القصور والمساجد، وأصبحت مقصدًا للأطباء والفقهاء والعلماء.

وداخل منطقة الخرنفش حارة «خميس عدس»، وفيها مبنى دار كسوة الكعبة التى ظلت تعمل حتى 1962 ومشغل كسوة الكعبة الشريفة أمامها حتى الآن وقبله ورش المخارط الحديدية التى أنشأها محمد على باشا.

حارة الأمراء التى كان السكن فيها محرمًا إلا على الأشراف من أقارب الخليفة الفاطمى ولما زالت دولتهم سكن الحارة أخو صلاح الدين شمس الدولة توران شاه.

ويضم «الخرنفش» مدرسة «القديس يوسف» أشهر المدارس الفرنسية فى مصر؛ والتى تعرف بـ «الفرير» وأنشئت عام 1858 م، وتخرج فيها زعماء وفنانون أمثال سعد زغلول، مصطفى كامل، نجيب الريحانى، فريد الأطرش، رشدى أباظة، عبدالفتاح القصرى، والملحن والمطرب داود حسنى.

 

درب اللبانة
درب اللبانة

 

الدرب الأصفر

لا تزال تحتفظ بطبيعتها الجمالية والأثرية، وتفوح منها رائحة التاريخ. وقد أصبحت بنظافتها وبريقها تنافس أجمل المتاحف العالمية المفتوحة للزائرين؛ بعد عملية تطوير شاملة استغرقت نحو خمس سنوات.

يرى البعض أن الحارة سُميت بهذا الاسم لطلاء مبانيها باللون الأصفر، بينما يرى آخرون أنه بسبب انتشار ورش تصنيع النحاس بين جنباتها فى الماضى. وأصبح الدرب يربط بين شارعى الجمالية والمعز، بعد فتحها على بعض عام 1923م. وكان للحارة باب خشبى عند مدخلها أمام مسجد بيبرس الجاشنكير بشارع الجمالية، وأيام الفاطميين كانت الحارة منحرًا لذبائح عيد الأضحى، فكان الخليفة الفاطمى مع كبار رجال دولته يذهبون فى موكب عظيم بعد أداء صلاة العيد إلى الدرب ليشهدوا نحر الأضاحى.

تجسد الحارة فنون العمارة الإسلامية، بداية من العصر المملوكى وما تلاه فى عصور ازدهر فيها البناء وفنون الزخرف، ما انعكس بوضوح على القصور والبيوت المملوءة بالتحف الخشبية والخزفية والزجاجية.

تضم العديد من البيوت الأثرية التى تمتلأ بالمشربيات من الخشب المخروط دقيق الصنع؛ وأكثر بيوت الحارة شهرة بيت السحيمى، وينسب إلى الشيخ «أمين السحيمى» شيخ رواق الأتراك بالأزهر الشريف المتوفى عام 1928.

حوش قدم

هى حارة بمنطقة الغورية حافظت على وقارها وجمال الفن الإسلامى، كانت تسمى خوشقدم؛ أى «قدم السعد أو قدم الخير»؛ نسبة إلى السلطان أبوسعيد سيف الدين خوشقدم، أحد المماليك الجراكسة، الذى تولى عرش مصر 865 وتصمم قصره.

عرفت بداية نشأتها باسم حارة «الديلم» لنزول الجنود الجيلان من شمال إيران والأتراك فيها مع قائدهم الفتكين أبومنصور التركى» غلام معز الدولة؛ فأسكن الديالمة بالحارة، والأتراك درب الأتراك وكانت «الديلم» تبدأ منه مرورًا بالكحكين وحتى حوش قدم الحالية، وكان يطلق عليها فى حجج الأملاك «حارة الأمراء».

يحكى أنه فى اليوم الأول من عام   866 هـ كان «خوشقدم» يجرب مدفعًا جديدًا؛ وصادف ذلك وقت أذان المغرب فكان سرور الناس عظيما، وظنوا أنه ينبههم بموعد الإفطار؛ فقرر السلطان إطلاقه يوميًا؛ وزاد مدفعى السحور والإمساك. وقيل إن المدفع أطلق عليه الحاجة فاطمة نسبة لزوجته.

والحارة العتيقة كانت الملتقى والتجمع الأول لأهالى مصر القديمة فى الاصطفاف وراء سعد باشا زغلول فى ثورة 19.

كان يسكنها التجار ثم تحولت إلى سكن للحرفيين، وأخيرًا كانت قبلة للمثقفين والفنانين عبر شاعر العامية أحمد فؤاد نجم والملحن والمغنى الشيخ إمام عيسى؛ حيث سكنا بها.

وسكن بالحارة أيضًا سمير الإسكندرانى، والنحات محمود اللبان؛ الذى لم يعرف القراءة والكتابة ولم يلتحق بمعاهد الفنون الجميلة.

وتضم آثارًا مملوكية فى مقدمتها منزل جمال الدين الذهبى على الطراز العثمانى، وكان شاهبندر التجار لسنوات طويلة، ولُقِّب بالذهبى لكثرة ما لديه نقودًا ذهبية.

وفى الحارة مسجد الفكهاني؛ الذى أنشأه الخليفة الفاطمى الظافر بنصر الله عام 1148م، وعُرف بالجامع الأفخر، والشائع عن تسميته أن صوفيًا اشترى قنطارًا من الفاكهة، وطلب من الفكهانى أن يوزع منها لكل من يطلب، وراح الرجل يوزعها للغادين والرائحين، وجاءه الصوفى آخر النهار يطلب ما تبقى، وعندما وزنها الفكهانى وجد القنطار لم ينقص شيئا؛ فقال الصوفى له: «وكذلك يكون مالك إن قمت بتعمير المسجد لن ينقص منه درهم»؛ ففعل وأصبح معروفًا بمسجد الفكهانى.

وبنى أسفله حوانيت فكان من الجوامع المعلقة.. وقرر به دروسًا لتحفيظ القرآن الكريم. 

وفى القرن الخامس عشر الميلادى اهتم الأمير يشبك بن مهدى؛ أحد أمراء قايتباى بترميم المسجد وزخرفته، وأزال المبانى التى كانت تحجبه. وفى عام 1736م قام الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلى بإعادة بنائه، بإشراف الشيخ عثمان شلبى شيخ طائفة العقادين والحق به سبيلا يعلوه كُتاب، وبنى بجواره وكالة وسوقا لتجارة الفاكهة.  

ومسجد سيدى أحمد الدرديري؛ أحد علماء الأزهر الشريف ويتبرك به أهل الحارة ويعتبرونه وليًا من أولياء الله الصالحين؛ إذ كان قريبًا من البسطاء والفقراء، وكان الأمراء يخشونه ويلبون مطالبه، وكانت له حمارة يطوف بها لقضاء احتياجات الناس.

 

سبيل وكتاب بشير أغا دار السعادة قديما
سبيل وكتاب بشير أغا دار السعادة قديما

 

 «التمبكشية»

تتفرع حارة التبمكشية من شارع المعز ويقال أنها أول الأماكن التى وطأتها أقدام العثمانيين فى مصر، وسار فيها موكب سليم الأول قادما من باب النصر وصولًا لبولاق، حيث استقر بمعسكر جنوده. وقد اشتق اسمها من «تمباك» بالتركية؛ وتعنى التبغ مضافًا إليها جى نسبة إلى تجار «التبغ»، ثم جمعت جمعا عاميًا على تمبكجية، وحرفت إلى تمبكشية. وفى العصر العثمانى، كان بها وكالات تجارية؛ منها «بازرعة» ذات المعالم المعمارية الرائعة،  التى شُيِّدت عام 1669م. 

وسميت «الكيخيا»، نسبة إلى حسن كتخدا نائب الوالى ولقبه «الكيخيا»، وكانت معدة لبيع الأخشاب، حتى اشتراها محمد «بازرعة» أواخر القرن التاسع عشر، وهو من أصل حضرمى، وخصصها لبيع الصابون النابلسى والبن اليمنى؛ وكانت أول وكالة لبيعه بمصر.

وتضم الحارة «التمبكشية» مسجد الأمير جمال الدين يوسف الاستادار، الذى ولد بمدينة البيرة فى فلسطين لأب واعظ؛ وبعد وفاة والده جاء إلى القاهرة سنة 1368م، وخلع زى رجال الدين لينخرط فى وظائف الدولة؛ حتى وصل إلى منصب الاستادار؛ أى المشرف على بيوت السلطان من مطابخ وحاشية ونفقات وكسوة. عرف عنه التعسف والشدة واغتصاب الأوقاف ومن بينها الأرض التى أقام عليها مسجده عام 1407م، وفى عام 1409م غضب عليه السلطان فرج بن برقوق؛ فأمر بحبسه ومصادرة أمواله وأملاكه، وتم تعذيبه تعذيبًا شديدًا ليعترف على مكان الأموال، وأخيرا أعدم بقطع رأسه؛ لينتهى نهاية مأساوية بعد حياة حافلة.

السقايين 

أما أشهر حوارى حى عابدين، فهى حارة السقايين التى كانت إحدى أشهر نقاط تجمع «السقايين» حتى نهايات القرن التاسع عشر.

وكان  للسقايين دور أساسي فى إخماد الحرائق، وتؤخذ عليهم التعهدات بالحضور وقت الحاجة، ويقومون برش الأسواق والشوارع الترابية لتبريدها فى الصيف وإخماد الأتربة، إضافة لدورهم البارز خلال شهر رمضان والعيدين والموالد والأفراح والطهور وكان أهل الخير يمنحونهم كسوة جديدة فى الأفراح ويطعمونهم اللحوم فى الأعياد. 

وكان المصريون ينتظرونهم للحصول على الماء بـ«تعريفة»؛ ومعرفة الأخبار والأسرار أيضا، لكونهم يدخلون منازل أولياء الأمر والمسئولين، بل كانوا أحيانًا ينقلون رسائل الغرام بين العشاق والمحبين. 

عام 1865م كان بداية نهاية الحرفة، فقد أُقيمت محطة لضخ المياه بالقرب من قصر العينى عند فم الخليج، ومدت أنابيب المياه عن طريق شبكة صنابير. وبعد أن كان هناك 3 آلاف و876 سقا عام 1870، تضاءل عددهم واندثروا. وصارت الحرفة جزءا من موروث لم يتبق منه سوى اسم الحارة.

دير القتلة

تضم معالم أثرية، منها ضريح سيدى عبدالرحمن، الذى يعود إلى العصر المملوكى، و«كراكول» السقايين، وكنيسة «غبريال»؛ إحدى أقدم الكنائس فى القاهرة الخديوية، التى أنشئت بعد أن شرع البابا كيرلس الرابع الملقب بأبو الإصلاح، إلى بناء كنيسة بجوار أول مدرسة أسسها لتعليم البنات فى مصر، فطلب من الخديو سعيد باشا البناء وصدر التصريح عام 1854م، وافتتح المبنى المؤقت للصلاة بالكنسية عام 1858، وتم استكمال بنائها فى عصر البابا كيرلس الخامس البطريرك وتم ترميمها بعد زلزال عام 1992.

ومن أبرز سكان الحارة المستشرق الإنجليزى إدوارد وليم، والحارة تحوى الكثير من الدروب بالإضافة إلى بير القتلة الذى كان يستخدم لاستدراج الجنود الإنجليز وقتلهم أثناء مرورهم إلى قصر عابدين.

يتفرع من حارة القتلى حارة أخرى تسمى «الزير المعلق»، وتغير اسمها إلى «الشيخ محمد المنوفى»؛ حيث كانت تنتشر «الأزيار» أمام بيوت الأغنياء والفقراء معًا فيها.

لكن انتهت حكايات الحارة بعد قرار الخديو إسماعيل أن تتولى النظارة توصيل المياه المجانية وطرد السقايين من الحارة واشترط تراخيص لمديرية العمل سقا.

القربية

أما حارة القربية فقد ذكرها المقريزى كجزء من حارة المنصورية بالدرب الأحمر وترجع تسميتها إلى صناعة القرب من جلود المعاز ليحمل السقا فيها المياه. اندثر بريق الحارة مع التحولات التى طرأت على حرفة السقا.

ولمنطقة القريبة تاريخ أعرق فقد كانت أهم أسواق بيع «سقط المواشى» وكان بها سوق السقطيين، وأول وحدة صحية فى الدرب الأحمر وأول مدرسة أهلية فى القاهرة «القريبة» أنشأها على باشا مبارك سنة 1284هـ، على مبنى بيت تابع للأوقاف.

وتقع زاوية رضوان بك فى الحارة وهى التى أنشأها الأمير رضوان بن عبدالله الفقارى، عام 1650 م ، محل زاوية قديمة للشيخ عويطى وبها قبره وعُرفت بالغربية لتمييزها عن الزاوية الشرقية التى أقامها وسط قصبته بشارع الخيامية الحالى، والتى خصصها لبيع أخفاف الحريم وبعض المصنوعات الجلدية.

كان رضوان بك أمير الحج فى عهد الوالى العثمانى أحمد باشا الأرنؤود وكان صالحًا ملازمًا للصوم والعبادة، حسن السيرة خصوصًا فى بر الحجاز؛ فكان يرسل لأهله صرر المال، وكل من له حاجة بمصر قضاها.

وأوقف هو وزوجته أمينة خاتون على الزاويتين الأوقاف الكثير ولما توفى عام 1656م، دفن بشارع الإمام الليث بين تربتى آمنة قادن، وعثمان كتخدا القازدوغلى.

برجوان

متفرعة من شارع المعزلدين الله الفاطمى وفى العصر الفاطمى كانت الحارة تقع بالقرب من الميدان المجاور للقصر الغربى الصغير بحى «الخرنفش» سميت الحارة بهذا الاسم نسبة إلى الأمير أبوالفتوح برجوان خادم الخليفة الفاطمى العزيز بالله أمير رعاية القصور، وكان خصيا أبيض.

تولى (برجوان) شئون الدولة وكوّن لنفسه طائفة من الجند والمماليك، واستمال المغاربة لكنه سرعان ما جنح للطغيان والاستبداد فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقى وصار يستصغر خليفته الحاكم، واستغل منصبه فى تكوين ثروة ضخمة، وانشغل باللهو والملذات؛ فتعطلت وفسدت شئون الدولة ولم يدرك أن الحاكم قد دخل مرحلة الشباب وصار متنبهًا إلى استبداده حتى قتله الحاكم عام 1000 م.

والحارة سكن فيها أمير الجيوش بدر الدين الجمالى، وبها مدفنه، كما سكنها المؤرخ المشهور تقى الدين المقريزى.

وجدد بوابتها الأمير سليمان أغا السلحدار 1829 م  وسماها سكة برجوان، وكانت قديمًا تغلق بعد العشاء وأهم آثارها جامع أبوبكر مزهر وزاوية نورالدين جولاق، ويقال أنه كان فيها مدفن ابن بدر الجمالى وتم هدمه وبنى عليه مسجد صغير،  والبيت الذى عاش فيه المقريزى وتم هدمه، وقصر للخديوى عباس حلمى الأول، ومكانه حاليًا مدرسة ثانوى صناعى ومساكن شعبية من الخمسينيات.