الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ الطبلاوى: أنا القارئ الوحيد الذى قرأ القرآن فى جوف الكعبة المشرفة

صاحب الحنجرة الذهبية  الشيخ الطبلاوى: أنا القارئ الوحيد الذى قرأ القرآن  فى جوف الكعبة المشرفة
صاحب الحنجرة الذهبية الشيخ الطبلاوى: أنا القارئ الوحيد الذى قرأ القرآن فى جوف الكعبة المشرفة


الشيخ محمد محمود الطبلاوى نقيب القراء المصريين، وقارئ مسجد الجامع الأزهر، كما لقب بآخر حبة فى سبحة المقرئين، وأطلق عليه لقب (صاحب الحنجرة الذهبية).. بدأ مشواره فى حفظ القرآن وعمره أربع سنوات، وأتم حفظه فى العاشرة من عمره، وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره بدأ فى قراءة القرآن فى السهرات والحفلات القرآنية، كما دُعى لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره..

و حاول (الطبلاوي) الالتحاق بالإذاعة ست مرات كلها باءت بالفشل، لكنه ظل مثابرا حتى اجتاز الاختبارات بامتياز وبإجماع لجنة اختبار القراء، ولأنه يملك طريقة خاصة ومميزة ومدرسة متفردة يتميز بها لم يتطرق لها أحد من قبل ذيع صيته بسرعة فائقة وتمكن من تحقيق مكانة بارزة بين القراء المشهورين على الساحة1980 واتبع مدرسته الكثيرون أمثال المشايخ عبد الفتاح القاضى وأحمد مرعى ورزق خليل حبة، وله العديد من التلاميذ أمثال الشيخ محمد المهدى شرف الدين، وتمكن من تسجيل القرآن الكريم كاملا مرتين مجودا ومرتلا.
• البداية
• كيف كانت النشأة والبداية للشيخ محمد الطبلاوي؟
- ولدت فى قرية (ميت عقبة)» بمركز (إمبابة) فى 14 نوفمبر 1934م، وعند بلوغى سن الرابعة اصطحبنى والدى إلى كتاب القرية لأكون من حفظة كتاب الله، وأتممت حفظ القرآن وتجويده فى سن العاشرة، وكان والدى يتضرع إلى الله أن يرزقه ولدا يحفظ القرآن، وكان شديدا معى، ولكن لمصلحتى، وكانت رحلة الحفظ شاقة وممتعة؛ لارتباطها بكتاب الله، ومن وقتها وأنا علاقتى بالقرآن قوية جداً، فأنا أراجعه مرة كل شهر، ونلت الشهادة العالية فى تخصص القراءات من معهد القراءات فى عام 1956م.
• هل تتذكر أول أجر حصلت عليه؟
- أول أجر حصلت عليه كان ثلاثة جنيهات، وهذا كان مبلغا كبيرا وقتها، حتى بعدها بعدة أشهر ارتفع أجرى إلى خمسة جنيهات، وقتها شعرت أننى وصلت للقمة، وكنت أقرأ للأعيان فى القرى المجاورة لنا، حتى امتدت شهرتى إلى عدد من القرى المصرية.
 • كيف ومتى بدأت دخول طريق الشهرة؟
- طريق الشهرة لم يكن مفروشا بالورد، وتعثرت كثيرا قبل تحقيق الشهرة، ولكن بفضل الله تخطيت كل العقبات وتجاوزتها بالصبر، والحلم، والإصرار، فقد تقدمت إلى الإذاعة ورفضت أكثر من مرة، حتى تجاوزت عدد مرات الرفض ست مرات، بسبب ما يسمى بالانتقال النغمى، فأنا لست دارسا للصوتيات، بل هى موهبة من الله، وهى الحجة التى تصدت لها لجنة من القراء، ضمت عددا من رموز القراءات من بينهم الشيخ (رزق خليل حبة) و(محمد العرابي)، حيث أقرا انضمامى للإذاعة، مؤكدين أن هناك بعض كبار القراء يفتقدون (الانتقال النغمي)، ومع هذا التحقوا بالإذاعة، وفى عام 1970 اعتمدت فى الإذاعة المصرية بعد نجاحى بامتياز، وموافقة جميع أعضاء اللجنة الذين كانوا من كبار القراء والعلماء فى ذلك الوقت، ومن بعدها عرف صوتى طريق الشهرة.
• كان هناك خلاف بين القراء بعد أن حصلت على لقب شيخ عموم المقارئ المصرية؟
- لم تكن خلافات بالمعنى المتعارف عليه، ولكن عندما كنت ضمن الوفد المصرى الإسلامى، المقرر له السفر إلى الهند لحضور مؤتمر دولى، وكان معنا (د. زكريا البري) وزير الأوقاف المصرى وقتها، ولسبب ما تأخرنا عن بدء فعاليات المؤتمر نصف ساعة، فاقترح الدكتور أن أتقدم وفد مصر قبل دخولنا المؤتمر، وبالفعل ما إن دخلت المؤتمر متقدما الوفد حتى قطع رئيس المؤتمر كلامه وقال: (ها هو وفد مصر حضر، برئاسة الشيخ الطبلاوى فتعالوا نرحب بهم، ونبدأ احتفالنا من جديد)، وبعدها لاحظ (د.زكريا البري) قدر الاهتمام والإعجاب بى، فلما عاد إلى مصر منحنى لقب شيخ عموم المقارئ.
• القدوة
• من هو قدوتك من قراء القرآن الكريم؟
- أحب جدا صوت الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ على محمود، والشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ الصيفى.
• وماذا عن علاقتك بالرئيس الراحل أنور السادات؟
- الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يكن كل الحب والاحترام لحفظة كتاب الله، وكان يتصل بى ويدعونى فى المناسبات الدينية فى بلدته (ميت أبو الكوم) بمحافظة (المنوفية) لقراءة القرآن، وكان مستمعا جيدا للقرآن، لدرجة أن الرئيس السادات كان فى أوقات يرسل لنا سيارة رئاسة الجمهورية خصيصا لنقلنا إلى قريته.
 • ماذا عن علاقتك بالملك الراحل خالد بن عبدالعزيز؟
- أكن كل الحب والتقدير لدول الخليج، خاصةً السعودية، فقد أكرمنى الله بالحج أكثر من (20) مرة، وكانت أول مرة أذهب فيها إلى بيت الله الحرام فى عام 1956، وأتذكر موقفا كنت أنا والشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى ضيافة الملك (خالد بن عبدالعزيز) فى السبعينيات، وسأل الوزير (محمد عبده يماني) كم تقاضينا من الأجر؟، فقال له: (150) ريالا، فكان رده  أعطيهما الضعف، وفى عام 1979 تحديدا بعدما سمعنى الملك (خالد بن عبدالعزيز) قال لى (يا شيخ طبلاوى إن القرآن الكريم نزل هنا، وقرئ فى مصر، وطبع فى أسطنبول)، وكانت شهادة كبيرة لنا ولكل القراء المصريين.
• الشيخين
• ماذا عن علاقتك بالشيخين الشعراوى والغزالي؟
- كانت علاقة طيبة للغاية، فتقريبا كان الشاهد الأول على معظم عقود زيجات أبنائى الشيخ محمد متولى الشعراوى، ولم يرد لى دعوة لحضور حفل زفاف من حفلات زفاف أبنائى، وكان الشيخ الشعراوى يكن كل الاحترام والحب لحاملى القرآن، وكان يقدم لهم العون والمساعدة، وكذلك العالم الجليل محمد الغزالى، الذى دعمنى فى الإذاعة، وكان دائما ما يشيد بى وبصوتى، وكانت علاقتنا قوية، وكان بيننا كل ود، وحب، واحترام.
• كيف كان قرار تسجيل القرآن الكريم بصوتك؟
- سجلت القرآن الكريم كاملا مرتين، وهذا هو رصيدى وثروتى الحقيقية فى الحياة، حيث يذاع المصحف المرتل بصوتى فى دول الخليج، بناء على رغبة إذاعاتها، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التسجيلات التى سجلتها فى السبعينيات، وذلك فى المساجد الكبرى بمصر وبعض الدول العربية والإسلامية والأجنبية، وهى تلاوات نادرة، وحفلات خارجية، حيث زرت أكثر من مائة دولة حول العالم، وبدعوات رسمية وخاصة، وتم اختيارى محكما دوليا لكثير من المسابقات الخاصة بالقرآن الكريم، وهذا أمر أسعدنى جداً، فما أجمل أن تكون خادما لكتاب الله.
• كيف جاءتك الفرصة لقراءة القرآن فى الكعبة؟
- أنا القارئ الوحيد فى العالم الذى سمح له بقراءة القرآن الكريم فى جوف الكعبة، حيث كنت مشاركا فى لجنة تحكيم مسابقة للقرآن الكريم فى مكة المكرمة، وبعد انتهاء المسابقة رأيت أحد أفراد (آل شيبة)، وهم ممن يحملون مفتاح الكعبة منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فاقترب منى وقال لى (لابد أن تقرأ القرآن فى جوف الكعبة المشرفة)، وبالفعل قرأت بعض الآيات من كتاب الله، وأعتبر قراءتى فى جوف الكعبة من أعظم وأشرف وأسعد لحظات حياتى كلها.
• النقيب
• باعتبارك نقيبا للقراء المصريين، ماذا قدمت لهم؟
- أسعى دائما لتقديم كل الدعم والمساعدة للقراء المصريين، ودائما أخاطب الدولة لرفع مستوى القراء، من خلال رفع معاشاتهم، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم داخل النقابة.
• وهل تسمح بانضمام محفظات للقرآن الكريم إلى النقابة؟
- بالتأكيد فهن لهن كل الحق فى الانضمام؛ لأن نقابتنا لكل خادم للقرآن الكريم من القراء، سواء من الرجال أو النساء.
• بماذا تنصح القراء الشباب؟
- أهم شيء أن يبتعد القارئ عن مسألة التقليد، ويحاول أن يصنع لنفسه شخصية مستقلة بعيدة عن المشايخ الكبار، وهذه بداية النجاح لكل من يريد أن يعيش خادما لكتاب الله، هذا إلى جانب أن يتعلم القرآن تحت يد شيخ متخصص، ليعلمه كيف تكون القراءة الصحيحة، وعلى كل قارئ أن يكون قدوة للمجتمع الذى يعيش فيه، فيجب أن يقتدى بأخلاق القرآن الكريم.
• هل تلقى قراء القرآن الكريم التكريم اللائق بهم؟
- لا، نحن لم نكرم حق التكريم، ويحزننى جدا عندما أرى بعض الفئات يتم تكريمهم كل عام، ونحن لم نكرم التكريم الذى يليق بنا، ورغم أننا ننتظر التكريم الأعظم والأكبر من رب العباد، إلاّ أننى أناشد الجهات المعنية فى بلادنا أن تكرم خدام كتاب الله.
• ماذا عن سفر القراء إلى قطر وتركيا وإيران؟
- لا أمانع من سفر قراء القران الكريم المصريين إلى قطر وتركيا وإيران، بشرط الالتزام بعدم قراءة القرآن أو الآذان بطريقة تخالف المذهب السنى الذى نتبعه فى مصر. •