الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لدى أفكار انتخابية لا تتوافر لدى سياسيين محنكين

لدى أفكار انتخابية لا تتوافر لدى سياسيين محنكين
لدى أفكار انتخابية لا تتوافر لدى سياسيين محنكين


فى الوقت الذى نرى فيه كثيرا من الأسماء الرنانة فى عالم السياسة تراجع نفسها فى أمر ترشحها لرئاسة الجمهورية وعيا منها لشعبية الفريق السيسى الطاغية حال ترشحه رسميا للرئاسة، يعلن د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق عن نيته للترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية، ليحصل بذلك على لقب أول مرشح رئاسى محتمل، الإعلان المبكر لم يكن هو الشىء الوحيد المثير فى أمر ترشح د. حامد، لكن خلفيته الأكاديمية والأدبية البحتة وعدم اشتغاله يوما بالسياسة كان مثار تعجب أيضا خاصة فى ظل الظرف الدقيق الذى تمر به مصر هذه الأيام، حاورت د. حامد وسألته عن أسباب اتخاذه هذا القرار وعن ملامح برنامجه الانتخابى وكانت إجاباته فى السطور التالية:


∎ ما الذى دفعك للقيام بهذه الخطوة؟
 
- لدى من الإمكانيات ما يؤهلنى للقيام بها، حيث إننى أجمع بين الثقافتين العربية والأجنبية، من خلال دراستى بالأزهر ودار العلوم فى مصر، وبجامعة السربون فى فرنسا، كما أننى كنت ومازلت مهتما بأسباب ومظاهر التقدم والتخلف فى كل البلاد التى زرتها من العالم وفى مصر بالذات، ومارست العمل الإدارى والأكاديمى بجامعة القاهرة لمدة (14) عاما متواصلة كوكيل لكلية دار العلوم ثم عميدا للكلية إلى أن أصبحت نائبا لرئيس الجامعة إلى جانب معرفتى الجيدة بالجيش المصرى. ففى أثناء تجنيدى به سنوات 68، 70-2791 عملت مترجما للغة الروسية بهيئة البحوث العسكرية، والأهم من ذلك أن لدى علما بكل مشاكل مصر من الألف للياء، فقد عشت حياة بسيطة فى حى الحسين والدرب الأحمر، ولمست مشاكل البسطاء، ولدى حلول كاملة لها.
 
∎ مع الاحترام لكم هذه الخبرات ألا ترى أن الخلفية السياسية ضرورية للترشح لمثل هذا المنصب المهم؟
 
- الخبرة السياسية موجودة لدى واكتسبتها من عملى لمدة ست سنوات كمستشار لوزارة التعليم العالى فى عهد الوزيرين د. مفيد شهاب و د. عمرو عزت سلامة، والمستشار يعنى ملما بكل مايحدث بالوزارة من الناحية السياسية والأكاديمية والإدارية، ثم أن جلوسى على كرسى نائب رئيس الجامعة لمدة ثمانى سنوات متواصلة واحتكاكى بمشاكل كل من فيه من أساتذة وعمال وموظفين وطلاب نمى لدى الجانب السياسى، فجامعة القاهرة كانت بمثابة الدولة المصغرة التى حكمتها لمدة ثمانى سنوات متصلة.
 
∎ لكن ممارسة السياسة على أرض الواقع تختلف تماما عن العمل الإدارى داخل الجامعات؟
 
- لدى أفكار فى برنامجى الانتخابى أفضل بكثير من أفكار سياسيين محنكين وعلى الإعلام أن يغير الصورة النمطية ويبرز ماأمتلكه من خبرات وأفكار وأن يحيد قليلا عن تسليط الضوء عن السياسيين المحترفين خاصة بعدما أثبتوا فشلهم فى الآونة الأخيرة فهم فقط يملاؤن حياتنا ضجيجا بلا فائدة.
 
∎ لكن كثيرا من هؤلاء السياسيين تراجع عن فكرة الترشح وقرر الابتعاد عن المشهد الآن؟
 
- هو أمر غير صحيح، فالجميع لابد أن يشارك فى السباق الرئاسى، وليس من الحكمة تركها لمرشح واحد حتى لو كان السيسى بشعبيته، فترشح عدد كبير هو فى مصلحة مصر دوليا، حتى لا تتحول الانتخابات إلى استفتاء، وهو ماكان يحدث فى عهد مبارك ورفضه المصريون.
 
∎ قلت فى الكتاب الذى طبعته للترويج عن برنامجك الانتخابى أن البرنامج يصلح لأى مرشح آخر ماذا تعنى بذلك؟
 
- أعنى أنه إذا حدث ولم أفز بالمنصب فبرنامجى متاح للمرشح الفائز لكى يطبقه، لأننى على يقين أن مصر لن تتقدم بدون تطبيق الأفكار التى أوردتها فى برنامجى الانتخابى.
 
∎ وماذا لو طلبك الرئيس الفائز لتصبح عضوا فى فريقه الرئاسى لتتمكن من تطبيق هذه الأفكار؟
 
- أرفض رفضا تاما أن أصبح عضوا فى فريق أى رئيس، فأفكارى لكى أتمكن من تطبيقها لابد أن أكون فى منصب الرئيس، وأنا لا أسعى للمناصب التى لازمتنى طوال عمرى، وسعيى لمنصب رئيس الجمهورية لخدمة أبناء وطنى لا لشىء آخر.
 
∎ بصفتك ذا خلفية علمية وجامعية ما الذى أعددته للنهوض بالتعليم فى برنامجك الانتخابى؟
 
- التعليم فى بلدنا متدهور لأن المكان المناسب للتعليم غير متوافر، بداية الحضانة وصولا للجامعات، فالفصول فى المدارس بها أكثر من 90 تلميذا، وهو مناخ يستحيل معه أى تحصيل علمى، وأذكر أن مدرستى بالجمالية كان بها 22 تلميذا فقط، وحتى فى الجامعات فالمدرج يحضر به ألف طالب، فينعدم التواصل بين الطالب والأستاذ، وبالتالى ينتفى التعليم والتحصيل، لأن التعليم عبارة عن حوار بين أستاذ وتلميذ، والحل هو أن يتم إنشاء مدارس وجامعات أكثر فى كل محافظة بها كثافة سكانية، فلا مانع من وجود أكثر من جامعة حكومية داخل المحافظة الواحدة طالما أنها كثيفة السكان وتضطر لإرسال أبنائها لمحافظات أخرى ليسكنوا فى المدن الجامعية، كما لابد من عودة البعثات التعليمية للخارج، فعلى الأقل يسافر ثلث الأساتذة للخارج حتى نواكب متغيرات العصر، أما فيما يتعلق بالمناهج، فلابد من تغيير منهج الرياضيات والعلوم التى يتم تدريسها الآن فى مدارسنا، على أن يتم نقلها كما هى من دول الاتحاد الأوروبى.
 
∎ وعلى الجانب الاجتماعى فهناك شرخ حدث فى المجتمع، وفى المقابل هناك دعوات تدعو للتصالح معهم، كيف ستتعامل مع هذه المسألة إذا وليت رئاسة الجمهورية؟
 
- أنا مع فكرة المصالحة مع أصحاب التيار الإسلامى ممن لم يرتكبوا جرائم منهم، فالتيار الإسلامى فصيل وطنى معارض لا يمكن إزالته من المجتمع، فلو توليت رئاسة الجمهورية سأسمح لهم بعمل أحزاب سياسية ليست على أساس دينى والانخراط بها لفتح القنوات الشرعية للمعارضة لأن إغلاقها سيفجر الوضع أكثر.
 
∎ بمناسبة الأحزاب، ذكرت فى برنامجك الانتخابى أنك مستقل ولن تنتمى لأى حزب هل أحوال الأحزاب فى مصر لا تشجع على الانخراط بها؟
 
- بالفعل، فهناك فوضى حزبية فى مصر، حيث يوجد أكثر من 60 حزبا كرتونيا غير مؤثر فى الحياة السياسية بأى شكل، وهذا المشهد العبثى أربأ بنفسى أن أشترك به.
 
∎ ولكن ماذا عن تمويل حملتك الانتخابية؟
 
- سأعتمد على المجهود البدنى فى الذهاب إلى المرشحين فى قراهم ومدنهم لأشرح برنامجى الانتخابى الذى طبعت منه 90 ألف نسخة وتم توزيعها فى كل أنحاء الجمهورية، لكننى لن أقبل أن ينفق أحد على حملتى الانتخابية، لأن من ينفق الآن ينتظر منى رد الجميل بعد فوزى وهذا ما لا أقبله أبدا.
 
∎ وماذا عن شرط الحصول على 25 ألف توكيل من 15 محافظة، هل ستتمكن من استيفاء هذا الشرط؟
 
- بصراحة هو شرط مجحف فيه تعجيز لأمثالى، وأخاطب الرئيس عدلى منصور أن يعيد النظر فى هذا الشرط خصوصا مع التضييق الحاصل علينا من البداية، فالظروف حتمت علينا عدم وجود خيارات حيث انتفى شرط موافقة 20 عضوا من مجلس الشعب لعدم وجود برلمان، لذلك فتقليل عدد التوكيلات أمر حتمى للتيسير على المرشحين.
 
ڤ أخيرا، هل لديك أفكار يمكن أن نطلق عليها أفكارا من خارج الصندوق تميزك دون غيرك؟
 
- بالطبع لدى العديد من الأفكار المبتكرة، أذكر منها ماشاهدته فى الصين أثناء زيارتى لها كحل لمشكلة العشوائيات، حيث يتولى مجموعة من رجال الأعمال أمر العشوائيات، بمعنى أن يقوموا بإخلائها من سكانها لمدة سنتين يتكفلون فيهما بمصروفاتهم وإقامتهم بأحد الفنادق، على وعد بإعادتهم مرة أخرى بعد بناء المنطقة بشكل منظم، ومن ثم يبنى رجال الأعمال عمارات سكنية ضخمة يسكن فيها السكان الأصليون للمكان وباقى الشقق الخالية يبيعها رجال الأعمال لصالحهم الخاص، وبالتالى تستفيد الدولة ويستفيد رجال الأعمال وتحل مشكلة العشوائيات من جذورها.