أريد رجلا

هيام هداية
لعل أول ما جذبنى إلى هذا المسلسل هو اسمه الذى توافق مع إحدى المقالات التى كنت قد كتبتها فى مجلتى - صباح الخير - حيث البحث عن الرجولة كأخلاق ومبادئ قبل أن تكون نوعا!
ولأكون أكثر صدقا فقد كان أداء أبطال العمل على درجة عالية من الإتقان - على غير عادة كثير من المسلسلات الرمضانية - رغم اختفاء نجوم الصف الأول كما عهدنا معرفتهم وتسميتهم، ولكن تم توزيع الأدوار بشكل أفقى على أبطال العمل الذين كان معظمهم من الشباب، ولعل أبرزهم كان الفنان إياد نصار - سليم - المستشار الصعيدى الذى يعمل على قضايا مهمة تخص الشأن العام، ويتعرض للعديد من المضايقات والتهديدات من رجال أعمال فاسدين حتى لا يتم الكشف عن ملفاتهم المشبوهة، وعلى الجانب الآخر يقع سليم فى حب فتاة قاهرية - أمينة - الإذاعية الشابة التى قلبت حياته وتقاليده التى اختلت مع أعراف والدته - الفنانة العظيمة سهير المرشدى - الأم الصعيدية التى عارضت تلك الزيجة من فتاة قاهرية لا تريد أن تنال هذا الشرف وهو الزواج من ابنها المستشار، الذى كانت تدبر له إحدى الزيجات بفتاة صعيدية وصفتها فى أدبها واحترامها بتعبير يتسم ببساطة وبدائية، حيث قالت لابنها سليم - عندى لك عروسة عمية وخرسة - وبالطبع لم يكن سليم يقبل بهذا الزواج التقليدى غير القائم على الحب والحوار، ولكنه رغم ثقافته ووظيفته الراقية فإنه كان شخصا مترددا، فما أن رفضت الأم الزواج فى البداية لم يتمسك سليم كثيرا بحبيبته فى بادئ الأمر، وكان قد قرر الابتعاد عنها قليلا إلى أن يحسم أمره، مما جعل أمينة تغضب لهذا التجاهل المفاجئ وتصمم أن تعطيه درسا لا ينساه حتى حاول إقناع والدته بالزواج من أمينة، وبالفعل يتم الارتباط بعد كثير من الأحداث، ولكن لم تنته الأزمة بين سليم وأمينة عند هذا الحد، حيث تتضح شخصيته الضعيفة أمام والدته أكثر تدريجيا وتصل الأزمة إلى ذروتها عندما يرُزق سليم بابنتين من زوجته أمينة ثم يحذرهما الأطباء من خطورة أن تنجب مرة أخرى، حيث أصبح الإنجاب يُهدد حياتها.. ولكن تكون والدة سليم هى العائق أمام استمرار تلك الحياة الزوجية، حيث ألحت عليه «يامنة» أمه الصعيدية التى تأبى على ابنها ألا ينجب ذكرا يحمل اسمه فاقترحت عليه أن يتزوج ثانية وتهدده بغضبها عليه فى حال لم يفعل ذلك لعله يُرزق مولوداً ذكراً يحمل اسمه واسم العائلة من بعده.. وبالفعل يتزوج سليم سراً من شابة فقيرة تسكن الصعيد اختارتها له أمه.
وتعرف أمينة بالأمر فتُقرر الثأر لكرامتها التى جرحها ما فعله بها زوجها فى الخفاء فتقوم برفع دعوى عليه مطالبةً بالطلاق، وتثير قضية جديدة تحدث ضجة إعلامية كبيرة حول حق المرأة فى طلب الطلاق فى حال كان الزوج لا ينجب إلا الإناث، وتفيد بأن الرجل هو المسئول عن جين الذكر وجين الأنثى. وتتحول القضية إلى قضية رأى عام يتحدث عنها الجميع. وعن حق المرأة فى الطلاق كما للرجل إذا لم ينجب نوع الجنين الذى تريده. وبأن المساواة فى الظلم عدل، لأنه حتى لو تقدم العلم فى تحديد نوع الجنين المرغوب، فيظل الأمر به نسبة من عدم اليقين فى تحقيقه، ولكن تظل الحقيقة الأكيدة أن الزواج الذى يهدده نوع المولود، كتب على نفسه أن يكون عقيما. •