الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
.. والعــــود أحمــــد

مساحات التواصل بلا أسلاك شائكة

.. والعــــود أحمــــد

عادت مؤتمرات الشباب.. العود أحمد، عادت تجمعات التواصل والجدال.. النقاش والمصارحة والملفات المفتوحة.. والحوارات المتشابكة.



سُنّة جديدة لدولة 30 يونيو.

الحوار للجميع.. والمشاركة للجميع. دعك ممن للآن يتساءل عن جدوى مؤتمرات الشباب. أعرف بعضهم لما فشل فى الحضور خرج غاضبًا يتساءل عما تمثله تلك المؤتمرات!

الواقع أن مؤتمرات الشباب أحدثت حالة من التواصل الدورى بين القيادة السياسية وبين الشباب فى مختلف القطاعات بلا واسطة.. ولا محسوبية ولا توصية من فلان.. وكارت من علان.

غيرت مؤتمرات الشباب صيغاً كثيرة فى دولة أدركت ليس فقط أهمية مشاركة الشباب فى عملية تنمية متسارعة.. إنما دولة أدركت أن المشاركة فى القرار لابد أن يسبقها عملية تأهيل حقيقية.

التأهيل يعنى تدريب.. والتدريب ينبنى على تواصل بلا أسلاك شائكة بين الحكومة وبين الشباب.. وبين المؤسسات وبين أجيال تريد أن تعرف.. وتريد أن تدرى.. ولديها من الأفكار ما يفيد.

(1)

على امتداد أزمنة طويلة مضت دارت المحاولات كلها حول نفسها دون التوصل لصيغة حقيقية واقعية علمية لكيفية فتح قنوات بين الدولة والأجيال الجديدة.

جاءت أيام ما يعلم بها إلا ربنا فى يناير بتوهان شبابى عارم كان واحد من أهم أسبابه قدرات شابة غير منظمة تبحث عن فرصة ولو على أنغام الانفجارات.

صحيح لم يكن كلهم ضحايا، صحيح لم يكن كلهم مدفوعين بالنوايا الحسنة والمتاهات.. بعضهم كانوا متربحين وقتلة.. بعضهم كانوا تجار أوطان وأرزقية شعارات.

لكن هذا لاينفى أن «معادلات الكيمياء» الشبابية فى المجتمع المصرى لم تجد حتى يناير 2011 من يعمل على ترتيبها فى معامل المجتمع، وفق نظريات العلوم.. ووفقًا لمرجعيات التوجه السليم.. مروراً بأنابيب المعامل الشرعية فى الطريق لنتائج معتبرة.

أهم ما فى مؤتمرات الشباب أنها تخطت كل الهياكل المعهودة وكل «الباترونات» المعدة سلفاً.. أو المرسومة بألوان صناعية لخلق حالة جادة وحقيقية للتواصل بين الحكومة والشباب.

الأكثر أهمية أن خلقت مؤتمرات الشباب معادلة غير مسبوقة للتواصل الحقيقى بين الشباب والدولة، ودخلت الحكومة طرفًا ثالثاً.. فى آلية حوار ونقاش مجتمعى تخطت الأمور التنفيذية إلى الخطط المستقبلية وأساسيات الرؤى.. ومنطلقات الحلول.

دخل رئيس الدولة نفسه مؤتمرات الشباب بالورقة والقلم. سجل الملاحظات، ودون وجهات النظر.. ثم عاد وفتح كل الملفات، بلا حدود ولا محظورات.

أزال رئيس الدولة فى مؤتمرات الشباب حواجز الرهبة بين الشباب والمسئولين. وجه عبدالفتاح السيسى ألوف الرسائل على الهواء مباشرة فى مناقشات مفتوحة من شرم الشيخ للعاصمة الإدارية.. ومن مؤتمر الشباب فى الإسماعيلية إلى مؤتمر الشباب فى أسوان بأن تواصل الشباب مع أعلى رأس فى الدولة متاح وممكن.. ومثمر وبنّاء بلا خطوط حمراء.

(2)

أثبتت مؤتمرات الشباب القدرة على التأثير، وأنهت عهوداً من التهميش لقطاع أكبر فى المجتمع كان فى حاجة إلى استيعابه وتطمينه واحتضانه فى عملية تربية سياسية اجتماعية علمية منظمة.. لها قواعد.. ولها أصول.

نقلة نوعية، أحدثتها الفكرة.. ثم رسمها التنفيذ على الأرض بمعادلة كانت المصارحة واحدة من أهم أدواتها.

لأن فى الاعتراف بأن النسبة الأكبر من عدد من الأحزاب فى التاريخ المصرى التى تشكلت فيما بعد يناير 2011، لم تنجح أغلبها فى استيعاب الأجيال الشابة، بعد متغيرات كبرى، وتحولات أكبر لم تشهدها السياسة فى مصر وحدها.. إنما كانت التحولات ما بعد يناير قد انعكست على الاجتماع وعلى الاقتصاد.. كما على ملامح الوجوه وصيغ الأفكار.. وتركيبات المفاهيم.

استعادت مؤتمرات الشباب ما تناثر على الجوانب فى فترة كانت الأصعب فى تاريخنا.. وأذهاننا.

قدمت الفكرة الفرصة.. وفى المقابل قدم الشباب أمام الفكرة أوراق اعتماد أعادت الثقة بين الطرفين.. ومنحت الشباب فرصة معرفة الأزمات، والصعوبات.. والتحديات، والأهم هو يقين بأن حلول أزماتنا لابد أن تبدأ من مدخلات الواقع.. اعتمادا على شفافية.. لمخرجات قابلة للتنفيذ.. بعيداً عن غيبوبة الشعارات.. وإدمان الكلام والسلام.

فتح عبدالفتاح السيسى بمؤتمرات الشباب قنوات غير مسبوقة لطاقات نظمتها الدولة ودفعت بها للمشاركة الحقيقية على الأرض.. لا مشاركة مزيفة مستريبة مازال بعضهم يصر عليها خلف شاشات إليكترونية.. أو من وراء «الكى بورد».