الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مريم نعوم: أعمالى شوية تفاصيل.. وشوية أحاسيس بنى آدمين!

مريم نعوم: أعمالى شوية تفاصيل.. وشوية أحاسيس بنى آدمين!
مريم نعوم: أعمالى شوية تفاصيل.. وشوية أحاسيس بنى آدمين!



مريم نعوم الصغيرة حجما وسنا، الكبيرة عقلاً وموهبةً.. دائما ما تثير جدلاً بأعمالها.. منذ البداية فى واحد صفر.. وصولا لتحت السيطرة - مهما كان زحام الأعمال دائما أعمالها فى الصدارة.. تقلب الموازين.. يغضب البعض ويستمتع الكثيرون.. قالوا إن السر فى ثلاثى العمل نعوم مع أبوذكرى وكريم.. لكن فى عملها الأخير تغير المخرج والإبداع واحد..
 المخرج تامر محسن المخرج الشاب المبدع أيضا والجدير بالذكر أنهما كان يربطهما زواج أثمر مروان الطفل ذا الثمانى سنوات، إلا أن هذا الزواج انتهى فى 2011، ولكن استمرت العلاقة الإبداعية، حيث ظلا يبحثان ويدرسان معا ولمدة خمس سنوات فكرة مسلسل تحت السيطرة وكتبا القصة سويا التى دارت أحداثها حول الإدمان وخطورته وكيفية التخلص والتعافى منه.. مريم نعوم تعد الآن السيدة الوحيدة التى أثبتت نفسها وحققت اسما تثق به أى شركة إنتاجية.. حتى إن هالة غاندى كاتبة مسلسل الكابوس هى إحدى تلميذاتها فقد كانت معها فى ورشة موجة حارة وكتبت حوار مسلسل سجن النساء.. نتحدث فى حوارنا مع نعوم كالعادة بصراحة وبدون تحفظات.
• دائما ما تثير أعمالك ضجة حتى من الحلقة الخامسة.. هذه المرة أنت محرضة وقدمت مادة تعليمية للإدمان؟
- طيب.. أولا هذه رؤية مخرج.. فأنا اكتفى بكتابة أن فلانا يضرب ويسقط.. أو يضرب ثم كذا.. إلا إذا كان هناك ضرورة درامية كبنت بتضرب فى رقبتها لتنتحر.. أو أخرى تضرب فى قدمها فتصاب بالشلل.. لكن ما دون ذلك هذا شغل إخراج.. رغم أننى لم أرى تفاصيل لدرجة أنها تكون تعليمية بل بالعكس.. لكن الفكرة أن الناس تعودت على تجميل الأشياء.. والبعد عن الواقع.. هذا جانب من جانب آخر.. من دراستى والجلسات التى قمت بها لن يجرب أحد إلا إذا كان عنده سمات إدمانية.. لذا يجب على الأهل أن يحذروا وينتبهوا من الصفات الشخصية لأولادهم.. خاصة المراهقين.
• ماذا تعنين بكلمة سمات إدمانية؟
- حسب التعريف العلمى الذى توصلت له خلال دراستى السنوات الماضية هو الشخصية التى تتسم بالتطرف.. فى أى شىء، يتمسك بالأشياء بشكل مرضى.. يحاول لفت النظر بعنف.. أو انطوائى بشكل كبير.. كل صفة عنده تكون موجودة إكستريم.. أو مر بتجربة انتهاك جسدى ولم يستطع نسيانها.. لذا الهدف من هذه المشاهد كان للتنبيه.. وتوضيح الأشياء التى تستخدم فى الضرب مثل اللمون وللعلم فى مسلسلنا كان جيلا قديما أما الآن فهناك أدوات جديدة.
• قيل أن المسلسل نتاج لتجربة شخصية.. أو لأشخاص قريبين منك.. هل هذا صحيح؟
- لا..  لكن كنت أعرف فى فترة المراهقة بعض الأصدقاء ذهبوا فى هذا الطريق، لكنى لم أكن قريبة لتسجيل التجربة أو معايشتها.
• علمت أنك قابلت أكثر من ثلاثين مدمنا متعافى ومثلهم لم يتعافى.. ماذا كان شعورك وقتها وما الذى تعلمتيه منهم؟
- الحقيقة المتعافون هؤلاء اعتبرهم أبطالا.. لديهم قدرة على المعافرة اليومية والصمود بشكل رائع.. شعرت أننى أحترمهم وأقدرهم.. بالطبع فى قصصهم ألم  فى بدايتها.. تشعرين به مع كل تفصيلة.. لكن عندما تصلى لنقطة أنهم تعافوا بعد كل هذه الرحلة المؤلمة تشعرين بالراحة والفخر أما طبعا بالنسبة لقصص المدمنين فلا تشعرين إلا بالألم فقط.
• عوامل مشتركة
• هل هناك عوامل مشتركة بينهم.. صفات شخصية أو مستوى اجتماعى معين؟
- لا نهائيا لا يوجد أى تشابه فى المستوى الاجتماعى.. لكن ربما كما ذكرنا صفة - الإكستريم - التطرف فى الصفات.. وربما كانوا كلهم يحتاجون أو يفتقدون لاهتمام الأهل أو لا يوجد تواصل.. فيحاولون لفت الانتباه.. فهناك شاب بين بنات مثلا وكن يخفن عليه جدا فكان يريد إثبات أنه رجل.. دائما يريدون إثبات شىء للآخرين.. أو إثبات نفسهم.
• مريم نعوم ملكة التفاصيل.. ما السر فى أن دائما وأبدا أعمالك تهتم بأدق التفاصيل وكيف تصلين لها رغم عدم تجربتك السابقة بها؟
-  أنا أتعامل مع العمل على أنه تفاصيل صغيرة توضع جنبا إلى جنب مثل فن الموزاييك.. وبالطبع الإحساس والمشاعر المصاحبة لهذه التفاصيل.. أدرس كل تفصيلة فى أعمالى سواء فى تحت السيطرة وجلساتى مع المدمنين أو سجن النسا ومقابلاتى مع المسجونات.. أراقب كل شىء لا أسمع قصصا فقط.. بل أراقب طريقة الكلام نظرات العيون.. متى تزوغ ومتى ترتبك.. كيف يتحركان.. متى ينفعلن ومتى يصيبهن الخوف.. يجب أن أشعر بهن.. فى النهاية أنا أكتب عن بنى آدمين إذا لم أحس بهن لن أستطيع الكتابة عنهن أو التعبير عن شخصياتهن.
• عندما تذهبين للمسجونة أو المدمن.. هل يحكى لك عن قصته دون الرجوع لحياته السابقة.. هل تتخيلى أنت رسم الشخصية أم أنك تسألين عن الماضى لتصلى كيف وصل لهذه الحالة؟
- أحيانا أسأل ولكن أراعى أنهم يكرهون الأسئلة.. فأتركهم يروون ما يريدون.. فجلساتى معهم بمثابة فضفضة.. لا أقاطع.. أسمع فقط.. وإذا لزم الأمر أسأل فى أضيق الحدود حتى لا أزعجهم.. فهؤلاء خاضوا تجارب صعبة لا يتحملون الأسئلة والضغط.. وحديثهم معى كرم منهم.. ربما كنت أسأل أكثر فى سجن النسا، لكن كنت أكثر حرصا مع تحت السيطرة.
• وحى خيال
• ماجد الكدوانى.. والمشهد المؤثر والحكاية التى لمست مشاعرنا جميعا.. هل كانت قصة أحد ممن قابلتهم خلال دراستك؟
- لا خالص.. هذا المشهد يعتبر خلاصة لكل المقابلات والحكايات  خلال الخمس سنوات.. وكان كله من وحى خيالى.
• أنت من كتبت حوار المسلسل كاملا؟
- نعم.. ربما تدخل المخرج فى مشهد أو أكثر لكنه كله حوارى.
• كان البعض يشكك فى قدرتك على كتابة حوار كامل بمفردك لذا دائما ما تستعينين بورشة لكتابة الحوار؟
- كنت أنا من كتبت حوار ذات بمفردى.. ولكن ليس عيبا أن أكوِّن ورشة لكتابة الحوار ولولا أننى كنت أدرس الموضوع من خمس سنوات مع تامر بمفردنا وتشبعت بكل الإحساس وحدى لأحضرت من يكتب معى الحوار، ولكن وقتها ما كان أحد ليشعر بنفس الأحاسيس التى تملكتنى خلال الدراسة فكان صعبا.. كما أن العلاقات الاجتماعية فى المسلسل تحمل رأيى الخاص لذا لن يستطيع أحد التعبير عنها غيرى.. لكن ورشة الحوار جيدة لا ضرر فيها.. ولا تنقص منى ولا من أحد ممن يقومون بذلك ولا تقلل من موهبتهم.
• ماذا تستفيدين من الورشة وكيف تخدم العمل؟
- الورشة أولا تخدم الوقت للسرعة.. لأنه ربما لن أستطيع الانتهاء فى الوقت المحدد وأنا راضية عن العمل تماما بسبب ضيق الوقت.. بمعنى أن الورشة تعطينى الفرصة للتجويد والمراجعة.. ومساحة التجويد هى الأهم.
• ماذا تعنين بالتجويد؟
- أقولك.. التجويد هو بعد وضع الحوار كاملا بمعلوماته المنشودة.. أقوم الخطوة التانية بتغييره وكتابته بإحساس.. أكثر منه حوار معلوماتى.. يجب أن يكون مكثفا ونابعا من الشخصية.. أى أن نجعله بنى آدم يتكلم.
وهذا معناه أن المسلسل يكتب مرتين.. وهذا يأخذ الكثير من الوقت.. هناك سبب آخر فى الورشة إذا كنت سأكتب مسلسل لايت كوميدى.. سأستعين بشباب لهم القدرة على ذلك وهذا ليس عيب.. كما أن أعضاء الورشة تكون هذه خبرة لهم لكى يقفوا على أقدام ثابتة لتقديم عمل منفرد كما حدث مع هالة زغندى.. فهالة عملت فى ورشة موجة حارة ثم كتبت حوار سجن النسا ثم الكابوس وحدها تماما وأعتقد أن العمل فى الورشة أعطاها خبرة وثقة جعلها قادرة على كتابة عمل درامى بمفردها.. وهذا أفضل من خوض تجربة دون خبرة والسقوط لأن هذا يعطل خطواته بعد ذلك.
• شاهدت مسلسل هالة «الكابوس»؟
- لم أكمله كله ولكن لأنى أعلم القصة.. فأنا أعرف من القاتل (ضاحكة).
• قرأت السيناريو؟
- لا.. قرأت المعالجة عرضتها هالة على.. لكنى لم اقرأ السيناريو ولم أتدخل فى أى نقطة.
• أنت الآن تُعتبرى السيدة الوحيدة التى وضعت لها مكانا. فى عالم السينما والمسلسلات ما هو إحساسك بذلك؟
- أنا لا أعتبر نفسى سيدة.. (تتدارك نفسها وتضحك) أقصد أنا سيناريست.. بغض النظر عن جنسى.. ولكن ربما أسعد بنفسى أحيانا، حيث إننى أم لطفل وأربيه وحدى وقادرة على المعافرة فى هذا العمل الصعب وتربية طفل فى نفس الوقت.. لكن ربما لو كنت رجلا وأربى طفلا لكنت أيضا أصبحت فخورة بنفسى.
• كانت هناك شائعات عن رجوعك للمخرج تامر محسن مرة أخرى؟
- لا هذه مجرد شائعات.. أنا وتامر مازلنا أصدقاء ونعمل معا ويربطنا مروان والاحترام الكامل طبعا.
• تغيير المخرج كان كسرا لثلاثى دام نجاحه لثلاثة أعمال متتالية ولكن الحمد لله بقى النجاح قائما.. ألم تفكرى فى تغيير البطلة أيضا؟
- عند كتابة العمل لم نكن مقررين من سيقوم بالدور ولكن الدور صعب وكنت أشعر أننى سأكون أكثر اطمئناناً لو نيللى هى البطلة لكنه فى النهاية اختيار تامر محسن.
• تفكرى بتغيير الكاست كاملا بدافع التحدى؟
- علاقة المخرج بالسيناريست أشبه بالزواج.. (ضاحكة) فإذا كنت مرتاحة ليه هتغيرى؟.. لكن لا بالفعل سيكون لى أعمال قادمة بمخرجين وأبطال مختلفين.
• أعرف أن المخرج هو من يختار الممثل ولكن هل أحيانا تعملى وأنت تكتبين دورا لشخص معين؟
- لا نهائيا.. لكن أحيانا بعد تسليم عشر حلقات نعلم من الممثل وهنا أستغل نقاط قوة فى هذا الممثل.
• العمل مع السيدات أسهل أم الرجال؟
- (تضحك جدا) الاتنين صعبين.. هذا المخلوق المسمى بالمخرج المعاملة معه صعبة.. سواء رجلا أو امرأة.. لكن الحقيقة كلما كان صعبا تعرفى أنه مبدع ويكون العمل جيدا.
• ما الجديد؟
- واحة الغروب.. مع كاملة أبوزكرى.. وعمل آخر لكن بدون تفاصيل وأفلام سينيمائية أيضا دون تفاصيل.
• هل هناك مخرج تتمنين العمل معه؟
- أحب جدا العمل مع محمد ياسين مرة أخرى أحب عمله جدا.. هانى خليفة مثلا.. وأتمنى أن أعمل جدا مع الأستاذ داوود عبدالسيد.. لكنه للأسف يخرج أعماله.•