الأغانــى الشعبيـــة موضة أم دعـــايـــة لـلأفـــلام؟!

احمد الجوهرى
[if gte mso 9]>
انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة جديدة وهى الأغانى الشعبية ذات اللحن المكون من نغمة واحدة وتوزيع يعتمد على الضجة العالية دون اهتمام بالكلمات، بل إن الكلمات غالبا غير مفهومة أو يصعب فهمها بسبب سرعة غنائها واحتوائها على مصطلحات لا يفهمها سوى فئات معينة من الشعب.
لكن أن تصبح هى اللبنة الأساسية التى يقوم عليها الفيلم كفيلم «جيم أوفر» وفيلم «الألمانى»، وقد اعتمد بالأساس على تلك النوعية من الأغانى، وقد علق مجموعة من الفنانين والنقاد على تلك النوعية من الأغانى قائلين:
د. رضا رجب: أصبحت الأغانى منتشرة وتصنع فى أى مكان دون قواعد. مع تيمة لحن لا تتغير ويضعونها فى أى مكان فى الفيلم وأصحاب الأفلام التجارية يستغلون تلك النوعية من الأغانى للدعاية للفيلم دون التخديم على الحدث الدرامى فى الفيلم، وكل ذلك من أجل الجذب الجماهيرى للمشاهد بالرقص والفجور ليس إلا، وذلك بسبب تقلص دور الإعلام المصرى وقطاع الإنتاج بالإذاعة والتليفزيون، وبالتالى المتحكم فى صناعة الغناء وشركات الإنتاج ويفرضون نجومهم على الساحة، فأصبح الجو المسيطر جوا لدى جى وأصبح أى شخص يمكنه الغناء والمغالاة فى أسعار النوم المتواجدين على الساحة فأصبح السهل هو الغناء الشعبى فطغى على الساحة وخصوصا بعد الغزو اللبنانى الذى يقبض مطربوه بالدولار.
أما الفنان والعازف مجدى الحسينى فيقول: لقد كنت أعمل مع عبدالحليم حافظ، حيث كانت للكلمات معنى وذوق، لكن اليوم أصبح يمكن لأى شخص أن يغنى وهى ظاهرة، والظاهرة لها وقت وستختفى ونتمنى أن تأتى ظاهرة أفضل، لكن مع الأسف عندما تختفى ظاهرة تأتى ظاهرة أسوأ منها، لكن سيبقى الفن الأصيل هو الصامد مثل أغنية «كامننا» فقد أحدثت ضجة كبيرة، لكن أين هى الآن؟
أما الملحن والمطرب ومؤلف الأغانى مصطفى كامل فقد بدأ كلامه قائلا: هى موجة وستختفى عاجلا أم آجلا، لكن لا تقلق فآخر خمس سنوات ظهر أسوأ الأنواع من الغناء والأخلاق وكل شىء ظهر لن يظهر أسوأ مما ظهر فأنا قد غنيت وألفت كلمات ولحنت ومثلت فى أفلام لدى نجاحاتى وإخفاقاتى، ولكن تربيت على الأغانى ذات الكلمات الهادفة والدالة لعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وأحب هذا النوع من الغناء فلدى أغان جميلة سواء فى الكلمات كالحب الحقيقى وأغان جميلة ولدى أغان سيئة، أما بخصوص الأفلام فأنا مثلت أفلاما أيا وأرى أن الفيلم وثيقة تظل خالدة بعد موت الفنان على عكس الأغنية فالأغنية مرحلة وتنتهى، أما الفيلم فهو خالد فى تاريخ الفنان.
وأخيرا يعلق الناقد طارق الشناوى فى لحظات كهذه التى يمر الوطن والشعب بها يرى الخوف والدماء والتقلبات والأحداث السياسية الساخنة والخوف من المجهول فلا مهرب له من كل ذلك سوى الضحك، فهو الوسيلة الأسهل وليحقق ذلك ما أسهل الذهاب إلى دور العرض والضحك أو سماع تلك النوعية من الأغانى، فهى فى النهاية نوع من الأغانى يفضله الناس وليس هناك مشكلة فى هذا النوع من الدعاية أو الأغانى مادام لا تستخدم كلاما خادشا للحياء والآداب العامة، لكن اعتراضى أن تقدم عملا كوميديا ليس به كوميديا أو فنا فيمكن للممثل أن يغنى ويرقص، لكن فى إطار درامى للعمل يخدمه وليس لمجرد فقط الدعاية والضحك.