السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى آخر حواراته.. سامى العدل: عمرى ما رضيت عن نفسى

فى آخر حواراته.. سامى العدل: عمرى ما رضيت  عن نفسى
فى آخر حواراته.. سامى العدل: عمرى ما رضيت عن نفسى


كنت قد أجريت هذا الحوار منذ فترة مع الفنان سامى العدل ليُنشر فى صباح الخير، ولكن لم تُمهلنا الأقدار ليُنشر فى حياته، ولكن ليكون آخر حوار له يُنشر بعد وفاته، رحم الله الفنان سامى العدل الذى سيترك غيابه أثرا كبيرا فى نفوس محبيه ونفوس أصدقائه فى الوسط الفنى.

حول الفن والعائلة، وطباعه الشخصية ومخاوفه الإنسانية، تحدث الفنان سامى العدل إلى صباح الخير عن العائلة وكيف انفرط العقد فى عائلة العدل بمجرد دخوله الوسط الفنى وكيف أصبح اسم العائلة بمثابة علامة جودة على أى عمل فنى، تحدثت بشكل مختلف مع فنان لعل البعض مازال يخشاه بسبب أدوار الشر ذلك النمط الذى حاول هو الخروج منه فى أكثر من عمل، ولكن ما باليد حيلة.
• «آل العدل».. البداية
أنا خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، «العيلة كلها مشيت ورايا» وأنا البداية فى الحدوتة، الدكتور مدحت دكتور ليست له علاقة بالفن، الوحيد الذى كان سابقة فى الفن ولكنه لم يستمر فيه هو الدكتور رمزى أخى الأكبر هو خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، فمنذ أن كان معيدا فى كلية العلوم قرر أن يدرس التمثيل كهواية فقط، ولم يفكر أبدا فى الاحتراف بدليل أنه لم يمثل إلا مرة واحدة فقط ولم يستمر، وكان دائما يقول أنا هوايتى الأولى هى البيولوجيا وهوايتى الثانية هى التمثيل، بدأت فكرة التمثيل تتبلور فى ذهنى فى مرحلة لا أكاد أتذكرها منذ الدراسة وتحديدا فى مرحلة الإعدادى وأنا فى المنصورة، ومثلت أيضا فى مدرسة محمد فريد الثانوية فى شبرا، وعندما قدمت فى اختبارات المعهد للمرة الأولى رسبت فى أول اختبار والتحقت بعدها بكلية التجارة، وفى العام الثانى فى التجارة ذهبت للتقديم مرة أخرى فى معهد الفنون المسرحية، وتم قبولى، ورغم استهتارى وقتها بما درسناه ولكن اكتشفت قيمته فيما بعد، وأتذكر حديثًا بينى وبين أحمد زكى فى منزله بعد عشر سنوات من تخرجنا وقال لى: «كنا عبط لما قللنا من قيمة دراستنا فى المعهد وسخريتنا من علاقة العمارة الإغريقية بالتمثيل أو أهمية معرفة الممثل للكتلة والفراغ، دلوقتى عرفنا قيمتها».
• كنت بداية الحدوتة.. كيف سار باقى الإخوة على هذا الدرب؟
- مدحت كان يكتب الشعر طوال عمره وكان طبيبا ويعمل فى بريمة بترول يظل هناك لمدة شهر وفى القاهرة شهر، فمدة عمله فى البريمة كان محاطًا بالطبيعة والبحر والشعر ويكتب أغانى، وكتب أيامها لعلى الحجار ومحمد الحلو وعمرو دياب، أما «محمد العدل» فكان يعمل مع الشيخ حامد حمد الله صاحب «الرانيا فيلم» وكان يعمل فى شركة مياه «طيبة» واقترح عليه أن يتولى أمور شركة الرانيا فيلم وتخوف محمد لعدم خبرته فى هذا المجال فقال له: «سامى معاك».
وكنت قد أنشات شركتى للإنتاج فى عام 86، فقرروا عام 98 إنتاج فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» معى، ولكنى رفضت وقتها فأنا كنت قدمت «أمريكا شيكا بيكا»، «إشارة مرور»، «البطل» وغيرها من الأعمال، وكنت أريد هذا المستوى من الأعمال، وأنتجوا الفيلم وحقق 33 مليون جنيه أعلى إيراد فى السينما المصرية، وأنشأوا «محمد وجمال ومدحت» العدل جروب، أما شقيقتنا الصغرى و(رمزي) العدل فبعيدان تماما عن هذا المجال.
• وما السر وراء اتجاهك للإنتاج فى البداية؟
- بعد تقديمى لهذه الأعمال الثلاثة الكبيرة فى التليفزيون شعرت برغبة فى الاتجاه للسينما، وكان المتاح وقتها فى السينما فقط أدوار الشر فقط، لابتعاد النجوم المميزين فى هذا الخط وقتها كعادل أدهم وفريد شوقى وغيرهما، ذهبت أدوار الشر معى إلى التليفزيون، ولكن قدر المستطاع كنت أحاول التنويع فى أدوارى، ولا يستطيع أحد أن يقول إننى تم حصرى فى أدوار الشر، لكنى قدمت أعمالا مثل «أحلى الأوقات» و«تفاحة آدم» وغيرهما.
• أنا ونور الدمرداش
فى الفرقة الثالثة من المعهد درّس لى الأستاذ نور الدمرداش مادة مستحدثة علينا وقتها فى المعهد وهى «التليفزيون»، وكان يقدم وقتها سهرات اسمها (الرحلة) بطولة ماجدة الخطيب وصلاح قابيل ومجدى وهبة، وكانت بدايتى فى التليفزيون وقدمت دور شاب صعيدى، وتقاضيت عن هذا العمل أجر ثلاثة جنيهات وعشرين قرشا بعد الضرائب، بعد التخرج أرسل لى نور الدمرداش للمشاركة فى مسلسل بعنوان «زغاريد فى غرفة الأحزان» مسلسل جذبنى اسمه ويشارك فيه حوالى 55 نجمًا بمقاييس هذا الزمن، وشاركت فيه بعد تعذر مشاركة الفنان عبدالله غيث لانشغاله بمسلسل «يا عنترة» فى دبى، ووضع ثقته فيّ وقرأت الدور فى ساعات قليلة وبدأنا تصوير فى الديكور الذى كان قد تم بناؤه، وبعدها قدمت معه مسلسل «خان الخليلي»، وارتبطت به ارتباطًا كبيرًا بعد أن قدمنى للجمهور فى أول أعمالى فى التليفزيون وبعدها توالت أعمالنا معا، وعرفت معنى الشهرة والبطولة فهو كان من أكبر المخرجين فكيف أعمل مع من هو أقل منه، فمثلا بعد تقديمنا لـ«السمان والخريف» لم أقدم عملا واحدا لمدة ثمانية عشر شهرا حتى طلبنى الأستاذ نور مرة أخرى فى عمل آخر وقدمنا أهم مجموعة مسلسلات فى ثلاث سنوات متتالية.
• تعتبر الفنان الوحيد الذى يشارك فى التجارب الأولى لأى مخرج، كيف ترى أهمية هذه المشاركات وهل تستفيد منها؟
- قالوا على أيقونة لكل المخرجين الجدد، فلا يوجد مخرج جديد قدم فيلمًا لأول مرة إلا وطلب سامى العدل وقالوا إننى «فاسوخة حظ» لتقديم العمل الأول، وهذا من أول خالد يوسف، هالة خليل، «ماندو» ابن جمال العدل، «كريم» ابن محمد العدل، أعشق هذه التجارب وأستفيد منهم جدا فهؤلاء الشباب لديهم طاقة غريبة ونزعة مختلفة فى توجيه الممثل أحبها وأستفيد منها.
• كمنتج هل أنت راضٍ عن مستوى الإنتاج فى مصر الآن؟
- أنا أغضب كثيرا ممن يتشدق بالنقد طوال الوقت حول البلطجية وصورتهم فى الدراما وهكذا، ولكن بالفعل هم موجودون فى المجتمع والدراما تعكس هذا المجتمع، ما يحدث أن هناك تيارًا ما، ولكن ليس هناك من يقف أمام هذا التيار بصورة ونموذج مضاد، والجمهور هو الذى ساهم فى انتشار هذه النوعية من الأفلام، وهو من حقق إيرادات لمنتجيها بررت تواجدهم واستمراريتهم، لذلك يجب أن يكون الرقيب داخليا والجمهور هو الذى يمتنع وليس مجرد متاجرة بالكلام وتراشقًا بين الفنانين والمنتجين.
• مرحلة فاصلة
• العمر يضيف لنا ويسرق منا، ماذا أضافت السنوات لك؟
- فى مرحلة ما حدث لى نضوج فكرى حتى على مستوى الإنتاج، فالإنتاج ليس فقط ربحًا و«فلوس»، ففى مرحلة ما انتبهت لمسألة الإنتاج وعلاقتها بالمسئولية تجاه أجيال مهتمة بصناعة السينما وتتأثر بها، لذلك قدمنا مثلا فيلمًا مثل فيلم ثقافى بفكرته الجريئة بدون مشهد واحد خارج وقد أوصلنا الرسالة للجمهور كما يجب، وفيلم «إشارة مرور» الحاصل على جائزة مهرجان القاهرة السينمائى الذى كرم فى العديد من المهرجانات.
• شخصية قوية كما تبدو للجميع، ولكن ما الذى تخشاه وتعتبره هاجسًا لديك؟
- أكبر مخاوفى وهواجسى وحتى أحلامى متعلقة بهذا البلد، فهذا البلد هو أولادى ومستقبلهم، فرعبى أصبح ألا تعود مصر كما كانت، أعلم أنها ستعود قوية، ولكن أتمنى أن تعود كما كانت أخلاقيا فأنا من أبناء شبرا وكل ما أراه الآن من سلوكيات مستحدث على مجتمعنا،  فقدان النخوة والرجولة والجدعنة هى أكبر مخاوفى وأتمنى أن أشاهد مصر كما شاهدتها من زمان.
• هل أنت راضٍ عن كل ما قدمته حتى الآن؟
- عمرى ما رضيت عن نفسى ودائما ما أنتقد نفسى على الشاشة، لذلك عمرى ما شاهدت عملا قدمته على الشاشة، المرة الوحيدة التى شاهدت نفسى وغضبت بعدها، كان فى مسلسل «ريا وسكينة» وكانت الإعادة الرابعة للمسلسل، لأنى دقيق جدا فى التفاصيل وأنقد نفسى باستمرار خاصة فى الشكل وطريقة الأداء وحتى ملابس الشخصية. •