الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هجمـات نسائيـة عارية على ملاعب البطولة

هجمـات نسائيـة عارية على ملاعب البطولة
هجمـات نسائيـة عارية على ملاعب البطولة


على مدار العامين الماضيين كان الخبر الرئيسى القادم من أوكرانيا هو مظاهرة نسائية فى شوارع العاصمة «كييف» اعتراضا على كذا وكذا.. وينتهى الأمر بأن يخلعن ملابسهن اعتراضا وامتعاضا وتحذيرا.

ومع انطلاق المونديال الأوروبى فى أوكرانيا - بمشاركة بولندا ـــ عادت إلى دائرة الضوء وبؤرة الأهتمام ذلك الخبر المكرر الذى ينتظره «المراقبون فى عالمنا العربى» ليطل برأسه مرة أخرى وهو «نساء أوكرانيا يخلعن ملابسهن اعتراضا» وما بين الخلع والخلع.. اختلفت الأسباب، فمن الاعتراض السياسى إلى مقاومة السياحة الجنسية أو بالأحرى الدعارة التى التصقت بنساء أوكرانيا على مدى أكثر من 60 عاما وتحديدا منذ الحرب العظمى الثانية وصولا إلى جائزة التشجيع!!.
 

 
لم أندهش كثيرا من كم التعليقات والانبهار الذى اجتاح المتابعين لكأس الأمم الأوروبية من هذا الجمال الفائق الذى تتمتع به نساء أوكرانيا - تحديدا - بل أننى لم أخف إعجابى بتلك التعليقات التى سجلها الشباب من الجنس الذكرى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتى حملت خفة الدم المصرية لاستثارة غيرة الفتيات المصريات - خاصة - والعربيات - عامة- وهى كلها تتلخص فى جملة ذكرها نجم الكوميديا محمد هنيدى فى فيلم «همام فى أمستردام» للمخرج سعيد حامد «ده أنا كنت باحب صندل فى مصر»!!
 
حقيقة لم أندهش من هذا الانبهار والإعجاب، لأنى عاينته بنفسى قبل 5سنوات خلال زيارتى لمدينتى كييف وأوديسا بأوكرانيا، والتى كانت تجربة فى غاية الغرابة خاصة ذلك الجمال المبهر الذى تتمتع به النساء هناك، فقد كنت أتصور أنه جمال بارد، بياض زاعق بلا روح، وأن الأنوثة قد تكون فى دول أوروبا الغربية.. إيطاليا، فرنسا.. إلخ، ولكننى ـــ وبلا أدنى مبالغة ـــ اكتشفت أنه لاتوجد امرأة فى الشارع أو فى مترو الأنفاق أو فى مكان «مش ولابد» حتى زوجتى فاجأتنى ساخرة «إذا كنا نحن النساء منبهرات بهذا الجمال، فما بالك بالرجال»؟!
بالفعل فإن نساء أوكرانيا ينطبق عليهن التعبير العامى: «زى ما بيقول الكتاب»، وأقصد هنا مواصفات الجمال العامة التى يعرفها المواطن العادى!!
 

 
ما علينا، فالمتابع لمسيرات واعتراضات النساء فى أوكرانيا يجد القاسم المشترك فى إعلان الاعتراض هو «خلع الملابس»، فاجتماعيا وإنسانيا.. خرجت بنات ونساء إلى الشارع الرئيسى للعاصمة الأوكرانية «كييف» معظمهن طالبات الجامعات والمعاهد الأوكرانية و كذلك فنانات ومطربات شهيرات على الساحة الفنية المحلية و نظّمن فعالية احتجاجية لاستقطاب انتباه السلطات إلى معضلة ما يُدعى «سياحة الجنس» وهنّ يحملن لافتات و شعارات جاء فى مضمونها «أوكرانيا ليست بيت دعارة».
 
وسياسيا وأثناء إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2010 فإن درجة الحرارة السياسية المرتفعة فى أوكرانيا كانت كافية لوقاية أربع نساء من درجات حرارة الجو تحت الصفر -لاحظ أن الأمطار تسقط أيضا فى الصيف - بعد أن عرين صدورهن للاحتجاج على حالة الديمقراطية فى أوكرانيا، حيث بدأ الاحتجاج داخل مركز اقتراع، لكن النساء خرجن إلى الطقس البارد ليستقبلهن ضباط الشرطة الذين ألقوا القبض عليهن، حيث قالت إحدى المحتجات للصحفيين «هل ترون ما فعلوه بنا.. أى نوع من الديمقراطية التى نتحدث عنها»!
 

 
وصاحت النساء «لا تبعن أصواتكن» وأضفن أنهن يمثلن جماعة تسمى «فيمين» - المعنية بحقوق المرأة ومقرها كييف - وحملن لافتات كتب عليها «أوقفوا اغتصاب البلاد»، وقالت النساء إن احتجاجهن بسبب غياب حالة الديمقراطية فى أوكرانيا بعد خمس سنوات من الاقتتال السياسى الداخلى المعيق، حيث نزعت النساء ستراتهن المصنوعة من الفرو واتخذن أوضاعا ليلتقط لهن المصورون الذين جاءوا لرؤية مرشح المعارضة فيكتور يانوكوفيتش وهو يدلى بصوته.!
 
كما تظاهرت ست من الأوكرانيات عاريات الصدور، ضد زيارة فلاديمير بوتين - رئيس الوزراء الروسى فى ذلك الوقت - إلى أوكرانيا، وقد تجمعن أمام تمثال للينين فى وسط العاصمة، حاملات أكاليل من الورود وتظاهرن بصدورهن العارية رافعات لافتات مناهضة للزائر، وكتب على إحدى اللافتات «لن ننام مع أقزام الكرملين»، فى إشارة واضحة إلى قصر قامة بوتين، وعلى لافتة أخرى كتب «لن تجعلنا ننحنى لك بهذه السهولة».
 
ثم نأتى إلى ذروة الاعتراض، وكان قبيل انطلاق مباريات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2102» فقد هددت إينا شفشينكو الناشطة الأوكرانية فى منظمة «فيمين» بهجمات نسائية عارية خلال أيام البطولة اعتراضا على امتهان كرامة المرأة فى بلادها وتصويرها للعالم على أنها «بيت دعارة كبير».
 
و أكدت إينا شفشينكو فى تصريحات لصحف أوروبية «أن هناك من يستغل فقر وجهل نساء بلادها لأغراض جنسية، وهو ما ترفضه منظمتها تماما».
 

 
وقالت إينا «على مشجعى المنتخبات المشاركة فى البطولة، عدم العبث مع نساء أوكرانيا حتى لا نعبث معهم»، و «هددت» بهجمات نسائية عارية على ملاعب البطولة وقد تم تنفيذ بعض هذه الهجمات، وها نحن ننتظر مزيدا من التصعيد خلال الأيام المتبقية من عمر البطولة!!.
 
وقالت أنا هوستول منظمة الاحتجاج: نحن على ثقة فى أن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم مهتم بتطوير السياحة الجنسية وبيع الخدمات الجنسية خلال بطولة أوروبا 2012 هذه البطولة لا تتعلق فقط بكرة القدم.. إنها تخاطر بالتحول إلى كارثة إنسانية.
 
وكانت إحدى الأوكرانيات: قد أبدت غضبها من ذلك الأمر بالتعرى أمام كأس البطولة - قبل انطلاق المونديال الأوروبى بأكثر من أسبوع - وهو ما تداولته مقاطع يوتيوب حيث بدأ حراس الكأس مذهلون من تصرف تلك الفتاة وانقضوا عليها حيث أنها تلت ذلك بالقيام بمحاولة بائسة لسرقته وتم إلقاء القبض عليها!.    
 
وترى منظمة «فيمن» أن البطولة ستكون - بشكل عام - جاذبة للسياح الراغبين فى ممارسة الجنس وهى أحد أهم المشاكل التى تحاربها المنظمة.
 
وفى الوقت نفسه حاز فريق من المشجعات الأوكرانيات يدعى «الثعلب الأحمر» على جائزة أفضل فريق للمشجعات فى العالم، حيث كان لهذا الفريق دور كبير فى الترويج لمنافسات البطولة.
 

 
وبالعودة للتاريخ نجد أن نساء أوكرانيا تعرضن إلى الكثير من أعمال الاغتصاب أيام الحروب وعانت النساء الأوكرانيات كثيرا خلال الحرب العالمية الثانية بسبب حوادث الاغتصاب التى حدثت من جيش ألمانيا النازية.
 
ويبدو أن الجمال الأنثوى الأوكرانى سيكون هو «الحصان الأسود» فى يورو 2012 فلا تزال التعليقات تتواصل والانبهار يزداد ولاعزاء للمناضلين المكتئبين!!