الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شيريهان.. وخواطر أخرى

شيريهان.. وخواطر أخرى
شيريهان.. وخواطر أخرى


تفاصيل صغيرة ودقيقة جدا تقفز إلى ذاكرتى وأنا أنتظر شهر رمضان.. وعلى قدر صغرها على قدر جمالها وروعتها.
بائع الطرشى البلدى الذى كنا نتابعه من بلكونة منزلنا بالروضة.. صانع الكنافة والقطايف والصينية المستديرة التى كان يرسم عليها تفاصيل تلك الحلويات، قسم البوليس ذو الدور الواحد والمواجه لعمارتنا وشجرة دقن الباشا التى كانت تظلله وتطلق فى الجو رائحة بديعة طبيعية.
كل ما سبق تفاصيل أراها ناعمة.. أحب أن أحتفظ بها بداخلى كما هى.. أى أستحضر الماضى.. ولا أفكر فى الحاضر.. فقد اختفت شجرة دقن الباشا برائحتها  البديعة.. أما قسم البوليس فقد تم هدمه لتقطن مكانه عمارة طويلة يحمل دوران منها مولا كبيرا لملابس المحجبات، أما بائع الطرشى فقد استعان بعربة أخرى تتقدمها عجلة واختفت العربة الخشب مدببة الأيدى التى كان يسحبها بها.
لا يأتى رمضان دون أن أتذكر الرائعة شيريهان التى استطاعت عبر سنوات من العمل أن تحفر لها مكانا تقف فيه وحدها.. قدمت الفوازير على مدى خمسة أعوام، وكان أولها «حاجات ومحتاجات» ثم فوازير حول العالم وبعدها كانت فوازير «ألف ليلة وليلة» ولمدة ثلاثة أعوام الأولى وردشان ثم عروسة البحور ثم فاطيما وحاليما وكاريما.. التى قدمت من خلالها ثلاث شخصيات مختلفة لتقدم لنا عملا رائعا بكل المقاييس.
لا أحد يستطيع أن ينكر أننا خسرنا شيريهان وهى لاتزال بيننا بعد أن قدمت خمس مسرحيات و25 فيلما أبرزها «الطوق والإسورة» والمتتبع لأعمال النجمة الاستعراضية سيكتشف أنها كانت تختار أدوارها بعناية شديدة فكانت تفضل الشىء المميز الصعب على الرغم من جمالها الشديد، التى كان يمكن لها من خلاله أن تصبح نجمة وبسهولة شديدة، لكنها اختارت الطريق الصعب.
شيريهان نتمنى لو تعودين مرة ثانية.. فقد كنت فنانة متميزة شديدة الخصوصية.
آخر حركة
الشىء الوحيد الذى لم يتغير هو أذان الشيخ محمد رفعت وصوت من السماء.•