الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصطفى جعفر: «العدوى» كان حلما اجتهدت فى كل تفاصيله

مصطفى جعفر:  «العدوى» كان حلما اجتهدت فى كل تفاصيله
مصطفى جعفر: «العدوى» كان حلما اجتهدت فى كل تفاصيله


وأنت تشاهد «الصعلوك» ويظهر أمامك مولانا «العدوي» فى لقطات عابرة ليرشد محروس وينير له طريقه، لن تمر أمامك شخصية العدوى مرور الكرام، ملامح مصرية صريحة وهادئة  أداء رزين وغير مفتعل رزانة غير مبالغ فيها، مصطفى جعفر فنان شاب ترك وظيفته فى التسويق وإدارة الأعمال وعمله فى الولايات المتحدة الأمريكية ويغامر بكل هذا ليعيش فى مصر ويحقق حلمه بالتمثيل ثم يقف أمام الكاميرا لأول مرة مع النجم «أنطونيو بانديراس» فى فيلم «black gold» ظهر بعدها بعامين فى مسلسل آسيا  ثم إلى الصعلوك وشخصية العدوى التى أعد لكل تفاصيلها  بحماس ورهبة شديدين لتخرج لنا بهذه الجاذبية والنورانية عن العدوى وبدايته من هوليوود وما بينهما تحدثنا مع مصطفى جعفر.

• رغم أننا شاهدناك فى أعمال مصرية إلا أن البداية كانت من هوليوود، كلمنا عن تلك البداية؟
- أنا حصلت على شهادة فى التسويق وإدارة الأعمال من لندن وأمريكا وعشت عمرى كله خارج  مصر باستثناء زيارات سريعة ومنذ 8 سنوات قررت الاستقرار فى مصر. وكنت مهتما بالتمثيل طوال عمرى حتى أثناء عملى بشهادتى  الجامعية والتى تعتبر بعيدة تماما عن الفن واشتركت فى أكثر من ورشة ودروس للتمثيل فى أمريكا وفى لندن، ولكن لم أكن مستمتعا بوظيفتى ولا شكل حياتى ولكن القرار كان صعبا ومغامرة كبيرة لا أعلم عواقبها ولا سلبياتها ولا إيجابياتها ولكن الصورة اتضحت وبدأت أتخذ قرارى منذ استقرارى فى مصر منذ 8 سنوات اتخذت القرار وقررت تحمل مسئولية النتيجة أيا كانت وعلاقتى كانت قريبة للوسط الفنى لطبيعة عمل شقيقى كمخرج وشقيقتى  تعمل فى مجال الإنتاج وبالصدفة علمت من صديقة شقيقتى أنها تقوم بعمل كاستنج لفيلم بطولة «أنطونيو بانديراس» بعنوان «black gold» أو الذهب الأسود فأخبرتها برغبتى فى المشاركة فى تجارب الأداء، وبالفعل بعد فترة طويلة قابلت مخرج الفيلم فى شارع عماد الدين فى وسط البلد، فهو استغرق فى ترتيبات الفيلم حوالى عامين لف فيهما العالم كله ليختار الوجوه المشاركة  إلى أن قابلته فى استوديو عماد الدين.
مشاركتى فى فيلم أنطونيو بانديراس بدور محارب أخرجوه من السجن هو وآخرين  لمحاربة انطونيو بانديراس، فلكى أن تتخيلى حلمى بالوقوف أمام هذه المجموعة من الفنانين  فى أول تجربة  تمثيل لى  وهو ما سبب لى حالة من الرهبة لوضع اسمى وسط هؤلاء العظماء.
• ما الذى غيرته فيك هذه التجربة؟
- أيقنت أن الصبر والمثابرة هما المفتاح لأى شيء وأن مجرد إيمانك بموهبتك   سيجعلك تصلين إلى ما تتمنين مهما كانت الاحباطات والعوائق حولك وبعد الانتهاء من الفيلم وعرضه  لم أقدم أعمالا أخرى لمدة عام ولم أيأس إطلاقا بل وضعت لنفسى سقف طموح ومعايير ودائما فى انتظار الأفضل. ومن الفوائد الأخرى لهذه التجربة هو التكنيك الذى يتعامل به هؤلاء الفنانين فى دراسة شخصياتهم والإعداد لأدوارهم  والتقمص.
• «آسيا» ثانى تجاربك بعد «Black gold» كلمنا عنها؟
- كلمنى تيمور تيمور مدير التصوير بعد عام تقريبا من عرض فيلم بلاك جولد ليخبرنى عن الدور وأرسل لى المخرج محمد بكير الحلقات لقراءتها ومن هنا قدمت  شخصية الضابط.
• منهج لافسكى
• وإذا ذهبنا إلى الصعلوك، ما تفسيرك لتعلق الناس بشخصية العدوى وملامحها رغم أن مساحة الدور ليست كبيرة  وظهوره فى حلقات قليلة؟
- هناك أكثر من سبب لهذا التأثير  الذى تركته شخصية العدوى على الناس، وهو المصداقية الشديدة والاجتهاد فى تفاصيل الشخصية بعد أن كلمنى المخرج أحمد صالح عن شخصية العدوى أخذت أذاكر الشخصية فترة طويلة جدا فأنا أعتمد عادة فى دراسة الشخصية والإعداد لها على منهج «ستانيس لافسكي» المبنى على  التقمص، ورغم أننى  لا أتقن اللهجة الصعيدية على الإطلاق ولكنى قبلت التحدى واستشرت صديقى الفنان منذر رياحنة عمن يساعدنى فى هذه المهمة ونصحنى بالاستعانة بالمصحح اللغوى «حسن قناوي» وفعلا تركت نفسى له  لشهور طويلة إلى أن وصلت إلى مرحلة الاتقان وتعلم قواعد اللهجة الصعيدية. وبالإضافة إلى منسقى الملابس  ومجهودهم  وتعاوننا معا  والمخرج أحمد صالح وتصورنا للشخصية  وكان العمل كله مسئولية عليا من شهر يناير حتى اليوم.
• كنت مرعوباً
• الجانب الصوفى فى أى عمل سلاح ذو حدين، إما أن يتعلق به الناس جدا أو يكون هذليا إن لم يكن الفنان حذراً، كيف تعاملت مع هذه التفاصيل؟
- هذا هو ما أرعبنى من الشخصية وجعلنى متعلقا بها بدرجة غير طبيعية وأنا أعشق هذه المهنة  وأعشق التحدى وهى فعلا سلاح ذو حدين وكان هذا مهما فى دراستى للشخصية منذ قراءة الورق والنظر لتاريخ الشخصية  وأنه شخصية محبوبة وهناك من يؤمنون به  بدليل أنه عاش فى زمن وفى زمن آخر أُنشئ له  ضريح وهنا صفة ما توافرت فيه وهو الهدوء والرزانة  ويظهر هذا فى مشاهده مع محروس.
• وما ردود الفعل  التى لمستها حول الشخصية؟
- سعيد بمناداة الناس لى فى الشارع  طوال الوقت بـ«العدوي»  وتعلقهم بالشخصية رغم مساحة الدور كما ذكرت إلا أنها لفتت انتباههم، والأهم أيضا أنه هناك صعايدة يقابلونى فى الشارع يسألوننى  «أنت منين من الصعيد»  لمصداقية اللهجة  والأداء.
• على عكس فنانين بدأوا فى مصر ويحلمون بالعالمية، أنت بدأت فى هوليوود ومن ثم إلى مصر، هل وضعت خطة لخطواتك القادمة؟
- الفكرة عندى فى شكل الدور وأهميته  بغض النظر  إذا كانت هنا فى مصر أو فى هوليوود، المهم ما يضيف لى  فإذا  عرض على  دور فى مصر  له قوة وتأثير وفى المقابل آخر فى هوليوود لا يضيف إلى رصيدى  لمجرد أن يكون اسمى شاركت فى هوليوود سأختار العمل المصرى، فهناك الكثيرون سعوا وراء العالمية بأعمال لم تترك أثرا رغم أننا لدينا مخرجون ومؤلفون يقدمون أعمالا قد تصل إلى العالمية. وأنا لدى وكالة أعمال فى الخارج تعرض على أى عمل  مناسب لى. •